◇ألم يمحيه حبّ◇

1.4K 54 14
                                    

كان زيد جالساً في حديقة منزلهم رافعاً رأسه إلى الأعلى و يطالع السّماء بعينيه.

لحظات أمضاها برفقتها لا تفارق خياله.. فرحتها لدرجة أنها عانقته.. ضحكتها التي أنارت حياته و بعثرت كيانه لتصبح كل شيء جميل بحياته.

لا يعلم كيف تسلّلت إلى قلبه و تربّعت على عرشه بعد أن أحكم هو إغلاقه و حوّلت الجليد الذّي يغّلفه إلى أحاسيس و مشاعر .

إفتقد لحظات كانت قليلة قضّاها برفقتها لكنّها تكفيه ليدرك أنّه أصبح هائماً بعشقها.

إفتقد تصرّفاتها الطّفولية المخفيّة خلف هدوئها و عسليّتيها اللّتان تطالعه بهما.

و الأهمّ أنه إفتقد وجودها إلى جانبه.

إبتسامة شقّت طريقها إلى وجهه فمن كان يعتقد أن زيد الأمس هو زيد اليوم و السّبب فتاة.

يتمنّى إختفاء مشاعره تجاهها و يعود كما كان سابقاً.
لكن ذلك صعب.. صعب جداً.

شعر بيد توضع على كتفه إنتشلته من تفكيره ثمّ ظهر جدّه فإستقام في جلسته و جلس جّده في المقعد المجاور له و ربّت على كتفه وهو يقول :

- لما تجلس بمفردك في حين أن الجميع في الدّاخل.

إبتسم بهدوء و أجاب وهو يضغط على عينيه بيديه :

- لاشيء جدّي .. أنا متعب فقط من السّفر و لم أنم جيّداً .

بادله الجدّ الإبتسامة ثم أردف من جديد :

- و كيف كان سفرك.

إكتفى زيد بإجابة بسيطة و مختصرة ترافقها إبتسامة مطمئنة :

- كان جيّد.

مال جدّه برأسه نحوه بتسائل و الإبتسامة لا تفارق محيّاه :

- لم تكن هذه إجابتك المعتادة .

عقد زيد حاجبيه في تسائل فإستأنف جدّه التّوضيح :

- أعني أن إجاباتك كانت مماثلة .. كنت دائماً ما تخبرني أن سفرك كان كالعادة مماثل للّذي قبله.

صمت زيد دون أن يجيب فهو لا يستطيع أن ينكر أن سفره الأخير مماثل للّذي قبله و إنّما هو مميّز بل مميّز جدًّا و ما يميّزه تواجدها هي فيه.

مسد جدّه على ظهره بدفء و قال :

- لا داعي لإخباري.. كنت أعلم منذ البداية بما حصل هناك.

تجنّب النّظر إلى جدّه و عاود النظر إلى اللّاشيء .

- لا داعي لتجاهل ما تشعر به أو إخفاء مشاعرك.. كلّنا ذلك الرّجل.. نحبّ و نخفي لكنّنا نعجز في النّنهاية عن كبت مشاعرنا و نضعف..إذن هل تحبّها .

عاد زيد للصمت من جديد.. يريد أن ينكر لكنّه لن يستطيع خاصّة أمام جدّه.. و الأهمّ إلى متى سيظلّ ينكر ذلك.

أحببتها فخدعتني *قيد التعديل*حيث تعيش القصص. اكتشف الآن