| عَالَمِيِّنَ |

188 9 8
                                    


 وقف بافل على شفا الوحي عندما اخترق صوت والدة فالير مسامعه، تردد صدى مثل رثاء حزين، كل مقطع لفظي هو خنجر يقطع القلب  "أنت ابن بنخامين"، تمتمت،  وكانت كلماتها عبارة عن نشاز من الحقارة  تعثرت يد بافل، وانزلقت الكرة من قبضته عندما امتدت الصدمة في عروقه، مما أدى إلى تجميده في مكانه نظرته، التي كانت ثابتة في السابق، أصبحت الآن متذبذبة، واتسعت حدقتاه في عدم تصديق بينما ظهرت الحقيقة أمامه تقول بنبرة متلعثمة وصارخة وكانها ارادت الاستسلام والقاء قنبلة للجميع قبل موتها . "والدك يعرف... كالفن، ...لقد كان يشك في والدتك واخبرني انه قد اجرى تحليل الابوة لك واكتشف أنك لست ابنه " 

 واصلت صوتها الذي كان يحمل زوبعة من الاعتراف والاتهام. مع كل كلمة، بدا العالم من حول بافل ضبابيًا، وتشوه الواقع كما لو كان يُرى من خلال عدسة مكسور بعد نزوله من قاعدة اليقين، أصبح تعبير بافل أجوفًا، وتعكس عيناه شظايا واقعه المحطم.انزل من الكرة الفولادية وامتلك تعابير مخيفة متبلدة لم يستطع فهم ما يحدث من شدة الصدمة وهي تقول " بنخامين يعلم بالامر ...و والدتك اعترفت لكالفن عندما واجهها ...ان لم تصدقني قم باجرء تحليل الابوة مع بنخامين "

  أصرّت، وفي تلك اللحظة، وسط حطام وجوده، شعر بافل بأنه يتجه نحو الهاوية، ويستهلكه الظلام الذي هدد بابتلاعه بالكامل.  استسلم للفراغ، أسيرًا ليأسه، مستسلمًا للمصيرشعر بافل بنفسه تسقط في دوامة بابعاد كثيرة وكل بعد يزيد من شدة الظلام بداخله ولوهلة ما شعر بنفسه خطأ مقرفا وشخصا استحق كل القرف الدي عاشه من الصدمة بدأ يتأمل الفراغ ويبتسم بطريقة بائسة وبخيبة كبيرة 

 وكشفت والدة فالير أن "والدتك قُتلت ..."، وكانت كلماتها بمثابة تذكير مخيف بثمن الخداع. "ماذا تقصدين؟" ارتجف صوت بافل، وهو نداء هامس  وبينما كانت الحقيقة تتفتح مثل بتلات وردة تحتضر، وقف بافل كشاهد صامت على وفاته، وثقل الخيانة يضغط عليه مثل كفن من الرصاص.بتسمت والدة فالير " كالفن رغم معرفته أنك لست ابنه لم يستطع مواجهة والده لانه اراد حمايتكما لكنها قتلت وأنت لا زلت تظن أنها ماتت بشكل عادي"

واكملت " عندما قامت والدتك بتهديد بنخامين بأن يعترف بك كابنه قام بقتلها وأعلن وفاتها بشكل طبيعي " واختتمت حديثها قائلة: "لم يكن يريد الاعتراف بك لأنك كنت الخطأ الوحيد في حياته"، وقف بافل وهو يستمع لكلام كفيل بقتل سبعة ارواح وقد ختم مصيره بخطايا من سبقوه .

وصل الاضطراب لبافل إلى ذروته، وهي عاصفة مشتعلة داخل روحه وبينما يعود ل يمسك الكرة الفولاذية بيأس مسعور، اشتعلت نار غريبة في أعماق كيانه، واستهلكته في أحضانها الحارقة مع كل ضربة قاتلة، كان ينحدر أكثر نحو هاوية الجنون، وكانت صرخاته تخترق الصمت الخانق مثل خنجر يخترق القلب و الدماء تسيل على وجهه على شكل أنهار،  في حالة الهذيان، رقصت رؤى والده وجده أمام عينيه، وقد التوى وجوههم في سخرية بشعة من الروابط العائلية ليجد بافل نفسه محصورًا في صراع مميت ضد شياطينه، كل ضربة في محاولة يائسة ومع تلاشي أصداء صرخاته في الفراغ، تسللت ابتسامة شريرة عبر شفتيه، وهي انعكاس مخيف للظلام الذي يلف الآن نفسيته المحطمة ، استسلم بافل إلى الهاوية في الداخل، سجينًا خاصًا بها .

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Mar 10 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

†نَبِيذُ دُيُونِيسْيُوسْ  #TOXICWhere stories live. Discover now