لم تبتعد إميلي عن والدها بل ظلت ملتصقة به مثل العلكة.
قبل جبينها للمرة التي لا يعلم عددها قائلا بهدوء : إميلي؟؟
نظرت له وهي تبتسم بينما تمسك بيده المريضة التي كانت اصابعه تضغط على كف يدها بين الحين و الاخر.
اميلي : نعم بابا؟
هارولد بجدية : اميلي هناك امر اريد النقاش به معك حول والدتك.
كان متوتر حول الموضوع ولكن اميلي فهمت فورا لتقول بحزن : انا اعرف هوية والدتي البيولوجية مسبقا لا داعي لإخباري عنها.
صدمته بل شلت لسانه للحظات قبل ان يهتف بغير تصديق : كيف؟
إميلي : عند موت أبي أليكس بعد الجنازة ماما كارول انهارت يومها كثيرا ليلتها كانت تعاتب صورة كل من أمي و ابي اليكس كانت تخبرهم عن مدى قسوة الاشتياق لهم و وسط العتاب ذكرت انها لم تعد تستطيع التحمل.
شعرت بغصة تلجم لسانها عن الكلام
تنهد هارولد ماسحا على خدها بحنان قائلا لها : لا بأس تنفسي لا داعي لإخباري عن التفاصيل ولكن سؤال واحد هل تعلم كارول بالامر؟
نظرت له بسرعة قائلة بهلع : لا... هي لا تعلم و اياك و ان تفتح معها هذا الموضوع لا اريدها ان تجرح او تشعر بأنني سأكرهها يوما بسببه لأنني صدقني انا احبها لأنها حقا أمي.
ابتسم لها هارولد بحب قائلا : من اين لك كل هذا النضج غرابيتي الجميلة؟؟
عانقته وهي تهمس له : بعدك عني جعلني هكذا.
.
.
.
ليلة رأس السنة
نظرات هادئة تحمل الكثير من بين طياتها مشاعر عديدة تعصف بروحه، كان يظن المارة انه يجلس داخل سيارته لوحده ولكن لا احد يعلم بأنه يحارب سيل الذكريات التي اصبحت سيدة المكان، جسد حاضر وعقل غائب في امواج المشاعر يغرق، يرى سعادة هذه العائلة الصغيرة التي سببت له فتح جروح عديدة لروحه الممزقة التي بالكاد شفيت.... هل يعقل حقا ان سعادة الغير اصبحت امنية مستحيلة له؟! اين الوعود؟ اين همسات الحب و الهيام؟ اين الضحكات التي كانت تحوم حولهما هو و تلك التي تحولت الى ذكرى منسية تتراقص حوله عند اول موقف يصادفه....
كان ينظر لصورة قديمة جمعته مع سارة هو ببداية شبابه وهي ببداية مراهقتها، ثمان سنوات فصلت بينهما مثل الفجوة.

YOU ARE READING
إميلي|Imilly
Humor«لا تناظرني بعينيك الجميلة فهي لن تجعلني اغفر لك» «كدت تشتمينني سابقا وها انت الان تمدحينني، يا فتاة انت حقا تركيبة غريبة يا صغيرة» «العائلة للفرد والفرد للعائلة، وذئاب روسيا لا تتخلى عن ذئب من ذئابها» الرواية الأصلية The original novel