| تَوْأَمُ اَلدِّيُوسْ : تَأَوُّهٌ عَمِيقٌ |

391 14 34
                                    


كانت شمس الصباح قد بدأت للتو في إلقاء ألوانها الذهبية على أراضي القصر، لتبدد بلطف عناق الليل البارد  و الهواء منعشً، حاملًا نسيم جميل من حدائق القصر أيقظت أشعة الشمس الدافئة الطيور، وغنت جوقة شجية بدت وكأنها تتناغم  وكانت خولديس، تتحرك بإحساس يتناسب مع الطبيعة  تتردد صدى خطواتها بهدوء في الممر وهي تنسق الاستعدادات  في الوقت الذي عادة ما يكون هادئًا  فالصباح الباكر يعج بطاقة غير عادية، حيث كان الخدم والموظفين يتنقلون، مما مهد الطريق لتجمع لا يُنسى  ، أصرت خولديس على أن تكون كل التفاصيل مثالية، بدءًا من ترتيب الخزف الفاخر وحتى وضع التماثيل الخزفية الدقيقة تلمع الطاولة الطويلة المصقولة في ضوء الصباح الناعم، مما يعكس القطعة المركزية الأنيقة من الزهور النابضة .

في الغرفة وهجً دافئً وترحيبي في زاوية هادئة، مما يوفر ملاذًا للحميمية والصفاء  تسلل ضوء الصباح بلطف من خلال الستائر الشفافة، وألقى وهجًا ناعمًا منتشرًا بدا وكأنه يداعب الغرفة عند الدخول، تنجذب عيون المرء إلى الملابس المتناثرة بلا مبالاة على الأرضية الخشبية المصقولةو الفستان الأبيض متشابكًا بشكل مثير مع قميصه الاسود ، في شهادة على ليلة من الحميمية والعاطفة المشتركة ، باقة الورود البيضاء موضوعة على طاولة بجانب السرير، في لفتة بسيطة ولكنها ذات معنى من المودة وفي وسط الغرفة كان السرير مزينًا بملاءة بيضاء نقية كان سطحه الأملس يحمل تجاعيد النوم اللطيفة، كانت الملاءة، التي تم سحبها مشدودة فوق المرتبة وفي أحضان حب بعضهما البعض، انجرف فالير ولوديفيسي إلى سبات سلمي، وتشابكت أجسادهما مثل روحين تتجدد في دفئهما معًا وبينما كانوا مستلقين هناك، تلاشى العالم من حولهم في حالة من الغموض ، أصوات انفاسهم متناغمة مع إيقاع قلوبهم.

فالير، التي كانت مليئة بالقلق والشك، تنام الآن في ملاذ ذراعي زوجها، وتشعر بالأمان والاعتزاز. لقد تلاشت مخاوفها وحل محلها الاطمئنان المهدئ لوجوده. وفي حضنه، وجدت كل شيء لوديفيسي، رجل القوة والمرونة، يرقد الآن بسلام، وقد خففت هيئته القوية بحنان تمسكوا ببعضهم البعض،  الشفاء الذي حدث في قلوبهم أسندت فالير رأسها على صدر لوديفيسي، وكان شكلها ملتويًا بلطف  عندما استيقظ على هذه اللوحة الرقيقة، لم يستطع إلا أن يأسره المنظر الأثيري الذي أمامه، أشرقت براءتها من خلال هدوء ملامحها، وبدا وجهها الرقيق الهادئ بمنأى عن هموم العالم في ضوء الصباح الخافت، بدت بشرتها مضيئة، وبرز كل محيط ومنحنى بتوهج انجرفت نظرة لوديفيسي متتبعة الخطوط الرشيقة لشكلها شاهد صدرها يرتفع وينخفض مع إيقاع النوم الإيقاعي، والحركات الخفية تجعل شعرها يتساقط مثل شلال حريري على كتفها كانت شفتاها، المفترقتان بهدوء، تحملان رطوبة طبيعية بدا أنها تغريه.

لقد كانت لحظة مجمدة في الزمن، صورة هادئة للألفة والصفاء يشعر بموجة من المودة تجاه المرأة التي بين ذراعيه، مقدرًا الجمال البسيط والعميق للمرأة التي كان يحتضنها بالقرب منه، وبراءتها وضعفهم المكشوف في حضن النوم اللطيف

†نَبِيذُ دُيُونِيسْيُوسْ  #TOXICWhere stories live. Discover now