◇مؤتمر فجئي◇

1.7K 54 39
                                    

" يرجى من المسافرين الكرام ربط حزام الأمان و الإستعداد لحطّ الطائرة بمطار دبيّ الدولي "

إلتفتت آيات إلى زجاج النافذة الصغيرة بجانبها بعد أن ربطت حزام أمانها منتظرة إحتكاك الطائرة بالأرض.

ذهابها إلى دبيّ ليس إلا تلبيةً لرغبة والدها و ستحضر هذا المؤتمر كما طلب منها.

نزلت من الطائرة و توجهت نحو المطار لتنهي إجراءات وصولها ثمّ توجهت نحو الفندق حيث يقيم به جميع المدعوّين لحضور المؤتمر من رجال أعمال و أصحاب الطبقة الرّاقية الذين تكره تواجدها معهم.. لا يهتمون سوى بمظاهرهم و ثرائهم.. رجال يتنافسون على المناقصات و المزايدات و نساء بأحاديثهن التي لا تنتهي عن مشترياتهن من أرقى و أفخم الماركات العالمية أو أين قضّين برفقة أزواجهنّ العطلة ممّا يسبب نفورها و يجعلها تكره كونها تنتمي إلى تلك الطبقة.

لا يعلمن أن ثمن حقيبة قد إشترتها سيدة يمكن أن تطعم عائلة فقيرة أو تساعد في شراء مستلزمات دراسية لأطفال متسولين أو حتى تساهم في علاج مرضى السرطان و القلب.

و لكن من يهتم فبعضنا إستسلم لشهواته في الحياة الدنيا و بات لا يفكّر سوى في تكوين ثروة هائلة تجعله حديث الصحف و المجلاّت.

عند وصولها تأكدت من وجود حجز لغرفة بإسمها ثمّ أستلمتت مفتاح الباب و توجهت نحو غرفتها. صعدت المصعد و ما ان توقف في الطابق الذي تتواجد فيه غرفتها حتى نزلت و خطت نحو باب الغرفة ففتحته ثم دخلت و إرتمت فوق سريرها من فرط التعب.

إسترخت قليلاً ثم نهضت و توجهت إلى الحمام كي تستحم و تزيل عن نفسها عناء السفر.

أنهت حمامها ثم جففت شعرها و إرتدت ملابسها و جلست فوق السرير بيدها هاتفها و تتصل بأسيل.

لم تمرّ لحظات حتى أجابت الأخرى بصراخ :

- آيات.. الحمد لله أنكِ إتصلتي كيف حالك.

- بخير أسيل وصلت منذ ساعتين و ها أنا في الغرفة الآن.

- و ماذا ستفعلين.

- لا شيء.

- مالذي تعنيه بلاشيء.

- أقصد اليوم لا يوجد شيء لفعله غدًا سيكون الإجتماع ثم أعود.

- قطعتي كلّ هذه المسافة لأجل يوم واحد فقط.

- لا أعلم ربّما يخلق عمل من العدم و أضطر للمكوث هنا لأسبوع.

ما إن أنهت كلامها حتى طرق باب الغرفة لتقول :

- لا تنهي المكالمة أسيل ثمة من يطرق الباب سأفتح و أعود.

- حسناً أنا بإنتظارك.

نهضت من سريرها و توجهت نحو الباب لتفتحه فيظهر من خلفه إمرأة في عقدها الرابع بوجه بشوش مرتدية ملابس رسمية و حذاء ذو كعب عالي.

أحببتها فخدعتني *قيد التعديل*Where stories live. Discover now