| تَوْأَمُ اَلدِّيُوسْ |

231 13 14
                                    


الحانة المخصصة للنخبة التحفة الفنية من البذخ، ومثالاً للرقي حيث تندمج حواسك على الفور  مزيج متناغم من المخمل الفاخر والرخام اللامع واللمسات الذهبية المعقدة. غمرت الثريات الكريستالية الغرفة بتوهج دافئ وجذاب، وألقت انعكاسات راقصة عبر الجدران ذات المرايا تم تنسيق كل التفاصيل بدقة لإضفاء البذخ كان السقاة، الذين يرتدون ملابس أنيقة باللونين الأبيض والأسود، يتحركون برشاقة خلفها، ويصنعون الكوكتيلات المختلطة بدقة ويقدمونها ببراعة على صواني فضية دخل رجل إلى الغرفة بجو من الثقة يعكس مكانته لقد تم قياس كل خطوة، وكان سلوكه بمثابة قائد أعمال حقيقي. لقد كان صورة للرقي في بدلته الزرقاء المصممة بدقة، تم إقران البدلة مع قميص أبيض هش، وياقة محاذاة تمامًا، وحزام جلدي بني أنيق أضاف لمسة من الأناقة البسيطة عندما دخل، التفتت الرؤوس للاعتراف بوصوله، وبدت الغرفة وكأنها تتعرف على الهالة المغناطيسية لهذه الشخصية المؤثرة 

المشروبات مصطفت على الرفوف مع مجموعة واسعة من أفضل المشروبات الروحية والمشروبات الكحولية، في انتظار دورها ليتم مزجها ببراعة و مكعبات الثلج الشفافة ترتطم بالأكواب الكريستالية، لتطلق العبير الغني للويسكي القديم والنبيذ الفاخر اكتملت الأجواء بالهمهمة المنخفضة للمحادثات الصامتة والطقطقة اللطيفة للأكواب والكؤوس، مما خلق خلفية متناغمة لهذا الحرم من الأناقة والرقي

استقر على أحد المقاعد الفخمة،  بلمساته الخشبية الغنية وتوهج الثريات اللطيف في الأعلى، بمثابة واحة من الهدوء في المدينة الصاخبة تمكن من الهروب من المتطلبات القاسية لوظيفته رفيعة المستوى عندما رفع كأسه إلى شفتيه، تردد صدى صوت قعقعة الكريستال الناعم بدأ يتحرك السائل بداخله وكأنه يلمع في الضوء المحيط، لكن جماله ضاع عليه دارت أفكاره في الزجاج، وهو يبحث في الصمت عن أجوبة ، ويحارب الفراغ الذي ينخر في قلبه

كانت تجلس بجانبه امرأة أنيقة، ملابسها ملفتة للنظر مثل حضورها ترتدي فستانًا أسود أنيقًا طويل لكن أبرز قوامها، وألمحت فتحة صدرها إلى شهوانية واثقة و شعرها المصفف بدقة يؤطر وجهها، مما يعزز من اتزانها وجاذبيتها هي أيضًا ارتشفت من كأس، وكان نبيذها ذو لون أحمر عميق ومسكر يعكس حدة نظرتها على الرغم من القرب، كل منهما غارق في أفكاره الخاصة، باحثًا عن ملجأ من العالم المضطرب وراء أحضان الحانة الفخمة

اقترب أحد الرجال المزعجين فجأة من الأنثى وطلب رقمها، لكنها قالت بنبرة مخيفة: "من الأفضل أن تبتعد، يمكنني إنهاء حياتك".

بنبرة تهديدية، رفضت باقتضاب  حذرت، وكان صوتها يحمل تهديدًا هادئًا بعد أن شعر بالخوف المحتمل بحدة كلماتها، تراجع خطوة إلى الوراء بادلها الرجل الجالس بجوارها نظرات تاملية  واستدار في لحظة شعورها بنظراته وأدرك أنه تجاوز حدوده لتقول المرأة بنبرة هادئة  " كريستينا  هو اسمي ...لعل فضولك يتوقف "

†نَبِيذُ دُيُونِيسْيُوسْ  #TOXICWhere stories live. Discover now