البارت السابع وعشرون (الجزء الاول)

46.7K 1.4K 475
                                    

ويلاه ثم ويلاه يا حبيبي من عش حبنا..
امتحقَ تحت مسراب وصبنا وترحنا..
وتزعزعَ تحت وطأة غرمائنا ومعادينا..
انيني المفتوك اخترق سرايا مجثمنا..
وزلزل سرمدينا ليلسع مستقار مرتعنا..
حائرة انا في اختيار موت وشم روحنا..
شتآن بين النار وبين الماء لأقضي على اثير وصلنا..
اأحترق ام اغرق يا خليلي في عراء شغفنا؟!
ففي كلا الحالتين سأفني روحي دما لعشقنا..
-------------------

- ما الأمر؟
هتف ريس بجدية بعد ان ولج الى المطبخ، باحثا عنها لتزدرد الخادمة لعابها سريعا وتخرج.. بينما لين الواقفة بإذبهال تطالعه بدموعها المخذولة قبل ان تهمس بحرقة:
- انا مريضة قلب ريس!! وو.. وانت اخفيت عني هذا الأمر.. لماذا؟!!

دنى منها ببطئ ليزيد من تحطيم زجاج فؤادها ونثره تحت قدميها لتدوس عليه حتى يتفاقم انين المها.. وحال ما توقف قبالتها غمغم بهدوء:
- لأن ما كان عليك ان تعرفي.. وضعك النفسي والصحي منعني من اخبارك.

- منذ متى؟ منذ متى عرفت ريس؟
تساءلت بعصبية ولؤلؤتيها التي تهدر شلالي دموعها تزداد لتطعنه بسموم اوجاعها والأجسام المضادة التي يعمل عليها جهاز المناعة في جسده يتخاور ويضعف.. فأجاب متنهدا:
- منذ الحادثة.. حيث كنتِ في المشفى.

ابتسمت بتهكم مرير.. هي اخر من يعلم انها مريضة.. اخر من يعلم انها تتلقى العلاج.. استغفلوها ولعبوا بجسدها كأنها دمية يحركونها كيفما تشتهي نفوسهم.. كأنها ورقة بالية ليس لها قيمة ولا معنى.. وليس لها حرية رأي ولا حرية تصرف ايضا..
همست بثبات اثار توجسه وقلقه عليها:
- كل هذه المدة! كل هذه المدة ريس! ماذا تظنني؟ غبية ام ماذا؟

دون شعور قبضت راحتيه على كتفيها ليهزها بعنف، هاتفا بغضب:
- كفي عن غباءك لين.. الا تعرفي ما الذي عانيته ريثما علمت؟ كدت اجن من شدة خوفي عليك! كدت اموت اذ لا سمح الله اصابك سوء او ضرر! فكيف تريدي مني اخبارك و حالتك النفسية والجسدية ايضا كانت باسوأ حال؟ هل انا مجنون لأزيد من حدة خوفك اكثر واخاطر بحياتك؟ انت ستتابعي علاجك وانا سأكون معك في المسار الذي ستسلكيه بموافقتك او دونها.. ولا تنسي كذلك يا لين انتِ لست اول ولا اخر انسانة لديها مرض القلب.. اشكري الله على كل شيء سواءا في العسر ام في اليسر.

تعالت شهقاتها وهي تغلغل ذبذبات كلماته الى ثناياها لتدرك صحة الأمر.. هي لديها مرض قلب!! هي معرضة للنوبات في اي وقت.. هي لن تتابع حياتها وتحقق احلامها كما تتمنى.. هي ستصبح حملا ثقيلا عليهم جميعا وخاصة عليه.. على زوجها! هي لن تكون حياتها طبيعية كما كانت فكذلك دون ارادتها ستجعل حياة البقية غير عادية مليئة بالمخاوف والمخاطر..
لم ترفع رأسها اليه ولم تتوقف شهقاتها التي مزقت صمامي لبه الا حينما شعرت بلمسته الخشنة تتحول الى لمسة ناعمة على وبر جلد ذراعيها لترفع رمادتيها التي تسيل منها عبرات شجية تعبر عما تعانيه.. وهمست بحزن، محاولة كتم انتفاضات شهقاتها وسد مسرب نيلُها:
- احمدُ ربي دائما وابدا يا ريس.. انا لا اعترض على حكمه وقضاءه ولن اعترض قط في عمري.. ولكن ذلك لا يعني بأنني لا استطيع ان احزن او ان اغضب.. فبقدر غضبي منك انا ممتنة لك.. اجل! انت محق ما كان يجب ان اعرف فربما كنت سأنهار اكثر واتدمر ولكن.. ولكن مع ذلك يا ريس حالما اتذكر انني كنت اتلقى علاجي في طعامي وانا بكل سذاجة اتناوله يجعلني اغضب.. اشعر الان بأنني ساذجة فقط.

اسيرة تحكمه (سيتم تعديل احداثها قريبًا)Where stories live. Discover now