البارت السادس وعشرون

52.2K 1.5K 498
                                    

مرٌّ حبكَ كطعم العلقمِ..
مؤلم جرحكَ كالملحِ على البلسمِ..
زمهريرَ برودكَ يشلُّ سَريان دمِي..
وها انا أعاني من جُرعةِ إغداقكَ لي بالسمِ..
ولكنك لا تُبالي بروحي المُحرَّمة للتيتمِ..
وها انت تحرقني باللهيب ولا تُداري السئامِ..
ومع ذلك اعشقك يا نادر الإغتيامِ..

----------------
- لا تقلق اليوم ستموت.
زأر ريس بهيجان، هاجما عليه بكل عنف لتتكور لين على نفسها من شدة الذعر الذي اختلج فؤادها.. ذكريات اليمة معذبة تتجول في عقلها بكل شموخ حاملة سيفها الشكيم لتنغز طيات دماغها بآهات كتمتها بكف يدها المتقفقف.. دموعها التي تعبر عن معاناتها المأسوية سترتها رجليها المكورة امامها، دافنة وجهها بهما لتحتمي من الشياطين الواقفين امامها، وتحمي نجمتيها البرئيتين من رؤية المشهد الدامي الذي على وشك البدئ..
تراكمت شام وعدن وامها حولها، عسى ان يدفقوا بعض من الحنان والأمان في اطرافها ويلجموا شهقاتها التي زلزلت الات سنديها في الحياة الدنيا لتبدأ عزفها السفيه على اوتار اعصابهم المتبددة وتفجر الدماء التي اكتظت في عروقهم بصورة رهيبة ليثوروا كبركان اضمحل خموده وحلت مصائبه، ازفين بعنف من كارثة الحياة كذئاب ضارسة..

لم يقم اي شخص بإبعاد ريس عن مجد المغطى رأسه ورقبته بشاش ابيض سوى رجاله الذين ولجوا لينالوا قسطهم من ضرب ريس المبرح والعنيف.. فأمسكه جواد بصعوبة لتتشاحن ذرات غضبه اكثر ريثما لمح الشخص الأخر الذي اعتدى على زوجته بضربه العنيف، غير راحما اياها فأشتدت شراسة مقاومته لأخيه ليدفعه بجمّ غضبه، هاجما على الرجل ومعنفا اياه الى ان خار ارضا، ودماءا دنيئة تنزلق من وجهه لتنعش روحه بإغتباط وانشراح..
تزاحمت الغرفة التي باتت عبارة عن معركة بين رجال مجد ورجال العائلة بالأطباء الصارخين بهم ليتوقفوا، مهددين بالإتصال بالشرطة.. فإستغلت ترنيم الإشتباك الحاد القائم لتدنو من لين مغمغمة بشماتة قذرة:
- سأدمرك وادمر اسرتك كلها.. سأفك شملكم.

- اغربي عنا.. لا تحتكي بنا ولا تحومي حولنا ترنيم.
صاحت عدن بها بعنف، لا تصدق ان من امامها بشرية.. لا تصدق ان من امامها امها.. ترى امامها فقط عقرب دنيء يبث سمومه بإحتراف مشمئز.. جرأتها ووقاحتها فاقت الخط الأحمر وتعدته بمليارات الأمتار المتعوجة..

- عدن!
همست ترنيم بصدمة، رافضة تقبل ان ابنتها تناديها بأسمها مثل بقية ابنائها الباغضين وجودها ومعرفتها.. كانت املها الوحيد.. كانت تسعى لسحبها اليها.. وها هي تحطم احلام وامال بنتها جهدا وسعيا طويلا..

لم ينتبه ادم الى اكثر امرأة حقودة عرفها واقفة جانب ابنته الا على صراخ عدن ليفتك من الجحد الخانق ويهرول نحو لين التي ترتجف كورق غصن ذبل، وتجره الرياح كيفما تبغى  الأمواج سحبها، منتظرا من يرويه عله يحيى من جديد ويزدهر..
هدر بترنيم بصوت حاد وهو يدفعها بكل غل لتتراجع الى الوراء شاهقة:
- اتركي ابنتي لوحدها قبل ان اقضي عليك ترنيم.. وضبي القمامة التي برفقتك وانقشعي الى الأزل، بعيدا عنا.

اسيرة تحكمه (سيتم تعديل احداثها قريبًا)Where stories live. Discover now