| اَخْتِبَالْ بَارِد : اَلِاعْتِرَافُ بِالْعِشْقِ |

345 17 44
                                    

في عيادة هادئة، جلست الطبيبة النفسية على كرسيها الجلدي المنجد ترتدي معطفًا أبيض احترافيًا فوق ملابسها، والذي تضمن بلوزة مكوية بعناية وتنورة داكنة تم سحب شعرها البني إلى الخلف على شكل ذيل حصان بسيط، وكانت تحمل قلمًا فضيًا في إحدى يديها، ووضعته فوق دفتر ملاحظات  وقبالتها كانت تجلس المريضة، وهي امرأة تبدو وكأنها تتحدى الوصف السهل وضعيتها جامدة، حيث كانت تجلس وساقاها متقاطعتان وظهرها مستقيم تمامًا أبدت المريضة جوًا من اللامبالاة، المريضة تحمل في يديها سيجارة، دخنتها بسلوك غير اعتذاري، ونفثت أعمدة من الدخان في الهواء; كان وجهها يحمل علامات تجارب لا تعد ولا تحصى، محفورًا بقصص لا يعرفها أحد سواها كانت عيناها ، مثبتتين على الطبيبة النفسية،

سألتها الطبيبة النفسية بنبرة هادئة : "قولي لي يا كريستينا.. كيف تشعرين اليوم؟"

تجيبها كريستينا بلا مبالاة بنبرة باردة: "لا بأس "

ويقول الطبيب بنبرة هادئة: ما هو شعورك تجاه ألمك؟ الجملة الخاصة بك معقدة  تكلمي."

قالت كريستينيا وهي تنفث الدخان بنبرة باردة: «في ذهني مساحة فارغة غير قادرة على استقبال المشاعر او حتى تفسيرها حتى وأنا أتكلم، أنا غير قادرة على فهم ألمي إنها كالكتابة بقلم لا يكتب، يترك أثراً على الورقة فقط، ويبقى الأثر في جسدي".

يسأل الطبيب: هل حدث شيء مؤخرًا؟

وقالت كريستينا بصوت منخفض:  لقد اختفيت لمدة عام كامل وعدت للظهور".

قال الطبيب بنبرة فضولية: كيف كانت؟ العودة إلى البيئة حيث توجد كل الذكريات؟

وقالت كريستينا بنبرة باردة: "ليست البيئة هي التي تحركني.. أشعر براحة شديدة لوجودي في ذلك القصر، رغم أنني عشت كل معاناتي هناك.. كما عشت لحظات سعيدة أيضًا.. لقد ولدت فيها وقتلت روحي هناك".

الطبيبة بنبرة منخفضة " روحك؟"

كريستينا، بتعبير جامد ونبرة باردة،" نعم يا روحي... لقد ولدت هناك ورأيت روحي تقتول هناك أيضًا... روحي التي ألحقت بها ألمًا شديدًا بسهولة.

يقول الطبيب بصوت متعاطف: "أخبرني كيف؟"

كريستينا بابتسامة مخيفة" الأمر معقد... تخيلي أنني استغرقت عشرين جلسة لأتمكن من إخبارك أنني آذيت نفسي...  لست مخطئًا لأنه حسب قوله، لديها تاريخ انتهاء الصلاحية وأنها لا تستحق الحياة وأنها شخص مثير للشفقة ولم يكن لمشاعري وأحلامي أي قيمة، لا يوجد... لا فائدة من محاولة البقاء على قيد الحياة

فقال الطبيب بصوت منخفض: هل أستطيع أن أعرف من قال لك هذا؟

وقالت كريستينا بنبرة هادئة مع تعابير خالية من الالم : "أبي.. في كل مرة كان والدي يوبخني وأبكي، كان يصفعني أكثر من عشر صفعات قاسية، ويقول مثيرة للشفقة.. ويجبرني على أن أقول له أكثر من مائة سبب  ك لماذا لا أستحق أن أكون على قيد الحياة، وعندما ينتهي من سماعهم يضربني بمئة جلدة  ومع كل جلدة يقول لي إنه يكرهني

†نَبِيذُ دُيُونِيسْيُوسْ  #TOXICحيث تعيش القصص. اكتشف الآن