|"حُبّ جَدِيد" : زَوَاج الزَّعِيم |

492 23 6
                                    

داخل القصر الفخم للديوس ساد شعور بالهدوء في الجو و الجدران مزينة بمفروشات غنية وأعمال فنية معقدة، تضفي توهجًا وجذابًا تحت ضوء الثريات الناعم ذو اللون الذهبي. الأثاث المزخرف، المنجد بأقمشة فاخرة ملأت الغرفة، مكانًا بدا فيه الوقت بطيئًا، حيث ضغط ثقل المسؤوليات والتوقعات انخفض قليلا ، مما سمح باللحظات بالتدفق شيئا فشيئا .

وفي وسط هذا الوضع الهادئ، غالبًا ما كانت فالير تبحث عن ملجأ في عالم الكتب. كانت تعتقد أن القراءة لم تكن مجرد هروب، بل وسيلة لمحاربة نوبات الملل العرضية التي كانت تتسلل إليها كانت مكتبة القصر ملاذها إنها المكتبة الخاصة بكريستينا ، كنزًها الدفينً من المعرفة والقصص التي تنتظر من يكتشفها.

جلبت لها خولديس ، المتوافقة مع رغبة سيدتها في التحفيز الفكري، مجموعة مختارة من الكتب لم تكن كتبًا عادية، بل كانت أعمالًا فلسفية وحكايات الآلهة والأساطير،حملت هذه المجلدات حكمة العصور، وقدمت لمحة عن تعقيدات الحالة الإنسانية وأسرار الإلهي

وبينما كانت تقلب صفحات هذه النصوص العميقة، شعرت بإحساس بالإرتباط بالأفكار والروايات الخالدة بداخلها، لم يوفروا لها فقط مهربًا من الملل العرضي لحياة القصر، بل أيضًا نافذة إلى أعماق الفكر والخيال الإنساني .

 أصبحت القراءة تمردًا هادئًا على الأمور الدنيوية، ووسيلة لتغذية عقلها وإشعال نيران الفضول، لقد كانت شهادة على روحها، وجوعها للمعرفة، وتصميمها على إيجاد المعنى والهدف في عظمة محيطها ،قطع الوصول غير المتوقع للخولديس قراءتها التأملية في مكتبة القصر الهادئة وبطريقة لطيفة ولكن سريعة، نقلت الخبر: " لديك موعد مع الزعيم لوديفيسي، زوجك".

إتسعت عيناها قليلا ردا على الأخبار لم يكن من غير المعتاد أن يتم تنسيق شيء مع لوديفيسي بمفرده ، ولكن يبدو أن هذا التعيين بالذات يحمل أهمية كبيرة أغلقت الكتاب الذي كانت منشغلة به ونهضت من زاوية القراءة ، عدلت ملابسها مع لمحة من الترقب بنبرة متوترة فالير :"الى أين سنذهب لم أفهم ؟"

وبينما كانت في طريقها إليه ، لم يكن بوسعها إلا أن تتساءل عن طبيعة المناقشة التي كانت تنتظرهاوبشعور من الخوف والإحترام، دخلت الغرفة حيث كان لوديفيسي ينتظرها بحضوره المهيب ، وكانت طريقة جلوسه تحمل جوًا من السلطة يتطلب الإهتمام والإحترام.

وفي أجواء الغرفة المهيبة، بدأ يتكلم، وكان صوته يحمل ثقل موقفه وأعلن المهام التي تنتظر رجاله، حيث تم دراسة وحساب كل توجيه وهدف بعناية ،وقف أتباعه المخلصون في التشكيل، رمزًا لولائهم الثابت وإخلاصهم لأوامر قائدهم وعندما إقتربت، وقف على قدميه، معترفًا بوجودها برأسه ، قيادة زوجها ثابتة، واستمع أتباعه بإحساس بالواجب  عندما تلقوا أوامره لم يكن بوسعها إلا أن تشعر بالرهبة تجاه الرجل الذي وقف أمامها، سواء كزوجها أو كزعيم لمنظمتهم.

†نَبِيذُ دُيُونِيسْيُوسْ  #TOXICWhere stories live. Discover now