الفصل الثاني والثلاثون

121 6 1
                                    

كان أنس يجلس والخوف ينهش قلبه وحازم يجلس أمامه بقلق على لين وفي نفس الوقت يشعر بالقلق من الوحش الذي يجلس أمامه لا يستطيع أن يحذر متى سينقض عليه..
كانت ريناد تجلس في الاستراحه امام غرفة العمليات تقرأ سورة "يس" تردد آياتها بقلبها قبل لسانها ودموعها تنهمر دون توقف..
ذهب حازم وجلس بجوارها وبمجرد ان رأته ارتمت في احضانه وشهقاتها تعلو.. ربت حازم على كتفها وهو يردد : ادعيلها يا ريناد وهي ان شاء الله هتكون كويسه متخافيش
هتفت ريناد من بين شهقاتها :يارب يا حازم يارب.. انا مش عارفه هقول لعمي ومرات عمي اللي حصل دا ازاي دول ممكن يروحوا فيها انا متلخبطه يا حازم ساعدني
ابعدها حازم عن احضانه وأمسك بكفها وهو يهتف بصدق :انا جمبك كل حاجه هنحلها سوا بس انتي اهدي وبعدين مهما كانت العواقب هما لازم يعرفوا وخصوصًا أسر
انتفضت ريناد وهتفت بزعر :بالله عليك بلاش أسر دا لو عرف مش هيحصل طيب
تحدث حازم بضياع :ما هي دي المشكله انا خايف من مواجهة أسر مع أنس ومش عارف هتوصل لإيه ف النهايه..خلاص انا هكلم عمي عز واللي يحصل يحصل
أمسك بهاتفه وبدأ بالإتصال .. ثواني وأتاه صوت عز هاتفًا:العريس المنتظر
تحدث حازم بتردد:ازيك يا عمي
نظرت له ريناد بغيظ وهي تردد بخفوت :دا وقت سلامات يا زفت
أكمل حازم وهو ينظر لريناد:بقولك ايه يا عمي انا عايز اقولك على خبر بس تمسك أعصابك بالله عليك
هتف عز بقلق :ايه يا ابني خبر ايه
حمحم حازم ثم هتف :دكتوره لين بنت حضرتك
هب عز واقفاً وهو يردد :بنتي! مالها بنتي
تحدث حازم :اللي حصل انه.........
قص حازم عليه جميع الأحداث وبعد أن انتهى هوى قلب عز ارضـا وهو يردد :بنتي كويسه ولا لا يا حازم متخبيش عليا قولي الحقيقه
هتف حازم :هي لسه في أوضة العمليات بس متقلقش عمي ريان بنفسه هو اللي بيعملها العمليه وأنس مش ساكت لو احتاجوا أي حاجه هو بيتصرف وان شاء الله هتبقى كويسه
هتف عز بقلق جلي وقد اغرورقت عيناه :يارب متحرمنيش منها يارب
... جابوه لنفسهم عيلة السيوفي وغلاوتها عندي لو حصلها حاجه مش هسيبهم..

أغلق حازم وجلس يطمئن ريناد..وبعد نصف ساعه كان عز والد لين وحسين والد ريناد قد وصلوا للتو
وبمجرد ان دلف عز وقعت عيناه على أنس ولكنه القى عليه نظرة حارقه وتخطاه دون أن ينطق..

بمجرد ان رأتهم ريناد ركضت تحتضن عز ببكاء وهي تهتف بنحيب :انا السبب يا عمي انا المسؤله عن اللي حصل للين ياريتني ما كنت اخدتها معايا ياريتني ..
ربت عز على ظهرها بحنو وهو يقول :دا قضاء وقدر يا بنتي انتي ملكيش ذنب..

كان انس يجلس بعيدا عنهم يضع يديه على وجهه يشعر بأن العالم على وشك الانتهاء.. هناك صراع يدور داخله وكأن رأسه قد نشبت بها معركه لم ولن تتوقف إلا برؤية عينيها يتذكر كيف اغلقتهما بوهن، كيف كانت تجاهد لتتحدث، يتذكر اخر نظره القتها عليه قبل أن تغيب عن وعيها، مظهر ملابسها الملطخه بالدماء، سكونها بين يديه كالجثة الهامده كل هذه الأفكار تأكل عقله وقلبه وليس بيده شئ لفعله تمنى لو كان بإمكانه التألم عوضًا عنها فا العلة بها ولكن الألم به "..

"أنسولين" Where stories live. Discover now