بارت ٢٦

10.6K 289 55
                                    

مشو الثلاثة بـ خُطى ثابته و ركيكه ببطء و طلعو برا بعد ماطفو الأنوار و تقدمو لسيارة سعود ، قاطع هدوئهم سلطانه اللي صرخت بـ هدوء : اااح
التفتو لها وعد و بدريه : وش بلاك
بلعت ريقها سلطانه تكتم صراخها و المها بسبب إنها شقّت ساقها بـ قزازه بدون لا تنتبه وسط الظلام ، حطّت يدها على فمها تتألم : ااح رجلي رجلي
وعد تقدمت تشوفها : طيب وش نرجع ؟ تبين نرجع ؟
هزت رأسها سلطانه بالنفي : خلونا نكمل
بدريه مشت تتقدمهم و فتحت باب السيارة الأمامي و عند مكان السايق ، و هي تناظر تدوّر بين الدروج السواره و الفلوس ، تقدمو لها سلطانه و وعد ، وعد فتحت الباب الخلفي و عندها سلطانه متمسّكه بالباب تحاول تقاوم ألم ساقها اللي بدأت تنزف دم ، عضّت اسنانها و هي تتألم : يوجع يووجع
وعد اللي كانت مشغوله تدوّر و بلحظه شهقت و جمدت محلها : بنات !
التفتوا لها و قفزت بدريه بداخل السيارة و تجلس مكان السايق و تلف جسدها لورا عندهم : وش وش لقيتوهم ؟
وعد بـ صدمه: ايه الفلوس
وسّعت عيونها بدريه و قفزت للمرتبه اللي ورا و هي تناظر للفلوس اللي بالصندوق ، بلعت ريقها سلطانه : خلاص عرفنا و تأكدنا امشو لحد يجي
بدريه : صبر بشوف كم عدد الفلوس و وين الاسواره ؟
سلطانه تقدمت لمكان السايق و تدور و تنطق : انتي يابدريه ماتعرفين تنخشين زين
و طلعت سلطانه تلتف للمقعد اللي بجمب السايق و فتحت الباب وهي تتقدم للصندوق او الدولاب الصغير اللي قدام المقعد اللي جمب السايق ، فتحت الصندوق و وسعت عيونها لما لمحت الإسواره ، رمقتها بوضوح بإنها فعلًا من ذهب و التفتت لهم : لقيتها
بدريه : نسوي خير و نرجعهم ؟
سلطانه رجعت الأسواره للدّرج و سكرته : لا طبعا بنتورط و تصير مشاكل فكونا
وعد بـ إصرار : بحرريق خليها تصير
تقدمت وعد عند سلطانه و نزلت رأسها لمقام الدرج الصغير اللي بالسياره  و هي تفتحه تاخذ الإسواره و تنطق : هالاسواره بتكون عندهم بالمجلس و بنفضحهم
و مسكتها سلطانه تمنعها : بنت اركدي ! حنا اللي بناكلها
رفعت راسها وعد بسرعه و بدون تردد و ما انتبهت لسنسالها اللي تعلّق بباب الصندوق الامامي و انقطع و طاح ، شهقت : سنسالي !
سلطانه : ها هذا اللي تبينه امشي
وعد : اصبرو امانه دوروه
رجعت وعد الإسواره للدرج و سكرته و بدأت تدور سنسالها اللي ماتدري وين راح
بلعت ريقها و هي تقول : تكفون احبه هالسنسال جيبببوه دوروه
سلطانه : امشي يابنت الحلال مب موجود
تقدمت وعد تفك الصندوق و تطلع الاسواره المقطوعه و تلملم قطع الذهب بيديها : باخذها
سلطانه : بنت ! تستهبلين بتورطينا
وعد : بشوف الوقت المناسب و اكلم جدي فيه مستحيل اسكت سلطانه مستحييل
بدريه : انا اتفق معها صراحه رغم انه اخوي معهم لكن مابكون انانيه و اتستر عليه هو سوى غلط و بيتحاسب
سلطانه : بنتورط بناكلها بناكلها
وعد : ناكلها ب وش ؟ هذول سارقين صاحيه انتي ؟ لازم نعلم ليه نتستر
سلطانه : وشو ليه نتستر اخوي و فيحان بيتضررون ترا
غمضت عيونها وعد تاخذ نفس : طيب يعني خايفه عليه ؟ خليه يتحاسب معهم لو يخاف الله ماسواها بالمسكينه ، سلطانه استوعبي العجوز و رجلها منحرق دمهم على حلالهم اللي ضاع و تقولين لي الحين اخوي !
سلطانه : وعد ما اقدر تكفين خل نمشي تكفين مانبي مشاكل
تأففت وعد و ابتعدت عنها : تبين نتحمل ذنب تسترنا على هالسالفه رغم اننا ندري بها
تنهدت سلطانه تتراجع : انا رايحه
وعد حطت الإسوارة بـ مخباة قميصها و مشت هي و بدريه يتبعون سلطانه و دخلو البيت بـ صمت ، و توجهو للداخل بالغرفه و دخلوا عند ابتهاج و كادي اللي كانو جالسين بالغرفه
وعد ناظرت ابتهاج اللي صاده عنهم و واضح إنها كانت قاعدة تفضفض لكادي ، تنهدت تتركهم و طلعت و لحقتها بدريه : نقول لهم ؟
هزت رأسها وعد بالنفي : لا اسكتي ابتهاج هاليومين فيها بلا
عقدت حاجبها بدريه : وش علمها
رفعت اكتافها وعد : مدري أختك و انتي ادرى بها
طلعت وعد و شافت سلطانه بالمطبخ تحط لصق جروح على ساقها ، تقدمت وعد لها : يوجع مره ؟
سلطانه هزت رأسها : مره مره لدرجة احس مابقدر امشي
وعد ضحكت و جلست تنزل مقامها لساق سلطانه و تنطق : بلاشي دلع أكيد جرح عادي
سلطانه رفعت لصق الجروح و انصدمت وعد و هي تشوف : يمه انتي وش جارحتها فيه ؟
سلطانه : مدري وش اللي شبك و شق القميص و الجلد معه
كان جرحها عميق و شقّ الجلد و اللحم ، و الخط عريض كإنه شقّ سكينه
بلعت ريقها وعد من الدم و نطقت : الدم سال حطي لصق غطيه
دخلت عليهم كوثر و ارتبكت سلطانه ، ناظرتها كوثر و شافت تشتتها و انشغالها بساقها و نطقت : وش بلاك
سلطانه : ولا شيء انجرحت من الدّكه
عقدت حجاجها كوثر : الله يهديك ترامشين مرامش
سلطانه : مب دفاشه يمه كان فيه حديده مدري قزازه بالدّكه و ما انتبهت لها بوسط الظلام
تتهدت كوثر : الله يعين
طلعت كوثر بدون لا تشوف الجرح و عمقه ، و اخذت نفس وعد تهدي : سلطانه تحسين يستدعي تروحين المستشفى ؟
سلطانه رفعت اكتافها : مدري بس مايحتاج اعتقد
تنهدت وعد : ان شاء الله
» مساعد «
اللي وصّل امه للبيت و نزل متجه لمجلس الرجال و دخل المقلط قبله ، شاف مشاري و ياسر جالسين و يضحكون و نطق : هلااابي
مشاري ابتسم : هلابك صدق
ياسر : يالله هذاهو مساعد جاك فكني
مساعد جلس و رمى شماغه و عقاله على المركَه و نطق : ليه هو غاصبك تقعد ؟
ياسر : ايه يقول يخاف من الظلمه
ضحك مساعد و طلع ياسر من عندهم ، تقدم مساعد يقعد و يناظر مشاري ، مشاري نطق : ها وش قلت لاهلك
مساعد : قلت لهم إني بكره رايح للسوق اللي على طريق المزارع
ابتسم مشاري : حلو و اخبار الخروفه
تنهد مساعد يصد و يناظر الأرض ، مشاري : وش فيك ؟ لايكون بتحّن عليها
مساعد رفع راسه له و رّمقه بـ نظراته : تخسى
ضحك مشاري : المهم نم ورانا بكره مهمه
مساعد هز رأسه و فرش فراشه بيرقد ، انسدح و فباله ألف تفكير و تردد ، هو من بعد كلام امه و دعواتها تردد كثير و احتار و احتّل قلبه الخوف و صار طول وقته متوتر و خايف ، التفت يناظر جواله و كان يحاول قدر المستطاع انه يوقف و ما يتصل عليها ، مايعرف وش تأنيب الضمير اللي جاه بسبّة كلام امه و لو كانت خيره ليه كانت متأخره ؟ تنهد يصد و يتجاهل الحمّل و الضيقه الكثيرة اللي بقلبه و حاول ينام رغم الأرق اللي داهمه
بعد مرور ساعه و نصف و هو يتقلّب ولا جاه النوم وقف و هو ياخذ ثوبه بيبلبسه لكنه توقف و نزله و طلع بسرواله و فانيلته و طاقيته ، و اخذ جواله و طلع برا الملحق و توجه لحوش الرجال الكبير و هو يتمشى فيه و يفتح جواله يتصل عليها ، بلع ريقه لإنها من اول اتصال أعطته مشغول ، و اتصل مره ثانيه و ماردت و نطق بعصبيه : مو وققتتك ردي
و اتصل ثلاث مرات و اربعه ولا ردت
' سارا '
اللي كانت جالسه بالملحق تتسوق عن طريق الإنترنت و قاطع متعتها إتصاله الأول ، تأففت : غرام و غرام وش تبي هذي ؟
و قفلت و هي تكمل تسوقها ، و اتصل عليها للمره الثانيه و اخذت نفس بـ عصبيه و هي توقف و تحط الجوال ميوت و تتركه بالملحق و تطلع تدوّر إبتهاج ، دخلت عند غرفة البنات لقتهم كلهم نايمين و محد صاحي ، تنهدت و هي ترجع للملحق و تتجاهل إتصالات مساعد اللي كانت تعرف انها ' غرام ' إلين توقف يتصل و استسلم و توجه يصارع الأرق و نام ، و سارا بعد ماوقفت الاتصالات نطقت : مابغت توقف وش ذي الصمله
' اليوم الثاني '
« سعود »
في حلول العصر ، تقدم ياخذ سيارته اللي قدام باب الحريم و تعمّد يوقّفها بهالمكان لإنه شكّ ان ابو غازي شاف و لمح سيارته لما هربو ، ف قرر يوقفها عند باب الحريم بحيث تكون بعيده عن انظار ابو غازي و ما يشك
تقدم يفتحها و غمّض عيونه من ريحة العطر اللي بالسياره ، كانت الريحه خفيفه لكنها ثابته بالسياره ولا عرف وش اسبابها ، عقد حجاجه مستغرب و عدّل جلسته و هو يلتفت لورا و يناظر الفلوس موجوده ، حكّ دقنه و تجاهل الموضوع و هو يحرّك السيارة لباب الرجال ، و يوقفها و ينزل
« خلف »
بعد ما أفطر عند الرجال هو و جدّه و عيال عمته ، وقف و لمح فايز طليق عمته موجود ، ابتسم بخفوت لما شافه جا يسلم على جده و تقدم فايز يسلم على خلف : يامرحبا عزالله ان ذا الشبل من ذاك الاسد
ابتسم خلف : جعلك سالم يا ابو نادر ، و اعذرنا تسببنا بقطع حلفك لكن مهما كان هذول عيال و ودهم امهم و القطاعه يابو نادر مهيب زينه و انت خابر
تنهد فايز : ماعليه ماعليه انا ادري والله واللي سويته انت ياولدي حسنه و فعل طيّب بهالشهر الفضيل ، انا ماني محاسبك على هذا لكني ابي منك طلب واحد
خلف : من هالحين يابو نادر أعتبره تم
فايز : أم نادر ، قلّها تفكه
عقد حجاجه خلف : تفك ويش ؟
بلع ريقه فايز : خلص ، بدخلك بمشاكل انت مالك فيها خلص خلص ياولدي جعلك سالم
و مشى فايز من عنده و ترك خلف واقف بحيرته ولا فهم ولا قدر يحلل اي كلمه قالها فايز ، تنهد و مشى يتّجه لبيت جده و دخل و شاف عمته جالسه و صدّ عن شوق اللي جالسه جمب امها بدون لا حجاب ولا غيره ، تنهد و هو يوقف عند الباب و صد و ينطق : ياعمه ابي جمره بخور مهب نفس ذيك الليله طلبتك و ماشفتها
ضحكت حسنه : ياويلي منك ياخلف ماتنسى ، مهب انا هذي المقروده شوق قلت لها و نست
شوق تركت جوالها تناظره : تكلم ياخلف لو جيت ماتشوفني بدون شيء مو متستره ؟
ضربت كتفها حسنه : قومي تحركي البسي لك شيء هو صاد
تنهد خلف ياخذ نفس و يغمض عيونه ولا يرد عليها ، قامت شوق تدخل جوا و ابتسمت حسنه ترقع : ماعليه ماعليه ياولدي الحين اخليها تشغل لك جمره
خلف : لا ولا عليك امر ابي الجمره منك انتي
عقدت حجاجها حسنه : و وش فيها بنتي شوق ؟
خلف تنهد بـ نكبه: سلامتك و سلامتها بس اخاف ينسحب علي زي أمس
ضحكت حسنه و وقفت : خلص اجل انا قايمه
و راحت تشغل له جمره و دخل و هو يسند ظهره على المسنده و يفكر وش صار على مزرعة إرديس و ليه للان محد أتصل عليه ، هو متعود انهم مايتصلون عليه لكن هالمره جلس أربع ايام و طوّل ، تنهد يسكت و يخفي مشاعر الإشتياق اللي بداخله و يكبتها بصدره ، التفت بإنظاره و شاف صحن الجريشة اللي بكشنه ، رفع حاجبه و تقدم و شاف ملاعق جمبها و الجريشه مليانه و اخذ ملعقه و هو يرشف من الجريشه و حاول ياخذ معها كشنه ، تذوّقها من اول رشفه و كشّر من الطعم و ما كمل و نزلها ، بلع ريقه و هو ينطق : وين خيال الأطراف بس
ضحك و هو يناظر للجريشة و شكلها ، حتى شكلها ماكان يشابه لجريش وعد ولا يُشابهه ولا حتى يجي من ربع لذاذته ، تنهد بإبتسامه من خطرت بباله وعد و رجع يتبسّم وجهه البشوش و تفيض مشاعره بداخله ، أستغرب من فيضان مشاعرة بسبب إنه تذكرها بس و أخذ نفس يوقف و هو متلهف متلهف يرجع للمزرعه
توجه يتروش و طلع يلبس ثوبه و يعدّل شماغه و يسكر ياقة ثوبه و يلبس ساعته القديمه اللي بيده ، اخذ نفس يناظر نفسه و مظهره و لاحظ إنه مو محلّق دقنه ، هو العاده يخلي دقن خفيف لكنه هالمره ودّه يحلق كل دقنه و يخلي شاربه بس ، تأفف و هو يطلع من البيت و يتوجه للحلاق و يحلق دقنه و يخفف شعره و ناظر لشكله بالمرايه و وسامته ، إبتسم و طلع من عند الحلاق و رجع البيت يتروش مره ثانيه و يلبس و يتجهز و تقدمت حسنه اللي طقت الباب و دخلت : وش هالزين وش هالزين رايح تعرس انت ؟
ضحك خلف يسكر ياقة ثوبه : لا لا بس لازم اتكشخ عشان أهل الديرة
ضحكت حسنه : والله ماندري عنك امسك هذي الجمره
حطتها على المغسله اللي هو واقف عندها و طلعت و اخذها يطلع البخور اللي معه و يتبخر ، و يناظر لمظهره و وقفته قدام المرايه ، هو ماقد أهتم لمظهره كثر ما اهتم له الحين لدرجة أنصدم من وسامته اللي توه يلاحظها
ضحك و تبّخر و بخر شماغه و اخذ العطر اللي أعطاه إياه فيصل هديه ، و تعطر منه و رجعه لشنطته و هو يسكر الشنطه بإحكام و يطلع يحطها بالسياره و يدخل على عمته يحب راسها و يودعها : يالله عاد انا استأذن
ابتسمت حسنه : خلف تكفى ، قبل لا ينتهي رمضان وديّاك تمرنا و تعيد عندنا والله ياغلاك بقلبي زاد ياولدي تكفى
ابتسم خلف : لا تقولين تكفى ياعمه ، على خشمي بيوم العيد بجيكم ماني مطوّل
ابتسمت تهز رأسها بتفهم : الله معك الله ينوّر دربك و طريقك
طلع خلف و دخلت شوق بعد ماراح : ريحته تجننن
حسنه ناظرتها : استحي على وجهك وش قاعده تقولين
شوق : خلف يمه
حسنه : حظ من هي حلاله حظظظها مالت على حظي الردي لو انك سنعه زوجتك اياه لكن كل الصفات الشينه تحتكر بك
شوق حكّت دقنها تناظر للباب و ماهي مباليه بكلام امها : والله ريحة عطره قويه و فاقعه ريحة واحد رايح يتزوج من متى خلف كذا
حسنه : من اليوم من اليوم والله ان كلام حريم الديره صدقي مهب كذب الولد طايح على وجهه بس شوفي منهي سعيدة الحظ
شوق : بالمزرعه فيه بنات ؟
حسنه : مزرعه مزرعه وش يجيب البنات لها
شوق : ودي نجي مزرعة العجوز اللي يسكن عندها يمكن يحب العجوز
حسنه : اسكتي انتي و هرجك حتى تفكير مانتي فالحه فيه
تأففت شوق : بروح اليوم لصالحه أشوف اخر معاناتها
حسنه : مير بعد ماصارو عيالي كلهم عندي خلاص ماعاد تهمني خليها تصارع بلاويها لحالها
شوق : مدري تكسر الخاطر
' خلـف '
اللي ركب سيارته الهايلوكس القديمه و مشى متوجه لمشب الرجال و دخل يسلم و يجلس جمب جده يحب كتفه و خشمه و نطق : انا ماشي
ابتسم عايد : الله معك لا تطول
هز راسه خلف : تبشر ، دورت نادر و فيصل مالقيتهم بلغهم سلامي و انا ماشي هالحين
هز رأسه الجد بتفهم : ان شاء الله انتبه ياولدي انتبه على حالك و عمرك انتبه يا خليف يا مشتت الأحلاف
ابتسم خلف بـ ضحكه من القاب جده له و نطق: دايم توصيني رغم انها ماهي اول مره اروح بها ياابوي
هز رأسه عايد : ابوصيك ياولدي كل يوم كل يوم
خلف : و ليه انا ماني كفو ؟ ماني حريص ؟
عايد : لابالله كفو و حريص و طير شلوى
ضحك خلف و قام يحب خشم جده : استأذنك يابو محمد
ابتسم عايد له و هز رأسه : بس ياخلف التراويح ماباقي عليها الا دقايق اقعد صلها معنا
خلف : باقي ساعه عنها يا جدي ، اصليها ب ديرةٍ ثانيه ياجدي مهب هنا
عايد : لا مانت ملحّق
خلف : ان شاء الله الحق
و مشى يطلع خلف من عنده يركب سيارته و يمشي لين يطلع من الديرة و يمسك خـط
« مزرعة إرّديس »
تقدمت سلطانه تقعد بصعوبه من ألم رجلها ، تقدمت وعد من شافتها بصعوبه تقوم و مسكت بيدها تساعدها لين طلعت للصاله الخارجيه و جلست على الأرض و التفتت لها إرديس شافتها بصعوبه تمشي و تجلّسها وعد ، و نطقت إرديس : وش بلاها
سلطانه : جرح بسيط
إرديس : و الجرح البسيط يقعطلك تسذا ؟
تنهدت سلطانه : ايه
إرديس : وشهو منه
وعد تأففت من اسألتها و نطقت بـ عصبيه : من الدّكه
ناظرتها إرديس : اقضبي الباب انتي هو انا سألتك ؟ يامال الليّه وش هاللقافه
بلعت ريقها وعد و غمضت عينها و جلست جمب سلطانه تصد بإنظارها ، نطقت سلطانه : من الدّكه اللي هناك مدري وش به جدارها و جرح رجلي
إرديس : و انا اقول وش بلاها ما اشتغلت معهم
سلطانه : قلت لامي تقولك اني ما اقدر اشتغل
كوثر : ايه قالت لي بس نسيت
تنهدت إرديس و التفتت من كبّر إمام المسجد و وقفت ترتكي بعكازها : قمن تجهزن
التفتت وعد لسلطانه : فيه احد بيشاركني وحدتي تالي هالليل
ضحكت سلطانه تمسك يد وعد : ماني مخليتك افا عليك
ابتسمت وعد و طلعت ابتهاج و هي لابسه عبايتها و ناظرتها وعد ، صدّت إبتهاج و مشت و بجمبها سارا و طلعو برا و وقفو ينتظرون إرديس و البنات  و نطقت سارا : ترا اتصلت
التفتت ابتهاج بـ ذهول : من ؟
تكتفت سارا : غرامتك
إبتهاج بـ صدمه : اوف و ليه ماقلتي لي ؟
سارا : اتصلت يمكن اربع مرات
إبتهاج رجَف قلبها تشد على يدينها من فرحتها اللي كبتتها بداخلها ولا تبي تبيّنها لسارا و نطقت : ليه ماجيتي ليه ماقلتي لي !
سارا : كنتي ناايمه
بلعت ريقها ابتهاج تخفي حماسها : صحيني صحيني عادي
عقدت حاجبها سارا بـ شك : ليش كل هالحماس ؟
سكتت تتلاشى إبتسامتها و فرحتها تتحوّل لتوتر و نطقت : لا بس لإن الفستان..
قاطعها إرّديس اللي طلعت و وراها الحريم و التفتت ابتهاج تناظرها ثم صدّت تناظر سارا و نطقت : جوالك معك ؟
سارا هزت رأسها بالنفي : لايكون تبين تتصلين عليها هنا بعد ؟
تنهدت إبتهاج و مشت و مشو كلهم متجهين للمسجد و بطريقهم سمعو الإمام يُقيم الصلاة ، إرّديس استعجلت بمشيها بالعكازه : اخلصن اخلصن اذن اذن و حنا اخر العالم
« مسـاعد »
راكب بالسياره معه مشاري ، نطق مشاري : دقيت ؟
هز رأسه مساعد : امس بعد دقيت ولا ترد و الحين ماترد
مشاري : اسمع خلها مداهمه
تنهد مساعد و رمى جواله بحضنه و مشى يحرّك سيارته و ناظره مشاري و لاحظه و نطق : ولد شفيك اليوم مانت طبيعي ابد وين حماسك امس ؟
مساعد : مابي شيء اخلص نبي نخلص وشذا الانتقام الطويل
ضحك مشاري : لقيت انتقام اطول من مسلسلاتي
ابتسم مساعد و هو يشغل اغنيه بسيارته و مشو متجهين للمزرعه و وطّى صوت السماعه من قرّب للمزرعة ، و وقف عند المسجد بس بعيد واقف على الطريق ، و سمع صوت تكبيرات المسجد و لمح الحريم اللي ورا بعض جايين و دخلو المسجد ، عقد حجاجه : شكل هذول هم شفهم جايين من نفس المزرعه ! و معهم العيال عرفتهم ؟
مشاري : اي هذي نفسها المزرعه اللي دخلها الكلب اخوهم
هز رأسه مساعد و شاف فيحان و عارف اللي ماشين مع عمامهم يدخلون المسجد و نطق مشاري : هذول الاثنين كانو بالحوض اذا ماخاب ظني
مشاري : ايه و كانو البنات معه و معهم عجوز و هو الكلب يسوق
ابتسم مشاري بخبث : عزالله خَلَت المزرعه اثاريها صادقه الهطف ماكذبت عليك
بلع ريقه مساعد لإنه لاحظ إنها هي ماكذبت عليه بشيء ، تنهد ياخذ نفس و من بدأو يصلون الركعة الأولى و نطق : بس مالمحت معهم أخوهم ذاك
مشاري : يمكنه مسلم تقي داخل قبل الامام
ضحك مشاري بسخريه و ابتسم مساعد يحرّك سيارته لين دخل المزرعه ، بلع ريقه و هو كل وقته كان مرتبك و متوتر ، تقدم عند مشب الرجال و وقف سيارته و نطق : انزل شف فيه احد مانبي ننكب نفسنا
مشاري عقد حاجبه : و ليه ما تنزل انت
مساعد : طول عمرك رخمه
نزل مساعد يمشي ببطء و بخطوات متردد فيها و خايف و تقدم يمسك الباب بيدّ راجفه و التفت يناظر للمجلس و ارتاح بداخله أن مافيه احد ، التفت لسياراتهم اللي واقفه و التفت يناظر سيارة ظافر ، و ميّزها أنها نفسها السياره اللي شافهم بالسوق فيها ، ارتاح لإنه يحسبها سيارة خلف و تأكد ان خلف معهم بالمسجد ، هو مايقدر يخفي خوفه لإن يذكر دمَ مشاري بذيك الليله زين يذكر كيف لطّخ وجهه بالدم و ضربه ضرب مبرح
تنهد يمشي يرجع لسيارته و يركب و ناظره مشاري : مافيه احد صح ؟
هز رأسه مساعد بـ صمت و مشى بالمزرعة شاف البيت المُنير لمباته و التفت لمشاري و نطق مشاري : اسمع وقف السياره بعيد و ننزل مشي على رجلينا
تنهد مساعد و حرّك سيارته يمشي شوي عن البيت لكنها صارت تتوسّط المزرعة و وقفها و هو يلتفت لمشاري : انزل
مشاري : وش افهم من انزل ؟ تعال معي يمكن فيه ثنتين
ناظره مساعد و إحتدت ملامحه : ماودي ، انزل لوحدك
مشاري : غريب وضعك بس ماني مخرب الخطه باخر لحظه للحين غابني الكلب و ودي اخذ بحقي منه
كان بينزل مشاري لكنه رجع يوقف و نطق : اسمها ابتهاج صح ؟
بلع ريقه مساعد بـ غصه و هز رأسه بـ نعم
' خلـف '
اللي  يمشي بالخط بكل سكينه و هدوء لمدة نص ساعه و يغني أغنيته الدايمه بكل روقان : اول احسب أن الغلا ضحك و مزوح ،، سمرة سوالف بين مركى و مسباح
ضرب على الدركسون بيده و هو يضحك و يكمل و هو يلحّنها :
أثر الغلا بلوة أحاسيس و جروح ،، لوعة مشاعر بين ذابح و ذباح
و وشلوون مدري كيف روحين في رووح ،، ماكنت اصدق بإندماجك يالأرواح
كان منطرب و منسجم يغني و يلحّن و يضحك لمدة نص ساعه و دخل ديرة اهل عتيق و اللي هي ديرته الثانيه ، ابتسم من طلع منها و سمع انهم بدأو صلاة التراويح ، مشى بطريق المزارع اللي يبعّد عن الديره نص ساعه تقريبًا ، مشى و لوهله قرر يستعجل و بنص مشيه بنشر الكفر و وقف ينزل و يناظر الكفر و يتنهد يرمي شماغه على سيارته و هو يحك رأسه من الخلف بنص الطريق و ينطق : هو وقت بنشرتك ؟
وقف ينتظر اي سياره تجي لإنه انحشر بطريق المزارع اللي واقف بوسطه بالضبط ولا هو قريب من المزرعه ولا من الديره ، تنهد يسند ظهره على باب السياره و ينتظر أحد يجيه
' وعـد '
اللي كانت جالسه جمب سلطانه و يضحكون و يسولفون جاهلين الكمّ الهائل من البلاوي اللي بتجيهم ، تذكرت وعد لوهله إبتهاج أمس و نطقت : صبر خليك جالسه هنا بروح اجيب شيء و اجيك
كانت الصاله الخارجيه كبيره و مفتوحه بدون جدران ، لإنها خارجيه ، و كان باب الملحق بطرفها و باب الملحق قريب من باب الحوش بكبرة
دخلت وعد الملحق و استغربت سلطانه لكنها كمّلت تشرب كاسة الشاهي و تناظر لرجلها ، بين الصمت و السكون و الهدوء اللي يعمّ المكان قاطع هدوئها و سكينتها صوت الخطاوي اللي برا و بلعت ريقها من حست بالخطوات تقترب و من كثر ماكان الهدوء يحلّ المكان قدرت تسمع الصوت بكل وضوح ، و يستحل قلبها الخوف و هي تلتفت للملحق اللي كانت وعد بداخله ، اخذت نفس تهدي نفسها و تحاول تريّح ضميرها بإنه مجرد أوهام
لكنها ماقدرت ترتاح خصوصًا بعد ما حسّت بإن فيه أحد موجود برا و يحاول يدخل ، تسمعه يركب شيء و ينزل منه و كإنه يحاول يصعد الجدار ، التفتت ورا و يمين و يسار و هي مرتبكه ، فجأه تسمع صوت خبطته من على الجدار للحوش اللي كان كله حصى ، الحوش ماكان من بلاط كان فيه حصى ، شهقت و هي تلتفت و أنصدمت و جمدت ملامحها و رجف جسدها من شافته ..
« وعـد »
اللي دخلت الملحق و تدور جوال سارا لين لقته و أبتسمت من شافته و اخذته تفتحه و دخلت الإتصالات و شافت غرام ، بلعت ريقها و هي توقف بإعتدال و كان الباب خلفها ، اخذت نفس بتردد هل تتصل ولا لا لكنها بعد تفكير طويل قررت تتصل و حطّت الجوال على اذنها
« مساعد »
اللي فزّ من الإتصال و بلع ريقه لما تأكد إنها كعادتها تجلس تنتظره و تتصل عليه ، تنهد ياخذ الجوال و يرميه مايبي يرد ، بينما وعد كانت تتصل و تنتظره يرد ولا رد و عاودت الإتصال من جديد و مساعد كان مرتبك أشّد الإرتباك و بداخله كان يصارع يتذكر كلام امه و دعاويها و توقف يحتار مابين إنه يهرب و يترك كل شيء أو انه ينزل يمنع مشاري ، بلع ريقه بحيره و بدون تفكير اخذ الجوال و ردّ عليها و نطق : تخبي بإي مكاااان
شهقت وعد من سمعت صوته ، انصدمت و جمدت ملامحها بـ صمت و هي مو مستوعبه لإن شكوكها كلها كانت بمحلها ، غرام فعلًا ماكانت غرام بينما هي كانت ولد ، بلعت ريقها وعد تنزل الجوال من على اذنها و هي تناظر للجوال و لإسم غرام ، كانت مو حاطه الجوال سبيكر و كان مساعد يقول : بيجيكم واحد بيجي واحد اهربي تخبي باي مكان تكفييين قوليله انك مو ابتهاج اكذبي
وعد ماكانت تسمعه لإنها منزله الجوال من على اذنها و ماكان الصوت واضح ، كانت تحاول تستوعب صدمتها و خيبة املها بـ إبتهاج..
« سلطانه »
اللي لازالت ملامحها جامده و هي جامّده بمحلها لما أستوعبت إن اللي الان بالحوش قدامها هو نفسه مشاري اللي كان يحاول يتحّرسً فيها بالسوق ، وسّعت عيونها تناظره بـ صدمه و حاولت تقوم و حرّكت رجلها اللي ضربت كاسة الشاهي و انكب إبريق الشاهي اللي كان قدامها و حار على ساقها و تحديدا مكان الجرح ، شهقت و كانت بتصرخ لكن مشاري سبقها وحط يده على فمها يكتم صرختها و التفتت للملحق اللي مفتوح بابه و كانت تحاول تصرخ تنبّه وعد ، لكنه أقوى منها و قاومت ألم رجلها و قبّضة يده اللي آسرت كل فمها و ماقدرت تنطق ، التفت مشاري للملحق من حسّ إن فيه احد هناك و نظرات سلطانه للملحق شككته ، ناظرها و هو ينطق : اياني و اياك تتكلمين انخرسي سامعه ؟ وين الرخمه اخوك ؟ وينه ؟ جاي يدافع عنك بالسوق مسوي فيها انا الفزّاع ! فزاعه مب فزاع لكني بحرق دمممه مثل مانزّل دمي
بلعت ريقها تقاوم كلامه اللي ارعبها و ترجّف بقلبها و بداخلها و كلها ، و نزلت دموعها و هي رافعه اصبعها على يديه اللي على فمها و يحاول يسكتها عشان لا تصرخ ، لكنه اقوى منها و نطق : وينهي ؟ وينهي ؟ هنا ؟
هزت رأسها سلطانه بالنفي رغم انها ماتدري وش قصده و هي تقاومه و تقاوم خشونة يده اللي ماقدرت تفكها ، تركها و هو يركض بسرعه متّجه للملحق ، دخل باب الملحق و شافها واقفه معطيتها ظهره و معها جوال ، ابتسم بـ خبث و قاطعه صراخ سلطانه : وووعععععد
التفتت وعد بـ رعب لوراها و شافته و شهقت و طاح الجوال من على يدها و حطت يدها على فمها تناظر له ، هي بدون تخاف منهم ، ترتعب ترتجف ماتقدر ولا تعرف تتصرف و جمدت محلّها تناظره بـ قلّ حيله و بخوف و رجفه ، جسدها رجف و قلبها رجف حتى دموعها اللي تجمعت بمحجر عينها رجفت ، ابتسم مشاري بـ خبث و هو يناظر للجوال اللي طايح و تأكد بإن اللي قدامه هي إبتهاج ، ضحك بـ جنون و هو يتقدّم لها و ينطق : ابتهاج ؟ يا اهلا يا اعذب صوت
انصدمت وعد من نطق اسم ابتهاج و احتارت لإنه النذل هذا يعرف ابتهاج ! بينما ابتهاج بالسوق كانت تسبه ! و بالوقت نفسه مين اللي يكلمها بالجوال ؟ قاطع حبل افكارها مشاري اللي تقدّم و صرخت وعد بـ نبره راجِفه : ابعد عننني !
بينما مساعد اللي كان على الخط و يسمع اللي جرى شهق من سمع صوتها و عرف إنها مو إبتهاج ، بلع ريقه و حرّك السياره عند بيت إرّديس و كان يبي ينزل يلحق مشاري لكن استوقفه صوت السياره اللي داخله المزرعه و التفت يناظر أن السياره اللي جايه فيها شخصين راكبين بالسياره و جايين دخلو بوابة المزرعه و اتجهوا لسيارته اللي استنكرو وجودها بوسط المزرعه ، حاول يدّقق بأشكالهم و لمح انه شخص هندي يسوق و بجمبه خلف ! لما ركز و دقق بالملامح عرف انه نفسه اللي انقذ سلطانه بالسوق و هو نفسه اللي ضرب مشاري ، وسّع عيونه و رجع بخطواته ل سيارته يستعجل و هو راكب و يدعس بالفرامل و يمشي و مرّ من قدامهم و ما اكترث حتى لو عرفو سيارته لان سيارته مظلله و مايقدرون يشوفون اللي جوا ، هو مايدري وش مصيره لو مسكوه ولا يعرف وش ردّة فعل اهله هو الان استوعب بقوّة الفعله اللي ناوين عليها و أستوعب بحجم التهلكه اللي بيسوونها لكنه ما استوعب الا بعد ما طاح الفاس بالراس
ماكان متردد بإنه يطلع من اسوار المزرعه بكبرها و يمشي بأعلى سرعته يطلع من طريق المزرعة كله و تخلّى عن مشاري اللي لازال بالداخل
« خلـف »
اللي عقد حجاجه من السياره اللي ماعرف الشخص اللي داخلها لكنه احّتل قلبه الخوف من لاحظ ان الشخص هذا من شافه جاي له هرب باعلى سرعته و الداهيه انه كان عند بيت ارديس ، بلع ريقه و كل افكاره وعد ، و الوقت الان بصلاة التراويح و محد بالبيت إلا هي ، التفت للهندي يتكلم بسرعه : صديق اسمع ، بعطيك فلوس التوصيل بعدين بس انت الحين ارجع شوف سيارتي وش صار عليها و نزلني هنا عند هذا بيت
كان يأشر له على بيت إرّديس ، هز راسه الهندي بتفهم و وقفه عند بيت إرّديس و نزل و مشى الهندي ، توجه خلف للباب الامامي و طق الباب و نطق : ياهل البيت
وسّع عيونه من سمع صوت سلطانه : تكككففى وعد تتككفى وعد
أستغرب و جنّ جنونه من سمع سلطانه تنطق بإسمها بهالشكل و التفت يمين و يسار بحيره و نطق بـ عصبيه : افتحي الباااب
سلطانه : ما اقدر اتحرك ، انت انقز من الجدار تكفى تراه عند وعد !
اخذ نفس يهدّي و نطق : منهو ؟ منهو ؟
سلطانه : وااحد ماعررفه لكن الحق عليه تكفى لا يجيها
سمعها و فهم أن فيه أحد عند وعد و ثار دمّه بـ جنون و عصّب ، ماقدر يستحمل و نزل شماغه على اكتافه و رمى العقال على الارض و هو يرقى على الجدار و ينزل و انصدم من حال سلطانه و الشاهي المنّكب و رجلها اللي انحرقت و كلها دم ، تقدم لها و صد و سلطانه ماعطته فرصه و هي تأشر على باب الملحق و هي تبكي بحال مُحزن : الحق عليه الحق عليه دخل عند وعد
إحّتر بداخله و رفع ثوبه من تحت و هو يدخل للملحق و أننننصدم من وعد اللي كان حاطها مشاري بين أحضانه و كان حاط يده على فمها و يحاول يسكتها و هي تبكي و ترجف ترجف ، و تحاول تفك نفسها منه و كانت جبهته تنزف دم و التفت يناظر الفازّه اللي مكسوره على الارض و عرف انها حاولت قدر المستطاع تدافع عن نفسها و ترميه بكل شيء حولها لدرجة المكان مبعثر بأغراض منتثره ، ثار دمّ خلف و أنجن جنونه هو ما استحمل وجودها قدامه ماهي مستترته ماعليها إلا قميص الروز الاحمر و شعرها اللي كانت رابطته فوق و انفك من نزاعها مع مشاري و انسدل على اكتافها ، و طرحتها اللي طايحه بالارض ، برزت عروق وجه خلف و هو يمسك قبضة يده و التفتت تناظره وعد و هي تبكي ، تلقائيًا بين كل الرعب اللي حسّت فيه و الضياع أقتحم شعور الأمان داخل قلبها و هي تناظر لعين خلف ، و كإنها تدري إنها بتكون بخير دامه جا و حضر ، و و حاولت تبعد يد مشاري من على فمها و ناظرت لخلف و نطقت بـ صعوبه و هي تبكي : تـ تـكفى !
تفجّرت شرايين صدره هو مايتحمل تقوله تكفى و هي بخير كيف و هي تصارع و تدافع عن نفسها ولا هي قادره ، هو قبل مايتقدم و يحرق مشاري بنيرانه ، غلّى و أنشوى و ماقدر ينطق حرف من لهيب صدره من منظرها قدامه ، بدون رحمه تقدّم لمشاري و وقف مشاري و سحب وعد معه و هو يقول : ابعد ابعد يا ورع
خلف ناظره بـ عصبيه ولا هو بوعيه ، هو كل همه يتقىله كل همه يذذبببحه ولا هو مهتم لإي شيء يصير بعدها ، يبي الان يقضي عليه ينفي وجوودة
اخذ خلف الشماغ اللي على اكتافه و مشى بخطوات سريعه و مو مبالي بـ تهديدات مشاري و رمى شماغه على راس وعد يغطّيها عنه و يسترها و يسحبها من بين يديه و هو يدفّ مشاري عنها و يرجع وعد ورا ظهره و هو مغطّيها و ساترها بشماغه ، رفعت الشماغ من على وجهها و هي تثبّته على باقي شعرها و اكتافها و تتنفس بسرعه و هي تبكي و اصابعها بـ اصابع خلف اللي حطّاها وراه ، بكت و هي تتمسّك بـ يدّ خلف و تشد عليها و تبكي ، خلف بلع ريقه من الحررقه اللي بجوف صدره ، هو ما اشفى غليله ولا إرتاح لهيّب و إحتراق صدره قاعد يزيده و يطيّش راسه ، تثبّتها به و مسكتها ليديه أشعلت بداخله نيران ما تنطفي
و مشاري وقّف و هو يتنفس بسرعه و قرر يهرب للحظة الأخيرة بعد ماشاف إنه مايمديه و تقدم بيخرج لكن خلف فلت يده من وعد و هو يتقدّم لمشاري و يصرخ بـ أعلى صوته المحتررق و المغبون : علي الحرام بجازيك نذر بالله إني رخمه لو خليتك تخطي خطوه قبل لا أسيّل دمك
بلع ريقه مشاري و انصدم من شافه بهذا الهيجان و العصبية ، رفع يده خلف يفك ازرار ثوبه بـ عصبيه و غلّ مما إدى إنها تقطّعت من شدّة عنفه و عصبيته و ثوران دمّه و تقطعت الازرار تنثر بالإرض و رفع اكمامه و تقدّم لمشاري يمسكه مع ياقة ثوبه و يلّكمه و يسبّه و يسفّل فيه و يضربىه ضرب مبرح ولا وقّف و مسكه و هو يطيّحه على الارض و يمسك فكّه يشدّ عليه و يرفعه له و يناظره بتهديد ينطق: ان مابكيت امك عليك ماني خلف ان ماوريتك شغلك يالسافل ماكون بن محمّد
ضربه إلين سال دمه و امتلى وجهه كله دم ، مو مبالي بصراخ وعد اللي تحاول توقفه لإنها إرتعبت فعلًا من هواشهم ، كان خلف يضربه ضرب يشفي غليله ضرب يريح ضميره ضرب يطفي النيران اللي بداخله ، و كان مشاري يرد ضربه لكن خلف كان اقوى و كان لهيبه و حرقة قلبه أقوى ، تقدّم مشاري يمسك خلف يبعده و ينطق : بحررقققك بحررق دممك
ضحك خلف بـ سخريه : تعقب يابن الكلب تعققب
طلّع مشاري قلم من مخباة ثوبه و فتح القلم بحركة سريعه و هو يحاول يغرسها بـ كتف خلف ، يحاول يطعنه بإي أداه معه ، حاول منعه خلف لكن مشاري بسرعه ضرب بإبرة القلم على كتف خلف ، نفس كتفه اللي كانت تآلمه ، عضّ على أسنانه من ألم كتفه اللي إشّتد ، استغل مشاري لحظة ضعف خلف و تقدم يلكمه على وجهه ، طاح خلف و فوقه مشاري اللي يضربه ، التفت خلف و هو منسدح يقاوم ، ناظر وعد اللي تناظره و تبكي و الرعب مُتمّكن منها ، اخذ نفس و تشجّع عشانها هي ، تشجع و قام و قاوم كتفه اللي يحسّ ان عظامه داخل تفتت من كثر ماكان مشاري راصّ عليها ، و دفّ مشاري و بدأ يكمل يضربه و يضرب مره و مرتين و ثلاثه و هو حالف يذبحه يذذبحه
بلعت ريقها وعد و هي متمسّكه بشماغ خلف اللي مغطيه فيه شعرها و تشوف عصبيته و جنونه و هو يضرب مشاري ، كان محّتر لدرجة تحس بسخونة جسمه و حرارته حسّت بلهيبه و وجهه اللي إحّمر من قوّ عصبيته ، ماقد شافته بهالعصبية حتى بالسوق لما ضرب مشاري ماكان معصّب كثر عصبيته و فوران دمه الحين ، مشاري هُلك من الضرب و أغمى عليه ماتحمل ، وقّف خلف بعد ماشافه يفقد وعيه ، اخذ نفس يتنفس بسرعه و يناظر لمشاري الطايح قدامه و التفت لوعد اللي حاطه يدها على فمها و لازال شماغه عليها ، شافت مظهر خلف اللي تلطّخ ثوبه بالدم و حالته الفوضويه ، و وجهه المجرّح ، تقدّم لها و ما صد عنها و هو يقول بـ نبرة تعب من ضربه له و حرقة قلبه : جاك ؟ ضرّك ؟
بكت وعد و هي تهز رأسها بالنفي : ذبحته خلف ذبحته
انحنى بظهره لها يناظر لعينها و نطق : و قليله به ماعليك منه ، جاك شيء منه ؟
وعـد بكت و هي تنزل انظارها للإرض و تبكي من كل شيء يجري حولها ، ولا هي مستوعبة اللي جرى و ماتدري كيف بتفهّم أبوها ولا حتى تستوعب اللي صار ولا تدري عن مشاري اللي هو ميت ولا حي و اكلها الخوف اكثر من ان ابوها و اهلها كالعادة يسيئون الفهم و يصير اللوم عليها هي و تصير هي الغلطانه
بكت و هي تحط شماغه على وجهها تمسح دموعها ، جلس خلف على ركبتيه قدامها من حسّ بإنهيارها و بكائها و خوفها و مدّ يديه يمسك يديها و يناظرها و هي صاده عنه تناظر الأرض و تبكي و نطق : لا تبكين تكفين ، مابيصير لك شيء انا بتصرف
رفعت راسها وعد تناظره : ابوي خلف ابووي ! ابوي بيذبحني بيقتلنىي
هي لإول مره تفصح لشخص عن خوفها من ابوها ، لطالما كانت تسكت و تتظاهر بالقوّه و إنها ماتهتم لابوها و عادي عندها ، لكنها هالمرّه انفجرت قدامه ولا قدرت تسكت ، ماقدرت تخفي خوفها ماقدرت تصمت كعادتها ، شدّت على يده بقوه و هي ماسكتها و لاحظ هو رجّفة صوتها و بكائها اللي كوى صدره ، و ناظر يدها اللي شاده على كفّه و رفع انظاره لها لما قالت : بيذبححننني
قاطعهم طقّ الباب و صوت إرّديس : افتحوا
شهقت وعد بـ صدمه و هي ترّجف و تقدمت قدامه و هي تمسك ذراعه و قرّبت له ، ثار دمّه من قربها له و تمسّكها به و خوفها و رعشة جسدها ، هو يحس بضياعها و إنها سوّت اللي سوته من خوفها و رهبتها ، هي تخاف و ترتعب من ابوها لدرجة أحّتمت بـ خلف لإنه هو الوحيد اللي شاف كل شيء و فهم كل شيء ، إرتبك من شافها تشبك يديها الثنتين بذراعه و تبكي و هي تنطق : تكفى ابوي تكفى جو بيذبحنني ، تكفى أبي الأمان !
تنهّد من نيران جوفه و لوّعة مشاعره و نطق بدون وعي منه لإنه حاول يتحمّل قدر المستطاع ولا قدر : كلّي أمان ، إنتي بوجهي و انتي بشنبي ، لا يلحقك خوف يا وعد لا يلحقك خوف علي الحرام ان ادفنهم كلهم بأرضهم ولا عاد يتعرضونك
التفت لمشاري يأشر عليه : شفتيه ؟ والله ان اخليهم كلهم زيه أن تعرّضو لك
اخذت نفس تستأمن بكلامه اللي لطالما كان يحسسها بالأمان و هزت رأسها بالنفي و هي تبكي ، و مسك يدها خلف و رفعها على مكان قلبه و يثبّتها بـ قلبه اللي كانت دقّاته سريعه و ينطق : تسمعين دقاته ؟ علي الحرام بتتوقف دقات هالقلب إذا مالعّنت خير اللي وراي
التفتت لمشاري اللي وراه و رجعت تناظر خلف : وش تبي تسوي فيه بعد كل اللي سويته
هز رأسه خلف بالنفي : باقي يتحاسب على كل شيء الغلط عليه و التهمه عليه و بوريه شغل الله
وقف خلف يمسكها مع يديها و ينطق : امشي بسرعه
مشى معها و طلعو لسلطانه اللي جالسه تبكي ، تقدم خلف و سمع طق الباب و جلس و هو من كثر ماكان مشتط ماكان مدرك انه مو صاد عنهم و كان يناظرهم و همس و هو يناظر سلطانه : لا تكذبون ب ولا شيء ، قولو الصدق كله
هزت رأسها سلطانه بـ رعب و هي تبكي و تتمسك بيدين وعد ولا يعرفون مصيرهم وش و مرعوبين من أن فهمهم يُساء و كل تفكيرهم أهلهم وش ردة فعلهم ، سلطانه كانت مرتاحه من ناحية أبوها لإنه لطالما كان يتفهم لها ، لكن وعد اللي كانت كل وقتها تفّكر بأبوها الصارم اللي مايسأل ولا يتتفاهم
خلف مشى من عندهم يقاوم الم كتفه اللي عذّبه و فتح الباب لإرديس ، شهقت إرّديس اللي ناظرته و طاح عكازها و هي تناظر بـ صدمه تعلّو وجهها ولا هي مستوعبه ، و زادت شهقات البنات وراها و كلهم فكّرو نفس التفكير ، بلع ريقه خلف : السالفه طويله ، ا..
قاطع كلامه كفَ إرّديس اللي خلاه يوقف و هو صاد يناظر الارض ، غمّض عيونه يمسّك غلّ قلبه و حرقة جوفه
وعد كانت ماسكتها سلطانه و تهديها و هي لازالت ترجف ، رغم ان سلطانه جرحها عميق و ساقها انحرقت لكن ماكانت ترتعش و ترجف كثر ماكانت وعد تبكي و مرعوبه ، كان كل تفكيرها ابوها ، كل خوفها منه هو ، و من شافت الموقف و كفّ إرّديس لخلف شهقت و هي تغطي عيونها و تناظر الأرض و تبكي و تقول لسلطانه : مابيفهموونه مابيفهموننه
سلطانه بلعت ريقها تناظر : ياااربي ياااربي دخييلك
خلف اللي كان واقف و مبهذل و مهدود حيله من ضربه و ثوبه اللي كان عليه بقع دم و ازرار ثوبه المقطعه و عروقه البارزه ، و كتفه اللي كان مكان ثوبه من عند منطقة الكتف مشقوق بسبب قلم مشاري اللي حاول يطعىنه فيه
واقف قدامهم بليّا حيل و نطق بصدود : تسلمين يا ام ظافر ، هذا جزاي و انا ادافع عن
قاطعته كوثر اللي دخلت و تنطق : سلطانه وينهي ؟ بنتي وينهي ياوييلي
صرخت كوثر من شافت منظر سلطانه و الشاهي و دم جرحها اللي نزف بسبب الشاهي اللي حرق ساقها ، حطت يديها على فمها و هي تركض تمسكها و تبكي برعب : يمه بنتتي ! يمه بنتتتي ! وش ببك و من سوا بك كذا ؟
و التفتت لوعد و نطقت : وعد وش بببك ؟ وش اللي صاااار ؟
دخلو الحريم على صراخ كوثر و انصدمو ، و ما أعتلت صدمتهم زيادة إلا لما سمعو صراخ سارا بالملحق و دخلو الملحق و جمدو محلهم من صدمتهم و عدم استيعابهم للكارثه اللي قدامهم ، شخص مغمى عليه بالملحق مُلطخ كله بالدم و جوال سارا اللي طايح ، و سلطانه اللي انحرقت ساقها و بكائها بالصاله مع وعد ، و حال وعد و الشماغ اللي طايح وراها ، و خلف اللي كان داخل و هو اللي استقبلهم ولا يدرون وش سبب وجودة و كلهم فهموه غلط و زادت حيّرتهم ..

عسى يفتديك لسان شاعرك و حصانهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن