البارت السابع وعشرون (الجزء الثاني)

39.5K 1.4K 920
                                    

تتيمت بك تتيم ليس له نشورِ..
عشقتك عشقا ليس له معادِ ولا ختامِ..
توسدت معك ستائر العشق الهائمِ..
دوَّنت لك عيوني ابجدية غرامي..
تغلغلت في اسوار خفقاتي وافكاري..
وها هو ملاذ هوانا يتوارى في ساحل اكداري..
وها انا القي عليك تحية وداعي وسلامي..
واعطي لنفسي حرية هلاكي دماري..

----------------
- لا اريد ان اسمع صوتك.. فقط اخرسي قبل ان اقتلك.
كرر بغضب، قابضا على ذراعيها كوحش بربري لا يرى بعيناه غير السواد لتجاهد بإبعاده عنها بكل ما تقدر عليها قواها الخوارة..

- ما بك ريس؟ ما الذي غيّرك هكذا؟!
صاحت ببكاء وشهقاتها المذعورة دكّت واهلكت حجارة الجدران الصلبة، مُعبّرة عن شفقتها الشجية على الأسى الذي يعتريها، ابيا تركها ليثوي وجهه الذي يُسرح كُهبة ودُهمة مقابل وجهها المطمور بالشجن والبؤس.. ويهمس بشراسة عنيفة اقشعرت لها كل خلية نابضة في جسدها:
- كل منا يتغير يا زوجتي.. كل منا!! سأحبسك في عريني ولن ادعك تري قط بعد الان نور الدنيا.. حتى حلمك بأن تنجدي من براثني لن تصليه وتناليه.. لن اسمح لك بفعل ما فعلته ترنيم بأبي.. سأقتلك.

توسعت لؤلؤتيها بصدمة تامة.. لا تصدق! محال هذا ليس ريس! هذا ليس حبيبها! ريس الذي يعشقها ويسعى لإبعاد كل شر واذى عنها يختلف تماما عن هذا الكائن الوعري المتوحش الذي ترى بعيناه فقط عذاب.. ترى بعيناه كره عجيب.. كره قاتل كذاك الكره يكنه نحو مجد وترنيم..
ارتكست خطوتين الى الوراء.. نافية برأسها كلامه الذي طعنها بسيف جمري ملي بالأشواك ليشعرها بتلك الغصة التي تحجب انفاسها.. تشعر بنبض لبها يزداد بسرعة غريبة.. صدرها يعلو ويهبط من الذعر الذي احاطها كظل اطلس..
همست بنبرة مزقتها الأوجاع والألام والصدمات التي تأتيها، شاجبة ان ترحمها ولو لفترة قصيرة:
- من انت؟! انت لست ريس.. انت لست حبيبي! انا ارى امامي فقط شيطان.. ارى امامي انسان مختل عقليا.

اسكتتها الصفعة التي ارجفت كل عرق على قيد الحياة في ثناياها لتتهاوى ارضا، تطالعه بصدمة ووجع فاق الحدود العاتية.. رنين صوت كفه الذي جعل صفي لؤلؤ اسنانها تصطك ببعضها تخلل اذنيها ليُغزر من دق سقمهم..
لم يرأف بها او برباط العشق الذي ابحرا به ليغار منهما السفيه والحصيف وانامله تقبض بكل خشونة على شعرها الذي كان يتلهف شوقا لتنشق عبيره والتمتع بملمسه الناعم بكل شغف..
لم تشفع عنده تأوهاتها وهي تحاول ازالة يده التي تشد على غصلاتها الملساء بكل عنف ليرفعها ارضا، هادرا بشراسة:
- سأُريكِ كيف يكون الشيطان الحقيقي.

- ابتعد عني.. اتركني.. لا تلمسني فيداك القذرة الملوثة بالخمر تدنسني.. انت بالتأكيد لست ريس.
صاحت بصوت مبحوح من شدة المقاسات والمعانات التي ابهرت وارهقت روحها.. ويا ليته شعر بها.. يا ليته استيقظ ضميره وفؤاده الذي يموت في هواها.. يا ليته كان واعٍ، مدركا بأن من يأذيها هي محبوبة حياته وملاكه وهو يجرها من شعرها الى غرفتهما، هاتفا بشيطانية لئيمة:
- اذا دعيني ادنسك اكثر.. سألوث داخلك كما تلوثت انا.

اسيرة تحكمه (سيتم تعديل احداثها قريبًا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن