51

7.1K 468 19
                                    

في الغابة المحرمة و تحديدا أمام كوخ وولكر
السحري، هدر لوسيفر بحنق محدثا شقيقه
بعد أن لمح ذلك الحاجز السحري الذي كان
يضعه شقيقه ليحمي الكوخ من المتطفلين
من الوحوش و كذلك كي لا يحدد الملوك مكانه:

-هل انا حيوان لتسجنني هنا أيها الأحمق ألا
يكفي أنني أمضيت نصف حياتي في ذالك
التابوت اللعين ، هيا
أزل هذا الحاجز قبل أن أدمره لك أريد المغادرة
في الحال، لقد مللت منك و من ثرثرتك الفارغة
حول الصبر و الانتظار.

شتم وولكر بصوت منخفض و هو يراقب
شقيقه الثائر بنظرات تعبر عن ملله قبل أن
يعود محاولا إقناعه أن يهدأ كي لا يتسبب
في فشل خططه:

-لم تمض عاى إستيقاظك سوى سويعات
قليلة لا تكاد تعد على أصابع اليد و ها أنت
ذا تريد إعلان الحرب، أي ورطة أوقعت بها
نفسي كان يجدر بي تركك تتعفن هناك
مائة سنة أخرى لعلك تعند إلى رشدك و تتخلص
من تسرعك هذا، لقد أخبرتك أن تنتظر فقط
بضعة أيام حتى أجهز باقي الجيش لأن عدده
غير مكتمل و لن يصمد خمس دقائق أمام
الممالك الأخرى إذا إتحدوا.

نفخ لوسيفر بامتعاض من محاضرات أخيه
التي لاتنتهي قام بتحريك يده في الهواء
و قد تحولت عيناه إلى الأحمر الدموي مركزا
نصف طاقته نحو الحاجز السحري ليقوم على
الفور بإزالة جزء منه حتى يعبر من خلاله غير
عابئ بصراخ وولكر الذي كان يريد منعه
حتى لا يتأذى فرغم قوة شقيقه التي يعلمها
جميع الخوارق في العالم إلا أن نقطة ضعفه
هي تهوره و تسرعه و هذا مالم يتخلص منه
حتى بعد سباته الذي دام طويلا.

إرتفع بجسده نحو الأعلى و هو يتحاشى
ضربات شقيقه الذي كان يحاول الإيقاع به
و ردعه و من جهة أخرى كان يحاول إعادة
ترميم الجدار السحري خوفا من أن يقوم
برصده أي من أسطول الساحرات االلواتي أرسلتهن
مؤخرا أليساندرا حتى تحدد مكانه بالضبط.

قواه خارت و لم يستطع إصابة لوسيفر الذي
كان يقهقه و كأنه يلعب، رتب ملابسه من خلف
الجدار ثم رفع يده ليشير له بالوداع و هو
لا يكف عن الضحك و إستفزازه مما جعل
وولكر يشتمه بصوت عال و هو يخبره:

-فلتذهب إلى الجحيم أيها المتسرع، أقسم
أنني لن أنقذك مرة أخرى إذا وقعت بين
مخالب ملك الذئاب.

حرك لوسيفر شفتيه باستهزاء قبل أن
ان يختفي من مكانه و يظهر مرة
أخرى على حدود مملكة الفامباير، موطن
والدته قديما.

لم يستطع إخفاء تلك الدهشة التي تجلت
على محياه و هو يشاهد ما عم بها من خراب
حرفيا لم تكن تصلح للعيش حتى الغابة
المحرمة كانت أفضل منها بآلاف المرات.

إنحنى إلى الاسفل ليأخذ حفنة من التراب
المحترق و ينثرها في الهواء لتتجلى له
بعد الصور القديمة التي تظهر لمحات متقطعة من الحروب التي دارت فوق هذه الأراضي منذ
سنوات مما جعلها لا تصلح للسكن.

مجنونة في بلاد المستذئبين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن