البارت التاسع وعشرون (الجزء الثاني)

43K 1.4K 694
                                    

امتطيت جمل الصحراء ليقلني الى عاهل عرشي..
تخطيت عراقيل الجفاف الجلف لأُصَب تحت قدمي اثيري..
**
ولكن، لم اكن ادري انني سأُضَل في اجتثامة مشقات..
ولم اكن ادري ان جَمَلي ماكِرٌ مُؤاتٍ مع محبوب الفلذات..
**
انجذمت انفاسي من مكائد النفوس التي لا تحدب ولا تعطف..
وانبتلت حروف اهاتي من اوجاع تتدلهم على وتر العطف..

----------------
ربضت عدن على المقعد الأمامي بجانب اوس بعد ان اعلن عن وصوله بإتصاله.. ثم القت عليه تحية السلام ليبادلها اياها بحب كبير..
اعجبها الملابس الرياضية التي يرتديها لأول مرة امامها.. كان يتأزر بنطال ابيض قصير وبلوزة بنفس اللون دون اكمام، ذات الماركة الشهيرة المعروفة ب "adidas".. لم تستطع اناءة بحريها عن عضلات صدره البارزة، وعضلات ذراعيه الرجولية..
ذقنه الحليقة تثير جنون هيامها به.. شعره المُنسق بإجادة مُتقنة يستلب حواس عقلها، ويُهيجها على التأبط به ودثره بين جناحيها..
لم تكن تعرف ان لمعان مقلتيها المتألق سافرٌ لحدقتيه التي تنسمتها النظرة العاشقة الا ريثما همس لها بغرور مُحبب:
- اعلم انني وسيم.. ولكن ان بقيتِ تنظري الي بهذه الطريقة لا اعلم ماذا قد افعل في التو وفي هذه اللحظة.

قهقهت بخجل وجذل، موجهة سبيل نظرها الى الطريق، ومغمغمة ببشاشة ناعمة:
- مغرور جدا جدا.

- وانا احبك جدا جدا.
اجابها بنبرة ساحرة لتتورد وجنتيها وتتطلع اليه بحب شديد وتردف لأول مرة له، وجهًا لوجه:
- وانا احبك اوس.. احبكَ انت يا من كنت ابغضه واكرهه.. احبك!

- سأفعل حادث يا فتاة.. اعترافك ليس بمكانه الان.
تمتم بحنق لتضحك بخفة، لاهثة خرف الغرام..
وما هي الا دقائق قليلة كان اوس يرسي سيارته البيضاء على حبيبات التراب الرطبة لتتوغل حدقتي عدن ببهجة، متوسمة بجمال هذه المزرعة الغريبة والمبهرة من كثر جمال خضارها ومياهها، وجمال الحيوانات التي تتجول بها.. فغمغمت بإنبهار ورواء:
- ما شاء الله!! اين نحن اوسي؟

اجّمَ عن مقعده، خاطِيًا بقدميه نحوها.. ثم فتح الباب لها ومدّ يده برفق لتمسك بها قبل ان يسوِّغ لماستيه الداكنة التمتع بالنظر بما حوله..
كان يمتد في مدخل المزرعة اعشاب ناعمة متشابكة ببعضها، يتوغلها ورود حمراء.. وفي الجوانب هناك شلالات مائية يستوطنها بعض الحيوانات الصغيرة.. ثم الى الأمام تبدأ المساحة في الإتساع اكثر لتُضاح اشجار الفاكهة الشهية مع حصان ابيض وفرس يسحب العين اليه من شدة جماله..

سار اكثر، مُمسكا بيدها ليحثها على التقدم معه الى جوف المزرعة كي يتأملا الكوخ الصغير الذي يتوسد اشجارا خضراء قبل ان يهمس بإبتسامة حزينة:
- هذه مزرعة ابي وامي.. مزرعة حبهما.. ابي رحمه الله بناها واهداها لي في يوم ميلادي الخامس عشر لتكون مزرعتي انا ومحبوبتي.

ابتسمت له ابتسامة دافئة اجدت النيازك المقشعرة في ثناياه لتسحق الامه تحت وطأة حنانها الحبيب واردفت برقة رهيفة:
- فليرحمه الله اوسي.. ولو قدرت لأهديتك روحي من شدة حبي لك.. انت هيصري.. اسدي الحامي الحنون.. الذي لو نبشت في الكواكب كلها لن اجد مثلك.

اسيرة تحكمه (سيتم تعديل احداثها قريبًا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن