بارت ٩

8.4K 219 7
                                    

تنهدت و وقفت و هي تفكر بـ نظراته الغريبة ، نظراته كانت مو نظرات شخص فاقد بصره ! تلاشت الافكار من راسها لما دخلت عليها بدرية : وش صار اخذ التمر ؟
وعد كانت تناظر للشباك بـ تفكير عمييق ، تقدمت عندها بدريه و قالت : الوووه
فزّت وعد و قالت : وجع
بدريه ضحكت : وشبك سرحانه اقولك خذا التمر خلف ؟
هزت رأسها وعد : اي خذاه خذاه
و رمت ضمادة الجروح على الطاوله و هي ترفع شعرها و تمسكه بـ بنسة شعر ، استغربت بدريه : وش جاب الضماده
وعد : لقيتها طايحه
،
عند خلف اللي مشى و تعدّا من عند بيت الجده و هو يحط يده على قلبه و ياخذ نفس و هو واقف و مو مستوعب اللي يصير له ، حسّ إنه قلبه لوهله أنسرق منه ولا يدري كيف و وشلون ، حاول يشتت افكاره و مشى وصل المشب و دخل و هو يناظر بوجيههم اللي وضحت له بـ كل وضوح ، يشوف وجه فيحان بوضوح و وجه عارف بووضوح ، و عيال عتيق كلهم ، بلع ريقه بـ صمت و هو يخفي توتره و نزل التمر
و طلع متوّجه لدورات المياه و وقف لايكمل خطواته لما سمع بدر ابو وعد يتكلم مع وافيّ : و انت تدري اني ماني مرتاح لوجود خلف بالمزرعه
وافيّ بـ عصبيه : خلف ولدنا ! ولا ارضى عليه بالغلط و اعيد كلامي لك يابدر اني اعدّه مثل ولدي عارف
بدر : يقولك امس انه بدأ يشوف
وافيّ : و من قالك اننا مخلينه بالمزرعه عشانه اعمى ؟
بدر : لو طلعت وحده له من البنات و شافها ؟
قبض خلف على يده و هو يسمع كلام بدر و تراجع بخطواته لورا بـ ربكه تملّكت قلبه و بقل حيله و امل ضعيف و مشى من عندهم و دخل المشب و بلع ريقه و هو يجلس بينهم و يسوي نفسه طبيعي كـ شخص أعمى ، هو ماكان عنده مشكله يعلمهم بإن بصره رجع له لكن اللي وقفه و خلاه يتردد و يفكر مليون مره كلام بدر و وافيّ اللي تمنى إنه ماسمعه
،
وافيّ اللي كمل نقاشه مع بدر : ان كان خلف رخمه ف ولدي عارف رخمه ، و انا متشفق اشوف خلف يرد له نظره عشان نستانس له كلنا ، ليه لايكون تحسبنا ننتظر يرد له نظره عشان نطرده ؟
تنهد بدر: لا مابنطرده بس نغير مكان بيته ، بيته قريب من بيت امي إرّديس
وافيّ : اي بسيطه هذي ، هو تعمد يكون بيته هناك لإنه قريب للنياق قبل يكون قريب من بيت امي ، بنخلي فيحان وعارف و سعود يرقدون عنده ان كانك شاك به
حك بدر دقنه و قال : يصير خير
و دخلو المشب و رفع خلف انظاره لـ بدر اللي يناظره ، تنهد خلف و هو يصد يناظر للأرض و قام من بينهم طلع و هو يمشي ، لوهله حسّ بشعور الفرحه لإن بصره رجع ، كان باله مشغول و نسى يفرح عشان بصره اللي رجع له ، ابتسم و هو يمد كفوفه و يناظرهم ، و رفع رأسه يناظر السماء و الشمس اللي ساطعه ، ضحك و هو يركض للنياق متجاهل شيء حوله ، و ناظر للشبك بوضوح و للنياق اللي بوسط الشبك ، ابتسم ابتسامه شقّت وجهه و هو ينط داخل الشبك و يضمّ النياق و هو يضحك و يسجد سجدة شكر لربه ، هو مو مستوعب ولا قادر يعبر عن فرحته اللي بداخله الا بإنه يعانق النياق و يضحك و هو يتجول بينهم و يتمعّن بأشكالهم بكل وضوح ، وقف لما شاف الناقه اللي رفست فيحان و ناظر للدم اللي لازال طابع على رقبتها ، و وقف وهو يتذكر ملامح وعد اللي تجسدت بمخيلته ، خوفها و هي تناظره ، طول رموشها و وسّع عيونها ، كان يناظر لعيون الناقه و بخياله عيون وعـد و ملامحها اللي ماقدرت تغيب عن راسه و نطق بلا شعور :
عيني ما قد شافت كذا مخلوق
كنك على ذوقي تشكلتي
ضحك عارف اللي وراه و قال : صح لسااانك
ارتعب خلف و التفت لعارف اللي واقف على اسوار الشبك و ماكان منتبه له خلف ، تنهد خلف بربكه و بضحكة خفيفه و هو يحك رأسه من الخلف : من متى و انت هنا
عارف : من يوم ضميت الناقه و قلت ابياتك
ابتسم خلف و وقف عند عارف ، نطق عارف : شكلك اليوم جايز لي
ضحك خلف : وش الفرق
عارف : مدري اشوفك تضحك و مسفهل حتى عيونك ..
توتر خلف لما وصل عارف لكلمة *عيونك*
كمل عارف : حتى عيونك تلمع
خلف بـ ضحكة تسليك : يارجال الواحد لازم يسفهل
قاطعهم مناداة بدر : عااارف ياولد
عارف : سم ياعم
خلف استغرب : وش يبي بك
عارف : يبي اوديه للديره فيه اغراض بيجيبها
مشى عارف ، و تنهد خلف و هو يدخل بين النياق و يروح لاخر الشبك و ينقز للشبك الصغير اللي بالخلف و فيه العلف و يسدح نفسه على العلف و يغطي نفسه بـ الشراع اللي فوق العلف ، و طاقيته البيضاء يقدمها على نص وجهه و هو يحط يديه خلف رأسه و منسدح و يغمض عيونه بيرقد
في دخول وقت العصر توجهت وعـد مع بدريه للشبك ، و نطقت بدريه : تخافين من النياق ؟
وعد بـ ضحكه : معصي
ضحكت بدريه و هي تضرب كتف وعد بخفيف و يمشون لين وصلو شبك النياق ، نطقت وعد : و الحين وش نسوي
بدريه : وين العلف وين يحطونه ؟
وعد : ليش ما سألنا العجيز
تنهدت بدريه : امشي ندوره
و نطت بدريه لوسط الشبك
شهقت وعد : يامجنونه فيه باب بعدين ترا عددهم كثير احتمال برفسه تطيرين لعند إرّديس
بدريه : هذول نياق مب وحوش
عقدت حاجبها وعد و كملت بدريه : ان كانك خوافه خلك بمكانك
عصبت وعد و فتحت بوابة الشبك على كبرها و هي تدخل جوا عند بدريه ، نطقت بدريه : يامجنونه سكري الباب كان نقزتي من فوق الشبك احسن
وعد بعدم اهتمام : يشيخه امشي بس وين العلف
دخلو بين النياق و وصلو اخر الشبك و لمحت الشبك الثاني اللي فيه علف مغطّى بـ شراع ، فزّت وعد : هنا هذااهو
بدريه : يوووه بننقز بعد للشبك الثاني ؟ كان طلعنا من برا احسن
وعد : بطلع و اجيبه كم تبين علف ؟
ضحكت بدريه و اشرت على السطل المربع المستطيل اللي بوسط النياق و هي تقول : لين نملى ذاك السطل شوفيه فاضي
تنهدت وعد و طلعت لبرا الشبك و هي تروح للشبك الثاني اللي فيه العلف ، فتحت الشبك الثاني و هي تدخل و تناظر باستغراب للعلف اللي فوقه شراع ، نزلت وشاحها اللي ماكانت لابسه الا قميصها الروز و الوشاح الاسود و رافعه شعرها و خصلتين من شعرها على خدها ، تقدمت و هي تسحب العلف اللي تحت و وقفت لما ماقدرت تسحبه من تحت من ثقله ، التفتت للعلف من فوق و سحبت الشراع بترميه و صرخت لما سحبت الشراع و شافت خلف اللي فزّ بـ خرشه و طاحت طاقيته قدام رجولها ، صرخت وعد و هي تناظره : يمممه ! انت وش جااابك !
ارتعب خلف : انتي اللي وش جابك عند العلف ؟
وعد : كـ.. كنت بعلف النياق
ضحك خلف و هو يناظرها بـ صدمه : انتي ؟
وعد لاحظت إن منديلها على كتوفها و رفعته على راسها و هي تقول : انا و بدريه ، إرّديس طلبتنا
تنهد خلف و نطق : خلاص امشو بعلفهم انا
و نزل و هو ياخذ طاقيته من قدامها و تراجعت بخطواتها لورا ، التفت خلف لها و شاف ربكتها و خوفها و لمعة عيونها ، و شعرها اللي رافعته و فيه من خصلاته على وجهها ، و حط الطاقيه على راسه و هو يلف و ياخذ حبة علف مربعه و يبي يتعدى لكنها قاطعته : انا باخذه اترك
و تقدمت و هي تمد يدها و تاخذ العلف من يديه ، سحب العلف من يدها وناظر لعينها و هو ينطق : تخليني اخلي بنت تاخذه و انا اتفرج ؟ رخمه قدامك ؟
عقدت حاجبها وعد : هات قلت لك انا باخذه و بوديه

عسى يفتديك لسان شاعرك و حصانهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن