بارت ٨

8.5K 238 17
                                    

ابتهاج : اقول أستعدي تعلفين النياق بكره
استغربت بدريه : علف وش ؟
سلطانه : يووه ماعلمناك ب المحكمه اللي حكمت بها إرّديس
بدريه : اهرجو وش المحكمه ؟
وعـد : انا وياك بكرا نعلف النياق
رفعت حاجبها بدريه : هذا اللي ناقص !
وعد : عندك إعتراض هذاهي عند ام غازي وراك روحي تفاهمي معها
تنهدت بدريه : صادقين انتم ؟
سلطانه : خليك من ذا ، الحين وعد ابوك لو درا راضي ؟
عدّلت جلستها وعد و هي تمد فنجالها لـ بدريه : مدري عنه بس بكيفه بالنهايه هذي امه و مايقول لها لا و مايحق له يحاسبني لانها معاقبتني بهالشيء و اصلا انا بكل الحالتين ابيها عناد ابيها تقبع بينهم
ابتهاج بـ ضحكه : نسره
وعـد ضحكت : والله العظيم يعني بالعقل ذي تمشيني ب درب و يجي ابوي يمشيني ب درب اسمع ل من انا ؟ لعبه بين يديهم
بدريه : يشيخه عادي نتونس و اصلا النياق حلوين
تأففت وعد : ما ابلعهم ولا ابلع ريحتهم
تقدمت أثير اللي طلعت أوراق معها و قالت : اسمعو اسمعو الجديد
سلطانه : وقت الششعر
ضحكت إبتهاج : ياليييل
وعـد : فكونا من ذا الطاري تدرون اننا مانطيق الشعر ولا نفهم لجوكم الغريب فكونا
أثير : عاد ذي لقيتها ب غرفة جدتي و سرقت كل قصايد الشعراء اللي عندها والله ذويقه العجيّز
ضحكت سلطانه : سمعيينا
وعـد : ترا بقوم
بدريه مسكت وعد : يابنت الحلال والله احب ذي الفقره خلينا نستانس
تأففت وعـد و سمعت أثير اللي قالت :
دخلت الحب من باب التجارب
ردو سلطانه و بدريه و كادي : الله
كملت أثير :
ماعرف الحب ولا اعرف نظامه !
سلطانه : ياسلااام
كملت اثير :
و من باب النصيحه لا تجونه
انا ماجيت منه بالسلامه
خطف قلبي حبيبي خطفة ..
قاطعتها وعد : اسكتي يع يع يع
سكتت اثير و هي تاخذ نفس : ييمه الابيات تدخلك جو
سلطانه : كملي اثير ماعليك منها والله كلنا دخلنا جو
وعد : الا انا ، مدري وش لاقين بهالابيات حب و قرف و قروشة راس
سلطانه : يالييل وعد دايم تخربين اجوائنا ذي خلي عندك ذائقه شعريه
وعـد صدّت و هي تشرب قهوتها
•في حلول الساعه ٢ بـ الليل عند خلف
دخل بيته و فك الشباك لحتى يضوّي القمر على غرفته و توجه لسريره و انسدح و هو يناظر للسقف بـ تمعن و يتذكر اللون الأحمر اللي ماراح عن باله دقيقه ، و بكائها اللي كان بيموووت و يعرف وش اسبابه عرفها ، تنهد و هو ينسدح على يمينه و حسّ بـ ضيقه إجتاحته ، قام يتوضى و فرش سجادته في حلول الثلث الأخير من الليل
و صلّ الوتر و هو يدعي ربه : اللهم رُدَ لي بصري ، اللهم انر بصيرتي بما تحبه و ترضاه
و قام و هو يسلم و يتوجه لسريره ينام
- في اليوم الثاني
الساعه ١٢ الظهر ، كانو بالمطبخ و وصل مترك دخل مدخل الحريم : درب
دخل و حصّل بدريه بالمطبخ و وعد و سلطانه و إبتهاج ، ناظرهم و التفت يناظر بدريه اللي لفت له و شافته و صدّت بنظراتها و طلعت من المطبخ ، تنهد و نزل كيس التمر و قال : هذا تمر جديد بدال اللي خلّص ، وزعوه بصحون و نادو خلف مع الشباك يوصله لمشب الرجال من الحين
وعـد اخذت التمر : سم
و طلع مترك و وقف قدام الباب اللي دخلت له بدريه ، تنهد و مشى يطلع برا
رجعت بدريه لهم و هي تلف للمدخل تتأكد إنه طلع من الحوش تمامًا و دخلت عليهم : مابغينا
سلطانه : لين متى تتجاهلينه حتى على السحور امس لما جا ياخذه تتصددين و تهربين منه ليه ؟
وعد : ابسط حقوقها ، لو ابوي مد يده والله بتبرا منه
ابتهاج : بالله اسكتي لاتدور فيك الدنيا ترا عمي بدر ماتأمنينه
تنهدت بدريه : و بضل اتجاهله لين الدفنه
سلطانه : استغفرالله اركدي
بدريه : انا يضربىني عشان مين ؟ سارا
تأففت بدريه ، قاطعهم مناداة إرّديس : بدريه و سلطانه و ابتهاج
طلعو لها ، ضلت وعد بالمطبخ لوحدها و تجهز التمر بالصحن و تصفه ، دخلت عليها بدريه : العجيز تقول العصر بنطلع نعلف النياق
تنهدت وعد : اقول الحين ذا وشلون اناديه
بدريه : سهله
و مشت بدريه للشباك و هي تصرخ : خخخللللف
فزّ خلف اللي واقف عند فيحان و لف مستغرب ، فيحان ضحك : غبي انت؟ عمي مترك قبل شوي وش وصاك
تذكر خلف ان مترك قبل شوي قاله رح خذ التمر من شباك المطبخ الخارجي ، تنهد و هو يحك دقنه : نسيت
و مشى متّجه ببطء و هو يحس بـ صداااع براسه ولا يعرف أسبابه ، وقف شوي و جلس على الأرض لمدة دقايق و هو يمسك رأسه بألم و تحديدًا عند عيونه ، حاول يتجاهل الصداع و مسك رأسه و هو يمشي
بدريه بعد مانادت خلف : خلاص بيجيك
انتظرت مع بدريه لدقايق و ماجا ، تنهدت وعد : ذا مب جاي
و مشت وعد تحط غشوتها على وجهها
بدريه : تتغشين ؟
استغربت وعد و تناظرها ، بدريه كملت : خلف اعمى لو نسيتي
وعد : حتى لو مايمنع اتغطى عنه
عقدت حاجبها بدريه : وعد لاتصيرين معقده مثل ابوك ، تراه خلف مايشوف
تنهدت وعد و نزلت الغشوه على كتفها : خلص خلص بنتظر هنا
تنهدت بدريه و طلعت من المطبخ
خلف كان يمشي و الصداع لايزال يلازمه و هو يجهل أسبابه ، مشى لين وصل لشباك المطبخ الخارجي من برا ، قرًب و هو يشوف الرؤيا تنحجب عنه تدرييجيًا وبدأ الخوف يسيطر عليه ، حاول يوقف و تعثّر من الحجر و رجع لورا و طاح و انسدح و ضرب راسه على زاوية العتبه
شهقت وعد من سمعت الطيحه و طلّت على الشباك وهي تناظر للي طايح قدامها ، شهقت و هي تحط يدها على فمها و تناظره بـ صدمه ، خلف رفع راسه وصار بمكان الضربه فيه دم خفيف ، رفع رأسه و جلس و ناظر باللي واقفه من عند الشباك الكبير و تناظره ، وسّع عيونه لما شاف نظره واضح بكل دقّه ، و ضلّ مصنّم يناظرها قدامه بدون حجاب ولا هي متغطيه ، كانت تناظره بـ قميص الروز الأحمر اللي شافه عليها و مصدومه و هي تقول : تبي شيء ؟ اجيب لك شيء ؟ المفروض تمشي و معك أحد
هو ضلّ يناظرها بعدم مبالاه بكلامها منسجم على مظهرها قدامه بـ صدمه لإول مره بحياته بعد مرور سنتين من فقدانه للبصر يرجع بصره يشوف ملامح شخص بكل وضوح و بكل هذي الدقّه ، و الأدهى أول نظراته بنت ، تلعثمت كلماته اللي يفكر فيها و تاه و هو يناظرها و يتأمل مظهرها قدامه اللي سلب عقله ولا خلاه يقدر ينطق حرف ، هي نفسها اللي امس كانت تبكي و كان يلمحها رغم انعدام الرؤيه لكنه ميّزها و اليوم هي قدامه و هو بأتم صحته بنظره و يشوف زين ، توترت وعد من نظراته لها و تراجعت ورا و هي تناظر لعيونه ، و رفعت منديلها على رأسها ، وقف من حس انها خافت منه و نفض التراب عنه و قال : لا ابد بسيطه بسيطه
و صدّ بنظراته للإرض : وين التمر ؟
تقدمت و مدت يديها اللي ماسكه فيهم صحن التمر و اعطته ، تقدم و هو صاد بانظاره عنها و مسك الصحن و التفت بيمشي و استوقفه مناداتها له : خلف
وقّف دقيقه يستوعب نبرة صوتها اللي اول مره يسمعها و التفت لها و عينه بـ عينها و قال : لبيه
ناظرته لثواني و نطقت بـ توتر : فيه دم على رأسك ، اتوقع من الطيحه
نزلّ أنظاره للإرض و هو يقبض على يد و يمسك التمر بيد ، و نطق بـ صعوبه : ايه منها
و التفت بيمشي و وقف لما قالت : وقف شوي بجيب لك شيء
وقف و هو صاد عنها و يناظر للأرض ، تقدمت له و هي تمد يدها : خذ
لف ناظر يدها الصغيره اللي ماده بها ضمّادة جروح بيضاء ، رفع انظاره لها و قال : سلمتي ما احتاجها
استغربت وعد و مشى من قدامها ، عصّبت و هي تقول : راسه بينفتح و يقول ما احتاجها وش يتعاطى ذا ؟
تنهدت و وقفت و هي تفكر بـ نظراته الغريبة ، نظراته كانت مو نظرات شخص فاقد بصره !

عسى يفتديك لسان شاعرك و حصانهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن