||واردةٌ مِن مَجهُول||

الرسالة الثانية والعشرون

وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته، أهلًا بكِ يا لطيفة، أنرتِ، سعيدون بتواصلكِ معنا ونأمل أن نكون عند حسن ظنّكِ.

في البداية، عليكِ أن تعلمي أنّ التّنمّرلا يعني نقصًا بكِ على الإطلاق، بل على العكس، فالمتنمّرون غالبًا ما يشعرون بانعدام ثقتهم بأنفسهم، ممّا يجعلهم يقومون بهذا التّصرف حتى يسترعوا انتباه الآخرين، أنتِ لستِ مسؤولةً عمّا حدث، أنتِ قوية، والمتنمّر هو الضّعيف لأنّه يضايق الآخرين ليُشعر نفسه بالقوّة، و هذا تصرّفٌ في غاية السّوء، نعلم أنّ ما مررتِ به صعب، ولا بأس بالشّعور بالاستياء من ذلك، وأنصحكِ أن تخبري أحدًا بما في داخلك وما تعانين منه ،هذا سيساعدك كثيرًا، وتذكّري أنّه مهما قالوا عنكِ فهو حتمًا غير صحيح، فمثلًا: إن قالوا أنكِ غير جميلة فهذا يعني العكس، فغالبًا ما يكون هذا ناتجًا عن الغيرة، ممّا يعني أنكِ تملكين شيئا لا يمتلكونه ويغارون منكِ بسببه، أريدكِ أن تعلمي أنّ كلًّا منّا له جماله الخاصّ وما يميّزه، لا أحد يملك كلّ شيء، حتّى و إن لم تكتشفي ما لديكِ الآن، فثقي أنكِ ستدركينه فيما بعد، هناك من يملك نقاء الرّوح، الجمال، الذكا،ء قدرةٌ على الإقناع، موهبة، أو شيءٌ آخر... لكلّ واحد منّا ما يميّزه، كوني أكثر ثقةً واعتزازًا بذاتك، وحين تنظرين إلى نفسكِ قولي لها شيئا إيجابيّا، حاولي التّركزي على مميّزاتك، ما الذي يميزك؟ أتملكين موهبةً معينةً؟ ماذا عن دراستك؟ شخصيّتك؟... الجمال ينبع من الدّاخل، إن رأيتِ جمالك فسيطّلع عليه الآخرون، كوني جميلةً من داخلك، لا تسمحي للماضي أن يؤثّر عليكِ وعلى شخصيّتك، أعلم أن ما مررتِ به ليس سهلًا، لكني سمعتُ مقولةً تقول أن الماضي ممكن أن يؤلم لكن إمّا أن نتعلّم منه وإمّا أن نهرب منه.
اعلمي أنّ الحياة تحوي الجيّد والسيّء وعلينا أن نتعلّم من تجاربنا لنمضي قُدُمًا، وتأكّدي أنّ العوض والفرج قريبان، أنتِ لم تخطأي بشيء، ابدأي من جديد، صفحةٌ جديدة، كوني أكثر قوةً وواجهي الحياة بحلوها ومرّها نصيحتي لكِ أن تجدي شخصًا، أمًّا، أبًا، أخًا، أختًا، صديقةً... وأخبريها بما في داخلك، وإن كان بإمكانكِ طلب المساعدة من أحدٍ لوقف التّنمّر فلا تتردّدي بهذا، وصدّقيني حين تُرينَ نفسك جلّ مهاراتك، وتكتسبين ثقةً بنفسك، ستُعالَج مشكلتك، ركّزي على نفسك، التغيير يبدأ من عندك، نمّي مهاراتكِ ومواهبَكِ، أحبّي نفسكِ وثقي أنّكِ جميلةٌ كما أنتِ، مارسي نشاطًا أو هواية، وافعلي ما يجعلك سعيدة، اقرأي، ارسمي، اكتبي، تعلّمي شيئًا جديدًا تحبّينه، مارسي الرّياضة، فقط افعلي ما لا يضرّ أحدًا، وفي نفس الوقت ينفعكِ وتحبّينه، ركّزي على نفسكِ وابنِها من جديد، لا تسمحي لأحدِ أو لشيء أن يوقفكِ أو يهدمك، فالحياة لن تتكرّر، عيشيها كما يجب وكما تحبين وتستمتعين طالما لا تؤذين أحدًا، واعلمي أنّه لا أحد يستطيع مساعدتكِ أكثر من نفسك، أحبّي نفسكِ وساعديها للمضيّ قدمًا، يمكنك مشاهدة فيديوهات لتعزيز الثّقة بالنّفس أو استشارة أطباءٍ متطوّعين عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ، قد يفيدكِ هذا، و دمتِ بخيرٍ غاليتي، ولا تتردّدي في محادثتنا بأيّ وقت.

_سارة.

___________________

أريدكِ أن تعرفي أنّ سِباق الجمال هي معركةٌ خاسرة، معايير الجمال العالميّة مصنوعةٌ كي لا تفوز بها أيّ فتاة، ويبقى لديها نقصٌ في شخصيّتها وثقتها بنفسها، كل هذا ما هو إلا خطّةٌ مدروسةٌ كي تُنفق النّساء الملايين على مستحضرات التّجميل، وإليكِ قصّة سريعة، كان النّساء في العصور الوسطى يقُمن بتصفية دمائهنّ، يمكنك تخيّل كميّة الألم الذي تسبّبه العمليّة؟! كلّ هذا كي تواكب موضة شحوب الوجه، وأيضًا كان بياض الأسنان من علامات الجمال، وللحصول على هذا المظهر كان يتمّ استخدام حمض الكبريتيك والذي يُشكّل خطرًا على (مينا الأسنان) فضلًا عن الضّرر الذي يُسبّبه للأسنان نفسها؛ حيث كان يتسبّب في تساقطها، وكل هذا ليتمّ زراعة غيرها، تخيلي مقدار الوقت الذي يضيع والألم الذي لا يُحتَمل!

لذا، لا تُهلكي قلبكِ في هذه المسابقة الخاسرة، فهمتِ عزيزتي؟ لا تلخّصي قيمتكِ كشخص في شكلكِ الخارجي، هذا سيدمّركِ.

كذلك، أريدكِ أن توقفي من يتنمّر عليكِ، لا تكوني ضحيّةً سهلة، ضعي حدًّا لكلّ من تجرّأ على قول كلمةٍ في حقك، النّاس تتكلّم كي تتكلّم، و هذا لا يعني أنّ كلامهم صحيح، لذا ليس كل ما يقولونه حقيقي فلا تأخُذي أيّ كلام على مَحمل الجِد، حان الوقت لرفض السّخرية والتّنمّر، لذا استعيدي ثقتكِ بنفسكِ.

ربما تساعدكِ الرياضة، و بالضبط (dance work out) تكفي نصف ساعة من الرّقص بذوقكِ الموسيقيّ كلّ يوم، وستجدين نفسكِ تتحسّنين مع الوقت، وربّما سينفعكِ تعلّم هوايةٍ أو تطويرها، و شيئًا فشيئًا تندمجين مع الناس.
وأيضًا لن يتخلّى عنكِ أحد، ومَن فعل فاعلمي أنّ في ذلك خير مهما كان قريبًا، فالله قد حفظكِ من هذا الشّخص، وفّقك الله روز.

_جيو