EIGHT

515 20 0
                                    

بلاك بغضب:" إصعدي السيارة بسرعة وكفاكي عنادا، لا أريد أن أغضب الآن، لن يعجبك ذلك صدقيني"
نظرت له زهرة بشموخ صوب عينيه بعد أن أغضبتها طريقة كلامه معها
زهرة:" إستمع لي جيدا سيد بلاك، لَسْتُ عبدا أو موضفا عندك هنا تقوم بأمره.

إما أن تخبرني وتوضح كلامك، أو أن تُنهي خيْرَ ما بدأتَ بطيبٍ وتعود أدراجك وأبقى شاكرة لتعاونك.
لست فتاة تركب مع الراكبين وتنزل معهم

كما أنني أَتَّبِعُ قول " إثنان ثالثهما شيطان "
هذا دونا عن أني مسلمة وأخالف تعاليم ديني بوقوفي هنا وتَحدُّثي معك...

لا تعتبر كلامي إهانة...
أنا شاكرة بالفعل صنيعك معي اليوم فقد ساعدتني كثيرا، لهذا أرجوا منك أن تحافظ على الإحترام بيننا، ولنجعله فراقا بإحسان.
والآن أرجو أن تُفصح عما تريد فعله حتى أرى إن كان يستحق أن أصعد في السيارة أم أركب الباص. "

كان بلاك مع كل حرف تنطقه يناظرها والمشاعر قد إهتاجت بداخله: غضب، فخر، إستحسان، تردد
لكن يطغى الغضب على هذا كله

حين أنهت كلامها نظر لها بلاك بجدية بعد أن مسح وجهه وتقدم خطوتان بعد أن كان يتكأ على سيارته
طابق عينيهما رغم سواد الليل ورد
بلاك:" أنتي فعلا ذو حظ كبير، أهنئك.
بعد هذا كله لا تزالين على قيد الحياة .
من أين لكي هذه الجرأة؟؟!
أنتي تعلمين أنني الحلقة الأقوى هنا، أستطيع طردك بفرقعة إصبع، وهدم حياتك في رمشة عين، وقطع ٱآمالك بمقص وَاهِن (ضعيف) ودون جهد"
زهرة:" أبدا...، هذه الكلمات قد تخيف من تعتمد على الناس للعيش وكسب المال
أما أنا فأتوكل على واحد أحد، إن إنقطعت بي السبل وأُغلق باب في وجهي، سأجد عشرة غيره.
هل نسيت أنني سأصبح طبيبة؟
وأهم شيئ في مهنتي هي الصراحة وقول الحقيقة، مهما كان ثقلها وتحملها صعبا.
أما عن الجرأة.....فكلامي ليس به أي شكل من أشكال تقليل الإحترام لأخاف.
لَسْتُ أُزَكِّي نفسي، ولكن بما أنك رجل أعمال ضخم في هذه السن الصغيرة، وهو يعكس مدى دقتك وخبرتك، فأضنّك لاحضت صدقي وعدم إهتمامي بالشكليات."

كان وقع كلماتها ثقيلا على كيان وغرور بلاك
لكن لم يُنكر صدق قولها
بل على العكس كان يناظر كبرياء أنوثتها بفخر إستغرب منه هو بنفسه
هذه المرة الأولى التي يشعر فيها بلاك بمعنى كلمة "مرأة"
فدائما ما كان يرى جنس حواء وسائل للمتعة والترفيه الجسدي أو طريقا للمساومات أو حتى للأعمال وجلب المعلومات عن طريق أجسادهن.
فلم يعهد أو يقابل فتاة إلا وإستعملت شتى الحيل لإغوائه والتودد إليه والإقتراب منه

ماعداها هي، لقد كسرت القاعدة التي وضعها للإناث

بلاك:" وما طلبك الآن يا آنسة زهرة؟
زهرة:" لِم تريد مني ركوب السيارة؟
بلاك:" لأعيدك لمسكنك
زهرة:" أستطيع ركوب الحافلة، ما الـإستثناء؟
بلاك:" لن يُسمح لكي بالدخول في هذه الساعة؟
زهرة:" أنا على دراية بهذا
بلاك:" لهذا سوف أتوسط لكي
زهرة:" شكرا لوضوحك، الآن أستطيع قبول دعوتك بإطمئنان.
لكنني سأصعد في الخلف لنفس السبب الذي سبق أن ذكرته"
أومأ لها بلاك برأسه لتفتح الباب الخلفي، وما أن سمع بلاك صوت إغلاق الباب حتى شقت إبتسامة صغيرة ثغره

بظلامي وردة تزهرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن