P̷A̷R̷T̷ 39

51 7 0
                                    

بعد يومين :

كان ( جاك ) يقف وبجانبه ( آيلا ) في مكان تدريبهم المعتاد ، لكن هذه المرة كان معه قنينتان زجاجية وكأس حديدية ، اخذت ( آيلا ) المسدس من ( جاك ) في اثناء حديثه وهو يقول :
- سوف ابتعد الان وارمي الكأس عاليًا وبشكل غير مستقيم ، ربما ارميها نحو اليمين او اليسار ويجب ان تصيبيها ..
فأومأت ( آيلا ) ايجابًا ، ثم ذهب ( جاك ) بعيدًا عنها ، وبعدها رما الكأس عاليًا ، ولكنها لم تصبه وهذا شيء طبيعي ، وبعد عدة محاولات ربما عشرة ، اصابت الكأس ، وبعدها اعادا الكرّة حتى ثلاث رميات ثم اصابت الكأس ، فصرخ ( جاك ) من بعيد بصوت مرتفع كي تسمعه :
- هذا تقدم كبير ، لم يبقى الكثير ..
ثم استمرا بالتدريب قرابة ساعة اخرى من غير الساعة الذي قبلها ..

بعد مرور الساعة الثانية ، استطاعت ( آيلا ) اصابة الكأس ثلاث مرات متتالية من دون ان تضيع اي طلقة ، فأقترب ( جاك ) منها حتى وصل اليها ، ثم قال وفي صوته بعض الارهاق من بذل الجهد بسبب الرمي طوال الساعتين :
- الان سيتغير شيء في التدريب ، هل ترين هذه القنينتين الزجاجيتين ؟
فقالت ( آيلا ) متسائلة :
- مابهما ؟
قال ( جاك ) وهو يرفع احداهما امام صدره :
- عليكي اصابتها هذه المرة وتحطيمها ..
فقالت ( آيلا ) ومازال التساؤل على وجهها :
- وما الفرق ان اصبتها ام اصبت الكأس الحديدية ؟
فقال ( جاك ) وهو يرفع القنينة امام وجه ( آيلا ) :
- هل ترين منتصف هذه الزجاجة ؟ ان اصبتيها ستكسر ، ولكن ، ان اصبتيها من الجانب فلن تكسر ، وانا قلت قبل قليل انه يجب عليكي ان تكسريها ، وهذا يعني ان تصيبي منتصفها في اثناء رميي لها ..
فقالت ( آيلا ) :
- لا بأس لنجرب ..
ثم تراجع ( جاك ) وعاد لنفس مكانه ، وبعدها رما القنينة بقوة للأعلى ، وصوبت ( آيلا ) ثما اطلقت ، واصابت طلقتها الزجاجة ، ولكنها لم تكسر ، بل سقطت وكسرت بسبب ارتطامها بالارض ، فقال ( جاك ) بصوت مرتفع كي تسمعه ( آيلا ) :
- لا تقلقي مازال لديكي الزجاجة الاخرى ، وأيضا قد بدأت تزول الشمس لا نريد التأخر اكثر من هذا ..
ثم اخفض يده للأسفل وبعدها رما القنينة عاليًا ، فأطلقت ( آيلا ) ولكنها لم تصبها من الاساس ، بل سقطت الزجاجة وتحطمت ، فبدأ ( جاك ) يمشي نحو ( آيلا ) ، وبعد وصوله امامها ، كانت تنظر نحو الاسفل ، فوضع ( جاك ) يده على كتفها وقال بنبرته الساخرة :
- هل هذا الحزن لانك لم تصيبيها ؟ الم تهتمي لتحسنك السريع والمخيف بالتصويب ؟
فرفعت ( آيلا ) رأسها ونظرت بعيني ( جاك ) ، فقال ( جاك ) بنفس النبرة وقد ازال يده من كتفها وأخذ المسدس منها :
- مستواكي تحسن كثيرًا وسريعًا لذا لا تهتمي بعدم تحطيم الزجاجة ، لأنك سوف تحطميها مع مرور الايام القادمة ..
وبعد وضعه لمسدسه في موضعه قال بنبرة جادة وقد امسك كتفي ( آيلا ) بكلتا يديه وهو ينظر في عينيها :
- اريد منك معروفًا ، وأعدك سوف انفذ لكي مهما كنتي تريدي بشرط ان تساعديني بهذا الطلب ..
فقالت وقد بدأ يظهر على صوتها الارتباك :
- وما هذا الطلب ؟
فقال ( جاك ) وبصوته نبرة مرتبكة بدوره :
...

فقالت ( آيلا ) بتوتر :
- وهل استطيع ؟
فقال ( جاك ) بثقة كاملة :
- نعم ، تستطيعي .
زالت الشمس .

وصلا المنزل كلاهما ، وجلسا يتبادلا اطراف الحديث ، وبعد مرور ساعة نهضت ( آيلا ) تعد طعام العشاء ، وكان ( جاك ) قد اخذ هاتفها واتصل ب ( كيفن ) ، يخبره ان يلتقيا غدا بعد العمل في مكان محدد كي لا يثيرا الشك بسيرهما سويًا ، وبعد عشر دقائق كانت ( آيلا ) قد احضرت البيض ، فبدآ بتناول الطعام بصمت ، هدوءًا خيم عليهما بسبب افكارهما التي تدور وتتراكم في رأسيهما ، وبعد انتهائهما قال ( جاك ) وهو ينهض من مكانه :
- سيكون لدينا تدريبات اكثر هذه الايام حتى تتقني التصويب .
ثم غسل يده وذهب للنوم ، و( آيلا ) ذهبت للنوم بدورها .

منظمة MM حيث تعيش القصص. اكتشف الآن