◇إهتمام◇

1.3K 61 19
                                    

يومان مرّا على مكوثها في المستشفى وهي تصرّ على نومها ليلاً بمفردها.

هي لا تريد أن ترهق أحداً  و لا أن تكون عبئاً على عاتق أحد و لكن هي لم تكن تعلم أنها بذلك كانت تسهل مهمته.

كانت الامطار تنهمر بغزارة في تلك الليلة و العواصف الرعدية تقصف بشدة .

كانت تتنفس بصعوبة و العرق يتصبب من جبينها جرّاء ذلك الكابوس الذي صار جزءاً من حياتها منذ وقوع تلك الحادثة.

كانت تتمتم : إبتعد.. أرجوك.. أرجوك.
ثم صارت تطلب الماء.

فتحت عينيها وهي تعتقد بأن أحد الممرضات قد أحضرت لها ماءًا و لكنها تفاجأت به هو يفعل.. آخر شخص إعتقدت أنه قد يفعل..
زيد

توسعت عيناها صدمة لرؤيته و سرت في جسمها من قمة رأسها إلى أخمض قدميها رعدة كانت أعنف ما يمكن لأوصالها و صوتها الذي عكف داخل حنجرتها يرفض النبوس بأي كلمة.

كانت عيناه مركزتان عليها يراقب دهشتها من وجوده و كفاحها لإخراج صوتها.

مرت دقائق و الصمت بينهما قائم فقط تواصل أعينهما.

ظل يتأملها بعمق عينيها وهي متسمرة إلى أن تقدم خطوة نحوها لتعود هي إلى الواقع و تتسع عينيها .

نهضت فوراً من فراشها وهي تشعر بالغضب و الخوف و الرهبة .مشاعر مختلفة بمجرد رؤيتها له و لكن أولهم الخوف هي خافت منه رغم أن الغضب يسيطر عليها .

خافت أن يأذيها ثانية .

خافت أن ينتقم منها ثانية بطريقة أبشع و أفضع .

صحيح أنه أنقذها و لكن هذا لا يمنع أنه لن يواصل سلسلة إنتقامه.

تجمعت الدموع في مقلتيها و صرخت : إبتعد.. إبتعد و لا تقترب.. ماذا تريد مني بعد.. ألم يكفيك ما فعلته.. ألم يكفيك رؤيتي أتعذب..

نظرت إلى يدها اليمنى و مسحت عنها بعنف ثم نظرت له و قالت : ألم يكفيك هذه العلامات الموزعة في كامل جسدي.. ألم يكفيك أنني صرت أقرف من نفسي و لا أتحمل حتى النظر في المرآة.

خذلتها قدميها فسقطت على الارض و تلك الشلالات منسابة على وجنتيها.

رفعت نظرها نحوه ليرى نظرة غضب و عتاب
و ربّما خذلان.

أخذ نفسا عميقا ثم قال : ليس ذنبي أنكي لست نِدًّا لمواجهتي و ليس ذنبي أن جمالك المفرط أغرى ذلك الحقير و لكن هذا لا يعطيك أي حق لرفع صوتك في وجهي.. بالنسبة إليّ إنقاذي لكِ و سهري لحمايتك كلها أسباب تشعرني بعدم إرتكاب أي ذنب .. هذا كان درساً لكيْ تفكري ألف مرة قبل التفوّه بكلام تافه و أتمنى أن يكون هذا آخر لقاء بيننا.

إنفجرت صارخة : لا تقلق حيال ذلك فهذا شعور متبادل لا أنا أريد رؤيتك أو حتى سماع إسمك.. يكفي ما عانيته منذ لقائي بك.

أحببتها فخدعتني *قيد التعديل*Where stories live. Discover now