بارت ٢٩

12.8K 373 143
                                    

طلعو خلف و عارف من غرفة الدكتور و عارف مسك خلف على جنب:اسمع متأكد أنت ؟ ماتخاف الدكتور يكشف على اوراقك بعد ماتتبرع و يعرف انك ماترتبط بها بإي صله ، ماتخاف يهرّج ابوها ؟
خلف تنهد يتكتف و يسند ظهره على الجدار:بقلعته خله يقول اللي يقوله لو هامته صحة بنته ماتركها بهالمستشفى و تاكي بالمزرعه
عارف:تراه قعد غصب عنه مهب برضاه ولا الود وده يشق الارض و يجي طاير
خلف:محد يجبر احد على شيء لو ودّه و يهمه بنته عرف وشلون يتصرف و يحكّم عقله و يلعن الشيطان و يهرج العالم بركاده ، مير عمك ذا مطفوق متلبسته جنيه
قاطعهم إتصال بجوال عارف ، رفع جواله اللي كان آيفون ٦ و شاف الأسم أبوه و رد:ارحب يابو عارف ..الحمدلله طيبين ..
وقّف عارف يبعد الجوال عن اذنه و يهمس لخلف:اقولهم ؟ انها تحتاج تبرع ؟
هز رأسه خلف بالنفي:قلهم كل شيء طيّب و بخير لاتهرجهم عن شيء ابد
تنهد عارف و رجع الجوال على اذنه:اي يبه.. لا معك بس هنا يقطع الابراج لك عليها.. ايه ابد بخير بخير ..جعلك سالم ان شاء الله نجي .. لا والله يايبه لهالحين ماجانا اي خبر عن وعد ان شاء الله امورها طيبه ان شاء الله .. ابشر بعلمك اول بأول يالله سلام
تنهد عارف يقفل المكالمه و يحط جواله بمخباته:ياخلف لو نقعد ساكتين مهب من صالحنا
خلف:و لو علمناهم مهب من صالحنا بعد
» إبتهاج «
توجهت للملحق و معها بدريه:وجع وين موديتني عند غرفة الرفله ذي
ابتهاج:انطمي و امشي ولا اقولك اقعدي برا لإن لو شافتك معي بتقوم جنيتها و تعيي
وقفت بدريه برا و كانو الحريم بالمصلى يصلون العشا ، تكلمت ابتهاج مع سارا و طلعت معها و ابتهاج معها جوال سارا ، تقدمت سارا و رمقت بدريه بعيونها و تأففت ، كشّرت بدريه بملامحها  و أعتدلت بوقوفها تتكتف و تحط الطرحه على راسها:بنصلي بعدين نروح
مشو للمصلى و جوال سارا بمخباة ابتهاج ، طلعو من المصلى و توجهت ابتهاج لإرّديس اللي جالسه تستغفر:جده
ناظرتها إرّديس و كملت تستغفر ، بلعت ريقها إبتهاج تتأفف ، بعد دقيقتين نطقت ابتهاج:جدده
التفت إرّديس:يامال الليّه اللي تلوي حنكك انتي ماتربضين الارض و تسكتين ؟ وش اللي تبينه
تنهدت إبتهاج:جده نبي نتمشى بالمزرعه
إرّديس:اي طسن بقلعتكن ساعه بس و ارجعن دام بنت بدر ماهي معكن لا الامور طيبه
ناديه جالسه تستغفر و ناظرتهم و نطقت:بنت بدر تبي تدعين لها
تأففت إرّديس:ايبالله مابها البلا كلها يوم و تنطلق اسرع من السلقه بعدين هذا جزا اللي يمشي بالعناد بنت بدر ذي حوبتي بها
وقفت ناديه:الله يهديك هو وقت هالكلام
إرّديس:اي بس جعل ماصابها تكفير لذنوبها و ذنوب امها القشرى
استغفرت ناديه:اذكرو محاسن موتاكم يا أم ظافر
تأففت إرّديس تتجاهلها
» بدريه «
طلعت هي و إبتهاج و سارا يتمشون برا و وقفو و طلعت إبتهاج الجوال بـ ربكه و التفتت لسارا:مسجله عندك رقم فيحان ؟ أو اي احد
هزت رأسها سارا بالنفي:وش ابي بهم اسجلهم عندي
بدريه سحبت الجوال:انا حافظة رقم فيحان هاتيه
سجلت الرقم و حطت الجوال على اذنها تنتظر إستجابه ، و عاودت الإتصال مره ثانيه و رد ، فزّت بدريه:فييحااان
ضربتها إبتهاج مع كتفها:يالخبله بشوويش لايسمعونك
بلعت ريقها بدريه تصرخ بهدوء و تخفض صوتها:ياحييوان بسرعه رد والله البكيه هنا عطني وعد ولا سلطانه طمني عنهم
ما رد و كان الخط شغال ، عقدت حجاجها بدريه:مسوي إنك ماتسمع ؟ وربي يا فيحان أن ماخليت العجيز تعلقك بالنخله ماكون بدريه
سمعت صوت ضحكه خافته لكن أستنكرت الصوت بـ خوف و ابعدت الجوال عن اذنها تناظرهم بذهول ، ابتهاج استغربت:وش فيه ؟
ابتسمت بدريه ابتسامة تسليك و وهقه و نطقت:لـ.. لا بس شسمه
تجاهلتهم و نطقت:فيحان ؟
أنصدمت و قلب لون وجهها لما رد عارف:فيحان بالدّكان شويات و يجي ، بناديه لك
بلعت ريقها بـ فشله و مسكت أعصابها ، هي بدون مرتبكه و شاغلها موضوع سلطانه و وعد و بدون وعي منها جابت العيد بنفسها و هي ماتدري ، أستغربت ابتهاج و اخذت الجوال من يد بدريه:الو
عقدت حجاجها من شافت الخط منفصل ، رفعت انظارها لبدريه اللي وجهها شاحب:وش صار ؟
بدريه هزت رأسها بالنفي:قـ قال بس شوي و يكلمني
ابتهاج:لايكون غلطانه بالرقم ؟
بدريه:لا لا هو فيحان رد علي
سارا:اخلصو ترا طفشت
ناظرتها إبتهاج و حاولت قدر المستطاع تخفي مشاعر الكره و الحقد اللي تكنّها لها ، هي طول وقتها تحاول تخفي مشاعرها تجاه سارا و هي لو الودّ ودها تعاتبها و تهاوشها و تطلع كل حرّة قلبها فيها لكنها اكتفت بالصمت لإن مايحق لها تتهمها و هي ماتملك اي دليل ضدها
بعد دقايق اتصلت ابتهاج على فيحان و رد:ارحب
إبتهاج:اعز اخوياك انا تقولي ارحب ؟
فيحان:ابتهااج ؟ من وين لك جوال انتي
كان فيحان و عارف ماشين من البقاله لين المستشفى على رجولهم و كان عارف جمبه يسمع كل الحوار
ردّت إبتهاج:دبرت نفسي مهب جوالي ذا ، المهم قل لي وش علوم سلطانه و وعد اخلص
فيحان بلع ريقه:وعد و سلطانه ؟
التفت فيحان يناظر عارف و هز رأسه عارف له بالتفهم بمعنى قل لهم ، عارف يعرف بدريه و علاقتها مع سلطانه و وعد و يدري إنهم قريبين من بعض هو يجهل عمق صداقتهم لكنه يتفهم كلمة رفيق يخاف على رفيقه و يبي يعرف اخباره ، ماتردد ابدا انه يعلم بدريه و أشر لفيحان يقولهم و يوصيهم انهم مايبلغون احد ، و أشر له انه مايقول لهم عن موضوع تبرع الدم ، لإنه وصّى خلف أن العلم ذا مايعرفه الا هم الخمسة فيحان و سلطانه و خلف و عارف و امه كوثر
بدريه سحبت الجوال من ابتهاج:فيحان تكفى طمني تكفى عطني ادق على سلطانه أو وعد ، وشصار على وعد صحت ؟ ولا للحين بالعمليات ؟ انا كنت شااكه ان فيها زايده من ذاك اليوم لما اشتكت لي من الم جنبها وربي كنت عارفه ، تكفى طمني
فيحان:بديران يالمطفوقه تراها مهيب ميته هذاهي بالمستشفى و تحتاج تبرع
رفع عارف يده على جبهته من فيحان و غبائه و وقف يأشر له بلغة الاشاره و يهمس:حمار انت ؟ حماار ؟ وش تتعاطى الله يقلع شيطانك يارجال
فيحان ابتلش بعد مافزّو البنات من قالهم انها تحتاج تبرع و صرخت بدريه بهدوء:تبرع وييش ؟ و ليه ماقلتو لنا ؟
بلع ريقه فيحان يرقع:لا لا مو تبرع
عارف تكتف يناظره و كمل فيحان:هو تبرع بس مهب تبرع فهمتي
بدريه بـ خوف:فيحان اترك عنك الهرج اللي ماله سنع و قلي وش تبرعه ؟ وش تحتاج وعد ؟ تبرع ويش كبد ولا كلى ولا قلب ؟
فيحان ضحك بسخريه:وش كبده وش كليته بتسوين كبسة انتي
ضحك عارف و عصّبت بدريه تصرخ و سمع عارف صرخاتها من ورا الجوال و عقد حجاجه يهمس لفيحان:ياويلك خل ذباتك بالوقت الضايع تفيدك
فيحان:انتي هيه لاترفعين حسك
عارف ناظره و ضحك:اي ياقوي اي ياهيبه
فيحان ابتسم و كمّل:اييه تدرين اني عصبي ما اضحك و تعرفيني زين حطيني ببالك بس
عارف يعزز له:ياخطييير والله لك هيبه عندهم يهابونك
فيحان عدّل ياقة ثوبه بـ فخر:انتبهي مني اذا عصبت بخليك تحتاجين تبرع براس لإني بكسر راسك بيديني
عارف حط يديه على راسه:ياكبييير ياخطيير تكسر راسها مره وحده ؟ اوب اوب اوب
فيحان:اايييه بس
قاطعه صرخة بدريه و اللي سمعها عارف لإن صوتها عالي:كل تراب انت و الحمار اللي جنبك
و قفلت الخط ، بلع ريقه فيحان و التفت لعارف اللي فرط ضحك ولا قدر يمسك نفسه:ياخطير اكلت تراب ؟
فيحان عضّ شفايفه يكتم ضحكته:ماتفرق معي و انا صغير شبعت من بلع التراب
عارف:و انا شذنبي اصير حمار معك و اكل تراب بعد
فيحان:حقك علي ياولد عمي امسحها بوجهي
ضرب عارف كتف فيحان و مشو متجهين للمستشفى وقاطعهم إتصال جوال فيحان و رد:هلا
إبتهاج:فيحان عطنا سلطانه
فيحان:سلطانه بالمستشفى مهيب فاضيه لك
التفت عارف يسمعه و نطق فيحان:طيب طيب انتظري ياكثر بربرتك
رفع انظاره لعارف اللي يناظره و نطق:معليش مشاكل عائلية المهم ..
ضحك عارف و نطق:عطني الجوال ان كانهم يبغون يهرّجون سلطانه بوديه عندها و تدق عليهم
هز رأسه فيحان و حط الجوال على اذنه:هالحين تدقون عليها
اعطى فيحان الجوال عارف و مشى عارف يدخل غرفة سلطانه و يعطيها الجوال:بدريه
فزّت سلطانه ترد:بدييرااان
سحبت بدريه الجوال من أبتهاج و ردت:سلطااانه! ابي ابكي
ابتسمت سلطانه بخفوت:مشتااقه لك مشتاااقه لك
ابتسم عارف يسمعهم و انصرف يطلع برا
بدريه ردّت و هي تنزل دموعها:ياحيوانات وين رحتو و خليتوني
ابتهاج ناظرتها بنص عين:ياي ترا مانتي لحالك
بدريه دفّت إبتهاج و همست:اسكتي انتي
سلطانه قاطعتهم:والله يابنات اني ما ادري وش اللي صاير فجأه انقلب كل شيء على راسنا
بلعت ريقها بدريه:سلطانه الحين وعد وينها ؟ وش صار عليها و وش التبرع اللي يقولونه
عقدت حجاجها سلطانه:شدراكم بالتبرع ؟
و التفتت سلطانه لامها:مو قلنا محد بيدري ؟
تنهدت بدريه:قالنا فيحان المهم وش تبرعه تكفين
سلطانه غمضّت عيونها:يالله مايمسك علم ام زكي هذا ؟ ماعليك بدريه تبرع دم بندبره اهم شيء مانبي عمي بدر يدري
اخذت الجوال سارا:ليش مايدري ؟ مو هذي بنته و حق من حقوقه تعلمونه ترا عمي بدر لو درا بعدين بتكبر السالفه و تطيح فوق روسكم يا الساترين انتم
سلطانه تنهدت:و لو علمناه الحين بتصير سالفه مع جدي و بيحط السبه فوق راس جدي
كوثر تقدمت تحط الجوال سبيكر و تكمل: و بيحط اللوم عليهم لإنه اكثر من مره حاول يجي و عمي عتيق يمنعه و الحين لو جا و درا بيقول لو اني جاي من قبل كان اجبرتها تاكل و و و ، و كلام ماله سنع تخبرونه انتم
تنهدت بدريه:ماعلينا المهم وعد صحت ؟ بخير ؟
كوثر:لا والله يابنيتي من دخلت العمليات و هي مبنّجه
سارا تكلمت:من جدكم؟ عمليه و قروشه و ما علمتو ابوها وربي بتصير مشكلة
إبتهاج قاطعتهم:احسن عشان يجيه تأنيب ضمير و يخليها مره ثانيه براحتها ولا يتدخل
ضحكت سلطانه بسخريه:ابتهاج يالطيبه ترا ذا بدر ابو بنت بدر مهب ابوك مترك اللي يجيه تأنيب ضمير و يرحم
بدريه:طيب لقيتو متبرع لوعد ؟
سلطانه:حللو امي و عارف و فيحان و خلف و كلهم سلبي محد منهم تضامن مع فصيلة دمها و للحين يدورون فاعل خير
سارا:انا اقول علمو جدي و عمامي عالاقل احد منهم يتبرع و فصيلة دمه نفس دمها
سلطانه:لا انا ودي احر كبد عمي بدر ودي يحس و ينقهر خلوه بخلوته و بعناده لين تجيه الصاعقه
ضحكت ابتهاج:ياشينك المهم ارجعو عجلو علينا للمزرعه مظلللمه
ابتسمت سلطانه:والله وحشتوني بنات ان شاء الله نرجع قريب
إبتهاج:وانتي اخبار ساقك ؟ عساها طابت
سلطانه:والله دهوروني كل شوي تنظيف للجرح و التنظيف تطلع روحي فيه من الالم الله لايوريكم بس شفت الموت بعيوني
سارا قاطعتهم:اقول هاتو جوالي اخلصو ترا طولناها
سلطانه:اعوذبالله منك ماتتغيرن دايم باعوص جوالك مهب طاير
ابتهاج:ايوالله انتظري شويات
تأففت سارا تتكتف ، كملو سوالف و تعالت ضحكاتهم المكان و ما استمرت المتعه إلين قاطعهم عمهم بدر اللي جايهم:ياهيه
فزّت بدريه و طاح الجوال بالارض ، شهقت سلطانه و جمبها كوثر و قفلت المكالمه بسرعه و هي شايله همهم ، اخذت سارا الجوال بسرعه تخبيه بمخباة قميصها و تتنفس بسرعه خوف على جوالها ، حطو طرحهم على روسهم و عدلوهم و تقدم قدامهم بدر:وش اللي جايبكم هنا ؟
بلعت ريقها إبتهاج بـ خوف:لا لا كنا ك كنا نتمشى
بدريه ناظرته و سكتت ، استغرب بدر:وشهو اللي طاح منكم قبل شوي ؟
رجف قلب سارا بخوف لإن ابوها حذرها الف مره لحد يدري عن جوالها خصوصا عمامها و جدها ، و خص نص بدر ، تلعثمت و سكتت و نطقت بدريه اللي ماتحملت انه متدخل بكل شيء و متعبهم حتى هم مب بس بنته و نطقت:عمي شكلك تتوهم كنا نلعب بالرضّم و طيحناه هنا و حنا نتمشى
بدر:انتم واقفين
بدريه ردت بسرعه:وقفنا نتأمل المنظر
بدر:اي منظر ؟
بدريه ردت بسرعه و بثقه:السماء
بدر:ظلام دامس وش تتأملين بها ؟
بدريه:تأملناها عاد
بدر:بس عاد خلاص ، وش طوالة اللسان هذي ؟ ادخلي البيت انتي وياها
مشو من قدامه و لما ابعدو حطّت سارا يدها على قلبها تناظرهم:قسم بالله لو كشفنا و سحب الجوال و صارت مصيبه بين عمامي و ابوي شفتو شبسوي فيكم ؟ بحرق يديكم حرق سلطانه و اضعاف اضعافه
إبتهاج:اي بس امشي لايسمعنا تراه واقف بمكاننا يحسبنا مهربين شيء
بدريه كانت مكتومه بدون ولا لها خلق لإي شيء و اكتفت بالصمت و مشت بعصبيه لين دخلت جوا معهم
» عارف «
صادف خلف بممرات المستشفى:ارحب خلصت مراجعاتك ؟
خلف:ايه عانه مركّب لي جبيرة جديده ، المهم خلك من ذا
عارف:انت اللي خلك من ذا امش تقهو اقلط
خلف:ودي ارقد مالي حيل بالمره
عارف:ابك امش خل عنك حيلك
خلف:يابن الحلال ذا الدكتور يقول لاتشرب كافيين مدري وشنهي ذي قبل التبرع ب ساعات
عارف:الكافيين ذا اللي بالقهوه
خلف:اي يقولي لاتشرب قهوه
تنهد عارف:يالله اجل تمسي على خير انا بقعد عند امي شويات و ترا عمي مترك دق يقول سحوركم بيوصلكم
خلف هز رأسه بتفهم:انا رايح ارقد توصي شيء ؟
عارف:سلامتك
» عـند عزّه «
كان بهاليوم مسوّين بالفِله حقتهم عزيمه بعد المغرب لأهل الحارة و بعد ماراحو الناس و قامو الخدم يلمون الوصخ اللي بالحوش اللي كانو فارشينه و شالو الطوايل ، كانت عزّه و بنات خديجه و غاده زوجة سعود و خديجه جالسين بالمجلس بعد العزيمه و التعب و وسط الفوضى و الضحك و السوالف الخاثره نطقت لمى لـ جدتها:جده
عزه التفتت لها:سمي يابنيتي
لمى:جده تعرفين وحده اسمها كوثر ؟
عقدت حجاجها عزّه تفكر بحيره ثم ردت:لا بالله ما اعرف ليه
لمى رفعت أكتافها بـ أستغراب:مدري وحده من الحريم اللي كانو موجودين تسألني تقول وين غاطين اهل عتيق و يوم سألتها مين ذولا قالت انشدي جدتك عن وحده اسمها كوثر و بتعرف بس انتي ياجده ماعرفتي
رفعت حاجبينها عزّه:ااااها الا الا عرفتهم
و رفعت سبابتها للجهه اليمين تأشر:هذول يابنتي بيت وافيّ و بدر اللي منّا جنبنا
عقدت حجاجها لمى:البيوت ذي مهجوره كل مانجيك ياجده ب رمضان و العيد مافيها احد ولا قد شفناهم
و نطقت مناير:ايه غريبه و غير كذا ماجو حتى لعزيمة الليله كان عزمناهم و تعرفنا عليهم
عزّه ابتسمت:انتم يابنتي تجون بس وقت رمضان و العيد و ال عتيق بهالاوقات يكونون ساكنين بمزرعة جدهم و جدتهم
لمى استغربت:و انتي ياجده قد تكلمتي معهم يعني تعرفينهم ؟
ابتسمت عزّه:اايه الله يذكرهم بالخير ، كانت كوثر تجيني لحالها مامعها بناتها
لمى:لها بنات ؟
عزّه:ايه لها ، هي مرةٍ وحده جابت بناتها عقبها ماجابتهم كبركن البنيات يمكن لها بنتين اذا ماخاب ظني
تقدمت عندهم نوره و هي تسمع الكلام و ابتسمت:الله لو نتعرف عليهم حسافه انهم يجون لما نمشي حنا
لمى:ايوا قهر تو ادري ان عندك ياجده جيران صغيرين عبالي كلهم عجايز
ضحكت عزّه:و البيت اللي جمبه بيت بدر اخو وافيّ
لمى:عنده بنات ؟ و مين زوجته
عزّه:ايبالله عنده بنته الوحييده مالها خوات
إستانست مناير:وناااسه أكيد إن أمها مدلعتها و ملبيه لها كل طلباتها و ابوها مدللها و موفر لها اللي تبيه
لمى ضربت يديها ببعض:واكيد انه مدخلها احسن الجامعات و شاري لها أكبر الماركات
نوره ضحكت عليهم:هذا همكم ؟ أنا أحس إنه مايرضى الغلط على بنته و يحميها و يخاف عليها تعرفون عاد وحيدته أكيد بيخاف عليها اكثر من نفسه حتى لو توصل إنه يقتىل اللي يتعرض لها جايز بعد
مناير جلست تصب قهوه لها:مأثره عليك مسلسلاتك حبيبي نوني الاجرام ذا كله و التضحيات ماتلقينها إلا بمسلسلاتك الإجراميه و أفلامك
ضحكو و نطقت لمى:الا قولي لنا ياجده وش اسمها ذي البنت يمكن تكون بجامعتي
عزّه:هو يقاله بدر بس مدري وشنهو اسم بنته
لمى تأففت:يووه ياجده تكفين تكفين تذكري يمكن اسمها حلو انا احس بما إنها وحيدته اكيد امها مختاره لها أسم يهببل يميزها عن غيرها
تنهدت خديجه:الله يرحمها امها ، البنت يتيمة امها ماتت و هي صغيره
شهقو و نطقت لمى بخوف:يمه استغفرالله صدق ؟
عزّه:اييه ياوجد حالي وشلون نسيت انا ، وعد امها ميته
مناير:اسمها وعد ؟
هزت رأسها خديجه:ايه اسمها وعد بنت بدر
نوره:ياعمري عليها اكيد تعاني
خديجه:الله اعلم بحالهم بس اهلهم متشددين مهب نفس اي ناس هذول ال عتيق
عزّه:اايييه الله يعين ان شاء الله
لمى:ماما قد شفتيها؟ اوصفي لي شكلها يمكن هي بجامعتي بس ما انتبه لها
تنهدت خديجة:ماتطلع كثير من بيتها و ضني انها مهيب بالجامعه
عقدت حاجبها لمى:متخرجه يعني ؟
مناير:اي يمكن هي كبرنا ياخواتك مب بزر زيك
لمى:تراها اخر سنه لي جامعه بنات لاتحطموني
ضحكت مناير:حبيبي ربي يوفقك يارب
نوره:شكلها بيتوتيه
خديجه:مب بيتوتيه ابوها يمنعها تطلع
لمى:وي ! ليش سلامات مو عساس بنته الوحيده مايمنعها من شيء ؟
خديجه:اي انتو ذا تفكيركم اللي عكس الواقع انعكاس تام ، ابوها مشدد عليها كل مره تجينا كوثر و اسألها عنها تقولي الله يعين حاولت اجيبها بس ابوها رافض
لمى زمّت شفايفها:بموت تكسر الخاطر ابي اواسيها
نوره:يمه نفس توقعي ابوها يخاف عليها لدرجة مايخليها تطلع
مناير:سايكو ذا معليش يعني مين يخاف على بنته لا تطلع بالله ؟
نوره:منجد نوره نوره شفتي السينما اللي رحنا لها اخر مره ؟ البطل السايكو اللي من خوفه على البطله قتلىها نفس الوضع بموت
ضحكت مناير مع نوره:حقييقي وربي
لمى:لاتضحكون بنات تكسر الخاطر والله مايضحك
نوره ضربت كتف لمى:لولي اضحكي لاتكدرين خاطرك بالنهايه مانعرف عن حياتهم احنا
ابتسمت لمى بتسليك:اي يمكن المهم ماعلينا بقوم أتروش والله منهد حيلي من ذي العزايم ياجده اخر مره تعزمين
نوره:منجد مانبي مره ثانيه عزايم
خديجه:يمه منك يانوير هذا و انتي ماتحركتي من مكانك خايفه على اظافرك
مناير:انا قايله لكم مناير توأم منيره بس محد صدقني كله اهتمام بشكلها و بأظافرها
نوره ضحكت:الا على طاري منيروه وينهي
لمى:تكلّم عديل الروح اكيد
همزت خديجه على يد بنتها لمى تسكتها عشان جدتها لاتدري ان منيره تتواصل مع مساعد ، بلعت ريقها لمى بتسليك تضحك و نطقت عزّه:وشهو وش تقولون انتم
مناير ضحكت بتسليك:سسلامتك تيته تبين اجيب لك دواك ؟
عزّه انسدحت بالسرير كويس تعدّل سدحتها:لا لا بعدين يابنتي بعدين
» منيره «
نطقت بـ عتاب و الجوال بإذنها و هي تناظر للعاملات اللي ينظفون الحوش:بس انت مو على بعضك مساعد انا اعرفك كويس
ردّ عليها:ياعيون مساعد وش فيك ليه زعلانه ؟ ارضيك
منيره زمّت شفايفها:يعني تبي تقنعني انك ماتغيرت و انت حتى حتى كشختي اللي ارسلتها لك بالسناب ماشفتها للحين صار لي اربع ساعات انتظرك
مساعد رفع حاجبينه:اابن زيداان افا ، هالحين اعقّم عيوني يانظر عيوني انتي
منيره:لا لا تتعب نفسك حذفتها
مساعد:ليش منيره ليش
منيره بـ نبرة زعل:وتسألني ؟ مساعد انت هالايام مره مو على بعضك حتى ماتكلمني لو ما اتصلت عليك الحين ماكان دريت عن هوى داري ولا كإني حبيبتك و خطيبتك
مساعد:جعلني فداك يابعد مساعد و ياقلبه انتي والله انشغلت و سوق المزارع شاغل بالي و اشغلني عن دنياي كلها عن خطيبتي عيوني و قلبي كله
منيره بـ دلع:على كثر ماتزعلني لكن تعرف تراضيني حيوان مساعد
ضحك مساعد:شوفي هاه سبيتيني بس بسكت لإن مايقواني قلبي اعاتبك ياربيع قلبي
منيره:وقف وقف كلامك المعسول تدري اني خفيفه عندك
مساعد:ادري والله و احب هالخفّه منك
ضحكت منيره بـ حيّا و اخذت نفس تنطق:مساعد صرت اخاف
ردّ مساعد:من وشو ؟ ليش تخافين
منيره:اخاف احد ياخذك مني اخاف تروح عني اخاف ابيك لي لوحدي انا تعلقت فيك مره وابي الساعه اللي اشوف زواجنا فيها تمّ واصير مليكتك على سنة الله و رسوله
مساعد بلع ريقه بتوتر و سكت ما ابدى اي رد ، عقدت حجاجها منيره:مساعد ؟ شفيك مساعد ؟
مساعد:عيونه عيونه معك اسمعك
منيره:يوم اقولك انت مو على بعضك فعلًا صادقه اجل اقولك اني متحمسه لزواجنا و تسكت ماتقول شيء ؟ و انت قبل كنت تتخيل معي و انت اللي تحمسني له اصلا و الحين ولا كإني احاكيك و اكلمك ، مساعد انت فيك شيء هاليومين و ضروري تحلّه و ترجع نفسك قبل كفايه لا تهملني انا ابيك مساعد قبل
قفلت الخط تبكي و تجلس بالكراسي تبع الحديقه و هي تمسح دموعها بـ قهر ولا تدري ليه مساعد تغيّر عليها
تقدمت عندها مناير لما شافتها لحالها و جلست على الكرسي جمبها:وش الوحدانيه هذي ياعيوني
ماردت منيره و استغربت مناير التفتت تناظرها و شافت منيره صاده للجهه الثانيه ، استغربت مناير:منوش حبيبي
بلعت ريقها منيره و طلعت شهقتها بالغلط ، فزّت مناير بخوف و تقدمت تجلس قدام منيره و تمسك يدينها و شافت دموعها و انها تبكي و كحل عيونها و مسكرتها ساحت ، وسّعت عيونها مناير:منوشي حياتي انتي شفييك ؟
ضمّتها لحضنها و كملت تبكي منيره ، مسحت مناير على ظهرها تهديها:حبيبي مايسوى شفيك ؟ وش يبكيك اول مره انتي تنهارين كذا مايسوى وربي وش اللي يبكيك تكلمي اسمعك
ابتعدت منيره عنها تمسح دموعها و نطقت:مناير مساعد مدري شفيه
مناير:يمه لايكون سوا حادث او بالمستشفى ؟ شفيه ؟
هزت رأسها منيره بالنفي تمسح دموعها و تتكلم بنبرة بكاء و حزن:مب سالفة حادث مناير يتجاهلني ولا هو معبرني حتى يوم جابو صياني العشا للحريم شفته جايبهم و وقفت مع امي و خالتي غاده و انصدمت انه شافني و تجاهل وجودي ولا عبرني ، و كمان ارسلت له صورتي بالسناب ولا فتحها مناير تكفين يكلم غيري صح ؟ مايحبني
انصدمت مناير:انا ممكن اصدق كل شيء إلا سالفة أن مساعد يبكيك يامنيره ! مساعد يموت فيك يعشقك عشق ماصار ولا استوى و من حبه لك تقدم لك و كلنا شاهدين كيف تقولين مايحبك ؟ اكيد يمر ف ضغوط و انا اصلا سمعت من امه تقول ان مساعد هالايام شاغلته التجاره و يبي يغير محله شفيك منيره انتي عاد لا تصيرين حساسه
منيره مسحت دموعها:اتصلت عليه اعاتبه و تعذر بس اعذاره كذب و بس يسمعني كلام معسول و ينسيني الزعل ، بس انا شايله بخاطري عليه شايله مره كل ما اتذكر اني مره بدّعت بالميكب عشان يشوفني و بالنهايه ما اهتم اصلا لوجودي انقهر و ابكي ، انا مره زعلانه مررره
مناير مسحت على كتفها:حبيبي انتي يمكن ظروفه اشغلته لاتشيلين همه انبسطي تكفين لحد يشوفك تبكين شوفي ها كحلك و ميكبك خرب
» بعد مرور ساعة «
طقّ باب الفله و كانت مناير عند منيره بعد ما هدأتها وطلبت لها قهوه و شربو و تضحكها بسوالفها ، طلعت العامله تفتح الباب و اخذت الاغراض و سكرت الباب ، التفتت العامله لهم و هم يناظرونها و جت عندهم:مدام منيرا
هزت رأسها مناير:اي هاتي الاغراض مشكوره
نزلت العامله الاغراض على طاولة الحديقة اللي هم جالسين عندها ومشت ، عقدت حجاجها مناير:منيره بوكيه الورد هذا لك ؟ فيه احد قالك بيجيب ؟
هزت رأسها منيره بالنفي:مين دوري فيه كرت ؟ يمكن موجود فيه
مناير ابتسمت بحماس:قللت لك اكيد انه مساعد يبي يراضيك مايقواه قلبه منيره مايقواااه يعشقك هالانسان يتنفسسك
ضحكت منيره بحيا و قالت:حركااته بموت
مناير:قلت لك بيراضيك بإي طريقه
قامت مناير تدور الكرت و نطقت:يمكن كاتب كلامه المعسول ب كرت
ضحكت منيره تشرب قهوتها و هي جالسه:دوري يمكن تحصلين
أبتسمت مناير تناظر الورد و لمحت الكرت اللي يتوسطه و قرته من بعيد ، تلاشت إبتسامتها من قرت الكلام اللي مكتوب :
ياربة الحسن بسأل ، لو سمحتي سؤال !
وش شعور المرايا كلَ ماشافتك ؟
ياجمال الجمال و ياكمال الكمال
..
جميله يا مناير ، خطفتي قلبي اليوم
بلعت ريقها مناير و تقلّبت ملامحها و هي تخفي الكرت داخل بوكيه الورد:مـ مافيه شيء مافيه كرت
منيره:اجل واضحه حركات مسيعيد برسله اني رضيت خلاص
قامت منيره:اشوف وش جايب ؟
و شافت البوكيه الكبير اللي كان كله ورد احمر و معه كيس ثاني فيه حلا و كيس ثالث فيه قهوه و ابتسمت:بصييح الحلا ذا ذوق مساعد دايم يجيبه لي تأكدت الحين انه مسيعيد
ابتسمت مناير بصمت تخفي ربكتها ولا ودها تجرح و تخرّب عليها و نطقت:مـ منيره
منيره كانت مشغوله تصور البوكيت مع الحلا:صبر صبر مناير صبر
خلصت منيره تصوير و التفتت لها:تعالي تحلوي شفيك قمتي تهوجسين تعالي ترا ذوقه حلو بالحلا
بلعت ريقها مناير تبتسم تخفي توترها:اي اي ماشاءالله واضح انه ذويق المهم انتي مو اتصلتي عليه عاتبتيه ؟
هزت رأسها منيره وهي تفتح كرتون الحلا:ايوا
مناير:خلاص الحين اثقلي
منيره عقدت حجاجها:وشلون يعني مابشكره ؟
مناير:اي لاتشكرينه خليك ثقيله و رزّه و سوي انه مب هامك ولا تجيبين عنده للموضوع طاري ابد
ابتسمت منيره:يعني تشوفين كذا ؟
ابتسمت مناير:اي
اخذت منيره حبة حلا تمدّها لفم مناير:اتعلم منك الثقل ياثقيله خذي ذوقي
ضحكت مناير تاكل من يد منيره:يممي
منيره:قايله لك ذويق
أبتسمت مناير بتسليك تخفي ربكتها:ايوا واو
» خلف «
صحى الصباح و توجه للمستشفى على نفس الموعد و دخلوه الغرفه
جلس ياخذ نفس و مدّ ذراعه للدكتور اللي بدا يعقم مكان بيده و يجهز الإبره لين غرسها بـ جلده و يسحب من دمه ، غمّض عيونه يعض على شفته و ياخذ نفس يتطمن بسعاده تغمره بداخله ، إتسع مبسمة من تذكر أنه بينقذ حياتها للمره الثالثه أو الرابعة و كانّ مستعد عشانها هيّ بس
رفع أنظاره الدكتور له و ناظر إنه مبتسم و مغمّض عيونه ، ابتسم الدكتور يكمل شغله ..
بينما خلف مغمّض عيونه مرتسمه بخياله هيأتها ملامحها كلها على بعضها ، هو ماتردد ابدًا بإنه يتبرع لها و الودّ ودّه يسوي أي شيء لها و لو إنه يسحب من دمّ قلبه و يروي قلبها العطشان و التعبان ، حقنو دمّه بدمها و أنتهى  بعد ماحطّو له الضماده على ذراعه
مسكة الدكتور:هو كده كلو تمام بس انتبه مثل مانبهتك و قولت لك اتبع تعليماتي كلها
ابتسم خلف يهز رأسه:إن شاء الله تبشر
الدكتور:وعلى فكره ، هو انا فهمت الحكاية ان شاء الله ربنا يكتب ليكم نصيب و بتاخذها بالحلال
عقد حجاجه خلف:وشنهو ؟
ابتسم الدكتور:يابني انا كنت فاكرك اخوها بس طلع العكس
خلف:لا يادكتور ماهيب سوالفنا السوالف ذي
الدكتور:هو انت شفت شكلك يابني ؟ دا انا و انا اسحب من دمك وشك (وجهك) كلو مبتسم و فرحان و كإنك ماسك سعادة الدُنيا كُلها بإيدك
بلع ريقه خلف يكتم ضحكته بعد ما أستوعب فهاوته و نطق الدكتور:انت بقى ماسمعتش العندليب نجيب محفوظ ايه قال ؟
ناظره خلف بإبتسامه:اسلم
الدكتور:لما الحُب لعِب في القلب و لقيت روحي بعز الحب ، قلت ياقلبي حِب كماان
ضحك الدكتور و ضحك خلف:والله ذويق يا دكتور
طلع خلف من عنده يسكر الباب وراه و يناظر ذراعه اللي بمنتصفها ضماده و ينطق بإبتسامه:
عزالله إني يوم حبيت حبيت .. ماكنت احسب الحب هذي علومه
ضحيت و أخلصت و تغانيت .. لو أن نفسي من عطاي محرومه
الظاهر إني طحت و ما سميت .. ما اظن لي بعد ماطحت قومه
-
بعد مرور ساعات فتحت عيونها تحصّل نفسها في سرير مستشفى و مشبوك بيدها المغذي و مكان بيدها عليه ضماده ، بلعت ريقها بـ الم تناظر بطنها و تتحسس ألم قوي جاي من جنبها و رفعت يدها تتحسسه و كمّشت يديها ترجعها من حسّت بالالم القوي لما ضغطت على بطنها ، اخذت نفس تهدّي و رفعت البطانيه و اللبس و شافت الخياطه اللي ببطنها ، خافت و رجف قلبها هي تحس نفسها قامت من نومه متعبه نومه كلها تعب بتعب و تحس جسدها ثقيل و بليالله تتحرك بسبب جسدها الضعيف المهزول ، التفتت تشوف الدنيا شمس و غمضت عيونها تنتظر أي احد يجي يشرح لها الوضع ، هي الشيء الوحيد اللي تذكره أنها كانت بالحمام تمسح وجهها بالمويه و فجأه التئم عليها جمبها و حاولت تصرخ و ماقدرت و طاحت ولا صحت إلا الآن ..
سمعت صوت فتح الباب و التفتت بسرعه ، شافته خلف اللي كان بيتطمن على وضعها و ناظر لعيونها و صد بسرعه
بلعت ريقها و اطمئنت داخلها من شافته موجود و نطقت:خلف تعال
إبتسم يوسّع مبسمه و يصد و يأشر لها بيده:ارحبي يالقلب الشجاع
ضحكت و هي تناظره ثم عقدت حجاجها من شافت الضماده الدائريه اللي بمنتصف يده و عليها لصق ، رجّع خلف بجسده لورا بعد مانادته الممرضه و تكلم معها إن وعد صاحيه ، و نزّل كم ثوبه على يده اللي فيها ضماده
دخلت الممرضه عند وعد و خلفها خلف ، اخذت وعد منديلها تحطه على راسها و التفتت تناظر خلف اللي واقف بعيد عن السرير شوي و صاد يناظر الأرض:علومك هالحين ؟
وعد:وش اللي صار
الممرضه إنتهت من شغلها و هي تعدّل المغذي و طلعت ، أبتسم خلف:سوو لك عمليه
شهقت وعد بخوف:وش عمليته ؟
هز رأسه و هو صاد:ايبالله عملية زايده ، و نقصك دم و تبرعو لك
عقدت حجاجها:من تبرع ؟ و متى صار كل هذا
خلف:يوم طلعوك من العمليات انفتح جرحك اللي ببطنك ورجعو يخيطونه ونزفتي دم واجد و طلبو متبرعين و تبرع لك فاعل خير
وعد:منهو ؟
خلف رفع أكتافه:ماعرفه قبل شوي كان واقف مع الدكتور و مشى
وعد:الله يوفقه
التفتت تناظر كتفه و ثوبه و اللون الاسود الغامق اللي تحت ثوبه مكان الكتف و عقدت حجاجها تتسائل:وانت شصار عليك ؟
خلف:انا ابد طيب و بخير ماعليّ
وعد:كتفك رحت للدكتور شافها ؟
خلف:اقولك طيّب و بخير ماعلي خلاف
و أشّر على كتفه:شوفي ذي تعرفين وشنهي ؟
عقدت حجاجها بإبتسامه:وشنهي
ابتسم خلف:ذي يقالها جبيرة تجبر ضلوعي
أستغربت وعـد تتلاشى إبتسامتها:ليش جبيره ؟ منكسر كتفك صح ؟
هز رأسه بالنفي:يقول الدكتور رضّه بسيطه بس
و أشر على يمناه اللي فيها ضماده و رفع كمّ ثوبه:وحط بي مدري شنهو يقول مغذي عشان الرضّه تخف
بلعت ريقها وعد تستوعب:هي توجع الرضّه ؟
ابتسم خلف يهمس بينه و بين نفسه:ايباااه يبو محمد
و نزّل كمه يوقف:الذيب مايستاجع
ضحكت عليه بسخريه يسمع تضاحيكها و ترفرف جنحان قلبه بضحكها و بهجتها و سعادتها ، هو يكتفي بإنه يحسّ بإبتسامة ثغرها و صوت تضاحيكها و إنها تضحك له رغم الألم اللي بداخلها ، تنهد بإبتسامه و نطق:انتبهي على عمرك ياوعد العمليه مب هينه
نطقت:توك قايل لي إني القلب الشجاع و القلب الشجاع مايستاجع
خلف:الذيب اللي مايستاجع لكن القلب الشجاع شجاع بس يستاجع
عقدت حجاجها:انا اتراجع عن المركز الاول و أرجع للثاني بـ لقب الذيبه و اترك لك القلب الشجاع
ضحك خلف عليها و نطق:انتي كل ماتعلقت لي باسم سرقتيه مني ؟
وعد:مهب سرقه بس كلًا ياخذ دوره
خلف:خلاص انا القلب الشجاع اللي مايخاف ولا يرضخ لإي ألم ، دام إني شجاع ، و انتي الذيبه اللي تستاجعين لاهاجموك ذيابه
سكتت وعد و كتم خلف ضحكته و نطق:ماعجبك الموضوع صح ؟
وعد تكتفت:ودي اقول برجع للمركز الاول بس اخاف تفصل علي
ضحك خلف بـ قوه و نطق:ابك علي الحرام ان تتصدرين كل المراكز يالذيبه صاحبة القلب الشجاع
ابتسمت وعد تضحك:اي كذا حسيت بالإنتصار
همس بقلبه:ابك انتي فزتي بصاحب القلب الشجاع
و اخذت نفس وعد تناظر الأرض و نطقت:خلف أسمع
نطق:لبيه اسلمي
نطقت:ابوي وينه ؟
هز رأسه خلف بالنفي و تلاشت إبتسامته من تذكر أبوها و نطق:جدي عتيق حالفٍ عليه مايمشي من المزرعه و اجبره يقعد
بلعت ريقها:مستحيل ابوي اعرفه ، معقوله يدري ب كل شيء و ماجا ؟
خلف تنهد:و من قالك انه داري ؟ ماعلموه
فركت اصابع يديها ببعض بخوف و نطقت:ليه محد علمه ؟
خلف:عشان مايجي يقبع المستشفى و اللي فيه و يخليهم رماد بين يديه
تنهدت وعد تناظر الأرض بـ أسى و رفعت أنظارها لخلف اللي نطق: يالله انا ماشي ، تبين شيء ياوعد ؟ ناقصك شيء ؟ تبين اجيب ام عارف تآنسك هنا ؟
ابتسمت تناظره و هو صاد و نطقت:خلف الله يخليك لا تخليني لحالي
عضّ شفته يتمالك نفسه من كلامها و تمسّكها به و نطق:ابك انا عندك و حواليك مانيب رايح
اخدت نفس وعد و نطقت:انا خايفه ، خايفه من ابوي ، انا ماعمري بيّنت لأحد خوفي منه لكن والله العظيم إنه يحرقني بداخلي ، ابوي عكس اللي تشوفونه انتم ادري غلط عليك و تعدّا حدوده لكن ابوي و اعرفه هو يتصرف من خوف و محبه ، هو مايدرك غلطه الا بعد ماتمر مدّه و يستوعب أغلاطه هو عصبي و متهجم مايتفهم ولا يتفاهم مع أحد اسألني عنه
هز رأسه خلف بتفهم:لاتبررين له ، ابوك طبايعه معروفه و انا عارفه زين كلها يومين و يجي يتعذر ماعلينا من هالموضوع بينحل ان شاء الله
وعد نطقت:ابي طلب قل تم
خلف:تم و تمين
وعد:لا تعلمه باللي جرى لي ، قولو مرافقه مع سلطانه لا يدري
خلف عقد حجاجه:و ليه ؟ خله يدري عسى قلبه يلين
بلعت ريقها وعد:قلبه ليَن من زمان بس تغشيه القساوه ، لكنه بيحط اللوم عليكم انتم لو درا متأخر اسكتو عنه امانه
خلف تنهد:امرنا لله ، تبشرين يابنت بدر
ابتسمت:الله يسعدك
هز رأسه بتفهم:انا هنا اذا مالقيتيني يا إني أراجع عند الدكتور يا إني بالشقه مع عارف ، ام عارف بتجيك و ترا كلنا حواليك لا تشيلين هم ولا تخافين
ابتسمت تهز رأسها بـ تفهم
طلع خلف من عندها يسكر الباب و يرفع أنظاره يناظر السقف بإبتسامه تغمره و سعادة توسّع مبسمه و يحس إنه مالك الدنيا و ما فيها ين يديه
عضَ شفته يضحك على حاله:وانا ابو محمد اعقب و ارفع علومك
مشى و هو مروّق و طق الباب على كوثر و سلطانه ، فتحت له كوثر:هلابك خلف
خلف:هلابك ياعمه ، لا بس بغيت اعلمك انهم لقو متبرع لوعد و
شهقت تقاطعه:اماانه ؟ اماانه
و التفتت لسلطانه:تسمعين ياسلطانه ؟ لقو متبرع لوعد لقو
ابتسمت سلطانه و التفتت كوثر لخلف:الله يبشرك بالخير منهو اللي تبرع ؟
خلف رفع اكتافه:مدري فاعل خير يقولون
كوثر:انت ماطابق دمك ؟
خلف هز رأسه بالنفي:لابالله ماطابق ، و نشرو الخبر ان فيه وحده تحتاج تبرع بالدم و الناس ماقصرو راعين الخير واجد
ابتسمت كوثر:ياربي لك الحمد و الشكر وينهي اقدر اجيها ؟
خلف هز رأسه:ايه هذاهي بغرفتها نفسها و قاعده لحالها
كوثر:اجل بروح لها
سلطانه:سلمي لي عليها كثير السلام و قولي سلطانه الود ودها تجيك
هزت رأسها كوثر بتفهم:ان شاء الله يوصلها
طلعت كوثر و راح خلف للفندق و دخل شاف عارف اللي على سريره اللي بدون طرّاحه و متلحف بالبطانيه ، و التفت للأرض يناظر فيحان اللي ماخذ طراحة سرير عارف و حاطها بالأرض و منسدح نايم عليها ، ضحك بسخرية على حالهم و تأكد من اشكالهم و وضعياتهم إنهم كانو طول امس يتهاوشون على السرير ، لكنه كان جاي قبلهم للفندق و غاط بنوم عمييق نوم شخص تعبان منهد حيله و يبي يستريح و يطمّن باله بـ المنام لدرجة ماحسّ بإزعاجهم و فوضوية المكان
تنهد ينزل المسواك على الطاوله و قاطعه ظافر اللي دخل:ارحب ياخلف
خلف وقف:ابقه ياعم ، سم بغيت شيء ؟
ظافر:ايبالله بغيتك بشيء
مشو متجهين للصاله و جلسو و نطق خلف:اسلم
ظافر:امس بالليل قالي عارف عن كل شيء
خلف هز رأسه و كمل ظافر:ان البنت تحتاج تبرع و تسذا من هالكلام
خلف:ابشرك انحلت ان كان هالسالفه مضيّقه عليك
ظافر رفع راسه له بذهول ، ابتسم خلف:ايبالله أنحلت جا فاعل خير اليوم مدري امس و تبرع لها
ظافر بـ صدمه:تقوله صادق ؟
خلف:مانت مصدق ياعم ؟ ذا هو المستشفى رح و تأكد بنفسك البنت صحت و سليمه توي جاي من عند ام عارف و علمتني
ظافر اخذ نفس:لا بالله مصدقك ياولدي مصدق ، المهم الحين ياخلف بدر لايجيه علم إلا إذا جا عند باب المستشفى أهّنا
أشر ظافر صوب جهة المستشفى:لاوقف قدام الباب نعلمه ، و ان أعترض على كلمه انا اتصرف انتم مالكم يد بالموضوع
تنهد خلف ينزل انظاره للأرض و كمل ظافر:عمك ظافر هو اللي تستر على السالفه و قال لاتطلع ، عمك ظافر هو اللي قال لايدري بدر الا عند باب المستشفى ، عمك ظافر اللي وقف بوجيهكم يوم ودكم تعلمونه ، تسمع ياولدي ياخلف ؟ ظافر ورا السالفه كلها
خلف رفع أنظاره له:ليه ياعم ؟ ليه تحمل عمرك حمل ثقيل عليك خلنا نقول الصدق و اللي يصير يصير
هز رأسه ظافر بالنفي:و انت تحسب الدنيا على الكيف ياخلف ؟ مانت ابخص بي من اخوي بدر ، انا اعرفه زين يولّع النار و حطبها بيديه 
مدّ يده ظافر يمسك كفّ خلف:ياولدي انت تدري وش اللي صار بالمزرعه ماضنتي انك تناسيت ، بدر سوا اللي اعّبر من هالسالفه ، حطوها علي و تمشي الامور تفهم ؟
تنهد خلف يهز رأسه بالإيجاب:يالله الله يسهلها إن شاء الله
ابتسم ظافر و هز رأسه بالتفهم و الراحه و قام يتوجه ينام بغرفته مع ولده سعود
تنهد خلف يسند ظهره على الكنب و يميّل رأسه يتأمل السقف بـ تفكير بـ بدر اللي كل ماجاب طاريه حسّ الدنيا كلها تتقفل بوجهة و ماله مفّر منه و مافي طريق له مع وعد يسلكه دام بدر يشمّ الهواء ، جلس لدقائق مايقارب لـ نص ساعه يهوجس ولا حسّ بالوقت من عمق تفكيره و ضياعه و تشتته بأفكاره اللي تلعب بأعصابه و أولها بدر اللي مسبب له الضياع و التردد هذا كله
هو كل مره كل مايحس بإنه فعلًا غرق بحبها و زاد بقلبه نيران غلاها ولا يقاوم إنها تعاني و تتعب و هو موجود ، يوم يتذكر شعوره و نيران جوفه يوم درا بعمليتها و بتعبها ، و يوم إنه ماتردد ابدًا بإنه يتبرع لها و تمّ الموضوع و تبرع ، ولا مره بحياته ضحّى عشان أحد كثرها هي مايدري ليه يستسهل الصعب قدامها مايدري ليه قلبه بطاريها يفّز ، مايدري ليه يرجف قلبه و جسده يوم يدري بإن صابها أذى ، و مايدري ليه يوم يحاكيها قلبه تزيد نبضاته ، لدرجة يحسّ بنبضات قلبه و بسرعتها بمجرد حواره معها
يتردد بمسامعه ضحكها و كلامها و هدوئها ، هو كل مواصفاتها تقتله من أول يوم شافها بوضوح عند شباك المطبخ بدون طرحه واقفه قدامه بشعرها الطويل و رمشها الكثيف و عينها الوسيعه ، إلين هذا اليوم و هو يتذكر ملامحها و جمالها و فرقها عن غيرها ، هو يحلف أن قلبه مسروق منها هي بالذات
لين وصل هالنقطه من هواجيسه ضحك و نطق:قلبها شجّاع بس سرّاق
و تنهد ياخذ نفس يتأمل كل مكان و هو غارق بهواجيسه
مرّت دقايق و قاطعة فيحان اللي قام لدورة المياه و التفت لخلف:قاعد انت ؟
خلف التفت له:ارحب
فيحان حك راسه من الخلف و هو يناظر بـ غباش من كثر النوم ودخل يغسل وجهه و يمسحه و يطلع يجلس عند خلف:الجووع
خلف:اخر ايام رمضان ماباقي شيء و بتبلع ليل نهار
تنهد فيحان ياخذ جواله و يشوف الساعة:الساعه ١٢ الظهر بدري ياولد
عقد حاجبه خلف:ابن ابوي ١٢ ؟
هز رأسه فيحان:ايه ريّضين على الفطور
خلف بلع ريقه من أستوعب أنه قعد لساعات يهوجس و يفكر بتشتت و نسى ان الوقت مضّى كـ البرق ولا حس فيه ..
قاطعه فيحان اللي يضحك و هو ماسك جواله:ياولد انت دجاجه ؟
خلف:اعقب
فيحان:امس اصواتنا الناس اللي بالشقه اللي جمبنا سمعتها عمي ظافر قام يهاوشنا
خلف رفع حاجبينه:اسلم شغالين فضايح انت وياه
فيحان:هو مب نام امس بالسرير ؟ خلاص يكفيه يحترم اني جاي من تعب و لازم ارقد على طرّاحة سرير ليّنه ترخي عظامي
خلف ناظره:لا بالله يالشيبه ؟ عجّزت من صغر ؟
فيحان:مو عجز بس ياخي لازم ارتاح هو شبعان و استقعد لي امس لين اخذتها منه غصب مهب طيب
خلف ضحك:ملعون يافيحان خليت المسيكين يرقد على الخشب و انت تليّن عظامك المصعقله
فيحان:يستاهل لطخني لطخه امس ااخ احس للحين راسي ياجعني
ضحك خلف عليه
» إرّديس «
الفطور - وقت المغرب
جلسو البنات على السفره و سمّو ياكلون ، إرّديس ماكان لها نفس تاكل و اكتفت بالتمر و الحليب و قامت تصلي المغرب ، عقدت حجاجها عزيزه:غريبة ام ظافر وش اللي صايبها
ناديه:كاسرٍ خاطرها ولدها
عزيزه:بدر ؟
هزت رأسها ناديه:اييه بدر ، مهو عاجبها ان عمي ابو ظافر ماسكه عن بنته لا يربيها
بدريه:ماهي محتاجه تربيه ماهي مسويه شيء غلط عشان يربيها ، يكفي انها تعبانه ولا درا عنها
عزيزه:اسكتي يالملقوفه وش دخلك بسوالف الحريم انتي ؟ ماعلينا يا ام بندر لو تبين الصدق ترا وعد غلطانه
ناظرتها بدريه بـ إشمئزاز و شمّقت بعيونها و كملت تاكل سمبوسه ببطء
ناديه:وش به تغلط يا ام سعود الله يهداك وش ذنب البنيه
عزيزه:لو انا مكانها ادري ان ابوي شاد ولا هو بهيّن بنثبر ببيتي ايه ليه اقط وجهي هناك وش قاصرني مهب ناقصني شيء ولاني تعببانه عشان اوقف بالمستشفى ، بس اقولك شيء ماضنتي بدر بيسكت لهالموضوع وخصوصا ان بنته دخلت العمليات يويلي بين الحيا و الموت ومحد علمه لا لا وكااد بيحرق المزرعه و اللي فيها على قولته
تنهدت ناديه:ومن قالك بيسكت بس شوفي وش بيسوي الله يعين عشنا و شفنا
طلعت إرّديس لعندهم بعد ماصلّت و سكتو يناظرونها ، همزت ابتهاج على كتف بدريه تشجعها
اخيرا بدريه تكلمت و نطقت:جده
ناظرتها إرّديس و نطقت بهدوء:خير بعد ؟
بدريه تنهدت تبتسم بـ تسليك:جده نبي نزورهم بالمستشفى انا و البنات جده تكفين نبي نتطمن عليهم
عزيزه رمقتها بنظراتها و حطّت يدها على خدها تهمس:والله من الكذب محد فيكم يطيق الثاني هه بس قدامنا هالله هالله و من ورانا يعلم الله
إرّديس ناظرتها:ترحن للمستشفى ؟
هزت رأسها بدريه بحماس:ايه جده تكفين نبي نتطمن و نروح كلنا
تنهدت إرّديس تحك كفّها بـ بطء و تناظر الأرض تفكر ، قاطعتها بدريه و رفعت انظارها لبدريه لما تكلمت:جده كلنا بنروح حتى انتي و نشوف اوضاعهم و منها حتى عمي بدر يدري للي صار ببنته
اخذت نفس إرّديس تهمس:وبعيني هامك عمك بدر يالكذوب
عقدت حجاجها بدريه:سمي؟ وش قلتي جده وش قولك
تنهدت إرّديس:تجهزن بعد التراويح نروح للمستشفى
شهقت ناديه و التفتت لهم ، وسّعت بدريه مبسمها على وسعه و التفتت لإبتهاج اللي تضحك مبسوطه ، ناظرتهم إرّديس و بدّلت أنظارها للحريم:استعجلن ترانا نروح مع بدر
شهقت ناديه:بـ بدر ؟
إرّديس ناظرتها بعيونها:ايه بدر ! ليه عندك اعتراض ؟
بلعت ريقها ناديه:وش اعتراضه لا لا بس مو على اساس بدرر مايدري عن شيء ولا ودكم تعلمونه انها سوت عمليه ؟
إرّديس ناظرت الأرض:ابوها المفروض يدري قبلنا كلنا
و رفعت أنظارها لهم تأشر بسبابتها بعصبيه:وله الاحقيه يجازي كل واحد تكتم عن هالموضوع و ماعلّمه ، لعنبو حيكم ابوها ابوها وشلون ماتبونه يدري ؟ حسبي الله بس
طلعت من عندهم تتوجه للمطبخ
تأففت بدريه:واااي القلب الحنون حنانها ماينزل إلا على بدر
ضربت يدها ناديه:عمك بدر ، وشو قلة الادب هذي ؟
عزيزه:اتركيها اتركيها متطبعه بنتك بطبايع بنت بدر ، محد طويل لسان كثرها مالقت من يقرصها و يمسك لسانها
بدريه التفتت لعزيزه:وعد الوحيده اللي تقول الصدق ولا يعجبكم كلامها حتى و هي حالها حال نفسها بالمستشفى تعاني المسكينه ماتركتوها بحالها و تسولفون بقفاها للحين
ناديه التفتت لبدريه:بديران !
وقفت بدريه و نطقت بـ عصبيه تحت انظارهم:و انا صادقه كل ماصارت مصيبه ولا شيء حطيتوها براس المسكينه وعد و كأن ماعندكم سالفه غيرها يعني عشان امها ميته يا ام سعود يا الفاهمه تقولين إنها مالقت من يقرصها و يمسك لسانها ؟ هذاهي بنتك سارا عندك ولا عمرك مسكتي لسانها عنّا و لسانها أطول منك و منها
ناديه ناظرتها بـ عصبيه:بنت !
بلعت ريقها  بدريه تناظرهم و كملت:والله ماعاد يهمني شيء الحين كفايه كرهتوها عيشتها مايكفي أبوها اللي متسلط عليها و موكلها تراب مايكفي ؟
سارا وقفت تقاطع بدريه:احترمي نفسك وامسكي لسانك عني لا اقطعه لك وتعرفين انتي وش بسوي بك
بدريه ناظرتها بسخرية:شكلك تبين امسح بك الأرض نفس ماسويت قبل ولا ؟
سارا:شكل مانفع فيك انك امس مطلعتني بعز الليل عشان بس تتصلين و تتطمنين على وعوده و سلطانه
بلعت ريقها ابتهاج بتوتر و وقفت تنهي نقاشهم لإن بيجيبون العيد
بدريه:ماتمسكين السر من يومك فتانه و تكبين العفش ، ايه اتصلنا عليهم و تطمنا عليهم
سارا عصّبت و نطقت:تطمنتو ؟ ولا قالولكم انها تحتاج تبرع و وعدتوهم انكم ماتعلمون احد
إرّديس واقفه عند باب المطبخ تسمع كل حوارهم بـ صدمه
عزيزه وقفت:شهالكلام ؟ وش قاعدين تهذرون به ؟
ابتهاج وسعت عيونها على وسعها و عضّت بدريه على أسنانها تكتم غضبها من سارا اللي خربت كل شيء عليهم
بدريه تقدمت تبي تبدأ بالضرب مع سارا و مسكتها ابتهاج بعنف ترجعها:اقعدي مب ناقصين
بدريه:اتركيني خليني أأدبها انتي صدق مالقيتي من يقطع لسانك و يمسح فيك الأرض ، هالمره بمسح بك وصخ المزرعه كله مب بس أرض المطبخ
سارا ضحكت بسخريه:بنت ابوك قربي والله لاتوطى ببطنك
بدريه شهقت ترفع حاجبينها و ترفع اكمام يدها و تصرخ:انا اعللمك
و تقدمت تدف ابتهاج ، و صارت قدام سارا و مدّو يديهم الثنتين بيتضاربون و قاطعتهم صرخة إرّديس:ولعنننه
شهقو الحريم يوقفون و كل وحدة تمسك بنتها وراها و تهاوشها
تقدمت إرّديس:هالحين قمتن عليهن ؟ هالحين فكرتن تربنهن ؟
سارا نطقت بـ حزن:جده انتي سمعتي كل شيء هي اللي بدت و تهجمت مالي ذنب انا
إرّديس:منهو جواله اللي دقت به ؟ و انتي شدخلك تجين معها ؟
بلعت ريقها سارا بخوف و التفتت تناظر بدريه اللي ماسكه لسانها لا تفضحها و تقول إنه جوال سارا
طال صمتهم و عصّبت إرّديس تصرخ:من جواله انطقي انتي وياها لا افدع بكن هالحين
عزيزه اخذت نفس تهدّي:يا ام ظافر ا
قاطعتها إرّديس:ماودي احد يتحاكى إلا هالنسرات
بلعت ريقها عزيزه تسكت ، تكلمت سارا بـ صوت راجف:جيت معهم بتطمن
إرّديس:و من متى يهمك انتي صحة وعد و سلطانه من متتتى ؟ عن الكذب ولا والله والله هه و بيت(ن) بناه الله ان ..
قاطعتها سارا اللي تكلمت بسرعه:جـ جوال سعود اخوي
إرّديس سكتت تناظرها:و وش جاب لك جوال سعود ؟
سارا:نساه عندي
إرّديس:ماشاءالله و انتي خري مري تاخذينه على كيفك
سارا بلعت ريقها تسكت ، كمّلت إرّديس:انطقي و قولي الصدق الجوال من جواله يا ساره ؟
سارا تجمعت الدموع بمحجر عيونها:جده جوال سعود مو مصدقه اسأليه
عزيزه تكلمت:اايه ايه يام ظافر جوال سعود القديم ذا وشبلاك الله يهداك بعدين سعود حاط جواله ذا عندي بس الله يهديك يابنتي ياسارا وش هاللقافه وش يخليك تاخذينه بدون علمي ؟ انا داسته والله داسته بمكان محد يفكر به بس نخشوه عاد امسحيها بوجهي يام ظافر امسحيها بوجهي
ناظرتها إرّديس بـ عصبيه و غمّضت عيونها تهدّي و رفعت أنظارها لهم تأشر على بدريه و سارا:انتم يالثنتين تقعدن هنا و لحالكن ، و بندر بمشب الرجال موجود مهب رايح
سارا ابتسمت بخبث مع حزن لإنها من الأساس مالها نيّه انها تروح لهم ، بنفس الوقت إنبسطت إن جوالها مانكشف سره و للحين بيبقى معها
بينما بدريه اللي كانت بتطير من الفرحة لإنها أخيرًا بتقابلهم تحطّمت الآمال و انهدمت فرحتها و آسرت الضيقة قلبها ، حتى تجمعت الدموع بمحجر عينها و تقدمت لإرّديس تنطق بـ نبرة حزن:تـ تكفين جده تكفين الا هذي تكفين ابي اروح تكفين لا تحرميني الروحه
إرّديس:خلي تسترك ينفعك اجل تحتاج تبرع و مدري وش هالخرابيط و تتسترن انتي وياها ؟ روحه مانتي برايحه و انثبري هنا استري عمرك أبرك
بلعت غصّتها بدريه ولا قدرت تنطق كلمه كعادتها تنفجر لحد آخر لحظه و ماتقاوم و هربت من عندهم تتجه للغرفه و تنغمر تحت وسادتها تبكي ، هي بهالطريقه تفرغ كل مابقلبها من أحزان و هموم و تكدير و ضيقة صدر ، و تكفّ نفسها و تلملمها من قدامهم لحتى تكتفي لوحدها مع دموعها وسط فراش و وساده و بطانيه تقضّي أتعس لحظات إنكساراتها و إنهدامات أفراحها ، تبكي محتاره ليه كل شيء تسعد به يخرب عليها ليه هي بالفتره هذي بالذات شخصيتها صارت حساسة أدناة مايبكيها ، تجهل ضعفها قدامهم و بكائها اللي يسيطر عليها و يحبس لسانها عن النطق ولا ترضى تبكي قدامهم و يشوفون إنكسارها رغم إنهم هم من تسببو به
و تتذكر بالوقت نفسه مشاعر شوقها لـ سلطانه و وعد اللي متلهّفه لشوفتهم و صار لهم أيام بعيدين عنها رغم إنها تعودّت انهم دايم الدوم حولها و حواليها
» إرّديس «
وقفت عند باب الحريم تتأكد محد عند الرجال و بعد تأكدها لبست شالها الاسود تحطه فوق حجابها و على كتوفها و مشت تتّجه لهم
دخلت عليهم:سلام
وقفو يحبون راسها:ارحبي يا ام ظافر
جلست تهز رأسها بالتفهم:تبقون
و التفتت يمين و يسار:ماشاءالله و الهيت رايحين يتهيتون ؟
عقد حجاجه وافيّ:منهم
إرّديس:و من غيرهم من غيرهم خلف و سعود و عارف و فيحانوه المقرود
تنهد مترك:يايمه رايحين يفزعون ان كان عمهم او بنات عمهم يحتاجون شيء فهم يسدون و يكفون
إرّديس:ياعووونة الله ! كلّهم ماشاءالله فزاعين
تنهدت تلتفت لعتيق اللي جالس و ساكت يناظر الأرض بحيره ويشرب كاسة الشاهي ، و نطقت:يابو ظافر
التفت يناظرها ثم بدّلت أنظارها لبدر اللي جالس بعالم ثاني ولا هو يشاركهم لا حديث ولا غيره و كل وقته يفكر و ماتهنى بقعدته ولا بنومته
بدلت انظارها لعتيق تنطق:حنا الليله نروح لهم المستشفى
التفت بدر لأمه بسرعه ، و كملت إرّديس:منها نعرف الأخبار اللي ماندري عننها
بلع ريقه وافيّ يوم حسّ أن أمه تدري باللي صار لوعد و إكتفى يسكت بحيره و التفت يناظر لبدر اللي متلهّف يروح و ينتظر بس أحد يقول هالكلام ، و يدري وافيّ أن عيون بدر ماهي عيون مشتاق ولا شخص متلهف لبنته عيونه عيون شخص يبي يحاسب و يرد الصاع صاعين ، عيون واحد مغبون مربوط ماله لا حيل ولا قوه و كلمته مقطوعة
قاطع حبل أفكاره ابوه عتيق:وليه ؟ وشوله ؟ هم جايين جايين ان شاء الله و نتطمن عليهم ليه الشقى و المغثه ، وش لنا بروحة المستشفيات مغثه ذي و بلا و جلا
تنهد بدر يعضّ على شفايفه بـ غضب و يلتفت لإرّديس ينتظرها تقول اي كلمه تكسر كلمة ابوه كعادتها ، هم متعودين على كلام امهم و ابوهم عمره ماتدخل بشيء هي اللي كانت تأمر و تنهي و كلمتها مسموعه و تحت السمع و الطاعه و ماتنرفض ابد
إرّديس ناظرت لبدر و من شافها تناظره صد يبلل شفايفه و يعدّل جلسته
اخذت نفس بخاطر مكسور على بدر و نطقت:شف بدر يابو ظافر من جبنا الطاري قامت تلاقط عيونه ، ماينلام واحد حرمتوه من بنته
بلع ريقه بدر يغمّض عيونه و يستغفر
عتيق عصّب:شهالكلام اللي تهذرين به متى حرمناه متى ؟
إرّديس ناظرته بـ عصبيه ترد بسرعه:هالحين ! هالحين هذا وش تسميه ؟ مهب تحرم بنت من ابوها و تحرم ابو من بنته ؟
بلع ريقه وافيّ يهدي الوضع:اذكرو الله ياجماعه اصواتكم لاتعلى يسمعون العربان
إرّديس:اي هذا همكم ، الليله رايحين رايحين للمستشفى
عتيق:لا مافيه روحه
إرّديس لفت تناظره بـ شر:اي تبي تقعد هنا و تتستر انت وياهم عن اللي صاب البنت
اخذ نفس وافيّ بـ صدمه يحط يده على جبينه بـ قلق
عقد حجاجه عتيق من كلامها اللي مافهمه
و فزّ بدر:وشهو ؟ وش اللي تقولينه يمه ؟ وش بها البنت ؟
وافيّ تنهد يرفع راسه لبدر:تقصد سلطانه وش بلاك سلطانه
إرّديس:لابالله ماهي سلطانه
التفت وافيّ لها:يمه ماحنا ناقصين دخيلك العني الشيطان
بدر:ماتتكلمون ؟ وش بها بنتي وعد وش بها ؟
مترك تدخل يهدّي الوضع:صلو على النبي ياجماعة الخير الامور مهب كذا تنحل
إرّديس ناظرت لبدر و نطقت بـ عصبيه:بنتك طايحه بالمستشفى و مسويه عمليه و تحتاج تبرع دم ، و انت هنا قاعد تتقهوى شاهي و قهوه
وسّع عيونه بدر على وسعها و أرتعش جسده و زادت نبضات قلبه بـ خوف و فزّ بدون حرف يطلع من بينهم بأسرع سرعته
فزّ مترك:بدر بدر
عتيق وقف:امسكه امسكه لايبتلي ببلوه امسك المطفوق امسكه
إرّديس اخذت نفس بخوف و التفتت لوافيّ اللي وقف و يناظرها:الله يهديك بس المفروض عملتي حساب كل كلمه قلتيها تدرين انتي ببدر زين ليه قلتي له ؟
عتيق مشى:تبي الشر تبي الشر
إرّديس وقفت تصرخ:لابالله ؟ هالحين اللي يبي يقول الصدق و يعلّم صار يبي الشر ؟ و اللي يبي الخير لولده و يريحه صار يبي الشر ؟ ماتقولون لي ليه تسترون ليه ماعلمتوه ليه ؟ تحرقون دم الرجال ببنته و انتم قاعدين بينه مابكم واحد قال حرام ضناه و بنته وحيدته لازم يدري بكل امورها ؟ وش انتم انتم ؟
عتيق:عن الكلام اللي ماله سنع ، محد تستر يا إرديس هالكلام توي اسمعه منك انتي
إرّديس:لا بالله ؟ منهو اللي يدري منكم اجل و ساتره
بلع ريقه وافيّ ينزل انظاره للأرض:انا و مترك و بندر كلنا ندري لكن هو وقت نعلمه ؟ حنا ندري بعلوم بدر قلنا نسكت لين تهدّي الاوضاع و يدري بعدين هو من نفسه
إرّديس:لاماتت بنته بالمستشفى يطري عليكم تعلمونه و تحرقون دمه على زود حرقه ، مايكفي يابو ظافر انك مخليه ينثبر عندك أهّنا غصب عنه و هو ماوده ؟ حرمته يرافق مع بنته و يقعد معها خليته هنا مربوط كنه مَرَه
تنهد عتيق يستغفر:لاحول ولا قوة إلا بالله خذ امك عني يا وافيّ
دخل عليهم مترك و هو يتنفس بسرعه ، عقد حجاجه وافيّ:وش العلم
مترك:مشى مشى و هو مايشوف التلَول مايشوف الدرب مشى طاااير ولا هو حتى راد علي
بلعت ريقها إرّديس:ابو عارف جهز سيارتك نروح حنا و الحريم معك
و دخل عليهم بندر و أشّرت إرّديس عليه:وانت اقعد هنا البنات بالبيت لحالهن
عتيق التفت لمترك:جهز سيارتك انا جاي معاكم
هزو رؤوسهم بتفهم يمشون يجهزون سياراتهم
-
' لاتنسون النجمة '
تعالو انستا انزل تنزيل يومي rciwei

عسى يفتديك لسان شاعرك و حصانهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن