جثة حمراء : 25

3.8K 394 134
                                        


اليونان

منتصف الليل

قصر آل آرونز...«صانعي الوحوش»

كانت تسير بهدوء داخل الممر الاضاءة خافتة و لكنها جيدة لها، خطواتها اخدتها لنفس المكان الذي تذكرته قبل عودتها من امريكا حينما رأت تلك الصغيرة التي احتلت مكان كبيرا من عقلها، فهي لم تكف ولو للحظة من التفكير بها، ملامحها تبدو مألوفة حتى كلماتها.

كل هذا يشير الى امر واحد ان الفتاة بالتأكيد لها صلة بإبنها «اليكس الألكسندر آرونز»  اقوى وحش تم صنعه داخل عشيرة آرونز، فمن المستحيل ان تحمل إميلي منديلا قامت بتطريزه بيديها هي قبل اكثر من ثلاثين عاما.

و ما أكد شكوكها اكثر كلام الحرس المكلفين بجلب معلومات عن الصغيرة و بالفعل استطاعوا احضار القليل مثلا اسمها معلومات عن والدها كونه مترجم و امها طبيبة كل هذا امر بديهي هي ارادت الكثير ،و لم يكن ذلك كاف فهناك امر غريب اي معلومة حاولوا الوصول لها يتم اختراق اجهزتهم و العبث بها من طرف هكر مجهول.

يبدو ان احدهم يريد حماية الصغيرة منها و طبعا لن تستغرب فوجود طفلة صغيرة داخل قصر به افراد داركنيس تعني حماية فائقة، فيكتوريا ليست بهذا الغباء ان تترك عائلتها دون حماية.

توقفت عن السير و التفكير حينما وجدت نفسها امام الغرفة... اكثر غرفة شهدت فيها ذكريات كثيرة صراخ... بكاء... رجاء... ضحك... سعادة... خيبة... انكسار... هوس... عشق... دموع...

كانت غرفة أليكس التي لم يجرأ احد على الاقتراب منها يوما سوى هي الوحيدة التي كانت تخمد نيران غضبه، و السيطرة على نوبات جنونه، ومسح دموع خيبته، و تضميد جراح روحه التي تأن كل ليلة بسبب كوابيسه.

تنفست الصعداء تحاول التماسك، وضعت يدها على المقبض لتفتحه ببطئ تحاول كتم دموعها، ولكنها غدرتها بالفعل حينما انهمرت دموعها، داعبت رائحته روحها المتلهفة له بشوق مرير...

وجدت نفسها تتوسط غرفته كل شيء كما هو على حاله مرتب لا توجد اي نقطة غبار فهي من تستكلف بنفسها على تنظيف غرفته فهي لا تزال تأمل ان يعود يوما لها و حتى يجدها كما كانت رغم علمها بموته الا انها لم تقتنع بعد لهذا تعيش بكذبة.

اشعلت الانوار اخيرا لترى صور إميليانا ديميتري معلقة على الحائط و رسومات كثيرة لها فوق المكتب الذي بآخر الغرفة... اوراق كثيرة فوق سريره تملؤها كلمات غزل وعشق لها هي وحدها كانت كلها بالروسية، فهو منذ وقوع عينيه عليها لم تعد اليونانية لغته الام اعتزلها ليصبح متيما باللغة
الروسية متقنا لكنتها ببراعة...

إميلي|Imilly Where stories live. Discover now