41

9.9K 527 46
                                    

كوحش اطلق سراحه للتو، انطلق ماريو
نحو قاعة التدريب حيث كان ماكسيمس
ينتظره  للقيام بجولة التدريب الصباحي
الخاصة بقائدي المملكة، و من حسن الحظ
أن المكان كان خاليا ما عدا ماكس
الذي كان يقوم بحركاته الإحمائية.

إستخدم سرعة دانيال ليصل إليه في لمح
البصر و يعالجه بلكمة فجئية غير متوقعة
أصابت أنفه حتى أرداه أرضا، رفع ماكس
رأسه حتى يستدرك هذا الهجوم الغير عادل
لكن الاخير باغته بلكمة أخرى اسرع و أعنف
ليصرخ بألم و هو يدفعه عنه مهسهسا من
بين أسنانه:

-اللعنة عليك هل جننت؟

رمقه ماريو بتشف و هو يمسد يده
التي كسرت بسبب قوة قبضته التي حطت
على وجه ماكس، منتظرا أن يقوم ذئبه
بعملية الشفاء الذاتي ثم قال:

-تستحق، ألم أحذرك من التخاطر معي
لأجل هذه الأمور التافهة، حتى إن كنت تحتضر
أيها اللعين لا تتخاطر معي عندما أكون في
المنزل، أي جزء من كلامي لا تفهمه أخبرني
كيف تريدني ان أتصرف معك؟

دار بعينيه حول القاعة الخالية ثم أضاف:

- لما تعبث معي أنا من بين الجميع، اقسم أنك تتعمد فعل ذلك؟

كانت نبرة صوته مزيجا من الغضب و التذمر
مما جعل ماكس ينظر إليه و كأن لديه رأسين
قبل أن يريح رأسه مرة أخرى على أرضية
الصالة و ينفجر ضاحكا بكل قوته، الأن فقد
بدأ يفهم سبب هيجان صديقه الغير مبرر
و رغم أنه لمح له مسبقا بأن يتوقف عن
إزعاجه لكنه لم يخبره السبب حتى ظن
انه يمزح معه لا إلا.

ردد بخفوت و هو يحاول السيطرة على
نوبة ضحكه:

-يا إلهي، لا بد و انك تمزح فهذا لايمكن أن
يكون حقيقيا صديقي.

كان ماريو يجول في الغرفة ذهابا و إيابا
واضعا رأسه بين يديه متمتما بتحسر بينما
عيناه كانتا تتأججان بألم حقيقي:

-أنا أحاول جاهدا  أن أصلح ذلك الصدع
في علاقتي مع شقيقتك منذ زواجنا و مؤخرا
بدأت تتقبل حياتها معي دون نفور و كذلك
هجيني دانيال أصبحت تتعامل معه بطريقة
عادية، لكنك دائما تأتي في الوقت الغير
مناسب و تفسد الأمر تماما، مثلا هذا الصباح
كنا نتناول طعام الفطور معا و كنا نتحدث
لكنك أفسدت الأمر بصوت المزعج الذي
دق داخل عقلي و كأنه نعيق غراب.

نبرة صوته تخللها بعض الحزن مما جعل
ماكس يستند على ذراعه بعد أن تمكن ذئبه
هو الآخر من شفاء كسر أنفه و فكه، وقف
مستقيما بجسده الضخم الذي يضاهي
خاصة صديقه قوة و يستمع إلى نجواه
و ما يعانيه دون أن يشعر به أي أحد.

تابع ماريو و هو لا يزال يدق الأرضية
الصلبة بحذاءه و كأنه يعاقبها هي الأخرى
على هذا الضياع الذي كان يشعر به:

-أنا لا أعرف، لا زلت أجهل سبب تقلب
مزاجها الذي لا ينتهي فأحيانا تكون رائعة
و تبادلني نفس مشاعري و أحيانا أخرى
تتحول و كأنها شخص آخر بعيد عني و كأنها
ليست هي نفسها من كانت في اللحظة
الماضية، منذ يومين و هي شاردة و كأنها
في عالم آخر و رغم أنني حاولت كثيرا
أن أعرف ما بها لكننها رفضت إخباري
متحججة بأشياء واهية، تعاملني و كأنني
غريب و لست زوجها الذي من المفترض
أن يكون أمانها و سرها، أحيانا اعتقد
أن ذلك يعود إلى صغر سنها و قلة
تجاربنا في الحياة لكنني أيقنت انها
تتغير إلي شخص آخر فقط عندما تزوركم
في المنزل، كله بسبب شقيقتك كلاريسا
لازالت تحرضها ضدي.

مجنونة في بلاد المستذئبين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن