TWENTY THREE

411 16 3
                                    

وصلا إلى الغرفة فتحها وهو يحمل زهرة ثم دخل
زهرة:" أنزلني"
أنزلها إلَّا أنَّه بقي يسندها من خصرها
بلاك:" تحتاجين إلى طبيب، إستلقي هناك سأرجع بعد دقيقتين"
زهرة بتعب :" أنتَ هو الداء، من المضحك بحثك عن الدواء حقا"
بلاك:" لسانكِ سليم هذا يعني أنكِ جيدة "
زهرة:" لا أسمح لأحد بمداوات جراحي فأنا طبيبة نفسي، دعنا لا نتعبك"
بلاك في نفسه:" يبدو أنني سأكتشف طباعا أخرى لها، فهذا الجزء من العناد والمعادات لم يسبق لي أن رأيته "
زهرة بإرهاق:" أيوجد إسعافات أولية في هذه الغرفة؟"
حملها بيد واحدة وخطى خطوتين فوضعها على السرير ثم ذهب إلى الحمام في آخر الغرفة وعاد بصندوق متوسط الحجم
وضعه بجانبها على السرير ورفع رأسه إليها ليجد أنها تأخذ أنفاسها بصعوبة وتحاول الحديث مجبرة
زهرة:" الـ...محرار، أعـ...طني محـ...رار"
بقي يبحث إلى أن وجده وأعطاه لها
إتكأت على عمود السرير خلفها ووضعت المحرار في فمها لتنزعه بعد أن أصدر تنبيها صوتيا يعلم عن نهاية عملية القيس، وأعطته لبلاك
زهرة:" هلا قرأت ما كتب على الشاشة"
بلاك:" 40.2"
لبثت مدة على حالها مغمضة العينين لا تنطق حرفا ولا تصدر فعلا

زهرة:" لا زلت لا أصدق أني أصبحت زوجتك، يالحظي العاثر"
غضب بلاك جدا، اُنظر لحالتها واُنظر إلى ما تفكر فيه
كاد أن يتكلم إلى أن رآها تنزع ميدعتها الطبية بصعوبة
ومن ثم شرعت في فك حجابها حتى بانت خصلات شعرها وانسدل بأكمله مسترسلا على كتفيها
وواصلت فتح أزرار عبائتها بثقل إلى أن أنهت آخر واحد لترمي بها على السرير جانبا
وبقيت ببنطالها الأسود وقميصها الوردي الصوفي اللطيف
بقي ذاك الأخير ينظر بهيام دون أن يرمش ... حتى أصبح كالصنم

أما هي فقد نهظت من مكانها بصعوبة تتكأ على أعمدة السرير
زهرة:" سـ...ـأغمر نفـ...سي بـ...المياه الباردة"
لم يفق الآخر من شروده حتى رآها تكاد تسقط ليسرع ويسندها
كان خداها محمران وتتصب عرقا، أصبحت ترجف من البرد رغم إدراكها الغليان
وضعت يدها على كتفه الأيسر تحاول إبعاده
زهرة تجاهد لإخراج كلماتها :" لم يـ...لمسني أي رجل من قبل...أبعد يـ...دك أشعر بشيئ غير مألوف يز...عجني, وكـ...أني أقوم بـ...فعل خاطئ"
بلاك:" ستَتَعوَّدِين زهرتي، والآن قللي كلماتك هذه ووفريها، أنتِ بالكاد تتنفسين"
ليحملها حيث إتجه بها إلى الحمام ووضعها في حوض الإستحمام ثم أسند رأسها إلى الخلف
وأخذ الرشاش بعد أن فتح المياه الباردة

كانت عيناها مُغْلَقتَان بالكاد تفتحهما إلى أن لامست المياه الباردة جسدها لتتنفس بقوة وفزع
زهرة:" بـ...باردة جدا"
بلاك:" تحملي كي تنخفض حرارتكِ"
سارع بتوجيه المياه إلى وجهها وقام بمسحه بخفة كي تستيقظ ثم عاد إلى تبريد جسدها وأثناء ذلك قام بإمساك يدها وغسلها حيث بقي يلاعب ظهر كفها بتبريده
بلاك في نفسه :" لا أدري كيف ومتى تعلقت بها، لكن ما أعلمه الآن هو أني على إستعداد لمواجهة الدنيا بأسرها لإبقاء هذه اليد بين كفي"
إنتهى ليقوم بإغلاق المياه وإعادة الرشاش مكانه
نظر إليها وإلى إرتجافها لينهض ويأتي بمنشفة بيضاء كبيرة حيث أقامها من مرقدها وأسندها بيد واحدة من خصرها حتى أخرجها من ذاك الحوض
بقي ينظر إلى تقاربهما ويتحسس جسدها المبلل الملتصق به
لم يستطع إبعاد عينيه عنها
هذا الجمال الذي لم يره غيره، يشعر بأنه ملك عندما يتذكر هذه الحقيقة

إنها في وضع يسمح لجميع الأفكار الشيطانية أن تتلاعب بعقله: شعرها المبلل، قطرات الماء التي تنزلق من على خديها، شفتيها الكرزيتان اللتان ترتجفان بردا، رموشها التي تغطي بنيتيها الداكنتين، يديها الصغيرتين مقابل كتفيه العريضين، قِصَرُ قامتها مقارنة بحجمه وطوله...

رفعت زهرة رأسها إليه لتنظر إلى سبب سكونه
زهرة:" أقسمتُ... أني لن أعتمد على أحد طوال عمري
لقد جئتَ وكسرت عهودي كلها في لمح البصر، مالذي بقي لتفعله أيضا؟؟"
نظر بلاك إلى حمرة عينيها ليجيب
بلاك:" إن أردت مني تركك الآن فسأفعل"
زهرة بسخرية وعجز :" أنت تعلم أني سأسقط إن فعلت ذلك الآن
أما إن كنت تقصد أنك ستطلقني فإفعل"

أمسك بلاك بالمنشفة ووضعها على رأسها ولف جسدها بها جيدا ليعانقها ويهمس في أذنها
بلاك بهمس:" مر على زواجنا ربع ساعة لا يزال لدينا الكثير لفعله زهرتي، أما الطلاق، فالوحيد الذي يستطيع أن يطلقك مني هو الموت"
زهرة:" جيد لا تطلقني، سترى ما سأفعله بك عندما تتحسن صحتي، كُنتَ تزوَّجْ غيري إن كنت تريد مَنْ ترضخ لك"
إبتسم بلاك ليفصل ذاك العناق حيث حملها وعاد بها إلى الغرفة ثم أجلسها حذو صندوق الإسعافات
بينما ذهب هو وأحضر كوبا الماء الذي كان فوق الطاولة التي تجانب السرير كانت هي تقلب بين الأدوية إلى أن وجدت ضالتها لتضع قرصا منه في فمها
رفعت عينيها لبلاك الذي جلس حيث كان يقدم لها كوب الماء فأخذته
زهرة:" شكرا"
بلاك:" أليس شكرك لي غريبا في موقفكِ هذا"

زهرة:" نحن قوم نرد الحسنة بحسنة والسيئة بسيئة مثلها، فكما شكرتك على حسن صنيعك معي سنتصافى على السيئ منه أيضا"
بلاك:" كلام كبير يخرج من فمك، أشك في قدرتك على تحمله"
زهرة:" لو علِمتَ كيف وصلتُ إلى ما أنا عليه اليوم لما قلت هذا، لكنك معذور كيف ستعرف شخصا تزوجته وأنت تضع المسدس على رأسه "
بلاك بأعين مرعبة:" لو علمتِ كيف وصلت أنا إلى ما أنا عليه، لتيقنتِ في هذه اللحظة من أني أعرف عنكِ أكثر مما تعرفينه عن نفسك"
زهرة بسخرية:" كمعرفتك عن قصة ذهاب أختي إلى الشرطة"
بلاك وهو ينظر إلى عينيها بثبات:" بالضبط"
زهرة:" لقد تسائلت كثيرا، كيف أمكنك أن تتزوج بامرأة لا تحبها؟
أنا على الأقل أُبَرمَجُ على هذا الأمر في وطني العربي منذ الصِّغر ومتيقنة أن مصيري سيكون كالآتي، ماذا عنك؟"
بلاك بسخرية:" أجيد التعامل مع البرمجيات"
زهرة:" تقصد مع الأجساد، فأنت لا تعرف عن المرأة سوى تسلية نفسك بجسدها
لا تجيد التعامل مع والدتكَ حتى"

غلبت عليها دموعها بعد تلك الكلمة
زهرة ببكاء:" لو أنك أحسست بما أحس به كلما أتذكر حقيقة موت أمي لشغلت كل لحضة بتأملها وهي نصب عينيك...
كم تمنيت لو أنها تعود وتنظر لي بعينيها الدافئتين وتمسح على شعري وتتباهى بجمالي وتمدحني وتشجعني وتهون علي مرارة الأيام"
لبثت دقيقة تنظر إليه حتى مسحت دموعها والتفت بالمنشفة جيدا فهي تشعر بالبرد الشديد
زهرة:" نصيحتي أن تنقذ نفسك قبل أن تغرق أكثر"

دق الباب لتستغرب زهرة حتى سمعت صوتا أنثويا من خلفه
سونا الخادمة:" سيدي لقد أحضرت الحساء"
بلاك:" أدخلي"
دخلت لتلتقي أعينها مع زهرة وترى حالتها المبتلة
سونا:" سيدتي هل أنتِ بخير؟"

____________________________________________________________________
End of the part
Vote for the next one ⭐🌹

بظلامي وردة تزهرWhere stories live. Discover now