البارت الثامن

113K 3.1K 601
                                    

تقول لي: لا تخافي وانتِ بجانبي..
فكيف ذلك؟ !
وانت الذي اخاف والذي اخشى..
فإذ كان حبك امانا فهو اكثر رعبا..
ولكن ما الحل؟!
اذ كان لبّي خادما تحت امرك..
----------------------

ابتعدت لين عن عماد بذعر.. وسقط قلبها ارضا وهي ترى ريس يهجم بشراسة على عماد.. فتجمدت الدماء في عروقها خوفا على نفسها وعلى هذا الذي لا بد انه يوم موته، وهي ستتبعه من هيئة ريس..

صاح ريس عاليا وهو يلكمه بقوة حتى وقع الأخير ارضا ولم يستطع حتى الدفاع عن نفسه او ان يخبر ريس بأن كل ما يتفوه به خطأ:
- اتعانقها يا حقير.. اتتجرأ اتضع يدك على ما هو ليس محرم لك وعلى من!.. على زوجتي!.. اليوم ستموت!!..

كاد عماد ان يفقد وعيه من شدة ضرب ريس العنيف له.. وكأنه اسدا وقد هاج..
تجمّع الجميع على صوت صراخ ريس الشرسًا.. فجفلوا من وضع ريس الذي يعنّف عماد بفظاعة.. ومن منظر لين المتصنمة في مكانها، تذرف شلالات من الدموع.. غير قادرة على الحراك ولا على التحدث من شدة رعبها..

تعاون جود وجواد في محاولة ابعاد هذا الوحش عن المسكين الذي كاد ان يموت من كثر الضرب الذي تعرض له.. واخيرا ابعداه عنه بقوة وصعوبة.. وفقد عماد وعيه، ولم يستطع حتى الدفاع عن نفسه من هذه التهمة الباطلة..

اما لين كانت ترتجف بإنهيار تام وهي ترى مظهر عماد الفاقد للوعي و الدماء تنزلق من جسده كالينابيع.. وازدادت ارتجافتها اكثر حينما نظر لها ريس بغضب هائل.. فإبتعدت الى الوراء بخوف جلي..

تساءل الجد محاولا السيطرة على اعصابه من فعلة ريس الشنيعة بحق ابن عمه:
- لماذا ضربته يا ريس؟!

لم يهتم ريس للإجابة.. اساسا لم يكن يسمع.. جل ما يدور في عقله هو رؤية لين في احضان رجل غيره.. وما هي بنظره ليست الا خيانة.. خاصة انه يعتقد ان عماد غير محرم لها..

اقترب ريس من لين ببطئ وعيناه تشع شرا بل اسوأ بكثير.. فوقف تلقائيا جود امامها ليحجبها عن غضب ريس القاتل.. الذي قد يودي بحياتها هي الأخرى، مثلما فعل بعماد الذي الى الان الله وحده سيعلم كيف سيكون حاله بعد تلقي هذا الضرب العنيف..
عرف جود جيدا ما يفكر به لأنه لا يعرف ان لين وعماد اخوة في الرضأعة..

همس ريس بصوت منخفض وهو يمعن النظر بلين المتشبثة خوفا ببُردة اخاها.. فتضاعف غضبه اضعافا كبير:
- ابتعد يا جود لا تتدخل بيني وبين زوجتي كي لا يحدث لك مثلما حدث مع هذا الحقير..

صاح لؤي بصوت غاضب وهو يرمق ريس بصوت حاد:
- هل انت مجنون؟ كيف تفعل هذا به؟! انت وحش!!

ابتسم ريس بتهكم وقال بصوت يحمل الكثير في طياته:
- ما زلتم لم تروا شيئا بعد!

لم يأبهوا بكلامه مطلقا.. فحمل جواد ولؤي عماد سريعا، متوجهين الى المشفى.. بينما النساء كانوا يرتجفون ويبكون من المنظر القيبح الذي رأوه، ومخافة على لين التي تقطع القلوب بهيئتها المزرية..

اسيرة تحكمه (سيتم تعديل احداثها قريبًا)Where stories live. Discover now