P̷A̷R̷T̷ 34

52 9 0
                                    

انزل ( جاك ) الهاتف ونظر نحو ( آيلا ) ، التي كانت تنظر نحو المسدسه وتحدق به بتمعن ، فاعاد الهاتف عند اذنه ...

جاك : اعذرني ، لدي وعد افي به الان ..
كيفن : يا ( جاك ) الموضوع مهم ولا يأجل ..
جاك : حسنا ، سوف اتصل بك بعد ساعتين تقريبا ..
كيفن : لا بأس ، سوف انتظر اتصالك .

اقفل المكالمة واعاد الهاتف الى جيبه ، ثم اقترب من ( آيلا ) وقال :
- الان سأعلمك طريقة التصويب ..
وفي اثناء كلامه اخذ المسدس منها ، ثم امسكه بيده اليمنى وصوب نحو احد الحجارة البعيدة قليلا واطلق ، فأصابت الطلقة الحجر ، فأعاد المسدس لها وقال جربي ان تصوبي نحو اي حجر ، فصوبت نحو احد الحجار ، فرفع يدها قليلا وقال :
- انظري في المسدس جيدا ، هناك خطّان صغيران في بداية المسدس على القمة ، وهناك خط واحد في نهاية المسدس ايضا ، يجب عليكي ان تساوي الثلاثة خطوط ، وبعدها تطلقي على الهدف ..
فحاولت ( آيلا ) ان تزن الخطوط بجانب بعضها ثم اطلقت ، ولكنها لم تصب الهدف ، فتراجع ( جاك ) وقال :
- لا تقلقي فأنتي لن تصيبيها من اول حتى عشر طلقات هذا شيء طبيعي ، والان ساتركك تحاولي التدريب بنفسك وان احتجتِ شيء يمكنك سؤالي ..
فأومأت ( آيلا ) براسها ايجابًا واكملت التصويب ..

بعد مرور ساعة كاملة وبعد مرور عدة طلقات خاطئة ، كان اكثر ما يتعجب ( جاك ) منه ، هو ان ( آيلا ) لم تطلق خلال هذه الساعة سوا 5 طلقات ، كانت بين كل طلقه وطلقه مدة طويلة ، بعكس اي شخص جديد في الغالب خلال اول خمس دقائق سيرمي عشر طلقات ، وخلال شروده بذهنه قالت ( آيلا ) بعد ان طلقت طلقتها السادسة :
- اصبتها ..
فنظر ( جاك ) واثار الاندهاش على وجهه وقال :
- هل اصبتيها من الطلقه السادسه ؟!
فقالت ( آيلا ) :
- هل تريد ان اريك ؟
فقال ( جاك ) بنبره بارده :
- لا تعتقدي لانك اصبتيها يعني سوف تصبيها في كل مره ، فانتي مازلتي في البداية ..
فصوبت ( آيلا ) نحو نفس الحجر الذي اطلقت عليه سابقًا ، واطلقت عليه مجددا فأصابت الطلقه الحجر ، فقال ( جاك ) :
- لا انتي حقا تتعلمي بسرعة ، كيف استطعتي التأقلم معه سريعًا ؟ ولماذا لم تطلقي سوا خمس طلقات في البداية ؟
فقالت ( آيلا ) بعد ان وجهت نظرها نحو ( جاك ) :
- لم اطلق طلقات كثيرة لاني كنت اعرف انه ليس بحوزتك الكثير من الرصاصات لاني لم ارك تحمل اي منها ، واما موضوع كيف استطعت التأقلم معه ، فالامر بسيط ، خلال الساعة هذه كل طلقة طلقتها كنت اركز على ما يعيقها واين تذهب ، وفي الدقائق الذي لا اطلق بها كنت احاول معالجة المشكلة ، وبعد خمس طلقات كنت قد ازلت كل مشاكلي بالتصويب لهذا اخذ الامر مني ساعة كاملة ..
فقال ( جاك ) والاندهاش بدأ يظهر على وجهه :
- لقد تحسنتي سريعًا ..
ثم اخذ المسدس منها وقال :
- والان قد انتهينا من التدريب لليوم ، هيا بنا لنعود ..
ثم بدآ المشي سويا تجاه الشارع الرأيسي كي يبحثا عن سيارة اجرة تقلهم ..

