الفصل الخامس والعشرون

156 12 0
                                    

كان انس يقود سيارته بسرعه جنونيه فقد وصل غضبه من نفسه لعنان السماء.. توقف فجأه وضرب على المقود أمامه بقوه وهو يهتف بعصبيه طاغيه :احنا هنخيب ولا ايه مش انت اللي تضعف يا انس.. المشاعر دي متخلقتش عشانك.. الحب مش سكتك.. الحب وانس الكيلاني طريقين مختلفين وعمرهم ما هيتلاقوا..
ادار سيارته مره ثانيه وانطلق لأول مكان يذهب اليه في وقت غضبه وفي غضون خمس دقائق كان قد وصل إلى وجهته مكان تحيط به الأشجار من جميع الجهات وهو في المنتصف.. يأتي اليه عندما تضيق به الحياه ولا يجد لنفسه متسع فيها.. عندما يشعر بأن لا حيلة له.. عندما يكون على حافة الانهيار.. في كل لحظات ضعفه يأوي اليه..
فتح البوابه ودلف دون أن يشعل الاضواء ظل يسير في الظلام حتى توقف فجأه وامسك بمزهريه من الزجاج والقاها بقوه لتتهشم الي قطع صغيره وكانت هذه البدايه فقد بدأ يضرب بكل ما يقابله عرض الحائط ظل يكسر ويكسر حتى هدأ قليلا..
شد على خصلاته بقوه ثم تنهد تنهيدة طويله واخذ مفاتيحه وهاتفه وغادر..
____________________________________________
تعجبت لين من ذهاب انس المفاجئ وخاصة بعد ما تفوه به ظلت تفكر في سبب منطقي يجعله يغازلها ومن ثم يتركها ويغادر... دلفت لتجد أسر يحاول الحديث مع مياده ولكن يبدو على وجهها الضيق فذهبت إليهم..
هتفت لين بغيظ :بتعمل ايه يا سيادة النقيب
رد أسر وهو ينظر إلى مياده :صدقتي اني نقيب ولا لسه
تشبثت مياده ب لين وهو تتمتم :خليه يبعد عني يا لين
ضحكت لين وهي تطمئنها :متقلقيش دا اخويا بس هو بيحب يهزر والله مش قصده يضايقك بس بعيد عنك ظابط بقا فتلاقيه مدب
هتف أسر بتحذير :يا تقولي كلمه عدله يا تخرسي
سألته لين بضجر :انا مش نقصاك بجد ممكن تقولي عايز منها ايه
حمحم أسر بإحراج :هكون عايز ايه انا بتعرف عليها عادي ثم نظر ل مياده التي تقف خلف لين قائلا:لا اله الا الله هو انتي خايفه مني ليه مش بعض والله
نطقت مياده بغيظ :انا مش خايفه بس انس لو جه لقيني واقفه اخد وادي معاك هيتاويني
ازدادت ضربات قلب لين لذكر اسمه فقد تذكرت ما حدث منذ قليل اغمضت عينيها لتهدأ..
كان أسر ما زال يتحدث مع مياده فكان يطمئنها قائلا بجديه :انا اسف يا ستي اني خضيتك ونزلت فيكي اسئله كأنه تحقيق بس دي طريقتي وبعدين انتي لازم تتعودي عليها
هتفت مياده بسخريه:وانا اتعود عليها ليه انا مالي
رفع أسر حاجبيه بتعجب وهتف قائلا :انتِ مالك ونص احنا هنهزر
ابتسمت مياده ابتسامه جانبيه اسرت قلب أسر وهي تردد بسخريه ولكن نبرتها خرجت لطيفه :انت بتكلمني بعشم اوي كدا ليه هو انا من بقية اهلك
ليغمز لها أسر بإبتسامه عريضه مرددا :هيحصل
كانت لين تقف في المنتصف كالبلهاء ثم جأرت بضجر:حيلك حيلك هو انا رجل كنبه واقفه وسطكم ما تحترم نفسك يا سيادة النقيب وتروح تشوف وراك ايه
شق حديثهم نداء مختار بإسم أسر فذهب اليه أسر تاركا اياهم وكركرت مياده ولين بعد ذهابه فنظرت مياده ل "لين" وهي تردد :اخوكي دا مستحيل يكون نقيب ابدا
هتفت لين بتعجب :على فكره اول مره اشوفه واقف يضحك مع واحده ثم غمزت لها ورددت :ايه بقا
تحدثت مياده تمط شفتيها :ايه.. اتلمي يا لين.. بقولك ايه مشوفتيش انس
اختفت ابتسامة لين تدريجيا وحمحت قبل أن تجاوبها:لا مشفتوش
قالت مياده بقلق :هيكون راح فين يعني وايه اللي يخليه يسيبنا ويمشي تعالي نشوف عربيته كدا تحركت هي ولين للخارج ولم يجدوا سيارته فهتفت مياده بحيره :دا مشي بجد هروح اقول لحازم يشوفه راح فين انا شوفته خرج من البيت بس قلت يكون طلع يشم هوا عادي عشان مبيحبش الدوشه
تحدثت لين بتوتر بين:يا بنتي مالك اهدي هو مش صغير اكيد عنده حاجه مهمه
قالت مياده :عندك حق بس اكيد كان هيقول لحازم او بابا انه ماشي وبعدين دا ليه اكتر من ساعتين خارج
تحدثت لين بقلق :طب اتصلي بيه
استجابت لها مياده وقامت بالاتصال به ولكنها سرعان ما أنزلت الهاتف عندما رأت سيارته.. أوقف سيارته وخرج منها ليجدهم ينظرون اليه وكأنه تنين.. وكان قد أبدل ملابسه الي قميص اسود وسروال اسود ..
هتفت مياده بقلق :كنت فين يا انس
تحدث انس ببرود :كان عندي شغل مهم خلصته وروحت اخدت دش عشان افوق ورجعت ايه مش هتروحوا ولا ناويين تباتوا هنا
نظرت له لين بغيظ لتجاهله لها فهو لم ينظر في اتجاهها حتى وكأنه لم يجلس معها منذ بضع ساعات ويلقى بوجهها كلمات تحمل في طياتها الكثير من المعاني التي تود سماع تفسيرها منه..
اجابته مياده :لا هنمشي ما انا كنت لسه هكلمك
أعطاها ظهره واستدعى انشغاله بهاتفه قائلا :عندي تلفون مهم اخلصه تكونه خرجتوا كلكم عشان نروح انا تعبان وعايز انام
وتركها ووقف بعيدا يعبث بهاتفه ظلت لين تراقبه لبضع ثواني بعد مغادرة مياده وتتردد في عقلها جمله واحده "لا حول ولا قوة الا بالله "
استعد الجميع للمغادره وودعتهم عائلة ريناد ومن بعد مغادرة عائلة الكيلاني استأذن عز أيضا وغادر هو وأسرته وبقيت ريناد وعائلتها فقط..

احتضنت صفاء ابنتها بحنان :مليون مبروك يا حبيبتي ربنا يسعدك ويفرح قلبك ويتمم فرحتك على خير يارب
بادلتها ريناد بحب :ربنا يخليكم ليا يا ماما وميحرمنيش منكم ابدا
ربت حسين على كتفها قائلا بحب :ربنا يتمم على خير يا بنتي
تصبحوا على خير
وصعد لغرفته بهدوء ف ما زال بداخله قلق لا يدري سببه وازداد هذا القلق بعد رؤيته لحازم...
_____________________________________________
عاد ريان ليدير المستشفى من جديد وتفرغ انس لعمله..
كان انس جالس في مكتبه يحاول إشغال نفسه بأي شئ كي لا يفكر بها ولكن لم ينجح فا عينيها محفورة في قلبه قبل عقله لا يستطيع نسيانها حتى وان احتاج ذلك شق ضجيج أفكاره طرق على باب مكتبه..
هتف بغضب :اتفضل
تحدثت سكرتيرة مكتبه هناء بعمليه :بشمهندسه ريهام بره وعايزه تقابل حضرتك
تحدث بضجر :ريهام؟. هي مش كانت مسافره
اكملت هناء بأدب:رجعت النهارده يا فندم
تنهد انس بضيق وقال :دخليها يا هناء
هناء :تمام يا فندم عن اذنك
دلفت ريهام وهي تسير بغنج متعمده لتلفت انتباه انس
كان انس ينظر لها بجمود ثم هتف واخيرا :حمدلله على السلامه
لتهتف ريهام بدلال :الله يسلمك يا انس ايه رأيك في المفاجأه
تحدث انس بتجاهل :كنتي عايزانى في ايه
اغتاظت من تجاهله لها ولكنها اكملت :مفيش قلت تكون انت اول واحد اسلم عليه أول ما ارجع واه بقولك هرجع الشغل من بكره
قال انس بثبات وهو ينظر في الأوراق أمامه :تمام
تحدثت ريهام بغنج :وحشتني اوي على فكره
نظر لها انس وهو يرفع حاجبه بإستنكار
فأكملت :ايه هو انا موحشتكش ولا ايه
مسح انس على لحيته وهو يردد :عارفه يا ريهام لولا انك مهندسه شاطره فعلا في شغلك وكمان بنت خالتي يعني باقي على العشره مش اكتر انا كنت عملت ايه.. كان زمان طاردك من زمان وجايب عشره يشتغلوا بدالك.. الحركات دي مش على انس الكيلاني خليكي فاكره انك متعرفيش انا مين كويس.. ومتفكريش هعدي حركاتك عشان ماما وخالتي والجو العائلي دا لا أنسي انا مببقاش على حد وعندي الشغل شغل ركزي في شغلك يا ريهام
هتفت ريهام بتزمر:يعني ايه يا انس
انس بعبث :يعني كلي عيش وانتي ساكته يا ريهام
كادت ان تتحدث فا اعترضها قائلا بضجر :انا مصدع ومش طايق نفسي لو سمعت كلمه زياده منك رد فعلي مش هيعجبك
التمعت عين ريهام بدموع وهي تهتف:يعني اعمل ايه انا دلوقتي
تحدث انس بغضب :تروحي تقومي تروحي وتسبيني اشتغل ممكن
هبت واقفه ثم استندت بيديها على مكتبه وهي تنظر في عينيه بجرأه وهتفت :همشي يا بشمهندس بس حط في دماغك حاجه انا محبتش ولا هحب حد في حياتي زي ما حبيتك وانا متعودتش افرط في حاجه بحبها..
__________________________________________
كان أسر يجلس في مكتبه بإنشغال حتى صدع رنين هاتفه معلنا عن وصول اتصال من "عاصم" فالتقطه وهو يهتف بمرح :ايه يا باشا البحر نساك اهلك ولا ايه
تحدث عاصم :على اساس اني جاي اصيف ما انا في شغل يا خفيف.. قولي اي الأخبار عندك
ردد أسر :تمام انت عامل ايه
هتف عاصم بوله :مشتاق يا أسر مشتااق
ضحك أسر قائلا :على اساس وانت هنا هي معبراك اوي
رد عاصم بأسى على رأيك هي لين شايفاني اصلا طب انا راضي ذمتك بقا النقيب عاصم الشرقاوي راجل مز ومسمسم زيي يشحتفه الحب كدا.. اختك بهدلنتي اوي يا أسر
هتف أسر بمرح : انت هتذلنا ياض مش قد الحب متحبوش انتو هتقرفونا ليه... وبعدين اصبر الأمور مبتتاخدش كدا
هتف عاصم بحب :لو نهاية صبري "لين" فا انا مستعد اقضي عمري كله صابر
___________________________________________

"أنسولين" Where stories live. Discover now