البارت الثلاثون

48.2K 1.5K 858
                                    

امسكتُ كتاب الأيام لأتصفح اوراق غرامنا..
تاهت حدقتي في حروف ابجدية هيامنا..
لتذرف عبرات سقيمة ارهقتها ضراوة معادينا..
وتعج الحان الحقد من مجاثم ماقِتِينا..
يمَّمتُ منبعَيَّ الى نجومٍ اخجَلَتْ همسات صبابنا..
لتخفي نفسها شُجنًا على حال اثير وجداننا..
وتتوه القلوب والعيون بين غربة ظلام اغارنا..

-------------------
وما ان قام بحذفها داخل السيارة تحت انظار جميع العمال المذهولة اوقفه صوتا انتظر سماعه على نار مضطرمة ليخرسه الى الابد..
إستدار بعيناه الملتهبة وهتف بنبرة ذئب وجد ضحيته اخيرا ليتذوق دمائها بشراسة فادحة:
- ترنيم!!

اقتربت منه بخطوات متوترة وهي ترى لين تخرج من السيارة لتحتمي بزوجها فإبتلعت ريقها بمرارة وسقطت ارضا، ممسكة بقدمي ريس الذي يطالعها ببرود، وهتفت بنبرة باكية يشوبها الندم:
- سامحني يا بني.. سامحني ارجوك.

تفاجأت لين بما قامت بفعله.. لا تصدق ان هذه المرأة هي نفسها التي كانت تراها قبلا.. لا تصدق ان هذه المرأة هي نفسها من اذتها وتمنت الموت لها ولوالدها.. لا تعلم لما شعرت بالشفقة على حالها.. عيناها تنبعا بالصدق.. تفيضا دموع الندم المُتَرَيِّث.. لم تشعر سوى بقبضتي ريس التي منعتها عن رفع ترنيم عن الأرض.. فنظرت اليه بحدقتيها المذهولة والمتفاجئة بكمية الحقد والكره التي تطلقه عيناه لتغمغم بهدوء، متوسلة بلؤلؤتيها التي سنت دفئها، متخلية عن كل غضبها منه:
- لا تقم بفعل امرا تندم عليه ريس.. في النهاية هذه امك وهي من انجبتك.

ازداد انهمار مطر دموعها بندم احرقها حية وهي تبصر وتستمع الى زوجة ابنها التي اذتها بلا رحمة وبلا رأفة - مستمتعة بصرخات عذابها والامها - تطلب من ولدها ان يعفو عنها ويغفر لها.. تود ان تقبل قدميها وترجوها ان تسامحها هي ايضا، معترفة لها بكل ذنوبها.. بكل التدبيرات التي خططتها هي ومجد لتُفرِح قلبها بأوجاع طفلها وزوجته..
شهقت فجأة بإجفال ريثما زمجر العفريس الذي يرمقها بإستهتار غاضب:
- متأخرة جدا جدا ترنيم.. ندمك لم ولن يشفع عندي.. خيانتك لوالدي لن تذهب سدى.. قتلك له لن يضمحل بأسفك الكاذب.. محاولة خطفك لعدن واحراق قلبي عليها ليس شيئا بسيطا.. اعتداءك على زوجتي انتِ والحقير الاخر مجد لن اسكت عليه.. محاولتك العابثة في التفريق بيني وبين زوجتي من خلال دس حبوب الهلوسة لي بمساعدة الخائن سكرتيري.. كل هذا يهيجني اكثر للأنتقام منك بأفظع الأفكار التي تداهم عقلي.

لم يغفل عن الشهقة المصدومة التي سرَّحتها شفتي تلك الممسك بيدها بصلابة، مستمدا منها القوة ليتمكن من الصمود وعدم الإنهيار.. لم تكن تعرف كل اعمال والدته الفاسقة.. لم تكن تعرف مدى دناءتها غير الان.. ولكنها نادمة والرحمن يسامح ويغفر.. لا تدري ماذا تفعل!! لم تعفو عن حبيب قلبها بسهولة.. فهل ستعفو عن ترنيم، سبب المصائب كلها بهذه البساطة؟!

اسيرة تحكمه (سيتم تعديل احداثها قريبًا)Where stories live. Discover now