البارت الثاني✔

133K 4.1K 545
                                    

كزنبق الياقوت يفوح شذاكِ يا ريحانة النساء..
يا امرأة نهد خطاك يأسرني..
وهذا سيشقيكِ يا مليحة الرواء..
كالحشيش والخمر تثملين روحي..
يا امرأة حبي قاسيا ومتعبا فأجتنبيه..
اخاف عليك من اوار غيرة القسورة..
فأنتِ كشجرة الأقحوان تبهر الأنفاس..

-----------------
اشرقت الشمس نورها لتتسلل اشعتها الذهبية الدافئة وتستند على جفونه المنغلقة وهو نائما..
اغاظه الضوء المُسلّط عليه ليتململ على الفراش الراقد عليه بضيق ويرفع مرفقه ليحجب مقلتيه المنكمشة دون فائدة فزفر بحنق قبل ان ينهض عن سريره متثائبا..

ولجت عدن البالغة الثامنة عشر من عمرها الى غرفة اخاها ريس وجالت بعيناها الزرقاوتين لتجده واقفا يمط بجسده العضلي فهتفت بسخط:
- ها هو الذي سيأخذني اليوم معه لأشتري لي ملابس.. لماذا نهضت؟ عد ونام.. هيا عد ونام يا ريس.. دائما ما تفعل بي نفس الأمر.. تخبرني انك ستأخذني الي المجمع التجاري وتقضي اغلبية اليوم نائما.

- الناس تقول صباح الخير او كلمة جميلة في الصباح، لا ان تتصبح بك.. بالتأكيد يومي سيكون تعيسا مثل وجهك.. عندك اخ اخر غيري على ما اظن.. فلماذا مصرة على تعكير صفو مزاجي انا خاصة؟
اردف بغيظ وهو يرمقها بحنق لتقاطعه صارخة بغضب طفولي:
- لا يهمني يا ريس انا اريد الذهاب معك انت وليس مع جواد..
فذوقك بالملابس يعجبني وكما تعلم اقتربت الجامعات.

- عدن لا تدعيني احزنك في بداية يومك.. اياك ان ترفعي صوتك مجددا.
زمجر بتهديد لتهمس بخوف:
- اا انا اسفة ريس.. لكن.. لكن..

قاطعها ريس بجدية حانية.. فهي ابنته قبل ان تكون اخته.. على الرغم من فرق السنوات الضئيل الذي بينهما الا انه لها اخ، اب وصديق.. فبعد وفاة والده كانت لا تزال طفلة صغيرة لذا كان هو لها كل ما تحتاجه.. ولم يبخل عليها ولو لثانية بحنانه بل كانت معاملته لها وكأنها اميرة استثنائية:
- اقتربي عدن.

اقتربت منه بخطوات سريعة ووضعت يداها الرقيقتين حول جسده الضخم، متشبثة به بقوة.. وبدأت عيناها بذرف الدموع فربت على ظهرها برفق وهمس بحنو:
- ما الأمر يا عدني! ما الأمر يا جنتي! انت لا تبكين دون سبب.. بالتأكيد لا تبكي فقط لأنني تأخرت في النوم او تكلمت بحدة معك لوهلة!!

رفعت رأسها ببطئ ونظرت بعيناها الدامعتين لوجهه البديع وهمست ببكاء:
- اخبرني جدي منذ قليل انك ستتزوج!! وهذا يعني انك ستتركني ولن اعود عدنك ولا جنتك ولا حتى مدللتك.. انت ستتركني بعد زواجك وانا لن يتبقى لي احد..

شعر وكأن سكاكين تغرز بقلبه على حال شقيقته الصغيرة.. لا يستطيع رؤية دموعها.. ولا رؤيتها حزينة لأي سبب كان.. نظر لها بتأنيب وكأنه يلومها على ما تفوهت به من حماقات.. هو اساسا نسي موضوع زواجه من تلك التي لا يعرف مظهرها ونساها كليا منذ الصغر.. لو انها لم تتكلم بهذا الموضوع الان لما تذكر اطلاقا موضوع زواجه اللعين.. فقال بعتاب:
- أإنت حمقاء ام ماذا! كيف تفكري بمثل هذا التفكير! من قال انني سأتركك! يا مجنونة انت ابنتي قبل ان تكوني اختي.. اهناك انسان يتخلى عن اطفاله! انا لن اتركك مهما حصل، ستبقين مدللتي الصغيرة واختي الشقية وابنتي الغالية.. انت اغلى انسانة على قلبي يا عدن.. اياك التفكير بمثل هذه الامور مجددا صدقيني سأحزن واغضب منك للغاية..

اسيرة تحكمه (سيتم تعديل احداثها قريبًا)Where stories live. Discover now