أحببتها فخدعتني *قيد التعديل*

◇ من أنا !! ◇

يوم مشمس أشرق على مدينة بيروت لتتلألأ زهوّاً وهي تحتضن البحر و الجبل في آن واحدٍ.

يوم مشرق يجعلنا نأمل حياةً سعيدة و هادئة نحياها بشكر و حمد الله على نعمته إلى جانب أحبّائنا.

يوم جديد في حياة أبطالنا يحمل خفايا بين طيّاته لتكون جيّدة للبعض و سيّئة للغير.

و ربما تكون بداية سعيدة تخفي خلفها كذباً يدمرّ كلّ لحظاتٍ كانت مهمة في حياتنا.
--------------------------------------------
كانت آيات في المتجر الألعاب تشتري كلّ ما يقع عليه نظرها و يبدو لطيفاً ثمّ تدفع ثمنها و تخرج لتتوجه نحو محلّ الحلويّات و تشتري علبة من قطع الحلوى.

أليس الأطفال من عشّاق الحلوى.. بالطبع و هل هذا سؤال بل سيفرحون كثيراً بتناولها و بتلك الألعاب و حتى تواجدها إلى جانبهم سيشعرهم بحبّها .
هذا ما كانت تفكر به آيات أثناء قيادتها بإتجاه دار الأيتام.

لم تعد تزور أولئكَ الأطفال الذّين يعتبرونها أمّاً لهم دائماً في هذه الآونة الأخيرة شوقها كان يزداد يوماً بعد يوم إليهم و هي متأكدة من أنهم كذلك.
لطالما كانت تزورهم يوميّاً فتشاركهم لعبهم و مرحهم حتى أنهم أصبحوا جزءاً من حياتها.

وصلت إلى وجهتها فنزلت من السيارة محمّلة بالأكياس ثمّ دلفت المكان لتحيّي مديرته و تسأل عن مكان الأطفال فتجيبها الأخيرة بتواجدهم في الحديقة حيث يلعبون .

توجهت إليهم لتجدهم منغمسين في اللّعب مع شخص لم تتبيّن ملامحه و قهقهاتهم تعلوا المكان حتى أنهم لم يلاحظوا وجودها فأدركت كم هو مهمّ بالنسبة إليهم هذا الشخص و كم يحبّونه.

دقائق مرّت وهي تراقبهم دون أن تدرك هويّة هذا الشخص المجهول حتى تفطّن أحدهم إلى وجودهم و قد كانت الفتاة لارا التي صرخت بحماسٍ :

- أمّي آيات.. أمّي قدمت.

ثمّ جرت نحوها تعانقها و تشبع شوقها و حنينها إليها.

و بقولها ذاك تبعها جميع الأطفال صارخين هم كذلك :

- أمّنا آيات.. أمّنا.

ثمّ إرتموا بأحظانها يقبّلونها و يسألونها عن سبب إختفائها.

برّرت لهم سببها ثمّ وزّعت عليهم الألعاب و الحلوى ليتناولوها و الفرحة تغمرهم.

و ما أجمل أن ترسم بسمةً على ثغر يتيمٍ .

ما أجمل ذلك الشّعور .

مسكت لارا يد آيات و قالت وهي تجرّها خلفها :

- أمّي تعالي لنعرّك على والدنا..

مسحت آيات على شعرها بإبتسامة و تبعتها و بقيّة الأطفال من حولها.

وصلوا نحوه لتقول لارا من جديد :