SIX

506 20 0
                                    

إمتثلت زهرة، فلا طاقة لها للجدال 
وضعت رأسها بين يديها وأغمضت عينيها فور مداهمة الصداع لها ... حتى مرت دقيقتان وهي على تلك الحال
مايك:" أختيّ
رفعت رأسها بإبتسامة
زهرة:"نعم
مايك:" أنتِ بخير؟
زهرة:" أجل، أشعر ببعض من الجوع، لهذا السبب"
بلاك:" زهرة "        سألها بعينيه لتفهم المعنى وتومئ ببطء
زهرة:" بخير"
كانت تلك المرة الأولى التي ينطق إسمها وقد كان وقعه جميلا عليه
فجأة رن هاتفها، فسارعت إلى إخراجه، ليتبين لها أن المتصل هو إلين
تهللت أساريرها وتناست ألمها لوهلة
زهرة:" my love
كم كان وقع تلك الكلمة شديدا على سمع بلاك
بلاك:" هل هو حبيبها؟ (في نفسه)
زهرة:" أهلين يا عمري
إلين:" مرحبتين، شأخبارك
بلاك:" لحظة، إنها فتاة
زهرة:" الحمد الله وإنتي
إلين:" تمام نشكر الله، بس والله زعلانة حبتين منك
زهرة:" ليش يا بعد عمري إنتي
إلين:" لأنك وعدتيني إنك تتصلين علي كل ليلة، وهاد اليوم نسيتيني
زهرة:" أبدا والله، بس كان عندي شغل ضروري، ٱسفة حقك علي
إلين:" كيف كان يومك
زهرة:" والله كان محمس
إلين:" كيف هه؟؟
زهرة:" شوفي مين قابلت اليوم، مايك تعال هناك من يريد أن يسلم عليك، Say Hi "
أجلسته على حجرها وعانقته بحنان غامر
مايك:" Hi
إلين:" Hello، زهرة!! مين هاذ الصغنن
زهرة:" والله هاذ الحلو تعرفت عليه اليوم بالشارع، كان راح يصرلو حادث المسكين، بس الله ستر، والحين إحنا ناطرين العشا لناكل
إلين:" الله، إيش هاد الروقان، راح غير هاا
مايك:" أختي أنا لا أفهم شيئا، ماللذي تقولانه
زهرة:" نحن نتحدث باللغة العربية، لهذا أنت لا تفهم ما نقوله"
أنهت وقبلته من خده للطافته
مايك:" ومن هذه؟؟"
إلين:" أنا أختها الصغرى أيها البطل، من أنت؟
مايك:" وأنا أخوها الثغير أيضا
إلين:" وااااو، كيف إستطعت سرقة أختي مني"
مايك:" لأنني أمير وثيم
إلين:" هههه أنت بالفعل كذلك

كان بلاك يشاهد حوارهم اللطيف وفي أعماقه يتمنى البقاء هكذا لمدة أطول، لم يشعر بهكذا هدوء منذ زمن بعيد.

قاطع أفكاره وصول النادل ليضع طبق مايك الصغير ويرحل، أسرعت زهرة في تعديل مكانه ورفعت أكمامه بعد أن نزعت معطفه ليتناول طعامه بأريحية
لقد كان جائعا لدرجة أنها كادت تدمع لرؤية حماسته اللطيفة
وفي صدد هذا، وصل إشعارآخر لبلاك، ليتناول هاتفه
ويطمإن عند قرائة محتوى الرسالة من كوري
[ تمت المهمة بنجاح، ألقينا القبض على رئيس العصابة فورد ]
أعاد هاتفه لجيبه وأدلى بتركيزه كاملا إلى الحوار الذي يدور أمامه خاصة بعد ما سمعه

زهرة:" إلين، هل عمتي تجلس بجانبك
إلين:" أجل
زهرة:" تابعي الحديث بالإنجليزية حتى لا تتفطن لنا
إلين:" أوكي
زهرة:" أخبريني ما جديد أبي
إلين:" كالعادة يخرج للعب القمار وشرب الخمور ليلا، ثم يعود صباحا، ويطالبني بإعداد الغداء قبل ذهابي للمدرسة، أنا ممتنة لأنه لايضربني، سأفعل أي شيئ، المهم أن أترك مسافة بيني وبينه"
زهرة:" وعمتي كيف تعاملك؟؟
إلين:" تماما كالخادمة، خاصة بعد رحيلك صارت تقبع في المنزل 24/7 لا أتخلص منها إلا عندما أذهب للمدرسة"
وضعت زهرة يدها على رأسها وأغمضت عينيها بقوة لتخرج تلك التنهيدة علها تخفف من ضغطها
زهرة:" أنا آسفة لتركك تواجهين كل هذا بنفسك إلين
إلين:" لا بأس يا غاليتي المهم أنت، عليكِ أن تدرسي بجد وتصبحي طبيبة معروفة وترفعي رأس والدتي رحمها الله، ورأسي أيضا
زهرة:" سأفعل، أعدك
إلين:" سأتركك الآن إنها الواحدة ليلا هنا، لدي دراسة غدا
زهرة:" حسنا، تصبحين على خير
إلين:" وأنتي من أهله"

زهرة:" إلين
إلين:" نعم
زهرة:" لا تخافي أختك هنا، لن أسمح لأي مكروه أن يصيبك، سأحرص على أن يصله ماله في الوقت
إلين:" أعرف ذلك، مع السلامة
زهرة:" مع السلامة

أغلقت هاتفها وبقيت تناظر الفراغ، هي فعلا مكبلة لا تعرف ما الذي عليها فعله
في تلك الأثناء وصل النادل ووضع طبقي بلاك وزهرة، شكرته فذهب
بلاك:" إلى متى ستشاهدين الطبق؟
زهرة:" آه، لقد شردت قليلا فقط"
نطقت البسملة وأخذت تأكل طعامها
زهرة:" مممم، لذيذة فعلا، كنت أَحْسَبُهَا بلا طعم "
كانت عيناها تنتفضان حماسة
بلاك:" أأعتبر أن خدمات فرعي سيئة بقولك؟"
زهرة:" أبدا، بل بالعكس، حقيقة أنا لا أفهم الكثير في مجال الإقتصاد وإدارة الأعمال فتخصصي طب كما تعلم، لكني أستطيع الجزم أن هذا النجاح جاء بعد سنين طوال
بلاك:" فعلا هو كذلك"
زهرة:" لنرى إن كنت أقدر على صنع نجاح كنجاحك في مجالي"
بلاك:" حظا موفقا
زهرة:" أشكرك ⁦

_بعد نصف ساعة_
زهرة:" أميري الصغير، هل إنتهيت؟
مايك:" أجل
زهرة:" جيد هيا بنا إذن أضن أن والدتك ستكون قلقة الآن
المعذرة.."
أشارت إلى النادل
زهرة:" الحساب من فضلك"
النادل:" إنه مدفوع
نظرت بعد تلك الجملة إلى بلاك بتساؤل وغضب طفيف

بلاك:" هذا فرعي يا آنسة"   .. ثم أزاح الكرسي إلى الخلف ونهض
زهرة:" لا إلاه إلا اللّٰه"

وأخيرا وصلوا إلى السيارة ليركب مايك وزهرة من الخلف وبلاك عند المقود وخرجوا من المرأب بعد أن حيا البواب بلاك تحية الوداع
زهرة:" يا إلاهي إنها السابعة، مايك هل تعرف طريق منزلك
مايك:" أعرف
زهرة:" صفه لصديقنا عله يعرفه
مايك:" ثأفعل
كان مايك يرشد بلاك بكل حماسة ومرح، والذي كانت تشاركه فيه زهرة
في حين أن بلاك كان يتبع تعليماته، إلى أن وصلوا إلى الوجهة، والتي كانت في حي شعبي وتحديدا منزل متهالك، ينم عن صعوبة أوضاع متساكنيه
نزل مايك الأول من السيارة ودخل يركض إلى منزله ينادي "أمي"
نزلت زهرة وبلاك بعده وبقيا أمام الباب حتى خرج مايك ومعه إمرأة شابة في حالة يرثى لها
بقيت تناظرهم إلى أن نطقت زهرة وحيتها
زهرة:" مرحبا
المرأة:" أهلا
كانت المرأة تتفحصهما فالرجل الذي معها معروف في بريطانيا كلها
الغريب هو مالذي يفعله أمام بيتها؟؟
مايك:" أمي هذه أختي التي إشترت لي ملابسي الجديدة
المرأة:" أنا أشكرك من كل قلبي يا آنسة
زهرة:" أبدا، هذا واجبي كمسلمة
المرأة:" حقا شكرا من أعماق قلبي
زهرة:" تفضلي
كتبت زهرة رقم هاتفها في ورقة صغيرة شقتها من دفترها لتعطيها للفتاة من بعدها
زهرة:" هذا رقم هاتفي، لا تترددي أبدا في الإتصال بي، قد لا أكون غنية أو ذات منصب لكن ما أعدك به هو أنني سأحاول مساعدتك قدر المستطاع
المرأة:" شكرا جزيلا
زهرة:" على الرحب .. هلا سمحتي لي بفحصك، أنا طبيبة متدربة، تبدين بصحة سيئة، سيكون من الجيد شراء بعض الأدوية
المرأة:" لا مانع لي، هذا لطف منكِ، تفضلي لبيتي المتواضع، إنه أفضل من البقاء في هذا البرد ... سيدي أستسمحك عذرا، فقد لا يليق بيتي بك، لكني أدعوك للتفضل"
زهرة:" لا داعي لأنه سيغادر بالفعل"
إلتفتت إليه
زهرة:" سيد بلاك، شكرا لك، لقد ساعدتني كثيرا، أتعبتك معي بما فيه الكفاية، ولن أنسى رد مال الفستان لك، تصبح على خير...

____________________________________________________________________

End of the part
Vote for the next one ⭐

بظلامي وردة تزهرWhere stories live. Discover now