◇ندمت على حبّي◇

1.3K 56 45
                                    

كانت آيات تعمل في مكتبها تستعدّ لعرضها الذي ستقدمه بعد أسبوعين أمام لجنة شركات عالمية من بينهم زيد.

بذكر زيد إبتسامة عريضة شقّت طريقها نحو ثغرها لتجعلها تترك ما بيدها من قلم و ترخي رأسها على كرسيها .

لكنها سرعان ما إختفت بإحساسها أنها تظلمه.

تظلمه وهي تعلم أن فعلتها ستدمّر صداقتهما.

تظلمه وهي لا ترغب بذلك.

رنين هاتفها إنتشلها من أفكارها معلناً عن إتصاله لتحمله مجيبةً :

- مساء الخير.

- مساء النور كيف حالكِ.

- بخير وأنت.

- بخير كذلك.. أريد أن ألتقيكِ اليوم بخصوص شيء مهم.

- هل كل شيء بخير.

- أجل كذلك.

- حسناً أنا أنتهي من العمل عند السادسة مساءً أين تريد أن نلتقي.

- سأنتظركِ في مطعم العمّ مصطفى.

حسناً إذاً أراك لاحقاً.

- حسناً إلى اللقاء.

أنهت مكالمتها و وضعت هاتفها إلى جانب تلك الأوراق المكدّسة لتلملم شعرها على شكل كعكة فوضوية و تستأنف عملها من جديد.
-----------------------------------------------
ركنت سيارتها أمام المطعم و أخرجت هاتفها من حقيبتها لتتصل به. دقائق قليلة حتى أجابها لتقول :

- ألم تصل بعد زيد.. الأضواء مطفئة و أعتقد أن المطعم مغلق.

- بلى آيات أنا في الداخل.. تعالي.

إستغربت إجابته و كانت ستتحدّث من جديد لولا إنهائه المكالمة.

نزلت من السيارة و دلفت المكان لتجده مظلماً يخلو من الأصوات أو الضوضاء.

وقفت في مكانها وهي تنادي عليه:

- زيد.. زيد أين أنت.

و ببطء شديد أنيرت الأضواء بخفوت لترى أرضاً مفروشة بالورود تتوسّطها طاولة لشخصين تزينها الشموع و قد وضع عليها أكل و في ركن بعيد عن تلك الطاولة مجموعة من العازفين الذين إستأنفوا العزف فور إنارة المكان.

تسمرت في مكانها تحاول تصديق أنها تحلم أو أنها قدمت إلى مكان خاطئ لولا ظهور زيد من خلفها وهو يمدّ يده لها قائلاً :

- مرحباً بوجودكِ.. تعالي.

وضعت يدها بيده و لا تزال لا تفقه شيئاً فقط الصمت الذي يخيّم عليها و لسانها لا يريد التلفّظ بكلمة.

جلسا حول الطاولة ليقول بإبتسامة :

- لابدّ أنّكِ جائعة و لم تتناولي شيئاً.

لكنّها لم تنبس بكلمة ليسألها :

- مابكِ آيات.

تنفست بعمق ثم همست :

أحببتها فخدعتني *قيد التعديل*حيث تعيش القصص. اكتشف الآن