بارت ١١

8.9K 386 32
                                    

طلعت من عندهم ابتهاج و ضلّت وعد سارحه بـ افكارها ، تقدمت بدريه تغسل الصحون مع وعد و نطقت سلطانه : اقول تصدقون جذبتني لما قالت ابيات و كذا
ضحكت بدريه : اطلعي منها ترا اعلم اخوي بندر اخليه يفصخ خطوبته منك
سلطانه : بحريق ، ان كان مو شاعر بكنسله خله يفصخها
بدريه : على طاري الشعر تدرون ان ودي اخواني يصيرون شعار ودي احس بشعور كذا يعني شعور حلو
وعد : حتى هنا طاري الشعر و مغثته ، فكونا ماحب هالطاري
سلطانه : عزالله انك ماعرفتي تعيشين
،
صلاة التراويح
تقدمت إرّديس بعد ماشافت البنات كلهم جاهزين الا وعد اللي تغسل باقي الصحون بالمطبخ ، دخلت عليها و تنهدت و سكتت و مشت و لحقوها البنات و وصلهم عارف للمسجد و دخل مع ابوه و عمانه ، خلف بعد ما سبقوه للمسجد و بقى لحاله بالمشب و توجه يتوضى و طلع للمشب و شاف الحليب اللي وصّاه عتيق يوديه بيت ارديس اخذه و مشى و هو يوقف عند الشباك ، لوهله حس بهدوء ببيت إرّديس و تذكر امس انهم كلهم مشو و ماكان فيه الا وعد اللي كانت تبكي ، تقدم و هو يتنحنح عند الشباك ، التفتت وعد و ناظرته و هو واقف معه الحليب ، ما اهتمت و التفتت تخلص الصحنين اللي بقو لها بالغسيل ، عقد حاجبه لما محد رد عليه و رفع عيونه و قرّب للشباك و شافها تغسل ، صد بنظراته للارض لما تذكر الموقف اللي صار معهم العصر و قال : يابنت
تنهدت وعد بعد ماخلصت غسيل الصحنين و حطتهم بالدولاب ، اخذت المنشفه تنشف يدها و قالت : وش فيه
مدّ خلف لها الحليب اللي كان بسطل كبير ، مسكت السطل بيديها الثنتين و حطته على الطاوله و هي تناظره و هو صاد ، تركت الوشاح على كتوفها و هي تقول : يبي اصفاه ؟
هز رأسه خلف : ايه اصفيه و صبي نصه بالسطل اللي عندكم و عطيني الباقي بالسطل هذا
حطت السطل و اخذت السطل الثاني و التفتت تناظره و هو صاد و معطيها ظهره و نطقت : ثاني مره لا تجلس بالعلف ، فيه احد يرقد بالعلف ؟
ابتسم خلف : ايه انا
تأففت و قالت : وشلون متحمل ريحته
خلف : يازينها
رفعت حاجبها و قالت : الحمدلله و الشكر
خلف نطق : ليه ؟ روّعتك ؟
تنهدت وعد و فزّت بـ شهقه لما شافت ثلاث كلاب لاحقين خلف و واقفين عند الشباك ، فز خلف و التفت لها ، اشرت له على الكلاب الثلاثه بـ رعب و التفت لهم و ضحك : عادي بطردهم
و نزل راسه ياخذ عصا و يهوّش لهم فيها و ابتعدو شوي عن الشباك لكن كانو قريبين
تنهدت وعد بـ ربكه : يمه يمه
خلف : لا تخافين مابيجون
وعد : شباك المطبخ مابه حدايد ، احتمال ينقزون
ابتسم خلف من خوفها و هو معطيها ظهره و جالس على العتبه و قال : بقعد هنا لو انك خايفه ، انتي بالبيت لحالك ؟
وعد كانت تبي تقوله رح لكنها فعلا كانت خايفه و نطقت : ايه لحالي
عقد حاجبه : ليه مارحتي معهم ؟
وعد : ابوي عيا
تنهد : الله يعين
وعد و هي تصفى الحليب ناظرته من الخلف و ناظرت لرأسه اللي اختفى الجرح الصغير منه ، و لمحت عقاله اللي على راسه و الشماغ اللي على كتفه تنهدت و كملت تصفى الحليب و تذكرت كلام ابتهاج معهم قبل شوي ، انتابها الفضول و نطقت : بسألك
خلف : سمي
بلعت ريقها و هي تتذكر كلام ابتهاج عن عيال الديره و فرقهم عن عيال الاجناب و نطقت : تحب ؟
خلف استغرب من سؤالها لكنه جاوبها : و من اللي ما يحب ؟
وعد : من ؟ هرّجني عنها
خلف أستغرب من جرائتها و ماكان فاهم نيتها و نطق : انتي وش قصدك ؟
بلعت ريقها بتوتر و نطقت : اقصد انت من تحب ؟
خلف فكر انها تحسبه يحب و تبي تشوف وش بقلبه و نطق : احب اللي حواليّه و احب ربي و احب الملك و اخوانه و احب ديني و احب ارض السعوديه
عقدت حاجبها و هي تنزل السطل و تناظره بـ إستغراب قالت : وش ذي المحبه ؟
خلف : محبه ماعطاها الخل خلانه
قالت وعد بـ ضحكه و هي متنرفزه من اجاباته اللي كانت عكس توقعاتها و خيالات ابتهاج : ليش اخلاقك تجاريه ؟
رد خلف : و انا صادق ذا اللي احبه و احب النياق بعد
تنهدت وعد و قالت : اصلا انا يوم اسولف معك خسرانه انت بدوي ولا تعلمت حتى الرومنسيه
عقد حجاجه : افا
همست وعد بينها و بين نفسها : صادقه ابتهاج
ماسمعها خلف و قال : وشو ؟
قالت وعد : حياتكم مالها خانه
عقد حجاجه خلف بـ عصبيه و قبض على يده و هو يقول : اسمعي زين كانك طبيعيه ، انا بدوي ماحنيت الراس موليه الا لربي عزيز الجاه سبحانه
ضحكت وعد بـ هدوء و هي تقول : كلنا بدو
رد خلف عليها و كمل كلامه : انا بدوي تفتخر كل العرب بيّه ، وانا بدوي لو يموت العهد ماخانه
ابتسمت و قالت : و نعم
ابتسم خلف بخفيف يخفي عصبيته و رد : الله ينعم بحالك ، بس وش الطاري ؟
وعد نطقت بعد ماصبت من الحليب لسطل الحريم : مدري انتابني الفضول بعد ما تكلمت مع البنات ، ماعلينا خذ الحليب
ابتسم خلف و التفت و هو يناظر الحليب و لمحها تناظره ، مسك الحليب و صد و هو يقول : سلمتي
و مشى لكن وقف و نطق و هو معطيها ظهره : ان كان جاك شيء انا موجود بمجلس الرجال صوتي لي و اجيك
استغربت وعد : مابتصلي معهم ؟
هز رأسه خلف : بدأو و قدهم بالركعه الرابعه ، مايمدي الحق
ناظرته وعد و هو يمشي يروح ، كانت تحسبه جالس هنا عشانها و عشان خوفها ، لكن تلاشت هالافكار منها لما قالها عشان الصلاه فاتت ، زاد فضولها تجاهه و التفتت تشيل السطل و توديه المستودع ، و تفكر بإستغراب كيف تجرأت تسولف مع رجال غريب عنها ، لكنها تذكرت ان كلام ابتهاج حمّسها و صارت الفكره براسها لين سوتها و ريّحت ضميرها ، استوعبت لوهله و هي تطلع من المستودع و تصك الباب انها كانت جريئه معه زياده عن اللزوم و بلعت ريقها لما تذكرت ابوها و هزت رأسها بالنفي و هي تتوجه لشباك المطبخ و تناظر للقمر ..
اما خلف من مشى من عندها و هو يناظر للحليب اللي خذاه منها و يتذكر نبرة صوتها و تساؤلاتها الغريبه ، كان يحسبها لما تسأله سؤال عن الحب تلمح له بمشاعرها لكن طلعت تشبع فضولها بعد ما تناقشت مع البنات ، تنهد لإن فرحته بسؤالها تلاشت لما قالت له ان ابتهاج اللي قالت لها و عرف أن الموضوع مجرد فضول و لقافه منها نزل الحليب و صب له بـ سحله و بدأ يشرب الحليب و بباله ابيات يرتبها..
بعد ماصلّو و خلصو دخلو الحريم و جو الرجال ، دخلو و تقدم فيحان اللي يناظر لـ خلف مستغرب انه ماصلى معهم ، نطق وافيّ : خلف انت سابقنا بالرجعه
التفت خلف يناظره و التفت يناظر بدر اللي دخل و يناظر خلف ، بلل شفايفه و نطق : ايه صليت و سبقتكم
مترك : ماشفتك استغربت
خلف : كنت باخر الصفّه من زحمة المسجد ما انتبهتو لي
فيحان استغرب لإن يدري ان خلف كذاب ، طلعو من المشب خلف و فيحان و لمحو سعود اللي واقف مع عارف جايين من المسجد ، تقدمو خلف و فيحان لهم ، صدّ سعود بنظراته و تعداهم دخل ، ناظره خلف بسخريه : العقل نعمه
فيحان : انت و موالك مع سعود مايخلص ابد ، مدري وش هالعداوه اللي بينكم
خلف : دلوع اسحب عليه
فيحان : الزبده شرايكم نسافر
ضحك خلف : نغامر بين المزارع
عارف : قدام
مشو و ناداهم وافيّ : ولد
خلف : لبيك ياعم
وافيّ : لا تبعدون عنّا ولا تبلشوننا بمشاكل
ابتسم خلف : ازهل ياعم حنا هنا ماحنا مبعدين
تنهد وافيّ و هز رأسه بـ تفهم ، و هم يتمشون و يطلعون برا حدود المزرعه ، و يتجولون لين شافو مزرعه وسطها بيت كبير و كله مُنير بالاضواء و صوت السماعات عاليه فيه ، نطق خلف : عرس ؟
فيحان : ايه واضح عرس ، ذا أتوقع إستراحه يستأجرونها الناس
عارف : من المهبول اللي يسوي عرسه بالمزارع و بعدين فيه عرس ب ثاني ايام رمضان ؟ ليتهم مير احترمو الشهر
تقدمو و وقفو عند البوابه اللي كان عندها عيال صغار يلعبون ، تقدّم خلف يسأل : يا ولد
تقدم له الولد الصغير : سم
خلف : ذي قاعة احتفالات ؟
الولد : ايه عرس خالي ، اقلطو حياكم
خلف وقف و هو يلتفت لعارف و فيحان ، عارف بـ تراجع : اركدو
خلف رجع عندهم و قال : من يومكم رخوم لو اني منكم دخلت
فيحان تحدّاه : ان كانك خلف بن محمد ادخل
خلف التفت له و قال : ورع ، انا ادري ان انت وياه تدري اني ادري بسويها لا تحدا
عارف وقف و هو يحط يمينه على كتف فيحان و ينطق : و انا اتحداك معه و يالله ان كانك قدها سوها
رفع خلف طرف ثوبه بـ يده و مشى لين وصل عند باب الاستراحه و التفت لهم و هو يأشر و يدق تحيه بـ يده و يدخل مع الباب ، فزّ فيحان : ابك سواها المجرم
عارف : امش نلحق عليه
و لحقوه و دخلو و تقدموا عنده و صارو جمبه و هم يناظرون معه للمكان بـ تمعّن و إنبهار ، انبهروا من ان القاعه كانت مزدحمه و كبيره
بلع ريقه خلف و التفت لهم : اثاري عندنا كنز و حنا قاعدين بمزرعة إرّديس
فيحان بلل شفايفه و هو يناظر البوفيه اللي على الطوايل الكثيره ، و ماتردد بإنه يتقدم لأحد الطاولات و ياكل من ورق العنب
..
الكاتبه : تعبير بسيط مني لكم - تعمّدت أطول البارت عشانكم ، شكرًا من كل قلبي على دعمكم رغم ان الروايه ب بداياتها لكني قاعده اشوف فيه نجاح مبكر ماشاءالله و اعرفوا ان ابسط شيء بالدعم تسوونه يعني لي الكثير و حافز كبير بالنسبة لي ، شكرًا من قلب كاتبه قاعده تتعب عشان تسعدكم ب البارتات ، و ترقبو بارتاتنا بكره اللي بتكون بعد الفطور مباشره بإذن الله و اخيرًا قراءة مُمتعه 🤍

عسى يفتديك لسان شاعرك و حصانهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن