بارت ٢٢

10.2K 578 18
                                    

( تقديرًا لتعبي نجمه )
دخل بندر و فيحان مع ناديه للمجلس الخارجي و جلست تتوسطهم و هي تصب لهم قهوه و تمدّ التمره لهم ، فيحان: شوفي لك حل مع بنات مترك تراي واصل أقصاي من العصبية
ضحكت ناديه: وش مسوين بنات مترك
دخلت عليهم بدريه و هي تقاطعهم و تاخذ الدلّه و تصب لها قهوه و تقعد قدام امها ، و التفتت تناظر فيحان: وش علمكم مجتمعين
فيحان: هذاهي شوفيها
ناديه: شفتها ، وش مسويه ؟
بدريه: جاي تشتكي لأمي يا الدلوع
ضحك بندر: انتبهي على كلامك يابديران
قامت بدريه تجلس جمب بندر و تدفّ كتفها بكتفه: بندر متى الزواج
ضحك: و انتي متحمسة اكثر مني ليه
ابتسمت بدريه: ودي أشوف عيال سلطانه
عقد حجاجه: سلطانه ؟ و بندر طيب
ضحكت ناديه: بندر و سلطانه كلكم عينين في راس عرايس قلوبنا و فرحتنا الاولى ، اول احفاد لإرّديس بيتزوجون ياعسى ربي يتمم لكم بخير
ابتسم بندر: الله يتمم على خير ، ملكه و ملّكنا باقي العرس بس و ان شاء الله بعد العيد
ناديه: ياقرّ عيونك يا ام بندر ياقرّ عينك ياعسى ربي يوفقك ياوليدي ياحبيبي
فيحان: بس لا تجيب ورعان يكفينا بدريه
ضحك بندر و كشّت بدريه بوجه فيحان: يمه انتي ربيتينا كلنا زين الا هالصعلوك شكلك كنتي نايمه عن تربيته
التفت فيحان لأمه اللي جمبه: تسمعين تشكك بتربية ناديه ام بندر
بندر: وبعدين معك انتي وياه
بدريه التفتت لفيحان: اي هذا الصدق انت ما تربيت
فيحان التفت يأشر على امه: والله هذي امي جمبي
بدريه: امك ماربتك اصلا
فيحان بـ عصبية و بصوت عالي: يمه تسمعينها ؟
التفتت ناديه له: فعلًا ماكذبت
ضحكت بدريه و كتم بندر ضحكته و سكت فيحان بـ فشيلة يكتم ضحكته و نطق:فيحان مقموع من كل إتجاه
و كمّلو يقضون الساعات مع بعضهم كـ اُسره وحده تغمرهم مشاعر الضحك و الفرفشة و سعة الصدر
-
قبل يوم في ديـّرة اُخرى صغيرة ملمومه كل أهاليها تعرف بعضها و تودّ بعضها
' الساعة ٤ العصّر '
دخلت تبكي على ابوها و توّن و تحن: يايبه تعبني يايبه اخذ كل عيالي و هالحين منير ! ياخذ منير مني يايبه !
تنهد عايد بـ ضيق: يابنتي كم مره اقولك ابوه له حق فيه مثل ما انتي لك حق فيه
كمّلت تبكي و توّن: وش حقّه وش خرابيطة ؟ انا بنتي شوق الوحيدة اخذها من بين يديني و ربّاها عنده ولا اعرفها ولا تعرفني و عمرها هالحين ٢٣ سنه! ٢٣ سنه و هي بعيدة عن عيني هذا غير نادر و فيصل اللي مايجيبهم لي الا مره وحده بالشهر
تنهد عايد: لاحول ولا قوة إلا بالله ، دقي على خلف شوفيه يجيك
تأففت بـ ضيق: و خلف وش يسوي خلف ؟ خلف اعمى مهدود حيله مامنه رجا
عقد حجاجه عايد: ثمني كلامك يا حسنه ، خلف رجال و عن سبعين رجال مدري ليه مستصغرينه بعيونكم لهالدرجة دقي دقي عليه
وقفت تاخذ نفس و تمسك جوالها تتصل على رقم خلف اللي مايرد ، بلعت ريقها و توجهت لابوها: مايرد يايبه مايرد
تنهد عايد: مشغول بالحلال اكيد ، مردّه يشوف الاتصالات و يعوّد للديرة هو من بداية رمضان ماجاني ماهي من عوايده
- بعد مرور يوم -
س ٥ العصر
تقدم لغرفته و اخذ جواله *الكشّاف* اللي مايستعلمه الا اذا بيتطمن على جده و شاف إتصالات من عمته ام نادر ، عقد حجاجه بإستغراب و اتصل عليها
ردّت: خلف ؟
خلف: سمي ياعمه وش العلم
حسنه: بغيتك فزّاع لكنك كالعاده مانت بالوجود
تنهد خلف: استهدي بالله ياعمه ، ابشري باللي تبينه وش افزع لك فيه
حسنه: عوّد الديره الليله
بلع ريقه خلف: و ليه ؟
حسنه: ان كان لي و لجدك معزّه عوّد عندنا و بتدري ليه
خلف نطق: و حلال ابوي من يرعاه ؟
ماكمّل كلامه لإنها قفلت الخط بوجهه ، تنهد بـ ضيق يوقف و يحك رأسه من الخلف و هو ضايع ، طلع من بيته متّجه لمشب الرجال و صدف بوجهه جدّه عتيق: ارحب ياولدي تعال ودّني للنياق ناوي اتمشي
ابتسم خلف: تبشر يابو ظافر
تمسك عتيق بـ ذراع خلف و مشى لين وصل عند شبك النياق ، ابتسم و هو يناظرهم و نطق: ايييه الله يالدنيا ، كثرت النياق ياخلف كثرت
ابتسم خلف: ايبالله كثرت ياجدّ
و التفت خلف له ثم صد يناظر النياق و نطق: اختلطوا النياق ببعضهم ولا عاد نعرف وين نياقك من نياق جدّي
ضحك عتيق: نياقك اكثر من نياقنا ياولدي ، هالبركة بركتك بهالمكان و لولا الله ثم انت ماكانت هالمزرعه تعمّ بهالحلال قدامك انا اللي اخبره ياولدي أن لي و لجدتك أم ظافر سبع نياق ، لين جبت حلالك و اكتمل الخير
ابتسم خلف: الحمدلله هذا من فضل الله و الله يزيدة
تنهد عتيق: اللهم امين جعل ربي يبارك لك بهن
خلف: و لك و لك ياعم
عتيق: و لي ؟ مالي شيء عندك هذا كله حلالك ياخلف حلالك ياولدي
تنهد خلف: و توّك تقول سبع نياق كانو مع نياق ابوي ، هذا حلالك و حلالي يابوي
عتيق مدّ سبابته يناظر لخلف: لاعاد اسمعك تقول ان هذا حلالنا ، هذا حلالك و تعبك و جهدك ، و محد يردّك عنه و سوّ به اللي تبي يابن محمد ، عزالله انك حصدت و اثمرت و عسى ربي يكتب لك الخير به ، و خلاص لاعاد تفتحه هالموضوع اعتبرها كلمة رجال ثابتة
تنهد خلف و هو ينزل رأسه و يقول: عزالله ، على خشمي
ضلّو يناظرون النياق لدقائق و نطق خلف: يا جد بقولك موضوع صغير
عتيق: سم ياولدي
خلف صدّ يناظر النياق: الليله ناوي على مسرى
عتيق عقد حجاجه: عسى خير ؟ جدك عايد هو به شيء ؟
هز رأسه خلف بالنفي: ما عندي علم ، ولا تواصلت معه من بداية الشهر
عتيق: اي بسيطه دق عليه تطمن
تنهد خلف: اليوم ياجد داقه علي عمتي ام نادر و تقول انها تبيني ارجع الديره
عتيق: ايه ارجع ياولدي وكاد فيه علم بس ان شاء الله خير
خلف: ان شاء الله خير ، قلبي ماهو متطمن على جدي مبطي عنه ودي اروح الحين
عتيق مسح على كتفه: ياولدي أستهد بالله و اذكر ربك لو به شيء علمتك و انتشر الخبر الديره ماهي ببعيده كل هالبعد لكن الامور طيبه طيبه يابو محمد ، لا تستعجل و عوّد للمشب افطر معنا بعدها تقدر تتوكل على الله و تسري
خلف: مالك لواء ياجدي انا نويت اسري من الحين قبل حلول الظلمه
مسكه عتيق و مشى اللي يتركّى بعكازته و جمبه خلف اللي ماسك ذراعه لين بيت إرديس و طق الباب عتيق بـ عكازته ، فتحت له إرديس: ياهلا
عتيق: شوفي لنا درب بندخل بالمجلس
إرديس: وش علمك يابو ظافر
عتيق: ابد ناوي اتقهوى مع الذيب قبل نودعه
ارديس عقدت حجاجها: تودعه ؟ عسى ماشر
عتيق: نعلمك بالسالفه لادخلنا امش ياولدي حياك حياك بيتك و دارك
دخل عتيق و خلفه خلف اللي يتنحنح و دخلو لين المجلس و جلسو يتوسطونه و جلست إرديس: ماباقي على الأذان الا وقتٍ قليل وين ودك يا خلف ؟
خلف: مضطر ياجده
إرديس: عايد هو به شيء ؟
هز رأسه خلف بالنفي ، نطقت إرديس: حسنه بها شيء ؟
رفع أكتافه و نطق: دقت علي تقول ان كان لنا معزه عندك عوّد الديره
عقدت حجاجها إرديس و نطق عتيق: لاحول ولا قوة إلا بالله
إرديس: انت مسوي لك مصيبه وكاد ولا ماتزعل حسنه تسذا
خلف: ماني مسوي شيء ياجده
إرديس: اجل عودّت تتهاوش مع رجلها من جديد
خلف: مدري عنه
إرديس: انت تشوف هالحين ؟
بلع ريقه خلف و نطق: بتغبيش اشوف
عتيق رفع كفوفه يدعي: يالله يارب بهالساعه انك ترد لولدي خلف بصره
ضحك خلف: ردّ ياعمي لكن الرؤيه مهيب ذاك الزود لازلت نص اعمى
ارديس: ايه ان شاء الله يجيب الله الخير
عتيق: والله مابي شدّه اروح للمشب خليهم يجهزون فطوري مع الذيب هنا و ان كانك بتفطرين معنا حياك
ارديس: ايبالله بفطر معكم
وقّفت ارديس عند الباب تنادي: وعد
رفع رأسه خلف يسمعها تناديها و ركّز بأصواتهم و صوت وعد اللي تجي لجدتها: لبيه ياجده
بلع ريقه يسمع صوتها بعد أمس ، هو داري أسباب صدودها بالرجعه ولما دخلت و سكرت الباب يدري إنها راحت تبكي و تنهار ، كان يحسّ بمعاناتها و كان يحاول يداريها و هو يقنع قلبه إنه مجرد أعجاب ولا هو حب ، بلع ريقه من طلع من مستنقع افكاره لما تكلم عتيق: الله يسعدها هالوعد و يرزقها الذريه الصالحه اللي مثلها
تقدمت ارديس تسمعه: ايبالله عزالله مانبيهم دامهم مثلها
بلع ريقه خلف و هو يسمعها و يناظر الارض ، نطق عتيق: ليتها تسلم من لسانك
ارديس: هو انا وش قلت؟ ياعوونة الله لو انها انا مقيول بي هالحتسي ماكان دافعت تسذا مير وعد فوق راسها ريشه عندك
عتيق: جعلكم فدا مواطي رجلينها هذي الغاااليه هذي شبيهة امها
ارديس عدّلت جلستها و التفتت للباب تهمس: و من حلاة امها عاد
عتيق: وش قلتي ؟ لايكون سبيتي المسلمه و هي بقبرها
ارديس: انا بروح أفطر مع البنات احسن لي
وقفت و تنهد عتيق: وراك زعلتي يا ام ظافر اثر الكبر مأثّر عليك
ارديس: كلنا ندري منهو اللي مأثر عليه كبره الله يعين بس
طلعت من عندهم و التفت خلف له: وش بها ياجدي على بنت بدر ؟
تنهد عتيق: محاسن زوجة بدر الله يحلها و يرحمها ، زواجهم قبل هكسنين محد كان راضي عليه غيري انا ، انا اللي وقفت بوجه ام ظافر و زوجتهم لان ولدي بدر كان اغلى عيالي و هو صغير ، اغليه غلّا خاص و من غلاتي له اغليت زوجته كثر ماهو يغليها و يحبها و زوجته اياها
تنهد خلف:زواجهم كان عن حب مهو تقليدي؟
هز رأسه عتيق:الله يرحمها و يسكنها فسيح جناته
خلف:وماتزوج بعدها احد بالمره؟
عتيق: ولا ودّه ، من غلاتها مايبي احد يسدّ مكانها جعل مثواها الجنه
تنهد خلف: لاحول ولا قوة إلا بالله الله يرحمها و يغفر لها
عتيق: اللهم امين الحمدلله على كل حال، عوضنا و رزقنا ربي باللي مثلها و احسن منها ، راحت من عندنا لربها و هي مسلمتنا أمانه
ابتسم خلف من طاريها و كلام جدّها و حبه لحفيدته و نطق: الله يخليها لك ياجد و يرزقك برها
ابتسم عتيق و هز رأسه: امين يارب
،
بدريه دخلت المطبخ: بنت
وعد التفتت لها و نطقت بدريه: شفتي العجيز؟ تتحلطم بك
عقدت حجاجها وعد: وش انا مسويه لها
بدريه: مدري طلعت من عند جدي و هي معصبة و تثرثر بك لين جلست و تتحسب بعد
وعد: الله يكفينا شرها
ناظرت بدريه للفطور اللي تجهزه وعد و انها حاطه صحن عدس و صحن جريش ، عقدت حجاجها بدريه: ترا جدي لحاله
هزت رأسها وعد بالنفي: معه خلف
بدريه رفعت حاجبها: امانه ، عشان كذا حطيتي جريش
هزت رأسها وعد: مدري قلت يمكن مايحب العدس نفس جدي
بدريه:ابشرك يموتون بالجريش حقك امس نسولف انا و فيحان و بندر ويمدحون الجريشه اللي تسوينها و كل الرجال بالمجلس ماياكلون غيرها رغم اننا نسوي عدس لكن ماتحلا بعينهم الا جريشتك
ضحكت وعد:غريبين
شالت الصحن وعد و هي تتقدم لباب المجلس و تحط الصحن قدام الباب و رفعت عيونها للي يناظرها من عند فتحة الباب المردّود شوي ، يناظرها و هو بوسط المجلس و بجمب عتيق ، بلعت ريقها بسرعه و هو صدّ و هي توقف و تشدّ على طرحتهاو تغطي نص شعرها و تطق الباب و تنطق: الفطور ياجدي
و مشت من عندهم ، وقف خلف يشيل الصينيه اللي فيها الفطور و تقدم للجد و هو يبتسم: جا الفطور يابو ظافر
بدأو يفطرون و ناظر خلف للجريشة اللي يتوسطها الكشنه ، بلع ريقه و حسّ السعاده غمرته ، كيف صحن جريشة يسعده لهالحد ، ابتسم ابتسامه خفيفه و هو يتأمل بالجريش و التفت يناظره عتيق: ياولدي صارلك كم تعاين بالفطور ولا تاكل سم و افطر افطر
هز رأسه خلف: ياجد يصلح افطر على جريشه ؟
عقد حجاجه عتيق: لا بالله حلل صيامك ب تمره و لبن نياق بعدها افطر جريشه و غيرها
ابتسم خلف بـ خفوت و هو يخفي ضحكته و نطق: سم
-
بدأو يسمّون و يفطرون ظافر و اخوانه و عيالهم
بدر: ابوي وينه ؟ و خلف وينه لايكون للحينه ماطاب ؟
فيحان: طاب طاب
بدر: زين ، اذن المأذن وينهم
ظافر: ابوي يفطر بالمجلس عند امي
عقد حجاجه بدر: و خلف ؟
مترك: معه
استغرب بدر: و ليه ؟ وش ناقص من هالنعمه اللي قدامنا عشان يفطرون هناك
وافيّ: خلف ودّه يمشي العصر لديرته و حلف عليه ابوي يفطر معه بعدها يتوكل على ربه
بدر: ليه يرجع دياره ؟
وافيّ: اشتدّت ظروفه الرجال و ودّه يعود يومين و يرجع ان شاء الله
مترك: الله يعين
ظافر: ان شاء الله الامور طيبه افطروا افطروا
تنهد بدر و كمّل فطوره
-
وقف عتيق يمسك بذراع خلف و يمشون متجهين للمسجد لصلاة المغرب ، دخلت وعد بعد ماراحو تشيل الفطور ، ناظرت صحن جدها اللي به شوي عدس و التفتت لصحن الجريشه اللي مأكول كله ، ضحكت بـ خفوت و هي تشيله توديه المطبخ و دخلت وهي مبتسمه ، ناظرتها سلطانه: ياعساها دوم
ابتسمت وعد: ويّاك يابعدي
سلطانه: علميني وش مونسك
وعد بلعت ريقها لما حسّت بفرحتها بمجرد انه اكل جريشها و ضحكت من اسباب سعادتها و نطقت بكذب: جدي اول مره ياكل صحن العدس هالكثر ضحكني
سلطانه ضحكت: يحبه
ابتسمت وعد و بدأو يغسلون الصحون
-
بعد ماطلعوا من المسجد كلهم وقف عتيق و هو ينادي خلف اللي كان واقف مع فيحان و عارف ، لبّى له خلف و تقدم: لبيه ياجدي
عتيق مدّ يده و مد يد خلف يمسك معصمه ، شدّ خلف على يده: لا علي الحرام ياجد ماتجيني منك
بلع ريقه عتيق و هو يحط الـ٥٠٠ بـ يدين خلف و نطق: ياولد انا مثل ابوك خذها لا تردني
خلف اخذها و هو يحطها بمخباة عتيق و يقول: حرّمت حرم يا جدي حرّمت حرَام
تنهد عتيق: الله يهديك الله يهديك ياخلف
تقدّم خلف له يحب على راسه و ينطق: جعلك سالم يابوي مابي منك الا شوفتك بخير و استودعتك الله
تنهد عتيق يدخل الفلوس بمخباته و يناظر لخلف: عساك بحفظ الله و رعايته لا تبطي علينا
ابتسم خلف: تبشر تبشر انا ما اقوى على بعدكم يا جدّ انتم اهلي
ابتسم عتيق و مشى راجع للمشب و مشى خلف و معه فيحان و عارف متجهين لبيت خلف ، دخلو و نطق فيحان: ابك لا تطول عاد انت
ابتسم خلف: كلها يومين اشوف الاوضاع و اجي
فيحان:ابي اتسربت ادمنت ياخلف ياورع
التفت خلف:عانه جمبك تسربتو بدوني هالمره لين اجيكم و اكملها
ضحك عارف:لاتطول بس ولا ترا بنلط الفلوس كلها
خلف:لا لا انا خابركم امينين
مشى خلف يجهز شنطته و يحط ملابسه و مشى يتوجه للباب و معه الاثنين ، فيحان:بوصلك لاتقشع بنفسك بالطريق
ضحك خلف:هذاك السنه اللي فاتت يومنك توصلني لكل مكان لكن هالحين بصري زين و مابه الا تغبيشه بس المّح
ركب خلف السياره و وقفو عند شباكه و يقول فيحان: ولد ذا طريق و خط سفر وشلون بتمشي فيه لحالك ؟ و انت نظرك ضعيف مو ضامنه
تنهد خلف:يارجال ادبّر نفسي دام النظر رجع يمشيني و لو انه ضعيف
هز راسه فيحان و هو يرفع كفه يضربها بكف خلف و ينطق:مع السلامه
و مشى فيحان و وقف عارف يناظر خلف و تقدم له:ضنتي نظرك سليم
بلع ريقه خلف يلتفت له و كمل عارف:فمان الله
و مشى عارف من عنده يتبع خطاوي فيحان ، تنهد خلف يناظرهم يبتعدون و رجع يناظر للدركسون و يرفع انظاره للمرايه ، مراية سيارته الهايلوكس القديمه ، هو يذكر اخر مره ساقها قبل سنتين لما كان نظره سليم ، صح انه مبطي عن السواقه لكن لما طلبت منه ارديس يسوق كان كإنه تدريب له خصوصا انه اول مره يسوق سياره بعد مارجع له نظره
تنهد و هو مستغرب ليه كتم هالفرحه عنهم ليه ماقال و اعترف بإنه يشوف ، يمكن عشانه جاهم و هو اعمى و عرفوه بـ "خلف الأعمى" ، و ضنّ و تأكّد بعد كلام بدر ان بقائه عندهم بسبب انه مايشوف و مأمنينه على اهلهم و مزرعتهم لإنه اعمى لا له حيل ولا له قوه ، لكن الحين هو مفضوح لدرجة عارف اللي اقرب قريب له كشفه و لاحظه و قاله ، بلع ريقه بـ غصه و ضيقه آسرته ، مايدري ليه كان تأثير بدر عليه يوصله انه يكتم هالشيء و مايقولهم ، خاف بعدين يكتشفونه كلهم و وقتها من يبرر له و من وين يجيب له تبرير
تنهد يحرّك السياره و يمشي و يلتفت يناظر بيت ارديس ، مرّ من عنده و لمح البيت من ورا و باب المطبخ الخلفي ، الباب اللي كان يجي من عنده و ياخذ من عندها الاكل ، ناظر بتركيز و لمحها واقفه عند الباب كانت ترمي الزباله برا و راجعه بخطواتها للباب ، بلع ريقه يناظر و يهدّي من سرعته ، رفعت راسها بعد ما حسّت بالسيارة و التفتت توقف بمكانها و تناظره و شدّت على طرحتها و هي تناظر لعيونه و هو بعيد بسيارته ، ابتسمت له بـ خفوت و هي ترفع كفّها تودعه بعد ما عرفت انه راجع لديرته ، بلع ريقه لما شافها تناظره ولا قدر يصد لانها بسرعه رفعت يدها تودعه و تبتسم له ، و تدخل للبيت تسكر الباب ، تنهد بتوتر و هو يمشي بسرعه يطلع من اسوار المزرعه و وقف عند بوابتها و هو يسند ظهره على مقعد السيارة و يحط يده على صدره ، هو مايدري ليه قلبه خفق و يكاد يجزم إنه انسرق و تركه بالمزرعه و مشى ، ابتسم بـ صدمه من تجسدت بمخيلته ابتسامتها و توديعها له ، ودّعته ودّعته و تبتسم له ، اخذ نفس يحط يديه على راسه و يمسحه لين رقبته ويناظر الطريق ثم يناظر البوابة اللي لازال واقف عندها ، يلمح انوار المزرعه الكبيره و انوار البيت ، حرّك سيارته و هو مبتسم و طلع من المزرعه متوّكل على الله رايح لـ ديرته و ديرة ابوه و شيبانه
-
بينما وعد اللي دخلت و توجهت للمطبخ و شافت سلطانه جالسه على الطاوله و جمبها بدريه ، تقدمت وعد و شافت سلطانه وجهها عابس و بدريه تقولها: و تسمين اول ورعه لك بدريه
ابتسمت سلطانه ابتسامة مصطنعه و هزت رأسها ، وعد شافتها و التفتت لبدريه اللي مكمله خيالاتها و تقول:و اول ولد يكون جميل و رجال و هيبه و يقول اخخو بدريه
ضحكت سلطانه:لا دخيلك فكينا يكفي عندنا اخو بدريه واحد و مقرود ماسلمنا من شره
وعد ضحكت:فيحان؟ اي نعم مقرود
تنهدت بدريه:الله يعين انا من يوم شفت خلف فزع لك بالسوق غسلت يدي من فيحان
التفتت وعد تناظر بدريه و رجعت تناظر سلطانه اللي نزلت عيونها للأرض ، كملت بدريه:بنات بالله شرايكم ب خلف ؟
بلعت ريقها وعد بتوتر و تناظر الطاوله بـ تصريفه ، سلطانه:رجال ولد سبعين رجال ، صدمني ب فعلته صدمني صدمني بالحيل
ناظرتها وعد و التفتت تناظر بدريه اللي قالت:اقسم بالله يابنات من بعد ماسمعت ان نظره شوي تحسن و هو عاجبني يعني فيه مرجله
سلطانه:والله ماظنتي تحسن بس، احسه يشوف
وعد كانت صامته و تسمع كلامهم بدون لا تشارك بحرف ، نطقت سلطانه:احسه يشوف احسن مني و منكم
بدريه:معقوله؟ ماظنتي لان اللي اعرفه مو واضح النظر نص اعمى
وعد نزلت انظارها للإرض و هي تتذكر نظراته يوم يرفع يناظرها و يرجع يصد ، هي تقدر تحلف لهم الحين انه يشوف ولا فيه شيء نظره لكنها كانت سارحه بهواجيسها و تتذكر لما دخلت عليه و يصد بإنظاره و يحلف لها إنه ماهو ردي ولا راح يضرها ، و فعلًا كان عند قوله و احتماه ، اخذت نفس تفكر و قاطعتها بدريه اللي قامت من مناداة ارديس: جايه جايه
طلعت من عندهم بدريه و رفعت انظارها وعد لسلطانه و نطقت:تراني مانسيت
سلطانه:وشو
وعد قربت تقعد على الكرسي اللي جمب سلطانه:اللي كنتي بتقولينه لي بالسوق
بلعت ريقها سلطانه:كنت ضايقه
وعد:ادري بس وش علمك بالضبط
تنهدت سلطانه و هي ترفع انظارها للباب و ترجع تناظر وعد:وعد انا اللي سمحت له يتعرّض لي
بلعت ريقها وعد بصدمه:نعم ؟
تنهدت سلطانه:وعد اضربيني كفخيني سوي اللي تسوينه مدري وش كنت أفكر فيه، كنت ابي فيحان يجي يشوف
وسعت عيونها وعد بصدمه ، كمّلت سلطانه:كنت ابيه يجي يشوف و يعلّم اخوه ابي اشوف حب بندر ابي يحسسني اني خطيبته مابي كل شوي اتذكر ان زواجي تقليدي مو عن حب
بلعت ريقها وعد:يعني ذاك ماسوا لك شيء ؟
هزت رأسها سلطانه:كان بيجيني لكنكم سبقتوه و الحمدلله سبقتوه، ماكنت ابي يسوي فيني شيء كنت ابي فيحان بس يشوف ان رجال يتحرش بي عشان يقول لبندر
تجمعت الدموع بمحجر عيون سلطانه و هي تقول:كل مره حاولت اني اقابله اتكلم معه اتصادف انا وياه كان يتصدد و يتهرب ولا حتى يبي يشوف وجهي مدري هو ماخذني غصب عشان رضى ارديس ولا وش؟ انا طيب ادري انها زوجتنا هي و تبي تفرح بنا و ما اعترضت بسبب ابوي لكن انا ابي شخص يحتويني شخص يحبني يحسسني اني ملكه اني له و يغار علي و يبيني مو مايهتم ولا يدري عن هوى داري
التفتت بكامل جسدها تكمل لوعد:وعد انا مو ناقصه حنان ولا ابي اهتمام من احد لكن ابي احس ان بندر خطيبي ابي احس انه يحبني ابي احس انه يبيني و انه مو مرغوب فيني ، ابيه يقول بالحرف الواحد اخذتك من بينهم لاني ابيك اخذتك لاني احبك و اغليك
ناظرت وعد للارض و رفعت عيونها تناظر سلطانه و مدّت يديها تمسك كفوف سلطانه و تهديها ، نزلت دموع سلطانه و كملت:فهمتيني صح؟ لاتفهميني غلط تعبت اتصنع الفرحه قدام امي و قدام خواته يوم يجيبون طاريه تعبت تعبت مابي احكر نفسي مع شخص مايبيني و مابي اخيّب امالهم بالرفض فجأه هم متشفقين لنا متشفقين لفرحتهم بنا و بزواجنا لكن انا تعبت
تقدمت وعد تحضن سلطانه و تمسح على راسها:استهدي بالله صدقيني بندر يحبك و يبيك و مستحيل يفرط فيك و هو صاد و ماسك نفسه عنك عشان مايصير بنظرك ردي ، مايطيح من عينك
بلعت ريقها سلطانه:خليه يصير ردي يحسب انه بحركاته هذي بيطيح من عيني؟ بالعكس يكبر
تنهدت وعد:انتي يوم تعرّض لك الكلب اللي بالسوق وش ردة فعلك؟ كلنا وش ردة فعلنا اشمئزينا و قمنا ندعي عليه و هو ماسوا لك شيء لكن نيته شينه
سلطانه اخذت نفس و قاطعتها:بس هذا بندر هذا خطيبي مو غريب وعد مو غريب ، لو تجي من غريب ممكن ادعي و ابكي و كل شيء لكن هدا خطيبي يحق له كل شيء
وعد:لا مايحق له شيء ماصرتي حلاله عشان يحق له كل شيء
سلطانه:ماابي نتعدا حدودنا ابي عالاقل يصير بيننا كلام مو مايشوفني الا مره بالشهر و بالصدفه ماهو بالعمد ، احيانا احسه صدق مجبور علي
وعد:لو مجبور عليك ماخطبك
سلطانه:انا متأكدة انه مجبور، من وحنا صغار والعجيّز مقرره اننا لبعض و هي الوحيدة اللي محد يقدر يغيّر كلمتها و اكيد انها اجبرت بندر يخطبني و ماقدر يقولها لا لان ابوه على راسه و عمامي كلهم يدورون رضاها ولا يعصونها
تنهدت وعد تصد عنها وتناظر الارض و قاطعتهم بدريه اللي دخلت وبيديها صينية القهوه و تقدمت تحطها على الطاوله و شافت دموع سلطانه ، عقدت حجاجها:وش علمك ؟
سلطانه:بطني تعورني وماقدرت وبكيت
ضحكت وعد:تراكمات
بدريه:سلامتك ماتشوفين شر، وعد بقولك شيء بس لاتحسبيني نقالة علوم
وعد:حيالله ام غازي يلا هاتي العلوم
ضحكت سلطانه تمسح دموعها بـ الفاين و التفتت تناظر بدريه اللي تضحك و تقول:العجيز تفكر تزوج اخر عيالها
عقدت حجاجها سلطانه و التفتت لوعد اللي تلاشت ابتسامتها ، بلعت ريقها وعد و هي تناظر سلطانه ثم رجعت تناظر بدريه:عفوا ؟
هزت رأسها بدريه:مو متأكدة لكن سمعتها تسولف تضحك مع عزيزه وتقول والله الرجال بدون حرمه مايمشي وضعه لازم معه حرمه تسنده و تسانده و قالت لها عزيزه هذاهو ولدك بدر ماهو متزوج وعايش عادي، وردت عليها ارديس هو لو يسمع الكلام زوجته لكن كل مافتحت معه الموضوع قفله
بلعت ريقها وعد:بالطقاق خل تزوجه
سلطانه:اصلا بكل الحالتين عمي مايسمع لها ولا بياخذ احد عقب عمتي محاسن الله يرحمها
بدريه التفتت لوعد:عادي عندك لو تزوج؟
تنهدت وعد:ماتفرق معي برتاح اصلا
ابتسمت سلطانه:بتتفكك القيود
ضحكت وعد ضحكه مصطنعه:الله تخيلت
سلطانه:لا واضح بس سوالف حريم ماهي ناويه تزوجه لكن انصدمت معقوله العجيز كانت تحاول تزوجه ؟
وعد:مو عاجبتها انا هي ذلت ابوي و هي تقوله سودت وجهنا و جبت بنت لو انك جايب ولد يسندك ويساندك
سلطانه:الله لايبلانا خرفت هذي وهذا ومحد فايدها الا البنات
بدريه:يع تقهرني تقهرني اخبر العجيزات لاوصلو لهالعمر يتوبون هذي ابليس يتوب وهي ماتتوب
ضحكت وعد:الله يعيننا
سلطانه ضحكت:اجر اجر
-
تقدّم سعود جاي و معه جواله ، حصّل فيحان و عارف عند باب المشب طالعين و صدف بوجههم:ارحبو
عارف:ارحب ياسعود انت ليه مبطي عنا مانشوفك الا باالفطور
سعود:وراي بعثه و شغل
عقد حجاجه فيحان:بعثه؟ بعقلك انت ؟
هز راسه سعود:امشو نمشي و اعلمكم ، الرجال الصنديد راح ؟
ناظره فيحان بـ حده:قصدك خلف ؟
سعود:وماغيره اللي يتمرجل قدام جدي
عارف تنهد:الله يعين ياسعود مدري وش غاثك به
سعود:ماطيقه كذا من الله مادانيه، المهم الليله ودي اتمشى دام المزرعه خلت منه
..

عسى يفتديك لسان شاعرك و حصانهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن