بارت ١٠

9.1K 230 18
                                    

عقدت حاجبها وعد بـ عناد : هات قلت لك انا باخذه و بوديه
شد العلف خلف و هو يصد نظراته للارض : يابنت ارجعي ثقيل ماتقدرين عليه
وعد : اقدر
قاطعهم صراخ بدريه : الحققوني
رفع راسه خلف بـ توتر و قال : كلكم قالطين هنا انتم ؟
و نزل العلف و هو يركض و ينقز الشبك و يدخل وسط النياق ، التفت لبدريه اللي جته تركض و تلاقط انفاسها : الله جابك ، النياق النياق
عقد حاجبه خلف : وش بهم ؟
بدريه : هجو الشبك مفتوح
وسّع عيونه خلف و قال : و من فتتتحه !
و ركض و هو يتوجه للباب و يوقف باقي النياق اللي كانو بيلحقون النياق الأولات ، قدر يسكره و التفت للنياق اللي عددهم حوالي الـ ٢٠ طلعو من الشبك لإنحاء المزرعه ، بلل شفايفه و بلع ريقه و هو يتوجه لسيارة فيحان الهايلوكس القديمه اللي قدام بيت إرّديس و ركبها و حرّك و هو يرجع النياق ، بعد ما رجعهم قربهم للشبك فتح شباك سيارته و شاف وعد و بدريه اللي واقفين برا الشبك و نطق : افتحو الباب
التفتت بدريه لوعد : ماعرف له انتي فتحتيه قبل شوي افتحيه الحين
تنهدت و عد و هي تمشي و تفتح الباب و ناظرها و هي تمسك بيد وشاحها الاسود و بـ يد تفتح الباب ، و بعد ماخلصت رجعت لورا عند بدريه و بدأ يدق بوري و يدخل النياق اللي هربو للشبك ، و نزل من السياره و هو يتوجه للشبك و يسكره و التفت للي واقفات يراقبونه و نطق : من اللي فتحه ؟
بدريه التفتت لوعد ، وعد بـ ثقه : انا
خلف : ليه ؟
وعد : عشان ادخل
تنهد و هو يناظر للنياق : خلاص ارجعو
وعد و بدريه توجهو لبيت ارديس و استغرب انها مشت بدون لا تصّر و تعانده ، دخل شبك النياق و انصدم انهم مجتمعين على العلف اللي بالسطل ، و ركض توجه لـ شبك العلف و شاف انها شالت ثلاثه من العلف و حطتهم بالسطل فقط عناد ، ضحك و هو يحك على رأسه و منبهر منها
- في إقتراب وقت آذان المغرب
تقدم خلف لشباك المطبخ بعد ما ارسله الجد عتيق مع فيحان يجيبون الاكل و فيحان راح يتوضى و قال لخلف : اسبقني
توجه لشباك المطبخ اللي لقى عليه صحن الجريش ، جا بياخذ الصحن و استوقفته بدريه : وقف
رفع راسه يناظرها ثم صد للإرض : وش فيه
بدريه نادت : وعد ياوعد اخلصي
عقد حاجبه خلف بإستغراب ، جت وعد و معها صحن و قالت : نعم نعم
بدريه : بياخذون الجريش وين كشنتك ؟
التفتت و شافت خلف اللي واقف و صاد بإنظاره للارض و تقدمت و هي تنثر الكشنه على صحن الجريش ، التفت خلف يناظر الجريش و يلمح سلسالها الذهبي على عنقها و حبة الخال الخفيفه اللي لمحها ، و هبّت ريحة عطرها عليه لما بدأت تنثر الكشنه على الجريش و اختلطت ريحة العطر الفاقعه مع ريحة الكشنه ، اخذ نفس و هو يبلع ريقه و يبلل شفايفه و صد بإنظاره للارض يقاوم ريحة العطر اللي سلبت عقله
بعد ماخلصت و رجعت و هي مبتسمه و تناظر الجريش : خلاص
لف يناظر الجريش و رفع انظاره لها و هي مبتتتسمه و لمح غمازتها البارزه على خدّها اليمين و تناظر منظر الجريش ، كانت النظره لمدة ثواني و أسرع لكن ملامحها تجسّدت بخياله بهالثواني ولا قدر ينساها و صد و مشى بسرعه و ابتعد و هو ياخذ نفس ولا يدري ليه كل ما التفت عينه تصير عليها رغم صدوده المتكرره إلى إنه كل مره عينه تروح لها بدون وعي منه و قابل بوجهه فيحان اللي نطق : باقي اكل ؟
هز رأسه خلف بالنفي و مشى فيحان جمبه : ولد وجهك شاحب
توتر خلف : من الجوع من الجوع
دخلو المشب و حط الجريش و بدأ المسجد يكبّر ، اكلو تمره و التفت عتيق لـ الحليب : هذا حليب طازج ياخلف ؟
خلف : ايه ياعم اليوم حلبته من الناقه
ابتسم الجد عتيق : صب ياولدي ، وديتو عند الحريم؟
هز رأسه خلف بالنفي و هو يمسك كوب و يمثّل قدامهم انه رؤيته صعبه و يحاول يتحسس الكوب و يصب حليب للجد ، و نطق : لا بالله ماوديت بوديه الليله
عتيق : عجل ياولدي خلها بس صلاة التراويح ، لإني ودي بكره اخذ منه للمسجد اعطي الرياجيل اللي هناك
هز رأسه خلف بـ تفهم و قامو يصلون المغرب ، رجعو من المسجد جلسو على السفره و بدأو يسمون بالله و يفطرون ، خلف كان يتأمل الجريش و يركز فيها و بالكشنه المنثّره فوقها ، أبتسم و هو يقول لفيحان : اغرف لي جريش
اخذ فيحان ملعقه و بدأ يغرف من الجريش بصحن لخلف و يعطيه ، اخذ خلف الجريش و التفت للكشنه و همس لـ فيحان : ورع كثر الكشنه فوقها
عقد حاجبه فيحان: من متى انت تحب الكشنه
خلف : لايكثر ، من اليوم اعجل كثرها
تنهد فيحان و هو ياخذ بالملعقه كشنه و يحطها لخلف ، بدأ يسمي و اكل اول لقمه ، أبتسّم بـ سعاااده و كمل ياكل لين خلص صحنه و طلب من فيحان يحط له صحن ثاني و ثالث ، كاد يجزم بإنه أفضل فطور اكله بحياته رغم انه ما اكل الا حبة سمبوسه و الباقي جريش ، جلس و هو يتنهد بـ صعوبه لإنه كثر على غير عادته ، و التفت له فيحان و همس : بلعت نص صحن الجريش ما الومك لو تنبشم
ضحك خلف و هو يمسك عود و يحطه بين اسنانه
،
عند البنات اللي شالو الفطور بعد ما خلصو و توجهت وعد للمطبخ و شافت سارا ماسكه جوالها و واقفه مع ابتهاج و توصف لها المشهد ، عقدت حاجبها و ما اكترثت و هي تحط الصحون عند المغسله ، ابتهاج : وعد وعد
التفتت وعد لها و كملت ابتهاج : مافكرتي بيوم تتابعين مسلسل تركي ؟
سارا : انتي تسألين هذولي ؟ هذول حدهم يعلفون الناقات
ناظرت وعد بعينها بإشمئزاز و نطقت : اسمها بالجمع نياق ، ناقات ذي قوليها عند أمك
و مشت وعد من عندهم بعدم مبالاه ، سارا و هي تناظر لإبتهاج : ليش تسالينها ليش تسولفين معها ؟
تنهدت ابتهاج : يالييل منكم
مشت سارا من عندها و طلعت جلست بالملحق و معها جوالها
دخلت وعد المطبخ و هي تحط باقي الصحون و بدأت تغسلهم مع ابتهاج ، نطقت ابتهاج : ماجاوبتيني
وعد : من كل عقلك تسأليني هالسؤال ؟ طبعا لا
ابتهاج : جربي
وعد : مستحيل
تنهدت ابتهاج : اف ليش حنا مو مثلهم ليش نستحي من الرجال
عقدت عاجبها وعد : وش تقولين انتي ؟
ابتهاج : اقصد انه ودي اشوف وش بقلوب العيال ودي يوم اهرج رجال غريب و استطلع عنه تعبت من اخواني الاغبياء
ضحكت وعد : طيب و الفايده ؟
ابتهاج : استكشف عن شخصياتهم و اتحرى والله يونس لما تعرفين رجال غريب عنك و تعرفين معلومات عنه
دخلت بدريه اللي نطقت : الحيا نعمه انطمي لاتفضحينا ب افكارك الوصخه
ابتهاج : انتي اللي انطمي مو عيب ترا
بدريه : وش اللي مو عيب؟
دخلت عليهم سلطانه اللي سكرت الباب وراها و نزلت صينية المكرونه : عيوب من ؟
بدريه : اسمعي بنت عمك اللي انهبلت
سلطانه التفتت لابتهاج : هذي اختك قبل لاتكون بنت عمي
بدريه : ماعلينا تقولك تبي تحقق حلمها و تهرّج رجال غريب و تعرف كيف طقوس حياته
ابتهاج : و ركزي ابيه يكون بدوي و راعي برّان ، و حياته كلها بالبر و اجلس اسأله ليش انت بدوي
سلطانه : هذاهو فيحان اخوك كل وقته مع خلف عند النياق اسأليه و اشبعي فضولك
ابتهاج بـ ملل : مابي فيحان الغبي ، ابي رجال غريب ما اعرفه
عقدت حاجبها سلطانه : اعقبي لايسمعك مترك
كملو حوار لكن وعد كان في شيء ببالها شاغلها و تفكر فيه ، قاطعت تفكيرها ابتهاج اللي قالت : وش فيها يعني لو سألنا رجال انت تحب ؟ و يقعد يوصف لنا الحب و كيف هو و مثلا مثلا يتكلم عن حبيبته شفتو ابياتكم ذي اللي تحبونها ؟ يمكن يقولها
سلطانه تنهدت و هي ترتب الصحون : انتي من شفتك تقعدين مع سارا و انا غاسله يدي منك
ابتهاج : يالييل المعقدين انا بروح احسن لي
طلعت من عندهم ابتهاج و ضلّت وعد سارحه بـ افكارها

عسى يفتديك لسان شاعرك و حصانهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن