P̷A̷R̷T̷ 43

54 9 1
                                    

لكن الرجل لم ينطق بكلمة وبدأ بالتصويب نحو رأس ( آيلا ) ، فأغمضت ( آيلا ) عينيها وهمست :
- ( جي ) ..
" صوت اطلاق نار "
ثم لحق به مباشرة ..
" صوت ارتطام جسد بالارض "
فتحت ( آيلا ) عينيها لتجد الرجل ملقًا على الارض والدم يسيل منه ثم نظرت نحو الباب فوجدت ( جاك ) يقف وهو يصوب بالمسدس ، ثم ركض ( جاك ) نحو ( آيلا ) التي كانت ترجف مكانها وهي تحدق به ، ثم لف يده حولها وعانقها وهو يقول :
- حقا وصلت بالوقت المناسب ..
فبدأت ( آيلا ) تبكي وهي تضع يديها على صدره وتشد ملابسه بقوة ، فقال ( جاك ) وهو يرفع يده اليمنى ويضعها على رأسها ثم يمسح على شعرها :
- لاتخافي انا هنا ..
فقال ( ويليام ) بصوت ساخر :
- واو ، اصبحت رومنسي كثيرا ..
لكن ( جاك ) لم يرد عليه واستمر يمسح رأس ( آيلا ) التي كانت تبكي .

بعد ان هدأت ( آيلا ) كانت قد انتبهت على ان ( جاك ) لم يحرك يده اليسرى ، فسألت وهي تنظر نحو يده :
- مابها يدك ؟
فقال ( جاك ) وهو يبتسم بسخرية :
- لقد سقط عليها ..
فقالت ( آيلا ) وهي توجه نظرها لعيني ( جاك ) :
- اخبرني بصراحة مابها يدك ..
فتنهد ( جاك ) ثم حكا لها القصة كاملة ..

قالت ( آيلا ) وهي تنهض :
- اتمنى ان لا تكون كُسرت ذراعك ، سأذهب لأجلب حقيبة الاسعافات ..
وبعد دقيقتان عادت من الغرفة والحقيبة بيدها ، ثم جلست على الارض واخرجت من داخلها ضمادة ولفت ذراع ( جاك ) كاملة بها ، وكانت تلاحظ ان تعابير ( جاك ) توحي بالالم اثناء لفها للضمادة بذراعه ، وبعد انتهائها قالت ببرود كالعادة :
- لا تستخدم يدك خلال هذه الاسابيع كي تشفى تمامًا ، لانه يبدو انها لم تكسر بالكامل لكن كسر جزء منها ، فأذا استخدمها فوق طاقتها قد يزيد الكسر حتى تكسر بالكامل ..
فنظر ( جاك ) نحو الجدار وقال :
- سحقا لهذا ، كيف يفترض ان اواجه ( مارك ) هكذا ..
فقالت ( آيلا ) بصرامه :
- لن تواجه احد ولن تتشاجر مع احد ، ولا يهم اي شيء الان سوا ان تهتم بذراعك ..
فقال ( جاك ) بنبرة هادئة :
- لا تقلقي لن استطيع مواجهته هكذا ..
ثم جلسا يشاهدا التلفاز ويكملا يومهما كأي يوم اخر ..

عندما اتى وقت النوم ، كالعادة ( جاك ) تمدد في الصالة لينام و( آيلا ) دخلت غرفتها لتنام ، لكن بعد مرور عشر دقائق مازال ( جاك ) مستيقظ وهو يفكر ، فاذا به يسمع صوت باب الغرفة يُفتح ، لكنه لم يهتم فربما ( آيلا ) خرجت لتأخذ شيء او حتى لتشرب بعض الماء ، لكنه سمعها وهي تقول بصوت خافت لا يكاد يسمع :
- ( جي ) ..
فجلس ( جاك ) ونظر اليها وقال :
- ماذا هناك ؟
فقالت ( آيلا ) وهي تنظر نحو الارض :
- لا استطيع النوم ..
فقال ( جاك ) متسائلًا :
- لكنها لم تمر سوا عشر دقائق كي تستسلمي عن النوم ؟
لكن ( آيلا ) لم تجب بشيء واستمرت تنظر نحو الارض بصمت ، فعلم انها خائفة بسبب ماحدث اليوم لكنها لا تريد قول هذا ، فنهظ من مكانه واخذ الوسادة والبطانية وذهب نحو الغرفة ، وعندما دخل ودخلت ( آيلا ) بعده وضع مابيده على الارض وقال :
- سننام بنفس الغرفة ، لكن ، انا سأنام على الارض وانتي فوق السرير ، فأومأت ( آيلا ) ايجابًا وذهبت فوق السرير ، وبعد عشر دقائق تقريبًا نهض ( جاك ) لينظر ان كانت ( آيلا ) قد نامت ام لا ، فوجدها تغط بالنوم ، فابتسم وهو يتمتم بصوت لا يسمع :
- لقد دخلت المسكينة في سبات .
ثم تمدد بدوره لينام ، لكنه لم يستطع النوم بسبب افكاره الكثيرة التي تتعلق بماحدث وماسيحدث وكيف سيتصرف وكيف عليه هزيمة ( مارك ) وهل يبحثوا عن منزله ويهجموا عليه ام ينتظروه في الشركة مع احتمالية عدم حضوره بسبب ان ( جوليا ) اخبرته بما حدث ...
بسبب تراكم الافكار هذه لم ينم ( جاك ) حتى طلوع الشمس ثم دخل فيه النوم فور طلوعها .

في اليوم الاخر :

استيقظ ( جاك ) في وقت متأخر ، كان وقت الظهيرة ، بعكس ( آيلا ) الذي استيقظت باكرًا وبدأت بتنظيف المنزل وطهو الطعام ..

بعد انتهائيما من تناول الطعام بنصف ساعة ، وفي اثناء استلقاء ( جاك ) وهو يسمع قصة ( آيلا ) رن هاتف ( جاك ) ، فضحك ( جاك ) وقال بسخرية :
- يبدو ان هناك شخص لا يريدك ان تحكي لي القصة في كل مره ..
ثم اخرج هاتفه من جيبه وكان كما ظن ، ( كيفن ) ، فأجاب على الاتصال ..

كيفن : ( جاك ) هل تسمعني ..
جاك : نعم اسمعك لكن ماذا هناك لما صوتك هكذا ؟
كيفن : يجب ان نبدأ بخطتنا الان لا مجال لتأجيلها ولا حتى دقيقة ..
جاك : ولما الاستعجال هكذا ؟ وايضا اخبرتك ان ذراعي لن استطيع استخدامها فكيف سوف نحارب ( مارك ) ؟
كيفن : ( جاك ) اسمعي وافهم ما اقول ، لقد استمريت طوال الصباح وانا احاول اختراق هاتف ( مارك ) وكان صعب للغاية بالنسبة لي وقد فشلت مرات كثيرة ، لكنني استطعت اختراقه ، وعندما كنت استمع لمكالماته الاخيرة كي ارى ان كان هناك شيء يخص ما سيفعله ، وجدت انه سوف يسافر الى الخارج ، وسيخرج من منزله خلال ساعتان من الان ..
جاك : سحقا ، لم احسب حساب هذا ، يجب ان نجهز نفسنا من الان ، اسمعني لدي خطة وإما ستكون النصر او الموت ..
كيفن : ماهي خطتك ؟
جاك : سوف تستمر بمراقبة كل تحركات ( مارك ) وتعطيني اياها مباشرة ، وانا سوف اجهز الكمين الذي لن يتوقعه ..
كيفن : حسنا ، فليس لدينا خيار اخر بكل الاحوال .

منظمة MM Où les histoires vivent. Découvrez maintenant