الفصل العاشر

149 12 0
                                    

مر اليوم الأول للين بسلام وذهبت إلى منزلها وكانت تشعر بسعاده عارمه في كونها عادت لتكمل ما توقفت عنه سابقا وكلها يقين بأنها تستطيع، فا الإنسان يكفيه لإستكمال طريقه ومواصلة سعيه ثقته ويقينه بأن الله لن يخذله اولاً وبأنه يستحق ثانياً ..
_________________________________
في إحدى شوارع الاسكندريه أوقف حازم سيارته أمام مكتبه راقيه جدا مظهرها من الخارج يثير شغفك لتدلف وتجلس بها لتنعم بهدوئها وجمالها والأهم من ذلك الاستمتاع بقراءة ما يروق لك من الكتب.. وكان حازم يعتاد علي المجئ إليها لانه قارئ محترف يهوى القراءة منذ نعومة اظافره

دلف حازم الي المكتبه واردف بدعابه موجهًا حديثه لصاحب المكتبه الذي يجلس مرتديا نظارته الطبيه وبيده كتاب "فاتتني صلاه" وهو رجل مسن ولكن بالرغم من كبر سنه لم يفقد شغفه وحبه للقراءة الي الآن

قال "حازم" مازحًا: مساء الزبادي يا معذب فؤادي

التفت له"عم سيد" قائلًا بإشمئزاز :بذمتك واحد زيك بيقرأ من وهو عيل  يقول الحاجات دي انت مش المفروض تكون مثقف اكتر من كدا يا حازم

ضحك"حازم"بشده وقال  :في ايه يا عم سيد بفك معاك يا راجل مالك بس
هتف "عم سيد" قائلًا:مليش يا اخويا بس إيه اللي فكرك بيا ما كنت خليك ناسي
قال "حازم" بإبتسامه :لا دا انت شكلك واخد على خاطرك على الآخر
قال "عم سيد" وهو يعدل من وضع نظارته :وانا هاخد على خاطري ليه
هتف " حازم "وهو يضع يده على كتف عم سيد ويهزه وهو يضحك :لا زعلان وباين عليك اوي برضو يا عم سيد تزعل مني دا انا زي ابنك والله يا راجل  دا انا عشت معاك اكتر ما عاش معاك ابنك اللي بحق وحقيقي
تبدلت ملامح عم سيد للحزن وهو يتذكر قسوة ابنه عليه وبعده عنه وتركه وحيدا هنا..
قال "حازم" وقد ندم على ما تفوه به بعفويه:انا اسف والله يا عم سيد حقك عليا انا مقصدتش افكرك
هتف "عم سيد" بأسي:وهو انا كنت نسيت يا ابني يلا ربنا يهنيه
نطق "حازم" بصوت عالي نسبيا وهو يدور في المكان ليزيل غمامة الحزن هذة :قوم يا عم هاتلى رواية ايكادولي عشان اكمل "سلسلة مملكة البلاغه"

هتف عم سيد :انت لحد دلوقتي مقريتش ايكادولي انت مش واخد مني الكتاب من قيمة شهر كدا ولا حاجه
قال"حازم:" حصل بس انس كلفني بصفقه في القاهره ولما رجعت قلبت الدنيا على الكتاب ملقتهوش ف بصراحه كسلت اجي وكملت الأجزاء اللي عندي فاضل هو
هتف "عم سيد": طيب خلي الكسل ينفعك وروح دور يمكن تلاقي واحد تايه كدا ولا كدا عشان وانا برتب الكتب انا ومحمد الصبح حسيت انه مش موجود
جأر حازم :نعم يعني ايه
قال عم سيد ببرود :يعني مش متوفر
صرخ حازم وهو يدور في ارجاء المكان :لا هدور وهلاقيه هقلبلك المكتبه..
في نفس اللحظه أتت ريناد والقت التحيه على "عم سيد" وبعد حديث قصير تسأله عن احواله لأنها تاتي كثيرًا إلى هنا ودائما ما تتجاذب أطراف الحديث معه ذهبت باتجاه الكتب مباشرة عبثت بالرفوف لمدة قصيره ثم ما لبست انا ابتسمت وهي تنظر إلى الكتاب الموجود على الرف العلوي وإذا بها ترفع يدها لتجذبه اتي حازم من خلفها واخذه سريعا وهو يردد
: اخيرا لقيتك
قالت "ريناد" بصدمه :ايه دا
هتف حازم بضجر :يا نهار اسود ومنيل انتي! دا شكله هيبقا يوم زي الفل
قالت ريناد بإنزعاج :احترم نفسك يا جدع انت في حد يقول كدا في وش حد على الصبح دا انت معندكش ريحة الذوق
قال "حازم":ذوق!! شوفوا مين بيتكلم عن الذوق انتي ناسيه كلامك ليا في المستشفى يا انسه ولا ايه دا يمت للذوق من انهي ناحيه دا
قالت "ريناد" وهي تمسك بالكتاب من بين يديه :هات الكتاب دا انا اللي لقيته شوفلك نسخه تانيه
هتف "حازم : هو ايه اللي انتي لقيتيه واشوفلي نسخه تانيه هو احنا في حضانة ولا ايه
قالت " ريناد "بقولك ايه انا صاحيه من النوم اصلا غصب عني قرفانه ومش طايقه البشر اساسًا ف بالحب كدا هات الكتاب وخلصني
" حازم "انتي بتدخليني في حياتك ليه انا مالي بالحوارات دي دلوقتي انا راجل جاي اخد كتاب وماشي
قالت "ريناد ":يا عم خد كتاب غير دا
هتف "حازم" وهو يرفع حاجببه :اقرأ على مزاجك يعني وبعدين إيش فهمك انتي في مملكة البلاغه اصلا انتي تعرفي هي كام جزء اساسا
قالت ريناد"بسخريه :خمسه يا اخويا
هتف "حازم ":لو جدعه قوليهم وبالترتيب
قالت ريناد بحماس :وتديني الكتاب لو قلتهم صح
هتف حازم :ربنا يسهل
وافقت ريناد وبدأت تجاوبه:اوك 1_ايكادولي 2_اوبال 3_امانوس 4_كويكول 5_سقطري والجزء السادس هينزل قريب ان شاء الله
هتف حازم بإبتسامه جانبيه :لا جدعه
قالت ريناد :هات الكتاب بقا
رفض "حازم قائلًا :لا
قالت ريناد بإنزعاج :احنا اتفقنا
هتف حازم ببرود:لا انا متفقتش على حاجه
صرخت ريناد بضيق :يوووه عم سيد يا عم سيد
هتف عم سيد :بتزعقي ليه يا ريناد وطي صوتك يا بنتي
قالت ريناد :يا عم سيد انت ازاي تدخل ناس متخلفه زي الاستاذ دا لمكتبتك المحترمه دي
قال عم سيد :عملتلها ايه يا حازم
هتف حازم :ولا قربتلها وربنا ما عملت حاجه دي مجنونه تقريبًا
قالت ريناد بغضب:احترم نفسك يجدع انت
هتف عم سيد :بس بس هو انتو عيال لكدا
قال حازم بإنفعال شديد :مش شايف طريقتها يا عم سيد دي لسانها متبري منها ولما تتكلم مبتسكتش
هتف عم سيد بنفاذ صبر:انتوا عارفين لو مسكتوش وبطلتوا لعب العيال دا هطردكم بره عشان انا راجل كبير مش حمل مناهده
.. كانت ريناد منذ جملة حازم الاخيره تخفض راسها ولم تنظر إليه او إلى "عم سيد" قط ولاحظ حازم هذا ولاحظ أيضًا احمرار وجهها الشديد وبعد ترك "عم سيد" لهم اقترب منها بضع خطوات ووقف بإتجاهها مباشرة

قال حازم بهدوء :يا انسه
لم ترفع راسها اليه وكأنها لا تسمعه
هتف حازم :طب هو حضرتك كويسه
ريناد :لا رد
قال حازم :يعني انتي يا تتكلمي علطول يا تسكتي خالص
هنا رفعت ريناد وجهها ورأي حازم عينيها ممتلئه بالدموع وبمجرد ان رفعت وجهها له ترقرقت دموعها بقوه وهو ينظر اليها غير مصدق بأنها تبكي لمثل هذا السبب
انزعج من نفسه وقال لها  :انتي بتعيطي ليه طيب
قالت ريناد وهي تجفف دموعها بيديها :انا مبعيطش
قال حازم :طب اهدي بس اهدي تعالي اقعدي هنا

هتفت ريناد باختناق :متشكره مش عايزه

اردف حازم بندم :انا اسف جدا انا زودتها حبتين في الكلام
انفجرت ريناد تبكي بشده وحازم يقف في حيرة من أمره ف هذا الموقف لم يحدث في حياته اطلاقا ف تعامله مع الجنس الاخر يقتصر على وجوده في العمل بصحبة انس ويكون تعامل عملي للغايه وفي نطاق مهني..
قال حازم بإعتذار :اهدي والله اسف
ريناد :تبكي
هتف حازم :مقصدتش صدقيني
ريناد :يزداد بكائها
قال حازم :طب انا عملت ايه يزعل اوي كدا لا اله الا الله
لم يستطع السيطره على اعصابه فهتف بنبره خرجت قاسيه رغما عنه:ممكن تبطلي عياط وتتكلمي زي الناس وتقولي انا قولت ايه يزعل كدا
هتف ريناد ببكاء :زعقتلي جامد واديك اهو بتزعق تاني
هتف حازم وهو يفتح اعينه بصدمه :لا يا شيخه

قالت ريناد وقد هدأت بعض الشئ:انا مبحبش حد يزعقلي بضايق وبتصعب عليا نفسي
هتف حازم :اومال ايه اللي مقوي قلبك علينا كدا طالما خوافه.
قالت ريناد وهي تجفف دموعها لتستعيد نفسها:انا مش خوافه انا حساسه فيه فرق..
قال حازم :طب خلاص يا ست الحساسه خدي الكتاب اهو مش عايزه
قالت ريناد بطفوليه :بجد
هتف حازم بإبتسامه جاذبيه فقد راقت له أفعالها :اه بجد اتفضلي
قالت ريناد بسعاده :ميرسي اوي بجد
ابتسم حازم ابتسامه خفيفه ثم اردف وهو ينظر ارضا :اسف للمره الاخيره عن اذنك..

يتبع..

"أنسولين" Donde viven las historias. Descúbrelo ahora