الفصل الواحد والعشرون

127 12 0
                                    

كان حازم يجلس منشغل في ترتيب بعض الأوراق الهامه ثم اتاه
اتصال من عمه والد انس
حازم :الناس اللي نسيتنا وحشتني يا عمي عامل ايه
ريان :بخير يا ابني انتو عاملين ايه
تحدث حازم بقلق :مالك يا عمي انت تعبان ولا ايه
ريان :لا يا حبيبي بس اليوم كان مليان النهارده ف مرهق شويه
تحدث حازم وهو لم يقتنع بعد :اه ربنا يقويك يا حبيبي
ريان :المهم انا بكلمك عشان انس
حازم :خير يا عمي ماله انس
سأل ريان :انت عارف انا مسكته الاداره ليه
أجاب حازم :عشان حضرتك مسافر
تحدث ريان موضحا:لا انا كنت اقدر اسيب باباك هو اللي يدير المستشفى بنفسه ما هو معايا علطول واكتر حد أصلح بأنه يكون المدير من بعدي
ارجع حازم ظهره للخلف وقال :اومال ايه سبب اختيارك ل أنس
أجاب ريان :انت عارف شخصية انس كويس انت اكتر حد عارف انا بعاني معاه ازاي عشان يغير من طباعه وشخصيته ومش قادر اعمل كدا
تحدث حازم :ربنا يهديه يا عمي انا كمان بعاني معاه والله
ريان :عارف يا ابني عارف
حازم :بس انا برضو مفهمتش المستشفى هتغيره ازاي
ريان بعصبيه :هتغيره بأي طريقه هو لازم يتغير لازم عشانه مش عشان حد لازم يا حازم
حازم :اهدي يا عمي متعصبش نفسك كله هيبقا تمام ان شاء الله روق..
.............................................
في بيت لين :
كان والد لين ووالدتها يجلسان في الشرفه يقوموا بإحتساء القهوه
غازل عز سميه قائلاً :يا سلام على المزاج مفيش حاجه بتظبط مزاجي الا قهوتك يا جميل انت
ضحكت سميه بود وقالت :بالهنا يا حبيبي
عز :هي لين اتأخرت النهارده ولا انا متهيألي
سميه :ما انت عارف هي ملهاش مواعيد محدده اول ما تخلص اللي وراها بترجع حبيبتي ربنا معاها
تنهد عز بأسي قائلا :انا زعلان عليها يا سميه
سميه وهي تحاول أن تغير مجري الحديث قائله:مالها بس يا حاج ما هي زي الفل اهي
عز :دي بنتي يا سميه انا عارفها كويس دي مش لين اللي كانت قبل سنتين دي لين جديده قاسيه ومشاعرها جامده بقت واحده مفيش حاجه تبهرها موت محمد عملها عقده نفسيه يا عالم هتتفك امتى لين اللي كانت بتحب الكل وتمشي تنشر البهجه في المكان اللي هي فيه مبقتش تعرف تظهر حبها لحد لين اتغيرت يا سميه وبتأذي نفسها بالطريقه دي
سميه بدموع :موت محمد مكنش حاجه سهله كلنا اتوجعنا اوي بس لين كانت أقرب حد لمحمد انت مش فاكر اول سنه بعد موته كانت عامله ازاي فضلت سنه يا حبة عيني جسم مفيهوش روح فضلت سنه مش مصدقه انه مات الحاله اللي دخلت فيها من سنتين مش هتطلع منها بالساهل يا عز ثم بكت بقوه وتحدثت من بين شهقاتها :حبيبتي انا بس عايزاها تفهم انه محمد خلاص راح هو عمره حبيبي خلص لازم هي تشوف حياتها وتعيش
عز بدموع تأبى السقوط :ربنا يهون عليها ويهديها ويجبر قلبها قادر على كل شيء

عند انس ولين:

اعتدل انس بنصف جسده ينظر إلى لين التي تكاد تموت من هول الموقف ثم فجأة قهقه بشده
لين :انت بتضحك على ايه الله يخرب بيتك هيقتلونا
انس وما زال يضحك:مش قادر بجد
كانوا الشباب ينظرون له بتعجب أمجنون هذا أيضحك ونحن على وشك قتله
الشاب 1:دا انت مجنون بقا
نظر له انس قائلا :فكرني يا زميلي كدا بأخر كام كلمه قولتهم.
الشاب1:جرا ايه يا جدع انت مجنون ولا ايه
انس ببلاهه مصطنعه :انت عايز ايه
ثم اكمل وهي يفتح عينيها هلي وسعها وهو يتصنع الصدمه :الله انتوا عايزين تسرقونا ولا ايه
الشاب 2:حاجه اكبر بكتير
انس على نفس حالته :عايزين تقتلونا ولا ايه
الشاب 1:لو نشفت دماغك هيحصل
وضع انس كفه على كتف الشاب بسرعه مخيفه مرددا :الرجوله فن مش عن عن
انهي جملته بلكمه قويه جعلت الدماء تنفجر من أنف ذلك الشاب ووقع فاقدا وعيه من تأثير المواد التي يتعاطاها خاف الاثنين الآخرين وركضوا بعيدا تاركين ثالثهم مستلقي أرضا
وقفت لين تصفق له مردده : دشمل يا بشمهندس
نظر لها انس بسخريه وهو يبتسم ابتسامته الجانبيه
لين :دا شكله شارب حاجه من ضربه واحده جبته الأرض
وقف انس بغرور واضعا يديه الاثنين في جيوب بنطاله وقال لها :لا دا انا أعجبك اوي
ضحكت لين وهي تقول :بس ايه اللي انت قولته دا كان شكلك مسخره بصراحه اللي يشوفك ويسمع كلامك من دقايق عمره ما يصدق انك بشمهندس او انك من عيلة الكيلاني حتي
نظر لها انس بغيظ :قدامي طيب نشوف اليوم دا هينتهي ازاي
دقائق وصدع رنين هاتفه ف نظر للهاتف بصدمه وقال :التليفون لقط شبكه
ثم قام بالرد على المتصل والذي لم يكن الا حازم
انس :دا انت جيت في وقتك موت
حازم :طول عمري
انس :طب تعالي خدني بقا
حازم :اخدك منين
انس :انا ف طريق ***** والعربيه عطلت والمنطقه شبه مقطوعه
حازم :وانت ايه يوديك من الطريق دا اصلا يا انس
انس :بقولك ايه يا حازم أنجز هتيجي ولا اتصل بحد غيرك
حازم :جايلك يا زفت جايلك
...........................................
في منزل ريناد :
أتت ريناد من الخارج بفرحه وهي تقول :يا ماماااا مامااااا
ردت صفاء بضجر :ايه يا بنتي وطي صوتك مالك
ريناد وهي تحتضن والدتها وتدور بها :فرحانه يا ماما فرحانه اوي
اوقفتها صفاء بصعوبه وهي تقول :ربنا يسعدك ويفرحك كمان وكمان بس كفايه لف عشان دوختيني
قالت ريناد وهي تغمز والدتها بإبتسامه لم تفارقها منذ وصولها :باين حبيت يا صفصف
صفاء وهي تغمز مقلده ريناد :ومين تعيس الحظ اللي امه بتدعي عليه من يوم ما اتولد دا
ريناد بفخر :حازم مختار الكيلاني
عجزت صفاء عن الحديث وكادت تسقط من هول الصدمه وكأن دلو من الماء البارد سكب عليها
رددت صفاء وهي تفتح عينيها على وسعها :ايه
قالت ريناد :صدقيني انا متكلمتش معاه في اي حاجه ولا اعرفه من زمان عشان دماغك متروحش لبعيد انا والله مشوفتوش غير كام مره بس وبالصدفه والله
حاولت صفاء تدارك نفسها قائله:اومال فرحانه بيه كدا ليه
ريناد بخجل :أصله مثقف وبشمهندس ومن عيله محترمه حد كويس يعني اصل هو يا ماما ابن عم صاحب المستشفى اللي بتشتغل فيها لين تخيلي يا ماما بيقرأ روايات دي لوحدها تخليني أوافق من غير ما اعرف عنه حاجه
أعطت صفاء ظهرها لريناد واغمضت عينيها بأسي ثم قالت :احنا مينفعش نحكم على الكتاب من غلافه دا اللي ظاهر ليكي بس انتي متعرفيش عنه حاجه متعرفيش دا مين ابن مين نواياه ايه
ريناد :مالك يا ماما وانتي من امتى بتقوليلي كدا ما هو دايما بيجيلي عرسان بتدوري فيهم على صفات حازم
صفاء بتوتر :ريناد انتي مش فاهمه حاجه ثم صمتت لبرهه وأكملت :يعني ايه يخلي واحد مشوفتوش بعض الا كام مره يتجوزك دا مش منطقي
ريناد بتعجب من ردة فعل والدتها :عادي يا ماما بتحصل واحد بيشوف واحده بتعجبه وارد انه يطلب ايدها لو كان ابن ناس ومحترم
صفاء بإنفعال :طب واحنا ايه يعرفنا انه كدا
ريناد :اسألوا عليه يا ماما زي اي حد اتقدملي قبل كدا وسألتوا عليه
صفاء بضجر :تمام يا ريناد لما يجي باباكي نشوف الحوار دا
ريناد بضيق :تمام عن اذنك هطلع ارتاح
..........................................

"أنسولين" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن