P̷A̷R̷T̷ 28

55 8 0
                                    

في اثناء جلوس ( جاك ) على مكتبه ، دخلت ( جوليا ) وهي تنظر نحو ( جاك ) وتقول بسخرية :
- لم اتوقع ان اراك تجلس يومًا هنا ..
فقال ( جاك ) بدوره وهو يبتسم بتعجرف :
- ارأيتي كيف اني استطيع الحصول على ما اريد بسهولة ؟
فقاطع كلامهما ( كيفن ) وهو يطرقع مفاتيح الكيبورد باصابعه ويقول  :
- لماذا لم تجلبي لي قهوة معكِ  ؟
فنظر ( جاك ) اليها وقال بسخرية :
- انها لا تحمل قهوة حتى ايه الذكي ..
فقال ( كيفن ) بعد ان وجها نظره الى ( جوليا ) ووضع يده اليمنى تحت فكه وهو يتكئ على الطاولة :
- انظر ايه المتحذلق على اسفل عنقها ستجد بقعة صغيرة لونها متغير ، وهذا دليل على انها شربت شيء بلون داكن جدا لان ملابسها السوداء لا يمكن لشيء بلون فاتح ان يتضح عليها ، والمكان الذي قد يذهب اليه احد في هذا الصباح ليشرب شيء ، من البديهي سيكون لشرب القهوة كي يستطيع ان يكتسب نشاطًا للعمل ، هذا غير ان قطعة الكوكيز الذي اكلتها مازالت منها شكلاتة فوق شفاهها ، والذي يثبت انها كوكيز هو انها لم تهتم بتنظيف فمها لانه ان كانت قطعة كيك شيء طبيعي ستغسل فمها لانه بعض الشوكولاه ستلتصق على فمها وشفتيها بعكس الكوكيز الذي لن يجعلها تتسخ لانه على الغالب لن يكون مغطا بالشوكوله من الخارج لكنها نسيت انه هناك قطع شوكولاه سائله بالداخل ..

نظر ( جاك ) متفاجئًا نحو ( كيفن ) وهو يقول :
- لم افهم سوا نصف حديثك من شدة تعقيده ..
فقالت ( جوليا ) بإشمأزاز هيا الاخرى :
- لهذا لم اكن اريد ان يظموك معنا في المنظمة ..
فابتسم ( كيفن ) متفاخرًا واعاد بنظره للحاسوب ليكمل عمله ، فقالت ( جوليا ) وهيا تهم بالرحيل :
- سأذهب لأكمل عملي ، ان احتجتم شيء يمكنكم الاتصال بي ..
فنظر ( جاك ) لحاسوبه وبدأ يقلب فيه مجددا حتى وجد ( سام ) رسل له بعض الاوراق لينجزها فبدأ بالعمل ..

في منزل ( جاك ) :

كان ( جاك ) قد عاد لمنزله ووضع مسدسه فوق الطاولة ووضع الرداء في مكان ملابسه ثم جلس في الصالة بعد ان شغل التلفاز وبدأ بالمشاهدة ..

بعد مرور ساعة تقريبا ، طُرق الباب فنهض ( جاك ) ليفتح وهو يفكر بمن الذي سيكون قد اتى الان ، وعندما فتح الباب كانت ( آيلا ) تقف امامه وعندما اراد ان يسألها بمجرد فتح فمه تقدمت ( آيلا ) نحوه مباشرة وعانقته ، فقال وهو يرفع يديه بعيدا للأعلى :
- هي انتي ليس لأنني عاملتك بلطف بالامس يعني اننا ...
توقف عن الحديث عندما انتبه انها كانت تشد بأصابعها على ملابسه وهي تعانقه وكانت ترتعش ، فأمسك كتفيها بيديه وابعدها قليلا ونظر لها ، فوجد وجهها يملأه الخوف ، فسألها :
- ماذا حدث ؟
فقالت بنبرة مرعوبة وهي تنظر نحو عيني ( جاك ) :
- لقد خرج ..
فقال ( جاك ) بتعجب :
- من الذي خرج ؟
فقالت ( آيلا ) والخوف يملأ صوتها :
- الرجل الذي قتل اسرتي ..
هنا توسعت عينا ( جاك ) لكن سرعان ما عادت عيناه تصغر ، وامسك رأس ( آيلا ) واصبح يمسح لها وهو يقول بنبرة هادئة خالية من التعابير :
- لا تخافي سوف امسكه عاجلًا ام اجلًا ..
بعدها اقفل ( جاك ) الباب واراد ان يمشي للداخل لكن ( آيلا ) امسكت ملابسه من ضهره وهي تنظر نحو الارض ، فنظر لها ( جاك ) وقال وهو يشير بابهامه نحو المطبخ :
- سوف اذهب للمطبخ لأجلب بعض العصير وأعود انتظريني هنا ..
وبعد ربع ساعة عاد وهو يحمل العصير وعلبة فشار كبيرة ، ووضعها امام التلفاز ثم شغله ، وجلس على الارض بقرب ( آيلا ) ووضع الفشار والعصير بينهم ، ثم شغل فيلم وبدأ يحكي لها عن فكرة الفيلم ..

في منتصف الفيلم نظر ( جاك ) نحو ( آيلا ) ورأى بأن تعابير الخوف قد زالت وكانت مندمجة في المشاهدة ، فأخذ حبة فشار وأكلها ثم قال :
- لقد نسيت ان اضع الملح ..
فنظرت ( آيلا ) نحو الفشار ، ثم بدأت تأكل منه وهيا تشاهد الفيلم ..

بعد انتهاء الفيلم قال ( جاك ) وهو يقف على قدميه :
- يمكنك النوم بالغرفة وانا سأنام في الصالة ..
فنهضت من مكانها وتوجهت للغرفة ، واخذ ( جاك ) يفكر بحل لموضوع ذلك الرجل وكيف سيصل له وهو حتى لا يعرف اي شيء عنه ..

ترن ترن ، ترن ترن ...
اخذ ( كيفن ) هاتفه الذي كان يرن فوق السرير وهو يقول :
- من هذا الذي يتصل وماذا يريد الان ؟
ثم اجاب على هاتفه وقال :
- مرحبا ؟
- مراحب ..
- من الذي يتحدث ؟
- زميلك في القسم ..
- ( جاك ) ؟
- نعم ( جاك ) بنفسه ..
- لديك دقيقة لتخبرني ماذا تريد قبل ان اقفل الخط ..
- على رسلك ايه المتحذلق ، اريد خدمة منك ..
- وماذا قالو لك ، اني أقوم بخدمات لأي شخص ؟
- مساعدتك لن تكون لي ، بل لشخص اعرفه ، ولا يوجد احد يستطيع مساعدتي بهذا الامر عداك ..
- وهل هوا مهم الان ؟
- نعم لاننا لن ننتهي منه اليوم ..
- وماذا تريد تحديدا ؟
- هناك شخص اريدك ان تاتيني بالمكان الذي يعيش فيه ..
- " تنهد " لا بأس اعطيني اسمه وسوف ارى ما يمكنني فعله ..
تقدم ( جاك ) نحو الغرفة الذي فيها ( آيلا ) وطرق الباب وهو ينزل الهاتف للأسفل كي لا تنتبه له ، ففتحت الباب ونظرت له ، فقال ( جاك ) :
- هل تعرفي ما اسم ذاك الرجل ؟
فقالت ( آيلا ) وهي تنزل عينيها للأسفل :
- لست اتذكر اسمه ، لكنهم كانوا يلقبوه ب( تاجر الاموال ) ..
فقال ( جاك ) :
- حسنا يمكنك النوم الان ..
ثم دخلت ( آيلا ) واقفلت الباب ، وعاد ( جاك ) يرفع سماعته ويقول :
- لم استطع جلب اسمه لكنه كان يلقب ب ( تاجر الاموال ) ..
- حسنا سوف ارد عليك غدا في العمل عندما نلتقي .
اغلقا المكالمة .

منظمة MM Where stories live. Discover now