البارت الثالث عشر

77.5K 2K 261
                                    

عندما تنجرفي في تيار عشقي..
ستعلمي انكِ استثنائية روحي..
وستحلقي كطير شذِيْ في جنتي..
وسأخبرك بمقدار هائل حبي..
وستري ان هوسي بك هو حياتي..
وستدركي ان عيناكِ هي بصري..
لذا طَمْئِني تَكُهُنِك وتأكدي يا محبوبتي،
انكِ كل خلية نابضة في جسدي..
----------------

ها هو نسيم الربيع يقبل صارفا رياح الشتاء القارصة..
وصوت زقزقة العصافير يتعالى في الأجواء الهادئة.. وها هي الشمس الدافئة قد تهللت على اوراق الأشجار المزدهرة والنامية ليطغي عليها سحر الربيع البراق..
ويا لروعته حينما يجلب معه طيات من الامل والبهجة.. صفاء السماء الزرقاء اللامعة يضيف جوا من الأحلام الزاهية.. وما هو الربيع الا عيون تحلم بمستقبل مشرق، ومفعم بالزهور والورود.. هدوء ارتطام امواج البحر الواسع يحمل نقاء في نفوس الأرواح.. ويا لبهاء الربيع ريثما يرافقه يوم عيد الأم..

ابرزت الشمس سطوعها الفتّان لتعج الزعزعة والأضواء في قصر الجايد.. الجميع مشغول في قيام وتحضير هذه المفاجئة الضخمة لنساء الجايد - الأمهات..
بينما هناك قلوب دامية تبكي فقدان وحرمان هذه اللحظة طوال سنوات مرت.. مرت بعذاب وشقاء روحي.. ومن سيكون غير قلوب اولاءك الثلاثة اليتماء!

التفتت عدن نحو مصدر صخب صوت لين الذي يناديها، لتتجه اليها بقلب متألم دامي.. بإستمرار سنوات عمرها في مثل هذا اليوم والذي لا يسبّب لفؤادها سوى الأسى والحطام، تبكي تيّتُمها.. تبكي فقدانها.. تبكي طفولة ناقصة..
تريد الشعور بمعنى حضن الأمومة كما لم تفعل يوما، ولكن كيف؟!
تشكر الله دوما على وهبها نعمة كأخيها ريس، الذي لا يبخل عليها قط ببثها بدفئه وبحنانه..

ارتجف لبّها عندما وجدته يسرع نحوها قبل ان تتمكن من الوصول الى لين الواقفة بمدخل الحديقة، بجانب الأشجار الخضراء المزروعة بإحترافية على شكل قوس ينطلق منها سهم الأزهار الملونة بألوان الربيع البديع، تناظرهم بحزن يزيّن ملامح وجهها البريئة.. وسرعان ما كانت بحضنه تتشبث في قميصه الأسود، تضغط عليه بقبضتها الصغيرة.. وبدون سابق انذار انهمرت دموعها وتعالت شهقاتها التي لم تكن سوى اعصار في دماء ريس، الذي يزداد كرها ورغبة في الإنتقام من والدته..

رؤية صغيرته تبكي لم يكن الا بمثابة تضخم من البراكين الفاجرة التي توحي بإعصاف قادم..
مرّر انامله الغليظة بنعومة على ظهر فستانها المُدَّبَّج من الحرير النيلي.. ومن ثم رفع بيده الأخرى وجهها الذابل من الحزن ليُقبّلها اعلى رأسها، حيث تضع حجابها الأبيض الرقيق الساتر شلال شعرها الشمسي..
ابتعدت عنه قليلا هامسة بإبتسامة مصطنعة:
- انا بخير.. لا تقلق اخي، وجودك بجانبي انت وجواد وجدي هو الأهم بالنسبة لي.. انتم معقلي وملجأي.. ريس انت لست فقط اخ لي وانت تعلم ذلك، انا ارى بكل ما احتاجه.. سواءا اب، ام، اخ، صديق... والكثير بعد..

ابتسم بحزن واردف بعد ان انتبه لحبيبة قلبه وعقله التي تتقدم اليهم، ترافقها دموعها المنزلقة على وجنتيها الحمراوتين بتأثر وابتأس:
- سأبقى دوما بجانبك يا صغيرتي، وسأحميك من العالم اجمعه ومن مصائبه وفواحشه حتى لو اضطررت لأفعل امورا لا تحمد عقباها.. آمِني بذلك يا صغيرتي!

اسيرة تحكمه (سيتم تعديل احداثها قريبًا)Where stories live. Discover now