P̷A̷R̷T̷ 16

59 9 1
                                    

قصة ( آيلا )

لقد ولدت في فصل الشتاء ، وكنت اكبر اخوتي ، وكانت عائلتي طيبة للغاية ولم ارى منهم غير الحب و الحنان ..
لكن كانت هناك مشكلة صغيرة ، وهي الفقر ، فقد كانت حياتنا صعبة جدا وكانت حالتنا المادية سيئة لدرجة لا تطاق ..

كانت تمر علينا ايام من غير وجبة الافطار والعشاء كنا فقط ناكل وجبة الغداء ، وبعض الايام لم نكن حتى نجد ما نأكل فيذهب أبي ويحاول اقتراض المال من احد معارفه ، لكنهم لمعرفتهم بحالته المادية السيئة لم يكن يقرضنا احد اي مال بل توقفوا حتى عن فتح ابواب منازلهم لنا ، وقد ماتت اختي التي تصغرني بعام وأخي الذي يصغرني بثلاثة اعوام بسبب المرض فلم يكن لدينا المال الكافي لشراء الدواء لهم وهذا ما تسبب بتفاقم اعراض المرض وموتهما ..

وفي أحد الايام وبعد بقائنا ليوم كامل من غير طعام كان ابي قد ذهب لصديقه المقرب وضل يترجاه ان يقرضه اي مال او حتى طعام ليسد جوع ابنائه ، لكن وقتها اكتشف ابي ان صديقه المقرب لم يكن حتى يستحق ان يسمى صديق ، فلقد شتم ابي واغلق الباب في وجهه ، وعندما يأس ابي وبدا يمشي مبتعدا عن منزل الشخص الذي كان يضنه صديقه المقرب ، سمع صوت شخص يقول له :
- هل تحتاج بعض المال ؟
فنظر ابي على مصدر الصوت ، فوجد رجل يقف امامه ويرتدي في يده خواتم ذهب كثيرة ، فقال ابي :
- لا اريد سوا اقتراض بعض المال ..
فقال الرجل وهو يبتسم :
- لا تقلق سأقرضك بعض المال ، ولكن بشرط ان تعيده بزياة بنسبة 25% من القيمة التي ستقترضها ..
فقال ابي وقد رسمت على وجهه الفرحة :
- حسنا فقط اعطني ..
فأعطاه ذلك الرجل مبلغ كبير جدا ، فدهش ابي عندما رأى المبلغ كله ، ثم قال الرجل :
- سوف اعود لك بعد مرور شهر واخذ ربع المبلغ وسأستمر هكذا حتى اربع شهور كي تكون سددت دينك كاملًا ، ثم سأتي في الشهر الخامس لأخذ الارباح .
انها حديثه وذهب مباشرة من غير ان يسمع الرد ، فذهب ابي واشترا الطعام وعاد للمنزل ، وعندما رأينا ابي وقد اشترا كثيرا من الطعام فرحنا جدا ..

وبعد مرور شهر كان ابي قد افتتح مطعم صغير جدا وبدأ العمل به ، وكان الرجل الذي اقترض ابي منه المال ، يأتي كل شهر بسيارة بيضاء وفيها بعض الاماكن الذهبية ، ولديه حارسان شخصيان يأتيان معه دائما ، وبعد تسديد ابي لدينه كاملا اصبح يجمع المال ليزيد حجم المطعم لانه كان صغير لدرجه لا يستطيع سوا شخصان الاكل بداخله ، لكن بعد عدة شهور زاد حجم المطعم حتى اصبح يكفي لاحتواء 8 طاولات وكل طاولة بها شخصان ، وكنت انا وابي وامي نتعاون على العمل في المطعم ، وبسبب هذا بدأت اتعلم الطبخ واحاول ان اصبح افضل ..

بعد مرور عام تقريبا ، بدأ ابي يجني مالا جيدا وبدأ بالتجارة ، ولكن بسبب تحسن حالنا كثيرا وبسرعة كبيرة لم يمر الامر على خير ، فقد اتا احد المرات ذلك الرجل الذي اقرض ابي المال ، وقال له :
- انت تعرف انك لولاي لما كنت تطعم اولادك ونفسك الان صحيح ؟
فقال ابي بغضب :
- لماذا تتحدث هكذا لقد رددت لك دينك واعطيتك الزيادة التي طلبتها ..
فقال الرجل وهو يبتسم بتعجرف :
لا تنكر حقيقة فضلي ولذا ، اعطيني الان نصف ماربحت ..
فقال ابي وهو يقف ليعود داخل المطعم :
- ليس لدي اي شيء لأعطيه لك ، لقد اتممت اتفاقنا لذا ارحل فلا اريد المشاكل معك ..
فقال الرجل بغضب وهو يشير نحو ابي :
- سوف تندم على هذا وسأريك .
ثم رحل الرجل ولم نره ..

وبعد مرور شهران من رحيله ، في يوم عادي وقد توليت انا وامي الاعتناء بالمطعم ، وكان ابي ينشغل بتجارته واصبحت حياتنا سعيدة كثيرا وكان اخي الصغير قد كبر قليلا وكنت انا ادرس ، وفي احد الايام اتا الرجل نفسه ، وخرج ابي ليخبره بالرحيل ، لكن الرجل ابتسم بتعجرف وأشار لرجاله نحو ابي ، فأخرج الرجال المسدسات وصوبوها نحو ابي ، فتوقف ابي وقد بدأ يتصبب بعض العرق وقد كانت امي خلفه ، لكن انا واخي كنا بالداخل نراقب بخوف ، فركضت امي بعيدا عن ابي لداخل المنزل وامسكت بي انا واخي وخبأتنا بين اغراض المطبخ وعانقتنا وقالت :
- ( آيلا ) اعتني بأخيكي .
ثم اخذت شوالا البطاطا وغطتهما بمنشفتان كبيرة ، ثم حملت المنشفتان ونهضت وفي اثناء نهوضها سمعنا صوت اطلاق النار ، فبدأت عينا امي تفيضا دمعًا ، لكنها سرعان ما تحول وجهها الى تعابير جديه وبدأت بالركض خارج المنزل ، فقام تابعا الرجل باطلاق النار عليها وعندما سقطت اطلقا على المنشفتان الملفوفتان على شوال البطاطا ضنا انهما انا واخي ، ثم هربا بعدها بالسيارة خاصتهم ..

فخرجت لاجد ابي مقتولا امامي وامي ملقاة بعيدة ، فجلست على الارض ابكي مكاني واتا اخي بجانبي وهو يصرخ ، فعانقته واستمرينا نبكي حتى اتت الشرطة ، فقد كان هناك اشخاص بلغوا الشرطة عندما سمعوا اطلاق النار ، وبعدها بأسبوع كانت الشرطة قد امسكت التابعان لكنها لم تجد الرجل الذي كان يرأسهما وهو الذي كان اقرض ابي المال ، وقد كنت انا وأخي عدنا نعمل بالمطعم لكي نستطيع توفير المال لاحتياجاتنا اليوميه ، كان عمري وقتها 13 سنة وأخي عمره 7 سنوات ، ولكن المشكلة كانت اني لم استطع ان اعمل كثيرا بسبب الدراسة ، واخي صغير لا يستطيع الطهو ، فقمت بإحضار عامل ليعمل بديل عنا ويأخذ راتب ثابت واستمررت هكذا حتى تخرجت من المدرسة ..

وقبل ان اقابلك بشهر تقريبا ، كنت اتنزه انا وأخي ونتبادل اطراف الحديث ونحنا مستمتعان في الحديقة ، حتى ضهر ذلك الرجل امامنا واخرج مسدسه وقال بغضب :
- انتما سبب الجحيم الذي اعيشه الان ، فقد اصبحت هاربا لا استطيع فعل شيء .
ثم صوب نحوي ، لكن اخي عانقني ، فعندما اطلق الرجل النار كانت الرصاصة قد اصابت اخي ، فسقطت على الارض واخي فوقي والدماء تسيل علي ، فحاول الرجل الهروب لكن بسبب اننا هذه المرة كنا بالحديقه ويوجد ناس هناك استطاعوا امساكه قبل الهروب واتت الشرطه وقامت بسجنه ..

بعدها قمت بتغيير المنزل ، واستمريت باخذ المال كل شهر من المطعم كي انفق على نفسي ، وبعدها بشهر كنت قابلتك في ذاك الزقاق .

بالمناسبة كان اسم اخي ( جوليان ) وكنا نناديه ( جي ) .

منظمة MM Where stories live. Discover now