الفصل الخامس و العشرون

12.8K 559 9
                                    

تحت شجرة عملاقة ذات جذع كبير و فروع ممتدة
تقع على الحدود بين مملكتي الفامباير و المستذئبين
وقف رجل عجوز يرتدي ملابس سوداء تغطيه من
رأسه حتى أخمص قدميه شعره الأبيض الطويل
كان مسترسلا على جانبي وجهه و يمسك
عصى خشبة في يده من يراها يظن انه راعي
أغنام و لا يعتقد أنها تضم قوى خارقة
قادرة على إحراق مدينة في بضع دقائق...

حرك وولكر عصاه بخفة ثم تمتم ببضع
كلمات بسيطة بالنسبة إليه ليتصدع جذع
الشجرة مصدرا صوت تكسير الخشب
قبل أن يفتح إلى نصفين و يخرج منه
ضوء خافت... دلف العجوز إلى الداخل
ثم إنغلق الجذع كما فتح و عادت الشجرة
إلى وضعها الطبيعي....

في الداخل كان المكان فسيحا و كأنه منزل
صغير و ليس مجرد جذع شجرة... يحتوي
على مختبر و مكتبة سحرية بدل الكتب وضعت
مخطوطات ملفوفة بخيط حريري تحتوي
على صور تتحرك مجسمة محتوى الورقة...

نزع وولكر رداءه السحري الذي كان يرتديه
لحماية نفسه من الأعين المتطفلة..لقد قضى
أكثر من سبع سنوات حتى نجح في صنعه
فهو لم يكن أبدا رداء عاديا بل كان عبارة
عن طاقية إخفاء لا أحد من الخوارق
يستطيع رؤيته أو الشعور بوجوده
مهما بلغت قوته حتى فولكانو ملك
المستذئبين و أقوى مخلوق في ذلك العالم...

فتح قفص ثعابينه الضخمة الذي كان
يحتفظ به في إحدى زوايا كوخه ثم بدأ
في وضع قطع اللحوم...القفص كان يحتوي
على عدة أنواع من الافاعي النادرة
و التي كان يستخدم سمها في صنع تعاويذه
الخاصة على مدار سنين طويلة و تحديدا
منذ أن تم نفيه من مملكة السحرة و الاستيلاء
على حكم من قبل تلك الساحرة أليساندرا
بمساعدة عدة ملوك...

نجا بأعجوبة من ذلك الهجوم و ظل هائما على
وجهه شريدا في الغابات و البراري وحيدا
منبوذا و الأسوأ من ذلك انه كان مطاردا
من قبل الجميع...
ظل خمسة أسابيع بأكملها و هو وقت طويل
جدا بدون مأوى حتى وصل إلى البقعة
بالذات و التي كانت تقع بين حدود المملكتين
المتعاديتين و هي بالنسبة له افضل مكان
يمكنه مراقبة ما يجري من حوله جيدا....
إستجمع باقي قوته و قام بصنع حاجز سحري
حول هذه الشجرة ثم شقها إلى نصفين
و إختبأ بداخلها لمدة سبعة أعوام متواصلة
لا يخرج إلا نادر و لمسافة قصيرة حتى
لا ينكشف أمره....

و بعد تلك المدة نجح في صنع رداءه
السحري و تلك العصا بعد أن قام بملايين
التجارب الفاشلة حتى نجح أخيرا و قد مكنته
هذه الطاقية من التنقل لمسافات طويلة
و التجسس على جميع الممالك بمن فيها
مملكة العنقاوات لأنه كان يخطط لإحياء
نسل عنقاء الظلام الذي تم إبادته منذ
سنوات طويلة...
كي يقوم بالسيطرة عليهم و يقودهم نحو
غزو العالم و الانتقام من أولئك الملوك الذين
قاموا بمحاربته في السابق...

أغلق القفص ثم اتجه نحو بلورته السحرية
و قام بترديد عدة كلمات لتبدأ المياه التي
كانت بداخلها في التحرك و كأنها بحر هائج
قبل أن تهدأ فجأة و يظهر له قصر ذلك الأمير
المعتوه كما يسميه...
امير مصاصي الدماء الذي كان يظن انه
حليف له لكن للأسف وولكر آخر تجربة
مر بها علمته أن لا يثق في أي كان مهما
بلغ وفاءه....
فنفسه فقط من سوف تحفظه أما الآخرون
فسوف يأتي يوما و ينقبلون إلى اعداء
حسب مصالحهم لذلك وولكر لم يخبر
آرثر بكل شيئ بل كذب عليه أيضا....

مجنونة في بلاد المستذئبين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن