استوقفه صوت البكاء و عقد حجاجه بإستغراب و سمَ بالله و دفّ الباب بـ خفيف و لمّح اللي جالسه على الدكّه و معطيته ظهرها بـ قميص الروز اللي لونه كان فاقع بـ الأحمر و شعرها الأسود الطويل اللي يكسو ظهرها بـ كثافته و نعومته ، رغم رؤيته المغبشه كانت مواصفاتها تجذب عينه و ترتسم له بـ وضوح يجهل أسبابه ، توتر و هو يسحب الباب بـ خفيف و يسكره بـ بطء و بدون صوت ، و التفت يناظر القمر و مسك صدره و هو يتنهد تنهيدة طويله ، مشى بسرعه للمسجد و صلّى معهم
تقدمت سلطانه عند رديس و همست : جده
التفتت رديس لها و كملت سلطانه : جده بنرجع البيت
رديس : انثبري
سلطانه بلعت ريقها : احس بشعور غثيان بطرش ياجده
رديس : اقرفك ربي يا الخسيه ، ببيت الله و تقولين هالكلام
سلطانه : جده بطني توجع ماامزح
تأففت رديس : ماراح تروحين لحالك
سلطانه : بصوّت لعارف
رديس : تصوتين ويش؟ تحسبين انك بالمزرعه هذا مسجد فيه كل الرجاجيل تبينهم يسمعون صوت اخت عارف تناديه ؟ بتسودين وجه اخوك
تنهدت سلطانه : جده تكفين ماقدر ، باخذ بدريه معي
رديس : ما ادلخ منك الا بدريه
سلطانه : جده تكفين برجع ما اقدر
رديس : خلاص روحي انتي و بدريه و خوذي امك كوثر توصلك و اقعدو بالبيت لحد يرجع
هزت رأسها بتفهم
طلعت سلطانه و بدريه و كوثر و لمحت بدريه عارف اللي طلع من دورة المياه و صرخت بـ صوت خافت : عارررف
كوثر : زيين الله جابه شوفي اخوك عارف ياسلطانه خلوه يوصلكم و انا برجع اكمل صلاتي
استغرب عارف و مشى توجه لهم ، تقدمت سلطانه : عارف امش وصلنا للبيت
عقد حاجبه عارف : ليه ؟ كملو صلاه ماقضينا
سلطانه : امش وعد بالبيت لحالها
عارف : لحالها ؟ مامشت معكم
سلطانه : مامشت
كملو يمشون و قدامهم عارف اللي يقول : عمي السبب صح؟
سلطانه : ماندري وش قالها ناداها و خلاها ترجع البيت ماخطت خطوه معنا
عارف : كانت لابسه عبايتها معكم؟
سلطانه : ايه ومتحمسه اكثر منا
تنهد عارف : لاحول ولا قوة إلا بالله
وصلهم عارف : سكرو الباب زين شويات ونجيكم
مشى عارف و دخلت سلطانه و بدريه و شافوا وعد اللي جالسه بالدكّه و تتقهوى ، تقدمت عندها سلطانه و شافت دموعها اللي واضح توها ماسحتها ، سلطانه رمت عبايتها بالجمب و جلست عند وعد : وش اللي صار
وعد ناظرتهم : ليه جيتو ؟
بدريه : خليك مننا ، وش اللي قاله عمي؟
وعد نزلت فنجال القهوه : يعني بدر ولد رديس وش متوقعين منه
سلطانه : احللفي
وعد : قالي ادخلي مانتي طالعه معهم يحسبني رايحه ادشر
بدريه : لا عمي مو صاااحي
سلطانه : يويلي ماتوصل وش بلاااه ؟ صلاه صلاه عباده بعدين مايخليك تروحين معنا تصلين و يخليك تنحبسين هنا و محد حواليك ؟ عن اي تناقض نتحدث
وعد : تعودت اصلا ماتفرق
سلطانه ناظرت بعينها : ام دميعه
وعد ناظرتها بـ حده : تخسين
سلطانه ضحكت : ماعليك مهب باينه دموعك ، شوفينا ماصلينا و جينا نونسك
ابتسمت وعد و تصب لهم قهوه و يسولفون..
طلعو الرجال من المسجد و مشى خلف اللي جمبه فيحان ، و كان شاغل باله اللي لمحها بالبيت تبكي و فضوله يقتىله وش الاسباب ، هو ضاق من منظرها لوحدها و محد عندها يآنسها و بكائها اللي حرّك شيء بقلبه ، مايدري هو عاطفي ولا يتحمل بكاء احد ولا وش صابه من علّه خلته يفكر فيها لين طلع من المسجد ، بنص هواجيسه قاطعه فيحان : ولد
لف له خلف
فيحان : وين وصلت
ضحك خلف : ابد خلصت
فيحان : علامك ساج
خلف : اشوف المسجد مستغرب من ان فيه ناس ساكنين بالمزارع و جو يصلون
ضحك فيحان : يرجال عادي ، امش
مشو الرجال و دخلو المشب و عارف وصّل الحريم للبيت
و مشى و لقى بوجهه فيحان و خلف اللي جايين له : ارحبو
فيحان : شف اخر تخطيطاتنا
عقد حاجبه خلف : وش تخطيطاته يالكذاب
فيحان : تخطيطاتي لحالي بس لازم اشارككم
عارف : وش عندك
فيحان : بنغامر بين المزارع
عقد حجاجه عارف : متأكد من توقيتك ؟
فيحان : وش بلاك ايه ، امشوا
عارف لف لخلف و قال : تم؟
خلف بـ ملل : لا خلوها بعدين انا ماني فايق لأحد الحين
عارف : افا
فيحان : الولد ساج من طلع من المسجد و هو مو على بعضه
عارف استغرب : وش علمك
خلف : امشو امشو للنياق
ضحك عارف : كل ماضاقت به توجه لنياقه
توجهو للنياق و وقفو عند الشبك و وقف خلف يستنشق الريحه و يتنهد تنهيدة طوييله : ااخ ما احلاااها
عارف : تصدقون كسرت خاطري
فيحان : منهي لايكون البعير اللي كسرت اظفري ان كانها هي يا عارف والله ذا اخر مابيني و بينك
عارف : حمار انت ؟
فيحان : ليه
عارف : اقصد بنت عمي بدر
فيحان ضحك : خليتها نااقه انا
تنهد عارف : يرجال اسكت ، عمي ماخلاها تروح معهم للمسجد و جلست بالبيت لحالها
التفت خلف بـ صدمه لما عرف انها هي اللي كانت تبكي بالبيت و كمل يناظر لعارف و حسّ بشعور غريب لكن تجاهله و نطق : خلاها بالبيت لحالها ؟
هز راسه عارف : ايه ماخلاها تعدا الباب معهم
فيحان : عمي الله يهديه ، اقول تتحدون اتعلق برقبة ناقه و ما اطيح ؟
خلف : ورع اقسم بالله ان ادخلك بين هالنياق اخليهم يترفسونك فكنا
فيحان : خلاص خلاص سم
تقدمت عندهم ناقه لونها ابيض على رقبتها دمّ خفيف ، مسح عليها خلف و هو يناظرها ، و تقدم فيحان يمسك رقبتها و يمسحها
ناظر خلف للدم الاحمر اللي على رقبتها و قال : ذي اللي تعلق فيها فيحان
فيحان : احلف ؟ اذلفي انتي و راسك المربع
و نزل يده عنها ، ضحك عارف : ياحلوها يارجال والله انها مزيونه
فيحان : تراها ناقه
عارف : تخيل معي
التفت خلف له و كمّل عارف : ذا الدم اللي عليها ثوب احمر
لوهله وقف خلف يمسح على الناقه يوم تذكرها و هي تبكي و لابسه قميص روز أحمر لفت أنظاره ، تنهد و هو يبعد عن الناقه و التفت له فيحان : الله ! عطنا بيتين يا خلف
التفت خلف لهم و توهق : وش اعطيك
فيحان : على خيال عارف عطنا
تنهد خلف و نقز دخل جوا الشبك : خلوني شوي اجمع الابيات و اجي
فيحان : تجمعها ؟ ليه هي مبعثره
خلف : يقلع ثقالة دمك
و مشى خلف و هو يروح للطرف الثاني من الشبك بعيد عنهم و يسرح بعالم هواجيسه و كل باله هي و اللي زاد توتره كلام العيال معه ، تنهد و يستجمع أفكاره لدقايق و رجع لهم
عارف شافه : جاب الابيات جابها
ضحك خلف و نقز الشبك طلع عندهم : عزالله جبتها
فيحان : اسلم
تنهد خلف و هو يناظر للناقه اللي قدامهم و نطق :
ليه تسرق نظرة العين يالطرف الخجول
لاتوارى والله ان شوفتك فرصة عمر
مالمحتك زين لكن ياكثر القبول
فارقٍ بالحسن يازاهي الثوب الحمر
ضحك عارف : الله الله صح لساااانك انشهد جبتها
فيحان : صح والله لسانك
تنهد خلف و هو يبعد الضيقه اللي اجتاحة صدره لما تذكر أن زاهي الثوب الحمر كان ضايق و يسمع بكاه .. تنهد بـ ضيق و يحاول يسلى و ينسّي عقله اللي سارح
•عند البنات
كانو جالسين بالدكّه و جتهم بدريه : ااخ تعببت خلصت المطبخ كله
سلطانه : احمدي ربك غسلنا نص الصحون عنك
تنهدت بدريه و تربّعت و هي تصب لها قهوه : بنات نبي نتمشى بالمزرعة
كادي : تبين نتصفق
تنهدت بدريه و التفتت تناظر لـ الملحق اللي سارا و امها يدخلون اغراضهم فيه ، نطقت : وش يسوون هذولا
وعد : ياي مايبغون يرقدون عندنا صارو بالملحق
سلطانه : اييه شوفي الغطيات معهم
بدريه : يامال الليّه على قولة رديس
سلطانه : شلون رديس خلتهم ؟ ما فردت عضلاتها عليهم
وعد : عمي ظافر مشوين يتكلم معها
تنهدت بدريه : اخ يالحظ و انا ابوي يصفقني عشانها
تنهدت ابتهاج : احسدهم
بدريه : ليت فيه شيء نحسدهم عليه
أنت تقرأ
عسى يفتديك لسان شاعرك و حصانه
General Fictionحسابي في الأنستا ؛ rciwei » لا اُبيح نقل الرواية أو إقتباسها « قد يُعرضك نقل أو إقتباس أو سرقة الرواية بدون إذن من الكاتبة إلى المسائلة القانونية .
