البارت التاسع وعشرون (الجزء الأول)

42.2K 1.4K 644
                                    

كالفراشة تطيري بين مسمات جلدي..
تدغدغي فؤادي ليعزف قهقهاته العاشقة..
وتلعبي على اوتار اعصابي لتكشفي حالات اطواري..
غريبة انتِ.. ومتناقضة كالجنة والنار..
اعشقكِ وتتكبرين.. ارفضكِ وتثورين..
ماذا افعل معك يا مطر سمائي؟
لا تريدي ان تكوني الشمس فتحرقيني..
ولا تريدي ان تكوني القمر فتُنيريني..
تائهة وحائرة انت كي تقتليني..
ومع ذلك احبك..
حينما تتضاربي وتتعارضي مع النجومِ..
معلنة بأنك غيومي..
ودونك اموت في بحار السحر الأسود..

------------------
ظهرت ابتسامة حثيثة على شفتيها، مستمتعة بإثارة ناره التي اخمدت قليلا من اشتعالها.. لم تضحك منذ تلك الحادثة المشؤومة التي ادمت قلبها وروحها بسببه.. اعجبها توحش عيناه ببريق شرس قمع من ثورتها وغضبها عليه.. ستستغل غيرته المجنونة وتملكه الريعاني لتحرقه بالنار التي احرقها به.. ستدعه يتهاوى وينحدر الى قعر الهاوية التي اوقعها بها..
لا تعلم ربما ستسامحه يوما ولكن ليس قبل ان تدع غصلات شعره السوداء الكثيفة تشيب احداها ان لم تكن كلاها..
وفجأة انتشلها من تفكيرها العميق صوته الرجولي المحتدم بعد ان انقشع الطبيب من امامها، يجر ذيول خوفه برفقته:
- ماذا تفعلي؟ بماذا تفكري انتِ؟ لا تلعبي بالنار معي لين كي لا احرق الدنيا كلها ونحترق انا وانتِ معها.

تطلعت اليه ببرود اهاج حنقه وسخطه ليكوّر يده بعنف.. وبغل ثائر ضرب قبضته بالجدار الأبيض الذي بجانبها لتجفل بشهقة مكتومة وتلقي عليه نظراتها الرافضة.. ثم هتفت بخشونة:
- ماذا افعل او بماذا افكر هذا لا يعنيك.. انت ليس لك اي علاقة بي.

- انا زوجك يا امرأة.
صاح بنبرة شرسة قبل ان يدنو منها لتتسمر مكانها، وتناظره بذهول بينما يتابع بحدة، قابضا على ذراعيها بجهامة افزعتها لوهلة:
- اسمعتي لين؟! انا زوجك.. لي كامل الحرية لأتدخل بك واتحكم بك.. فلا تغضبيني لمصلحتك.. وصدقيني لا زلت اتصرف بهدوء واتقبل تصرفاتك لأنك على حق.. ولكنك تعلمي جيدا من اكون يا لين.. انا لست بالهادئ ولا الليّن ولا الصبور كذلك.. انا لا زلت ريس! العاشق المتملك.. والمتعجرف اذا اردتِ ايضا.

توسعت جفونها بخوف الى ان لامست رموشها الطويلة حاجبيها.. وارتعشت شفتيها رغما عنها لتبدو لذهبتيه كملاك فاتن استلهب بقايا حبيبات العقل الضئيلة التي تبقت بمضموره..
جاهدت لإستجماع بذور ثمارها الذي نفثهم بعيدا عنها لتتلاحق انفاسها وهي تحاول دون فائدة..
واخيرا لا تعرف متى.. او كم مرة من الثواني غمغمت بنبرة ارادتها ساخرة.. الا انها خذلتها وانبثقت من ثغرها مرتجفة:
- تهديداتك لن تخيفني يا.. يا ريس.. فأنا لم اعد تلك الفتاة القديمة ايها الزوج العزيز.

قهقه الى ان تغلغل رنين ضحكته الى اعماق قرار روحها لتتحرر فراشاتها الناعمة وتجول وتطوف بإنفساخ وابتهاج في سائر اوردتها.. وفجأة اضطربت خفقات قلبها لتبدأ طبلة فؤادها بالعزف بجنون حينما مدّ يده وصادر نبضاتها بتلمس انامله لمكان نبضاتها التي استشرت واحتدت بقوة اعظم.. طالعته بإرتباك جلي قبل ان تشيح بوجهها بعيدا عنه ليهمس بنعومة، كاثبا وجهه قبالة رقبتها، ومتنسما رحيق عطرها النقي الذي يخطف انفاسه بلا هوادة:
- كاذبة.. انتِ تخافي تهديداتي.. ارتعاشك وخفقان قلبك وتوترك يدلون على هذا الشيء.. الا اذا كان هناك سببا اخرا..
وهو.. وهو بالتأكيد عشقك لي.

اسيرة تحكمه (سيتم تعديل احداثها قريبًا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن