"أنسولين"

الفصل الثالث والعشرون

دلف حازم الي المنزل وهو يجأر :حنين، انتِ يبت يا اللي اسمك حنين
أتت حنين من خلفه وهي تمسك بسكين تحدثت بخبث وهي ترفعها أمام وجهها وتنظر الي الحازم الذي يعطيها ظهره غير ابه بها:بته اما تبتك يا زومه يا حبيبي مش قولت مليون مره متقوليش يا بت دي
التفت لها حازم ليري هذا المشهد المقتبس من فيلم سينمائي لا محاله ليعود للخلف بضع خطوات وهو يقول :سلام قولا من رب الرحيم اعقل يولا الا التهور
قطعت حنين المسافه بينهم بسرعه جعلته يرتد الي الخلف برعب قائلا :السلاح يطول يوليه
اقتربت منه الي ان التصق بالحائط ومالت على اذنه وهمست له :عايزه اقولك على سر خطير
تحدث حازم بتوتر :ايه احكيلي دا انا اخوكي سرك يعني
حنين بهمس مخيف :جاهز تسمع
تحدث حازم بصعوبه :اخلصي يا حنين لبشتي اللي خلفوني
اقتربت منه أكثر وأكثر وهي تقول بهمس :انا اللي قت-لت موفاسا ثم ضحكت بشر
نظر لها حازم من الأسفل للأعلى بسخريه يشفق على تلك الساذجه وهي تضحك على مزحتها السخيفه وقال لها :غوري هاتيلي حاجه أكلها جتك نيله
تحدثت حنين بمرح :ايه يا زومه انت خوفت ولا ايه
تحدث حازم وهو يعدل من لياقة قميصه :ولا اي حاجه انا قلت اعملك جو بس
اردفت حنين بلطف :عارف عملالك ايه النهارده
حازم بفرحه :ايه
قالت حنين وهي تجلس بفخر :مكرونه بالبشاميل
قال حازم بسعاده :يا بنت الايه تصدقي كان على بالي اقولك امبارح تعمليهالي ونسيت ثم امسكها من وجنتيها وهو يهز رأسها واكمل حديثه :عفريته انتي يا حنين
أزالت حنين يديه بضيق وهي تقول :قولتلك مية مره مبحبش الحركه دي
كررها حازم مجدداً وتحدث من بين ضحكاته:طب اهوو
تحدثت حنين وهي تدلف الي المطبخ :الله على الظالم والمفتري
جلس حازم على الاريكه وهو يرد عليها:انا مفتري يا حنين ماشي بقولك فين بابا
حنين وهي منشغله بتحضير طبق السلطه :كلمته قالي ساعه وجاي
حازم :والكلام دا من امتى
حنين :من نص ساعه كدا يعني معاه نص ساعه كمان ويبقا هنا عشان نتغدا مع بعض
ارجع حازم رأسه للخلف وتحدث بتفكير :تمام عشان عايز اقولكم على حاجه مهمه
قالت حنين بفضول :حاجة ايه يا زومه
اجابها حازم بشرود :لما يجي بابا هقولك
قالت حنين بإبتسامه :ماشي يا لمض
_____________________________________
دلف انس الي المنزل ليجد والدته تجلس أمام التلفاز تضع قدم فوق الأخرى وتجلس بتكلف وكأنها وسط حشد من الناس وكم يكره تصرفاتها تلك كم يكره تكلفها وتعنتها وحبها للمال والسلطه لم يشعر بحبها له قط طوال حياته وهو يعتبرها غير موجوده عندما ترى حالتهم لا يأت ببالك انهم ام وابنها إطلاقا ..
منذ صغره تنعته بالفاشل الذي لا يستطيع انجاز اصغر الأمور وابسطها كانت دائما تدلل أخيه مروان وكأنها لم تنجب سواه أثرت في نفسيته بالسلب هو لم يحقد يوما على أخيه بالطبع ولكن تسببت تصرفات والدته في قهره وهو طفل صغير وظل تأثيرها طاغي عليه حتى فترة مراهقته وحتى شبابه والي يومنا هذا يعاني بسبب معاملة والدته له لنرى الي اين ستصل معاناته..
القى انس عليها السلام سريعا وكاد يصعد لغرفته :مساء الخير
التفتت له برأسها فقط :مساء النور رايح فين
تحدث انس دون أن ينظر لها :طالع اوضتي
قالت إخلاص بتملل:ما تيجي تقعد معايا نحكي شويه
انس وما زال واقفا يضع يديه في جيب سترته :واحنا هنحكي في ايه
تحدثت إخلاص بضيق :ام وابنها هيتكلموا في ايه يعني اي حاجه يا انس
ضحك انس بإستهزأء وهتف :ام وابنها واحنا من امتى كنا ام وابنها
هتفت إخلاص ببرود :يعني ايه امتى انت ابني وانا مامتك من زمان مش انا اللي جبتك للدنيا
هتف انس بعد أن تنهد تنهيدة طويله تعبر عن مدى استياءه:جبتيني للدنيا بس يا مدام إخلاص بس تقريبا بعدها نسيتي انك عندك ابن يلا الدنيا تلاهي برضو
تحدثت إخلاص وهي تحتسي قهوتها :مش عايزاك تزعل مني يا حبيبي انا بس مشغوله شويه اليومين دول
ضحك انس بصوت عالي وردد بسخريه :اليومين دول؟!! تصبحي على خير عن اذنك
صعد الي غرفته تاركاً اياها وهي متعجبه طريقته الجافه معها التي وصلت حد التجاهل كأنه لا يراها
_____________________________________
دلف لغرفته وأغلق بابها ثم القى بمفاتيحه على الطاوله ودلف ليأخذ حمام دافئ لعل الماء يطفئ ما بداخله من نيران، نيران لا يدري مصدرها يشعر بشئ في قلبه شئ غريب يعيشه للمره الأولى بداخله رغبه تدفعه لتكسير اي شئ يراه ليكون بإمكانه تفريغ القليل من مشاعره المكبوته مشاعر لا تستطيع الكلمات وصفها حاول هو صياغتها كثيرا ولكنه لم ينجح.