امام منزل ( جاك ) :

وصلت سيارة الاجرة امام المنزل وكانت الشمس بدأت بالزوال ، فنزلا الاثنان ولكن ( جاك ) كان قد اخبر السائق ان ينتظر ، ثم ادخل ( جاك ) ( آيلا ) داخل المنزل وقال :
- اذهبي للنوم بعد قليل قد اتاخر ..
فنظرت ( آيلا ) نحو ( جاك ) وقالت ببرودها المعتاد :
- اين ستذهب ؟
فقال ( جاك ) وهو يهم بالرحيل :
- لدي عمل مهم ، اقفلي الباب بالمفتاح ولا تتاخري بالسهر .
انها حديثه وذهب نحو سيارة الاجرة ، وكانت ( آيلا ) قد اقفلت الباب ، فاخرج ( جاك ) هاتفه واتصل ب( كيفن ) واخبره ان يلتقيه في احد المطاعم  .

في مطعم Scalini Fedeli :

دخل ( جاك ) المطعم وجلس على احد الطاولات ، وفي اثناء انتظاره ( كيفن ) كان يحدق في الاشخاص الذين يجلسون على الطاولات وكيف يتبادلوا الضحكات ، ويشاهد مقدمي الطلبات المبتسمين وهو يتمتم ويقول :
- يال هذا النفاق ، الفتى يتبسم للفتى الاخر من اجل عقد شركه او عمل رغم كرهه له ، ومقدم الطلبات يتبسم لهم رغم تعجرفه وبغضه ومكره لكن من اجل المال الذي يدفعوه ، حقا اكره الاماكن الراقية زيادة عن اللزوم ، فنادرًا ما يكون هناك اناس نواياهم حقيقية ..
- حقا اتفق معك ..
توسعت عينا ( جاك ) ونظر جانبًا لكنه سرعان ما اعاد نظره لكأس عصير المانجو الذي كان قد طلبه قبل قليل لكنه لم يشربه الان ، ثم قال بصوت خافت ونبرة باردة يصاحبها بعض التساؤلات :
- ( ويليام ) ؟
- واو ، لم اسمع اسمي منذ الثانوي ..
فقال ( جاك ) وقد اتكأ على يده اليسرى ، وبدأ يحرك سبابة يده اليمنى على اطراف كأس العصير :
- لماذا اتيت ؟ الست تأتي فقط وقت الوسوسة خاصتك بالضرب والقتل ؟
فقال ( ويليام ) بنبرة هادئة :
- اعلم هذا ، لكن منذ ان جرت محادثتنا الاخيره وانا افكر في ان احسن علاقتي بك ..
فقال ( جاك ) وهو يحمل كأس العصير بيده :
- لا شكرا ، لا اريد مشاكلك اكثر ، وارحل من هنا ..
قال ( كيفن ) وهو يأتي من خلف ( جاك ) :
- بهذه السرعة تريدني ان ارحل فور وصولي ؟
فقال ( جاك ) وهو  يضع يده على عينيه :
- اعذرني ، كنت احدث نفسي ..
فجلس ( كيفن ) وقال بنبرة جاده :
- لا يهم هذا الان ، فالامر الذي وجدته كان اكبر مما تتصور ..
فقال ( جاك ) وقد ازال يده من عينيه ونبرة التساؤل تعتلي صوته :
- ما الذي اكتشفته وجعلك تسستعجل لقائنا لهذا الحد ؟
فقال ( كيفن ) وهو يحك رأسه والتوتر يبدو على وجهه :
- ربما سوف تُصدم ، وانا قد صُدمت بدوري ولو كنت اعلم لما كنت دخلت هذه القذاره الذي تسمي نفسها منظمة ..
فقال ( جاك ) وقد زاد فضوله اكثر :
- ما الذي اكتشفته اخبرني ..

منظمة MM Where stories live. Discover now