البارت السابع عشر

58.2K 1.7K 482
                                    

احبيني..
احبيني بِكل ما تملكي من مشاعرِ واحاسيسِ..
احبيني كحب لَيْلى لِمجنونها.. كحب الأطفال للحلوياتِ والألوانِ.. وكحب النجوم للقمرِ والسماءِ..
اعطيني كل ما لديكِ وكل ما بوسعكِ..
اعطيني ولا تبخلي عليَّ ابدًا..
ادثريني بحنانكِ.. وافعميني بدفئكِ..
دعيني اقسو واعذبكِ كيفما اريد..
تحمليني حين أُجافيكي وأُشاجيكي..
وتذكري انني اعشقكِ فقط يا خليلتي..

--------------------

جفلت بذعر ريثما سمعت صوت حاد يزمجر بغليان:
- الم اخبرك ان تنامي؟! ومن كنت تكلمي في هذا الوقت يا زوجتي؟!

ابتلعت ريقها بتوتر وهو يُشرف عليها بجسده العتِّي الشاهق، واضعًا منشفة بيضاء على رقبته، عار الصدر وكاشفًا عن عضلات صدره المتينة.. فهمست بإضطراب من شحنات الغضب المنطلقة من عيناه كسيوف قاصِلة تخترق جسمها بقوة:
- حاولت ان انام ولكنني سمعت صوت هاتفي يرن لذا نزلت لأرى من المتصل و..

وقبل ان تستمر في تبريرها له كان يجذب هاتفها بيده ليلقيه بإنفعال وهيجان على البساط البنفسجي المندثر على الأرض.. فشهقت بخوف وهو يصيح بها بعنفوان:
- لا يهمني.. فليحترق هاتفك اللعين وليموت من يتصل.. لا يعنيني شيئا غير ان كل ما اقوله يُنفذ.. اياكِ يا لين مرة اخرى ان تعصيني.. والان الى الأعلى دون حرف واحد..

زفرت راجية الصبر واقتربت منه اكثر ثم سحبت المنشفة عن عنقه واردفت بخفوت، متجاهلة كل ما يهتف به بشكل تام:
- دعني انشف لك شعرك فلا يزال مبلولًا..

امسك يدها، ضاغطًا عليها بقوة المتها وهو يهدر بشراسة:
- لا اريد.. للأعلى يا لين.. رأسي يؤلمني بما فيه الكفاية ولا تزيدي لي الصداع بكلامك الكثير..

تحاملت على نفسها وهي تشعر ان يدها تعتصر تحت وطأة ضغط قبضته السميكة.. ووضعت يدها الأخرى حول ظهره حتى تعانقه.. فإنصدم بشدة من تصرفاتها الغير معقولة ودون ادراك منه كان يترك يدها رويدًا رويدًا وينجرف معها في عناقها الدافيء..
ابتسمت لين براحة ريثما رأته يهدأ.. وبدأت بتمرير يداها على ظهره العاري بحنان حبيبة، حنان صديقة، والأهم حنان أم يفتقد حضن دفئها.. فتصلب ظهره من فعلتها وقشعريرة حادة تسير في عموده الفقري.. ثم همس بتنهيدة حارة وهو يدفن رأسه في جوف عنقها لتحرق قلبها وروحها، مُستنشقًا رائحتها الطفولية:
- انا مرهق يا لين.. متعب حد الموت من المشاكل المُلقى على عاتقي..

قاطعته بلهفة وهي تشدّ على جسده بذراعيها فتراخى جسده تحت وطأة جسدها الذي يتداخم مع صدره الصلد الراسخ وهي تنشج بروحا هائمة ملسوعة:
- لا سمح الله حبيبي.. لكل مصيبة يوجد حلًا تأكد من ذلك.. ولا تنسى ان الله يحب الصابرين فإلجأ اليه، عسى ان يفرج لك كربك ويشرح لك صدرك.. واضافة الى ذلك تذكر ان بعد كل عُسر يُسر فهوِّن على نفسك ريسي وفكر بعقلانية وحكمة..
انا لا اريد ان اضغط عليك لتقول لي ما حدث ولا اريد حتى ان اعرف رغم فضولي الشديد، لكن كل ما استطيع قوله الان لك يا ريس انك قادر على حل اكبر مصيبة قد تواجهها.. فإنت هو رجلي الكامل في نظري.. الذي لا ينقصه شيئًا ليتمكن من تجاوز اي عاقبة قد تواجهه وخاصةً اذ كان من يُعينك هو الله..

اسيرة تحكمه (سيتم تعديل احداثها قريبًا)Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt