بارت ١٤

8.5K 227 10
                                    

بعد السحور توجهو خلف و فيحان و عارف لبيت خلف و كل واحد تسدّح على فراشه بالارض ، نطق فيحان : شكل سعود مب جاي يرقد معنا
عارف : بكيفه مو متعود على نومة الارض
خلف : بقلعته
التفت خلف لهم و هو منسدح على فراشه و نطق : تبغون ابهركم ب شيء ؟
عارف : ورنا
وقف خلف و فتح الشباك اللي اضاء القمر نوره على الغرفه ، ابتسم عارف : جوك علييل
حك رأسه فيحان : ياخي جو الشعّار ياخي
عارف : على طاري الشعر عطنا ابيات من خيالك
تنهد خلف و تذكر الأبيات اللي رتبها ، بلع ريقه و ناظر لهم و نطق : من خيالي ؟
هز رأسه عارف له ، تنهد خلف ثم رجع ينسدح و يناظر الشباك و يحط المسواك بفمه ونطق :
قالت تحب ؟
ضحك عارف و جلس يتربع و يناظره ، جلس فيحان يعدّل جلسته و قال : ايووه اسلللم
ضحك خلف و نطق : ترا من خيالي ماصارت
عارف : يارجال ايه بس كمل
تنهد خلف و هو يتذكر تساؤلاتها و نطق :
قالت تحب و قلت احب اللي حواليه .. و احب ربي و احب الملك و اخوانه
و احب ديني و احب ارض السعوديه .. محبة ماعطاها الخل خلانه
قالت ب ضحكه ليه اخلاقك تجاريه؟ .. أصلًا انا يوم اسولف معك خسرانه
و انت بدوي ماتعلمت الرومنسيه .. كل بدويٍ حياته مالها خانه
قلت اسمعي زين كانك طبيعيه .. لكن اظنك يابنت الناس سكرانه
انا بدوي ! ما حنيت الراس موليه .. إلا لربي عزيز الجاه سبحانه
انا بدوي تفتخر كل العرب بيّه .. انا بدوي يموت العهد ماخانه

فزّ عارف و حب خشم خلف و قال : حي راااسك و صح لسانك
ضحك خلف : صح بدنك
فيحان : الله لو صارت صدق ياخلف
التفت له خلف و تنهد و هو يناظر القمر و يتذكر تفاصيل وجهها اللي ماغابت عنه .. و تفاصيل وجهها و غمازتها و التفت لهم و هو يقول : عندي ابيات
عارف : اسسلم الليله مولعها ابو محمد
ضحك خلف : اسمع اسمع
فيحان : نبي قدحه شوي وشذا الاحترام الزايد
عقد حاجبه عارف : وش تقصد انت
ضحك فيحان و التفت لخلف و نطق : نبي شوي قدحه بس
عارف التفت لخلف و نطق بعدم فهم : وش قصده ؟
ضحك خلف : ذا قليل رابعه قصده يبي وصاخه الوصخ
ضحك فيحان و قال : وصاخه ب احترام
عارف : لابو من جابك يالمروح
خلف : اسمع انت وياه اسمع
فيحان : ها اسلم
نطق خلف :
المبسم مورّد و فيها وسع عين
كنه يقول ان ضاق صدرك هات هات

و العطر من عنبر ورد و ياسمين
ماخوذ من حيوان مدري من نبات

كمّل خلف ابياته و هو يناظر القمر و تتجسد بمخيلته ملامح وجهها و غمازتها البارزة على خدّها و كمّل :
و غمازه وحده مهب غمازتين
الشيء لامنه كثر مامنه طراه

