أحببتها فخدعتني *قيد التعديل*

◇قرار◇

كانت تنظر الى السقف بشرود تام إلى أن رن المنبه عند آذان الفجر معلنا عن يوم جديد ، يوم قررت تنفيذ قرارها فيه .

اغلقت المنبه و تمتمت بسخرية : و كأنني نمت .

ثم اتجهت إلى الحمام اغتسلت و توضأت ثم خرجت لترتدي أسدالها و تقيم الصلاة . اطالت السجود في ركعتها تدعو الله و تطلب عفوه و غفرانه و أن ينير طريقها و يحفظ عائلتها من كل شر . ثم قرأت بعضاً من القرأن الكريم لتنهض إثرها متجهة نحو شرفة غرفتها .

فتحت نافذتها لتملئ رئتيها بالهواء المنعش ثم اخذت تراقب السماء.

لطالما كانت هذه عادتها تقف لساعات عديدة تشاهد منظر شروق الشمس إلى أن يحين وقت استعدادها للذهاب إلى عملها . إلا انها اليوم ظلت تفكر في ذلك القرار الذي اتخذته مما زادها اصرارا و عزيمة على تنفيذه .

لم تعلم كم من الوقت ظلت واقفة على تلك الحال إلى أن سمعت طرق باب لتقول : تفضل .

فتح الباب ليدخل عمر بابتسامة حنون قائلا : صباح الخير بنيتي .

آيات : صباح النور أبي .

عمر : كيف حالك اليوم .

آيات : بخير الحمد لله .

عمر : جيد جداً .. ما بالك البارحة لم تكوني على ما يرام هل حدث شيء ما ازعجك .

ابعدت ناظريها عن والدها فلطالما كان الوحيد الذي يفهمها جيدا : لا شيء أبي فقط شعرت ببعض الإرهاق .

فتأكد عمر أن ابنته تخفي شيئا لا تريد مصارحته به : آيات أعلم جيداً أن كلامك هذا غير صحيح لذا أخبريني علِّي استطيع مساعدتك عزيزتي .

آيات : شكراً أبي و لكن حقاً لا يوجد شيء يدعو للقلق .

عمر : هل حصل خلاف بينكما البارحة .

آيات : لا أبي لم تحصل اية مشكلة .

عمر و هو يقبل جبينها : حسنا عزيزتي لن اضغط عليكِ اكثر و لكن ليكن في علمك انني كنت و مازلت ذلك الصديق الذي تستطيعين مشاركته اسرارك .

فإبتسمت آيات لكلامه الذي بعث الدفء في قلبها و قالت : شكراً أبي انا اعلم ذلك و لكن حقاً لا يوجد ما هو مقلق .

عمر : حسناً و انهضي لتنزلي فالفطور قد حظر.

آيات : حسناً اسبقني انت و سأوافيك بعد قليل.

عمر : كما تريدين.

و ما إن التفت ليخرج حتى استوقفه صوت آيات و التي كانت تقول بتردد : أبي هل لك ان تحضنني.

عندها تأكد عمر أن ابنته ليست بخير لكنه لم يرد ان يصر عليها لتخبره ففتح ذراعيه ليقول : تعالي يا صغيرتي.

ارتمت آيات فوراً في احضانه شادة على عناقه .

هي شعرت انها تريد عطفه و تريد أن يباركها في قرارها ذاك فقالت : احبك ابي.