◇حرب◇

1.9K 92 6
                                    

لم تستطع تحمل كل ذلك الضجيج فقررت العودة بمفردها بسيارتها . اتجهت نحو باب الحديقة و في تلك اللحظة قد دلف زيد رمقا بعضها البعض بنظرات تحد و حقد و توعد ثم واصل كل منهما طريقه في اتجاه معاكس للاخر .
______________________________________

عادت آيات إلى القصر و كانت الدموع تنساب على وجنتيها رأتها إحدى الخادمات وحاولت استفتارها فهي و لأول مرة تراها تبكي لذا قلقت عليها جدا : آيات عزيزتي مابك لماذا تبكين .

مسحت دموعها ثم قالت : لا يا خالة لست ابكي أريد فقط أن أرتاح قليلاً .

ثم اسرعت اتجاه غرفتها و ما إن فتحتها حتى دلفت نحو الحمام.

فتحت مرش المياه و جلست تحته بثيابها تضم رجليها إلى صدرها و تبكي بحرقة و شدّة .

هي أهينت اليوم و لاول مرة .
لم تسمع طوال حياتها كلاما آلمها بشدة كاليوم حتى والدها لم يرفع صوته عليها أما هو فلم يتردد في فعل ذلك بل و إن لم تكن فتاة لكان قد صفعها .

هو قال انها عديمة الشرف و الأخلاق تسعى وراء المال . ولكن هل يعلم هو كيف وصلت الى هذه المرتبة العالية .

هي التي لم ترضى في حياتها ان تأخذ ولو قرشا واحداً من والداها رغم ثرائه الفاحش بل واجهت كامل افراد عائلتها عندما ارادت ان تعمل بدوام جزئي حتي تستطيع أن توفر أقساط جامعتها و عندما رفضت عائلتها ذلك مدعين أنها لا تحتاج للعمل قالت انها تريد ان تعوّل على نفسها . تريد أن تصنع ذاتها بمفردها و تريد ان تثبت لكل الناس انها آيات يوسف الفتاة التي تعبت و ضحت لتثبت ذاتها بنفسها و تكوّن لنفسها مكانة مرموقة في المجتمع . اصرت على ذلك إلى أن وافقت عائلتها فاشتغلت نادلة في مقهى ثم موزعة جرائد إلى أن انهت جامعتها و تخرجت و حصلت على شهادة في الهندسة ، وقد قررت حينها ان تشرع في تكوين شركتها الخاصة و التي تحمل بصمتها الشخصية .

هي لم تستعن في حياتها باسم عائلتها لحل مشكلة واجهتها او للوصول إلى مبتغاها بل عولت على ذكائها و صبرها و ايمانها القوي بالله لذلك هي تستحق و بجدارة أن تكون فردا من عائلة يوسف .
هي فقط أرادت أن تعيش حياةً طبيعيّة كباقي الناس بعيدة تماماً عن أنظار الشهرة و قد نجحت في ذلك.

وضعت راسها على ركبتيها فامزجت دموعها بالمياه . ظلت على تلك الحالة لبضع دقائق إلى أن توقفت دموعها ثم نهضت و نزعت ثيابها المبللة و استحمت ثم ارتدت ملابسها و جففت شعرها لتخرج بعدها متجهة الى فراشها و تدلف تحت الغطاء محتضنة وسادتها مستسلمة للنوم العميق فقد ارهقها بكائها مما سبب لها آلاما حادة في راسها ثم أنها كانت متأكدة أن والدها فور وصوله للقصر سيتوجه نحو عرفتها ليستفسرها عن سبب عودتها مسرعة وهي لم تكن مستعدة لذلك فاطبقت جفونها و غفت بسرعة .

وقد حدث ما توقعته فمنذ اجتياز السيد عمر و زوجته و ابنته الباب حتى سأل احدى الخادمات .

أحببتها فخدعتني *قيد التعديل*حيث تعيش القصص. اكتشف الآن