و ابتسم بـ تنهيده طويييله و هو يتذكر كل تفاصيلها و نطق :
في النحّر شامه وغمازتك قتيله
يا طر جيبي و يا وجد حااالي
- اليوم اللي بعده في حلول وقت المغرب
تقدّم خلف لشباك المطبخ بياخذ الأكل ، تقدم و حصّل الجريش على الشباك كالعاده ، شقّت الابتسامه وجهه و اخذه و وقف لما لاحظ ان مافيه كشنه على الجريش ، عقد حاجبه و رفع عيونه يناظر المطبخ اللي مافيه احد ، وقف دقيقه ينتظرها تجيب الكشنه ولا جت ، فجأه أذّن المغرب ، عرف ان الحريم على السفره مجتمعين و مستحيل إنها تجهز الكشنه للان ، تنهد و ترك الجريش على الشباك و مشى متوجه للمشب و جلس و همس له فيحان : وين الجريشه ؟
خلف : عان التمر ابلع منه و انت ساكت
عقد حاجبه فيحان : وش بك ياولد
خلف : عض شحمه
فيحان : اها عرفت ليش منفس يالنفسيه عشانهم ماسوو جريش
خلف ناظره بـ حدّه و قال : بتنطم ولا افطر عليك ؟
فيحان : سم
بدر لاحظهم يتهامسون بينهم و نطق : سمو بالله و افطرو اتركو الهرج عنكم انت وياه
تنهد خلف و شرب حليب نياق و اكل تمره و اكتفى و قامو يصلون المغرب
•عند الحريم
كانو جالسين على السفره و تتوسطهم ام غازي اللي تاكل من الجريش و تقول : ماشاءالله يالجريش تاخذ العققل منهو شغله ؟
إرديس و هي تاكل لقيّمات : بنت بدر
ام غازي : ياماشاءالله كبرتي يا وعد ، تدرين احيانا اضيع اسمك من كثر ماينادونك بنت بدر
ضحكت وعد ، إرديس نطقت : ابوها مايناديها الا كذا و مسكناها حنا معه
ابتسمت وعد أبتسامه خفيفه و هي تناظر الجريش و تذكرت إنها ماحطت من الكشنه على جريش الرجال ، بلعت ريقها و وقفت
إرديس : وين رايحه ؟
وعد : نسيت الغاز مفتوح
و مشت توجهت للمطبخ و شافت الجريش على الشباك ! عقدت حاجبها و تقدمت و هي تاخذه و تحطه على الطاوله و مستغربه ، تنهدت بـ تجاهل و هي تخليه و ترجع تكمل فطورها معهم
بعد الفطور جلسو بالدّكه اللي بحوش الحريم و يتقهوون
كانو جالسين يحلّون و يشربون قهوه و يسولفون ، كان غسيل الفطور على كادي و أثير و إبتهاج ، بينما وعد و سلطانه و بدريه جالسين بالدّكه مع أم غازي و عزيزه و كوثر و ناديَه و إرّديس
صبت سلطانه القهوه لأم غازي اللي تقول : ماسمعتو بالجديد
كوثر : علمينا
ام غازي : الديره مهيب بعيده عن مزرعتكم صح؟
ارديس : مامن بعد عند خشمي
ام غازي : تعرفون الاسواق اللي بين المزرعه و الديره؟ اللي يسمونها الناس ان موقعها اخر الديره
ناديه : ايه نعرفهم وشلون مانعرفهم هذول اسواق باخر الديره و مكانهم بالمزارع قريبين منّا
ام غازي : ايييه ، هو انتم عمركم تطبونهم؟
كوثر : لابغينا نتقضى جيناه
ام غازي : اجل اسمعو العلم ، لاعاد تجونه
عزيزه : بكل الحالتين ماحنا جايين الله يعز اسواق الرياض عن الديره
ضحكت ناديه : ياحلو اسواق الديره خلي عنك الحكي الفاضي
ارديس التفتت لسلطانه : صبي قهوه
صبّت لهم سلطانه و التفتت رديس لام غازي : و ليه ماتبين نطب الاسواق ؟
ام غازي : يقولون فيه واحد فاتح له محل هناك ، و راعي نسوااان يعني بالعربي قليّل رابعه
عقدت حاجبها ارديس ، وعد كانت جالسه جمب بدريه و تضحك بـ صمت هي وياها ، كملت ام غازي : راعي علووم و يغازل البنات خصوصا اللي يروحون لمحله بس تبون الصدز ؟
كوثر : عطينا الصدز
ام غازي : هو مزيون
ضحكو و نطقت ارديس بـ حدّه : و انتي وش دراك عنه انه مزيون ليه لايكون ماره من عند محله ؟
ام غازي : معصي يعقب
ضحكو و نطقت كوثر : اجل من قايلك انه مزيون ؟
ام غازي : الحريم علمني به ، يقولون فوق انه مزيون راعي فلوس و كاسب من تجارته ، تراه ولد تجّار مب هين بس عليه عيوب واجد
جت ابتهاج و سمعت كلام ام غازي و جلست جمب وعد و بدريه و هي تسألهم : منهو المزيون ذا ؟
وعد : واحد يبيع بالاسواق اللي بخط المزرعه هنا
عقدت حاجبها ابتهاج و هي تمد فنجالها لسلطانه ، نطقت ارديس : اقول خلينا من هالحتسي اللي ماوراه سنع، تجهزن للتراويح انتي وياها
و التفتت لوعد ثم صدّت بأنظارها لام غازي
- عند الرجال
اللي كان عندهم ابو غازي و قامو و نطق عتيق : ياولدي ياخلف عط ابو غازي من الحليب الطازج اذا انت حالب اليوم
طلع ابو غازي يغسل ، التفت خلف لعتيق و نطق : ياجدي اليوم ماحلبت النياق
استغرب عتيق : ليه ؟
خلف : مدري الناقه ما درّت ، ولا طلعت حليب ولا قدرت احلبها
تنهد عتيق و نطق : و الحليب اللي عند الرجال خلص ، انت امس مودّي للحريم منه؟
هز رأسه خلف بـ إيه ، نطق عتيق : اي بسيطه ، رح خذ اللي عطيتهم و جبه هنا ، بكرا ان شاء الله تدّر الناقه
خلف : سم ياجدّ
توجهو يتوضون و طلعو الرجال للتراويح ، التفت و هو واقف على باب المشب و لمح الحريم يطلعون من بيت الجده ، دخل و هو يعدّل من شكله و يرمي شماغه و عقاله و طاقيته على المسنده و يتنحنح و هو يبعثر شعره بشكل فوضوي ، طلع و شاف ان كلهم توجهو للمسجد ، ابتسم و توجه لبيت الجده و هو يوقف عند شباك المطبخ و يتنحنح ، ماكان فيه احد بالمطبخ و البيت ماكان فيه صوت ، عقد حجاجه و استغرب ، و نطق : فيه احد ؟
هو كان ينتظرها تكون بالمطبخ لكنها ماكانت موجوده ، ضل واقف لين سمع صوت و التفت و شافها مقبّله جايه عند الشباك ، و كانت لابسه قميص أصفر و وشاحها الاسود على كتوفها ، عضّ على أسنانه و التفت يصد بنظراته و تقدمت و هي تقول : هلا
بلع ريقه لما بدأ يحس بشعور ثاني لما يقابلها ، مايدري وش هالشعور لكنه كان فقط كل ماتهبّ عليه ريحة عطرها و يسمع نبرة صوتها يحس برجفه بجسمه يحسّ بـ حراره بـ جسمه ، مايدري هو وقّع ولا للحينه ببداياته ، مايدري هو خفيف قدامها ولا هي حلّوه لدرجة يقعد يحلل كل ملامحها و يتذكرها بالتفصيل ، مايعرف ليه ينبض قلبه لما يسمع بس حسّها .. بلع ريقه و قال : فيه من الحليب اللي عطيتك امس ؟
هزت رأسها و نطقت : ايه فيه بالمستودع
خلف : عطيني
نطقت : ليه ؟
بلع ريقه و نطق و هو صاد للأرض : لإن الحليب اللي عندنا قضى و جدي عتيق يبي يعطي ابو غازي منه
وعـد : قضى ؟ ليش ما حلبتو اليوم ؟
خلف هز رأسه بالنفي و نطق : ماحلبنا
وعد : ليه
خلف : ما درّت الناقه اللي احلبها كل يوم
وعد : طيب انتظر
مشت من عنده و التفت مالقى الا مكانها ، تنهد و هو يجلس على العتبه و يبلع ريقه و يتحسس عرق جبينه ، هو يشوف توتره و ربكته اللي تغلبه ، مو متعود و ماكان يقدر يتحكّم بـ نفسه و بمشاعره اللي تثور بثواني و تختفي لساعات ، كان يعتقد إنها مشاعر إعجاب فقط و كلها فترة و تزول و بكل مره يتذكر أن قلبه مستحيل يرهقه بإشياء مستحيله نفس هذي و يدري أنه بيستمر إعجاب من طرف واحد و هو يعرف أن لو قرر يفتح قلبه ماله مجال ولا حتى يقدر لإن الظروف كلها ضدّه ماهي معه ، تنهد و هو يرفع رأسه للسماء بـ صمت ..
تقدمت وعد و هي تحط السطل على الطاوله و نطقت : هذا هو
وقف خلف و التتفت يناظر السطل و نطق : حاطين الحليب بالثلاجه ؟
بلعت ريقها وعد بإبتسامه ربكه و هي تهز رأسها بالنفي : للاسف لا
تنهد و هو يقول : ذوقيه شوفي هو زين ولا خمّج
وعد بـ رفض : لا طبعا
عقد حاجبه و رفع عيونه لها و هو يعقّمهم بـ حُسنها الفريد اللي ركّز فيه و نسى موضوع و محور حديثهم ، ناظر فيها لثواني و هي تقول : انا ما اشرب حليب نياق ولا أحبه
بلع ريقه و هو يناظر بعينها بـ تمعّن و يتأملها و هي قدامه و يفصل بينهم جدار و شباك و قال بـ فهاوه : هاه ؟
ردّت وعد : ما احبه ما احبه و مستحيل اشرب
كان سارح فيها و وعّى على نفسه لما كبّر إمام المسجد للركعه الثانيه ، بلع ريقه و ناظر للحليب و نطق : طيب صبيلي ب سحله بذوق انا
تنهدت و هي تروح تاخذ سحله و تصب له ، و لمحت الجريش اللي على الطاوله و تذكرت ، التفتت له و تقدمت عنده و هي تمد يدها اللي فيها حليب و نطقت : خذ
التفت و يناظر السحله اللي بين يديها و اخذها و هو يشرب جغمه من الحليب ..

عسى يفتديك لسان شاعرك و حصانهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن